صمت الإفتاء والنور عن البهرة لعلاقتها بالسيسي!!
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
البهرة طائفة تنتسب للمذهب الشيعي، ولها تاريخ يتعلق بنشأتها وأفكارها، وليس لها كتب ومصادر تعرف الناس بمذهبها التفصيلي، أو أصول اعتقادها، وليس من اليسير الوصول إليه كباحث، أو من يريد التعامل معهم من حيث الحكم على تفاصيلهم العقدية والفقهية.
يعرف تاريخهم من حيث النشأة، ومن حيث مواضع تمركزهم في الهند بما يمثل كثافة وجودهم، ومنذ سنوات بدأ نشاطهم في مصر يزداد، وإن بدا كنشاط تجاري، منذ الستينيات من القرن الماضي، ثم دخلوا مرة أخرى وبدأ اسمهم يطرح على الساحة، عندما طلبوا من الرئيس السادات أن يقوموا بتجديد مسجد الحاكم بأمر الله، وهو ما تم بالفعل.
ثم تواجدوا أيضا بشكل سياحي في مصر في عهد مبارك، وكنا نراهم ونحن طلبة في الأزهر، حيث كانت كليتنا (كلية الدعوة الإسلامية) في الجامع الأزهر، على نظام الدراسة القديم، يجلس الدكتور على كرسي الشرح، ونجلس نحن الطلبة على سجاد المسجد، فكنا نرى بحكم أن المسجد مزار سياحي أيضا، كنا نرى أشخاصا من باكستان والهند بلباسهم الهندي المعروف، يزورون الجامع الأزهر، وتزداد زيارتهم لمسجد الإمام الحسين.
وزاد تواجدهم في هذه الآونة تجاريا، ولما جاءت ثورة يناير حتى الانقلاب، لم يكن لهم بروز قوي بل حدث ما يشبه التخفي قليلا وقتها، ثم عادوا للظهور مرة أخرى، في إبريل سنة 2014م، ليظهر زعيمهم مع السيسي مقدما تبرعا منهم لصندوق تحيا مصر، قيمته عشرة ملايين جنيه، وهو ما أصبح عادة كل فترة يتبرعون بالمبلغ للصندوق، مع مقابلة من السيسي لهم، وحرص من الإعلام على إبراز هذا التبرع.
ثم دخلوا على مساحة تجديد مساجد أخرى لآل البيت، فساهموا في تجديد مسجد الإمام الحسين، والسيدة نفيسية، وغيرها من المساجد المتعلقة بآل البيت، وموقف السلطة في مصر مفهوم من حيث قبول تبرعهم، أو تجديدهم لبعض المساجد، فمثل هذه العلاقات في ظل السلطة الموجودة لم يعد يستغربه أحد، أو يسأل عما وراءه.
لكن اللافت للنظر هنا هو صمت جهتين دينيتين، كانت لهما مواقف سابقة من البهرة، والشيعة بوجه عام، الجهة الأولى، هي دار الإفتاء المصرية، والتي أصدرت فتوى في الثامن عشر من فبراير سنة 2014م، أي قبل تبرعهم للسيسي بشهرين، وكانت فتوى الإفتاء واضحة وشديدة ضد البهرة.
كانت فتواهم تقضي بأنهم فرقة منحرفة، لا يحل للمسلم أن يأكل طعامهم، ولا أن يتزوج منهم، ولكن الفتوى بعد أن كانت على موقع الإفتاء، ولها رقم، تم حذفها تماما، ولم يعد لها وجود في أرشيف الدار، ولا الموقع، ولا يستبعد في ظل الهيمنة الأمنية والعسكرية على كل مفاصل الحياة في مصر، من حدوث ذلك، فتسييس القضايا الدينية موجود على مدار التاريخ، ولكن التدخل بشأن فتوى تتعلق بفرقة أو طائفة، هذا هو الجديد، لأن السؤال لم يكن متعلقا بالبهرة بشكل عام، بل متعلق بسؤال عن الزواج، ولذا كانت الإجابة وإن كانت خاصة بالزواج، لكنها كاشفة عن موقف الإفتاء من الطائفة.
لما جاءت ثورة يناير حتى الانقلاب، لم يكن لهم بروز قوي بل حدث ما يشبه التخفي قليلا وقتها، ثم عادوا للظهور مرة أخرى، في إبريل سنة 2014م، ليظهر زعيمهم مع السيسي مقدما تبرعا منهم لصندوق تحيا مصر، قيمته عشرة ملايين جنيه، وهو ما أصبح عادة كل فترة يتبرعون بالمبلغ للصندوق، مع مقابلة من السيسي لهم، وحرص من الإعلام على إبراز هذا التبرع.الجهة الثانية، هي حزب النور، وهو الجماعة السلفية بقيادة الشيخ ياسر برهامي، وهذا الفصيل كان وقت حكم الدكتور مرسي رحمه الله، متحفزا ومهاجما، لمجرد الإعلان عن فتح باب السياحة الإيرانية لمصر، فهنا قامت قيادات النور، وقيادات أخرى سلفية في مصر، بالرفض، والاستنكار، وأن هذا خط أحمر، لن نسمح به.
الآن يتم هذا الظهور المعلن للبهرة، بل والمقابلة مرات مع رأس السلطة، بل منح زعيمهم أعلى وشاح مصري، وهو وشاح النيل، ويتم سحب فتوى من دار الإفتاء متعلقة بهم، ولم نر لحزب النور، ولا لنوابه في البرلمان رفضا، أو تصريحا أو شجبا لما حدث، من باب الاتساق مع المبدأ، والرأي الفقهي والعقدي لديهم، لكنه كان يحدث فقط أيام مرسي، والآن كل شخص له مرجعه الأمني الذي لا يملك الفكاك منه، ولا الخروج عنه قيد حرف.
بل صمت حزب النور وبرهامي وزملاؤه عن تجديد المساجد التي بها أضرحة، ومواقفهم من قبل معروفة، بغض النظر عن الموقف الفقهي العام، فنحن نتحدث عن الموقف الديني الخاص بحزب النور والجماعة السلفية، وهو موقف معروف ومحفوظ تاريخيا، بل كانت تتمايز به الجماعة، حيث الهجوم على بالرأي الفقهي على الأضرحة.
كنت قد قابلت المرحوم الدكتور عصام العريان بعد ثورة يناير مباشرة، وبداية تكوين حزب النور، فسألته عنهم، فقال لي: إنهم مدعومون من المجلس العسكري، وكثير من قيادتهتم صناعتهم، وكان العريان دقيقا في مثل هذه الأمور، ولا يتعجل بالاتهام، وهو ما أثبتته الأيام بالفعل، فكل قضية رفعوها ورفعوا شعارها باسم الدين بعد ثورة يناير، وأيام حكم مرسي، انقلبوا لضدها تماما، وصمتوا عن كثير منها أيضا، واكتشفنا أن جل القضايا التي كانت تثار كانت من باب المزايدة، والإفشال.
وإلا فما تفسير موقفهم، إن فهمنا أن موقف دار الإفتاء من البهرة، وسحب فتواها عنهم، لأن الإفتاء جزء من السلطة كوظيفة، وإن لم يصح ذلك كرسالة، لكن ماذا عن حزب ودعوة كان سر بقائها ووجودها هو الحفاظ على العقيدة، كما كانت ترفع وتدعي؟!
أعتقد أن مثل هذه المواقف تستوجب مراجعة جادة منا كإسلاميين وفصائل ثوار يناير، فإن مثل هذه الأصوات الزاعقة كانت أحد الأسباب المهمة في ضياع هذه التجربة، وفي عودة العسكر للحكم بأبشع صوره.
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر الدينية مصر دين خصائص طائفة البهرة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من حیث فی مصر وهو ما
إقرأ أيضاً:
منير فخري عبد النور لأحمد موسى: ترددت في قبول دعوتك للحوار.. وهذا ما شجعني
كتبت - داليا الظنيني:
كشف السياسي البارز منير فخري عبد النور، وزير السياحة والصناعة السابق، أنه تردد في قبول دعوة الإعلامي أحمد موسى للظهور معه في البرنامج، لأن الانطباع كان أن المساحة المتاحة لحرية الحديث والتعبير ضيقة، لكنه تشجع من ضيوفه الذين ظهروا في الفترة الأخيرة وما وجده من حرية في التعبير.
وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة صدى البلد: "الإعلام قافل، وده عيب ومضر للبلد ولأي حد، لأن ممكن المستمع يذهب لوسائل إعلام تقدم رسائل مغلفة بالخبث"، مضيفًا أن الحرية تعطي مناعة ضد القنوات المعادية، بينما المنع يقللها.
وأكد منير فخري عبد النور أنه رفض العديد من المناصب في عهد الإخوان، من بينها منصب نائب رئيس الجمهورية وحتى تولي منصب وزير، وهو ما أعلنه مرسي في آخر خطاب له.
وأوضح أن من عرض عليه تولي منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد الإخوان كانت سفيرة أمريكا، التي كانت مؤيدة وداعمة لحكم الجماعة، وذلك في حضور محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية. وقال: "قولت لها اللي أنتي عاوزاني أشتغل وأساعد اللي أنتم عاوزين أشكله.. قالت لي الشغل ده واجب وطني، رديت عليها بأنك مش هتعلميني الوطنية".
وواصل أنه تولى وزارة السياحة في فترة صعبة، متسائلًا: "كيف يُطلب من الوزير زيادة السائحين والأمن غير مستتب وهناك هجوم دائم على الأقسام؟".
وأشار إلى أن الدكتور حازم الببلاوي رفض تولي الحكومة في 2011، وأن الإخوان رفضوا تولي عمرو موسى الوزارة، ثم تولى المسئولية كمال الجنزوري بحماس من باب إنقاذ البلد.
منير فخري عبد النور برنامج على مسئوليتي وزير السياحة والصناعة السابق
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة منير فخري عبد النور: خطة كبيرة لإعادة رسم الشكل السياسي للمنطقة أخبار الهيئة العامة للموانئ تكشف تفاصيل تصميم مشروع الميناء الجاف بالعاشر من أخبار الوزير: الرئيس السيسي يتابع تفاصيل الصناعة يوميًا.. ويحث على حل مشكلات أخبار كامل الوزير: 9 آلاف مصنع استفادوا من مبادرة الـ150 مليار جنيه أخبار أخبار مصر أول متلق للقاح السرطان يكشف تفاصيل تجربته منذ 21 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أحمد موسى: قمة ثلاثية تجمع مصر وقبرص واليونان غدًا بالقاهرة منذ 32 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس البنك الأهلي: أسعار الفائدة على الشهادات ستبقى كما هي دون تغيير منذ 34 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر منير فخري عبد النور: خطة كبيرة لإعادة رسم الشكل السياسي للمنطقة منذ 38 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر "مبارزة مع القلق".. كتاب جديد يتناول آفة العصر ويرصد طرق مواجهتها منذ 57 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر بالأرقام.. الصحة تكشف الفيروسات الأكثر انتشارًا في مصر منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارمنير فخري عبد النور لأحمد موسى: ترددت في قبول دعوتك للحوار.. وهذا ما شجعني
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عاجل| "انسحاب كامل وإعادة إعمار".. ننشر تفاصيل الوثيقة المُسربة للصفقة بين حماس وإسرائيل 21القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 47% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك