عبد الملك الحوثي: تحضيرات الرد على “إسرائيل” مستمرة ومفاجآت غير متوقعة قادمة
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
الجديد برس:
جدد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، الخميس، تأكيده على “استمرار التحضير للرد على العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن “توقيت الرد سيكون مفاجئاً للعدو”. وأكد الحوثي في خطابه الأسبوعي المتلفز أن الشعب اليمني مستمر في تطوير قدراته، وهناك مفاجآت قادمة لم يتوقعها العدو مطلقاً.
وقال الحوثي “مع اهتمامنا بمسألة الرد، إلا أن همنا هو أكبر من ذلك، ونحرص على الارتقاء بأدائنا العملياتي المناصر لفلسطين إلى مستويات مؤثرة أكثر”، مؤكداً أنه لا يوجد سقف سياسي أو اعتبارات تحد من مستوى هذه العمليات المساندة لغزة وكل فلسطين.
وأضاف: “سنتحرك في أي مستوى نتمكن من العمليات دون تردد، ونسعى بشكل دؤوب مع الاستعانة بالله والتوكل عليه لتطوير قدراتنا بشكل نوعي، حتى تكون بالمستوى الذي يتيح لنا أن نكون أكثر فاعلية وتأثيراً في استهداف العدو الإسرائيلي ومناصرة الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “مع كل ما قدمنا ونقدم وعملنا ونعمل ويتحرك به شعبنا حتى بمستوى لا مثيل له عند أي شعب آخر، لكننا نتألم أننا لم نصل بعد إلى ما نأمله ونريده ونسعى للوصول إليه بمستوى الموقف المناصر لفلسطين وكذا مستوى التأثير الأقوى على العدو الإسرائيلي، بالرغم من تأثره كثيراً على المستوى الاقتصادي”.
وأضاف أن العمليات اليمنية أدت إلى إغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) بشكل تام، مما كبّد العدو خسائر كبيرة، حيث توقفت 40 بالمائة أو أكثر من حركة الملاحة في الميناء بسبب إغلاق باب المندب.
ووصف الحوثي العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين بأنها جهاد مقدس ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية. كما أشار إلى أن النشاط الشعبي مستمر على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة.
وكشف قائد حركة أنصار الله، في خطابه أن “القوات البحرية اليمنية نفذت عمليات نوعية ومهمة هذا الأسبوع، من بينها اقتحام سفينة سونيون في عملية وصفها بالجريئة والشجاعة”. وأوضح الحوثي أن “فريقين من القوات البحرية نفذا الاقتحام على مرحلتين، حيث تمت تفخيخ السفينة وتدمير شحناتها”.
وأشار إلى أن المشهد الكبير والمؤثر لعملية تفجير السفينة “سونيون” يكشف زيف المزاعم الأمريكية بشأن قدرتها على ردع العمليات اليمنية المساندة لفلسطين. وأضاف: “عملياتنا مستمرة بفاعلية، رغم ندرة الصيد في البحر الأحمر بسبب قلة السفن المرتبطة بالأعداء.”
وتابع الحوثي قائلاً: “قواتنا استهدفت سفينة أخرى تحمل بضائع سائبة، وفاعلية عملياتنا وتحكمها بالموقف يعترف بها الأعداء.” وأكد أن “شركات الشحن المرتبطة بالعدو أصبحت تبتعد عن اليمن بمسافات شاسعة، مما يكلفها تكاليف باهظة جداً”، مشيراً إلى أن “بعض الشركات باتت تتحرك بعيداً جداً في أقصى المحيط الهندي بعيداً عن أفريقيا، بدلاً من المرور بالقرب من البحر العربي أو جزيرة سقطرى”.
وفي خطابه، أكد قائد حركة أنصار الله أن المستجدات في قطاع غزة، والممتدة إلى الضفة الغربية، شواهد تُبيّن لنا حقيقة العدو الإسرائيلي الإجرامية، مضيفاً أن “العدوان على غزة والضفة، والاعتداءات على القدس، توضح حقيقة التوجه الفعلي إلى رسم مشهد جديد في فلسطين، بحمايةٍ ومساندة أمريكيتين”.
وقال الحوثي إن “استمرار الإجرام الإسرائيلي، بكل تلك الوقاحة والجرأة والإبادة الجماعية، عارٌ إنساني على المجتمع البشري”، منتقداً تقديم واشنطن كثيراً من أنواع الأسلحة إلى “إسرائيل” من أجل قتل الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة.
ولفت إلى أن “الأمريكي حاول أن يُوقف أي صوتٍ أو نشاطٍ أو تحرك مساند للشعب الفلسطيني”، مضيفاً أن “الأمم المتحدة لا تملك أي موقف فعلي لإيقاف العدوان على قطاع غزة، وتصريحاتها تساوي بين الضحية والجلاد”.
وانتقد الحوثي استمرار حالة التجويع الشديد والمستمر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظل سعي بعض الأنظمة لتقديم مختلف المواد الغذائية إلى العدو. وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي يستهدف المدن والمخيمات المستشفيات، ويُدمر المساجد ويجرف الشوارع، والبنى التحتية في شمالي الضفة الغربية”.
وأشاد الحوثي بعمليات المقاومة الفلسطينية، التي نفّذت عشرات العلميات بين إغارات واشتباكات، وتفجير حقول ألغام بجنود العدو، وتفجير فتحات أنفاق وعمليات قصف بالصواريخ والهاون، وعمليات القناصة، التي باتت سلاحاً فتاكاً ضد العدو، مشيراً إلى أهمية هذه العمليات.
واستنكر الحوثي تمزيق جنود الاحتلال الصهيوني نسخة عن القرآن الكريم، مضيفاً أن “من لم يحرّكه المشهد لم يعد فيه ذرة من الإيمان”. وقال إن “من يُفرط في المقدسات يمكن أن يفرط في عرضه وشرفه ووطنه، وهي حالة خطيرة ينبغي للمسلمين إعادة النظر فيها”.
ورأى الحوثي أن الأمر الأخطر من اقتحامات المسجد الأقصى، هو حديث أحد المجرمين الصهاينة عن التوجه إلى بناء “كنيس يهودي” داخل المسجد، مشدداً على أن خطوة بناء “كنيس يهودي” يجب أن تُقابل من المسلمين بحسب واجبهم الديني بالجهاد لا بالصمت والسكوت.
وأضاف أن “السكوت عن تمزيق القرآن وتهديد الأقصى سيرى فيه اليهود استسلاماً للأمة وخنوعاً وخوفاً وتنكراً للدين”، مضيفاً أن التنصل من المسؤولية حالة خطيرة تسبب للأمة التسليط الإلهي، وتأثيرها كبير في واقع الشعوب والأنظمة وفي جرأة العدو. وأضاف الحوثي أن “على العلماء والمثقفين تذكير الأمة بخطورة التفريط أمام انتهاكات اليهود للمقدسات”.
وبشأن جبهة الإسناد اللبنانية للمقاومة في قطاع غزة، قال الحوثي إن حزب الله نفذ عملية الرد متجاوزاً الضغوط الكبيرة التي مورست على لبنان وكل محاولات الاحتواء للرد.
ولفت إلى أن “حزب الله وجه ضربةً قوية إلى العدو الإسرائيلي، ولا يزال الملف مفتوحاً على أساس التقييم للنتائج”، مشيراً إلى أن “جبهة حزب الله على مستوى الإسناد اليومي جبهة ساخنة بضرباتها المستمرة وما تلحقه من خسائر بالعدو”.
وأضاف أن “من المؤسف جداً أن يتجه بعض الأنظمة العربية إلى الاشتراك مع الأمريكي في حماية العدو الإسرائيلي، وهذه خيانة لله ورسوله”.
وبشأن جبهة الإسناد من العراق، أشار الحوثي إلى أن “المقاومة الإسلامية في العراق نفذت عمليات في هذا الأسبوع، في اتجاهي حيفا وأم الرشراش في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وذكر الحوثي بأن الاحتلال يترقب الرد الإيراني على جريمة الاغتيال للقائد الإسلامي الكبير المجاهد الشهيد إسماعيل هنية. وقال إن “إيران تؤكد حتمية الرد، والأمريكي في حالة استنفار كبير لمحاولة احتوائه”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی فی قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
من “الحسم الكامل” إلى التهدئة المشروطة.. الجيش الإسرائيلي يضع 4 سيناريوهات للحرب
غزة – ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”أن الجيش الإسرائيلي رسم أربعة مسارات محتملة للحرب في وقت يتشدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركاؤه في مطلبهم بـ “الحسم العسكري” الشامل.
وبحسب ما نشرته الصحيفة، السيناريو الأول يتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم مقابل الإفراج عن جميع الأسرى، وهو خيار يتماشى مع شروط حركة الفصائل الفلسطينية، ويعتبر الجيش الإسرائيلي أنه يعد بمثابة “نصر معنوي” لها، ويستوجب انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من القطاع، مع ضمانات بعدم تجدد القتال.
إلا أن القيادة الأمنية في إسرائيل ترفض هذا السيناريو في المرحلة الحالية، وترى أنه محفوف بالمخاطر السياسية والأمنية، وتعتبر أنه يشجع على تكرار نماذج عمليات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر 2023، ويعزز ما تعتبره إسرائيل “إستراتيجية الاختطاف”.
وترى هذه التقديرات أن الاستجابة لمطالب حركة الفصائل قد تُكرّس استخدام الاختطاف كأداة ضغط إستراتيجية في المستقبل، ليس فقط لتحرير أسرى، كما كان الحال قبل 7 أكتوبر 2023، بل لفرض شروط سياسية على إسرائيل، ودفعها للتنازل كذلك عن أراض.
السيناريو الثاني يتناول إمكانية تنفيذ صفقات تبادل متدرجة على مراحل، يتخللها وقف مؤقت لإطلاق النار، على مدار أسابيع أو أشهر، على أن تُستخدم هذه الفترة لتشكيل تصور لما يسمى بـ”اليوم التالي” لحكم حركة الفصائل في غزة.
هذا السيناريو، وإن كان مفضلا لدى صناع القرار في إسرائيل، غير أن حركة الفصائل ترفضه بشدة، وتصر على ضمانات لإنهاء الحرب على غزة بموجب أي صفقة، وكذلك الانسحاب الشامل لقوات الجيش الإسرائيلي من القطاع.
أما السيناريو الثالث، فيقوم على خيار “الحسم العسكري الكامل” من خلال تعبئة واسعة لقوات الاحتياط وشن هجوم بري واسع النطاق تشارك فيه عدة فرق عسكرية للسيطرة على معظم مناطق القطاع، وتطويق مراكز تواجد السكان، وتدمير شبكات الأنفاق ومرافق المقاومة.
وتدرك القيادات العسكرية الإسرائيلية، بحسب الصحيفة، أن هذا الخيار محفوف بتحديات عملياتية وسياسية، وقد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الجنود، فضلا عن تعريض حياة الأسرى للخطر، إلى جانب تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إدارة الشؤون المدنية في غزة، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات دولية وقانونية.
ويتمثل السيناريو الرابع، والذي تشير التقديرات الأمنية إلى أنه الخيار الأقرب حاليا، في الاستمرار بالنهج الحالي عبر تصعيد تدريجي في العمليات العسكرية، مع إدخال محدود ومنضبط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق محددة تحت رقابة صارمة.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل منع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي؛ ويهدف هذا السيناريو إلى زيادة الضغط على حركة الفصائل من جهة، ودفع الغزيين إلى ممارسة ضغط داخلي على الحركة، لإجبارها على القبول بصفقة تبادل أو تفكيك بنيتها العسكرية.
وتؤكد التقديرات أن الجيش الإسرائيلي يفضل إبقاء توزيع المساعدات بيد جهات خارجية أو منظمات دولية، وليس تحت مسؤوليته المباشرة، لتفادي استنزاف قواته المنتشرة ميدانيا وعدم تعريضها لمخاطر أمنية وميدانية.
ووفقا للصحيفة، يواصل الجيش الإسرائيلي إعداد خطط بديلة تحسبا لاحتمال اضطراره إلى الإشراف بنفسه على توزيع المساعدات إذا ما فشلت الجهات الدولية بذلك، لكنه يفضل تفادي هذا السيناريو قدر الإمكان.
وذكرت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أجرى سلسلة من الاجتماعات خلال الأسابيع الماضية، منذ تسلمه مهامه، أفضت إلى بلورة تقييم محدّث للوضع، بمصادقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ووفقًا للتقرير، يأخذ هذا التقييم بعين الاعتبار القيود السياسية والعسكرية المفروضة على إسرائيل في الظروف الراهنة، ويهدف إلى اشتقاق خيارات عملياتية يطرحها الجيش على الكابينيت السياسي – الأمني. وتشير الصحيفة إلى أن الجيش أعدّ ثلاث خطط عملياتية رئيسية، واحدة فقط منها تتطلب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط.
المصدر: وكالات