د. مزمل أبو القاسم: هذه الأرض لنا
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
* إلحاقاً لما كتبناه عن نسبة السيطرة على الأرض، وأثبتنا فيه بالأرقام أن نسبة (تحكم) المليشيات على أراضي السودان تقل عن عشرة في المائة حالياً، على اعتبار أنها تسيطر على أربع ولايات فقط، بعد أن أخرجت الجيش منها، وهي ولايات جنوب وشرق وغرب ووسط دارفور، نعود اليوم لنكتب عن الفارق الكبير بين مفهومي السيطرة.
* الجراد ينتشر على الأرض أحياناً.. لكنه لا يسيطر عليها.
* والصحيح أن المليشيات المجرمة تنتشر مثل الجراد والقوارض والهوام في أرض السودان، وصحيح أيضاً أن تمددها الأفقي كبير، لكنها لا تسيطر فعلياً حتى على واحد في المائة من بلادنا، لأن (السيطرة) تعني في حدها الأدنى (المسئولية).
* من يسيطر فعلياً يصبح مسئولاً عن إدارة شئون المواطنين في الرقعة التي يتحكم فيها، ويصبح ملزماً في الحد الأدنى بحفظ أمن الناس، وتوفير خدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم والاتصالات لهم، علاوةً على الخدمات المصرفية والحكومية كافة، فهل توجد تلك الخدمات في مناطق انتشار الجنجويد؟
* هل يوجد أمن؟
* هل يأمن مواطنو تلك المناطق على ذويهم من الجنجويد أنفسهم، ناهيك عن غيرهم؟
* هل توجد خدمات منتظمة للمياه والكهرباء والصحة والتعليم والاتصالات والمصارف؟
* هل توجد مرافق حكومية تمكن مواطني تلك المناطق من استخراج مستنداتهم الرسمية وأوراقهم الثبوتية من جوازات سفر وأرقام وطنية وشهادات أكاديمية وشهادات بحث للعقارات التي يمتلكونها وغيرها؟
* هل توجد خدمات صحية منتظمة في المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة في مناطق انتشار المليشيات؟
* هل توجد سلطة قضائية وأجهزة إنفاذ القانون من شرطة ونيابة وغيرها؟
* هل توجد خدمات مصرفية منتظمة للمصارف التجارية، تمكن المواطنين إيداع أموالهم وسحبها منها، والاستفادة من خدمات التمويل التي يقدمها النظام المصرفي للتجار والمزارعين والصانعين ورجال الأعمال؟
* هل توجد خدمات مستقرة للاتصالات؟
* الإجابة لا.. بلا مراء!
* إذن كيف يزعم المتمردون وأزلامهم أنهم مسيطرون على هذه البقعة أو تلك من أراضي السودان؟
* الثابت الذي لا جدال عليه ولا خلاف حوله، أن أي منطقة دخلتها تلك المليشيات بسنابكها المجرمة فقدت كل مقومات الحياة الطبيعية، وانعدم فيها الأمن، وضاعت منها الطمأنينة، وانتشر فيها الخوف والرعب، وتضاعفت فيها معاناة المواطنين، وتلاشت منها الخدمات، وعادت إلى العصر الحجري، بعد أن تعرض أهلها للقتل والترويع والخطف والتعذيب ونهب الممتلكات، وتعددت فيها جرائم الاغتصاب والعنف والاستعباد الجنسي وسبي النساء وخطف المواطنين وإجبار ذويهم على دفع فدىً مالية ضخمة.
* والثابت الذي لا خلاف عليه أن المواطنين يفرون من أي منطقة يدخلها تتار العصر الحديث إلى مناطق سيطرة الجيش بحثاً عن الأمان والخدمات والحياة الطبيعية، حتى لو كلفهم ذلك هجر منازلهم والإقامة في معسكرات النزوح ومواقع الإيواء والمدارس والمساجد، بل إن الآلاف من المواطنين يفضلون الإقامة في العراء وتحت الأشجار في مناطق سيطرة الجيش على البقاء في مناطق انتشار المليشيات المجرمة.
* وبرغم كل الضجيج والعواء اليومي لأبواق المليشيات في الفضائيات ما زال البرهان هو الرئيس الشرعي الذي تعترف به الأمم المتحدة وتتعامل معه معظم المنظمات الأممية والدولية والإقليمية وحتى الدول، ويقدم السفراء الأجانب أوراق اعتمادهم إليه.
* ما زال سفراء وزارة الخارجية هم المعتمدون في كل الدول التي يمتلك السودان تمثيلاً دبلوماسياً فيها، بينما تفتقر المليشيات حتى لمكاتب تمثيل خارجية كالتي كانت تتوافر للحركة الشعبية لتحرير السودان وبقية حركات الكفاح المسلح في ما سبق.
* ظل التلفزيون القومي ناطقاً باسم الحكومة الشرعية حتى عندما نجحوا في احتلال مقره، وفشلوا في تشغيله، وأخفقوا في إذاعة بيان الانقلاب منه، والأمر نفسه ينطبق على الإذاعة وكل المرافق التي احتلوها بقوة السلاح.
* العُملة المتداولة محصورةٌ في الكتلة النقدية التي يشرف عليها بنك السودان المركزي، والجنجويد أنفسهم يستخدمونها في كل تعاملاتهم، حتى بعد أن اقتحموا البنوك ونهبوا أموالها ومدخرات المواطنين الموجودة داخلها.
* المؤسسات الحكومية التي تصدر الأوراق الثبوتية ومستندات السفر ما زالت تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وما زال الجنجويد أنفسهم يجتهدون في استخراج وتجديد أوراقهم الرسمية فيها، وما زالوا يستخدمون الجوازات التي تستخرجها وتجددها وزارة الداخلية التابعة للحكومة التي تمردوا عليها.
* استخراج الشهادات الأكاديمية يتم في وزارة تشرف عليها الحكومة التي يناهضها الجنجويد ويجاهرون بعدم اعترافهم بها، والأمر نفسه ينطبق على توثيق تلك الشهادات في وزارة الخارجية التي يدعون أنها تتبع (للفيلول والكيسان)، والأمر نفسه ينطبق على المجلس الطبي وكل المجالس المهنية المعترف بها دولياً.
* غالب المواطنين المقيمين في مناطق انتشار المليشيات هم ضدها قلباً وقالباً، ويتمنون زوالها اليوم قبل الغد، بعد أن أحالت حياتهم إلى جحيم وسلبتهم أمنهم واستقرارهم وممتلكاتهم وحتى رغيف خبزهم.
* يلهث الجنجويد الآن لنيل اعتراف دولي أو إقليمي من أي جهة بلا جدوى.. هرولوا إلى جدة ثم رفضوا تنفيذ مخرجاتها فسقطت، لأن التنفيذ يعني الاستسلام، ونفضت الحكومة يدها عن المنامة فسقطت المنامة، ورفضت الحكومة الذهاب إلى جنيف فسقطت جنيف.
* هم ينتشرون أفقياً في أرضنا مثلما ينتشر المرض الخبيث في الجسد العليل والعياذ بالله.. يقتلون أهلنا ويُذهبون طمأنينتنا ويدمرون بلادنا وينشرون الرعب في مدننا وقُرانا.. لكنهم لا يسيطرون فعلياً على مترٍ واحد من أراضي السودان، ولا توجد أي جهة تعترف بهم، ولا تجرؤ أي جهة على إظهار دعمها لهم، حتى لو فعلت ذلك بطريقة العادة السرية، من باب (الشينة منكورة)!
* المتحالفون معهم سراً ينكرونهم جهراً، ويتبرؤون منهم علناً.
* وجودهم محصور في الفضائيات التي يزعقون فيها ويرددون فيها أكاذيبهم المثيرة للسخرية، ويجتهدون عبرها في إنكار جرائم منكرة، شهودها بالملايين، وضحاياها بالملايين!
* ليس لهم مركز قيادة مُوحَّد، وليس لهم قائد معروف المكان.. هم يمثلون مجموعات من المجرمين الذين يروعون أهل السودان.. مجموعات سائلة ومتفلتة لا سيطرة لأحد عليها، ولا قدرة لأي قائد على كبحها، بعد أن استعانت بالمساجين وعتاة المجرمين والمرتزقة والمعتوهين، ودابة الأرض في كل مكان!
* تتار العصر لا يسيطرون على أي مترٍ من بلادنا.. ولا يتحكمون حتى في بنادق القتل التي يحملونها، ويستخدمونها ضد الشيوخ والنساء والأطفال، ويقتلون ويرهبون بها المدنيين العُزّل بمنتهى الخسة.
* ستدول شمسهم المشؤومة إلى زوال قريباً بحول الله، وسيتذكر الناس شرورهم وآثامهم وإجرامهم لسنوات لاحقة، بعد أن ارتبطوا في أذهانهم بكل مثالب البشر، وكل معاني القبح والإجرام والوضاعة والخِسَّة والرذيلة.
* لم ولن يسيطروا على شيء أبداً، وستشرق شمس السودان الوضاءة الضحوكة قريباً بحول الله، وستنقشع الغمة وتنجلي سحابتهم المشؤومة عاجلاً أو آجلاً.. البشارة وفجر الخلاص من تتار العصر قريبان بحول الله، لأن الحق منصور، والباطل مدحور ومقهور ومقبور بإذن من خلق السماء ورفعها بلا عمد.
* من ظنَّ أننا سنخضع لهم ولمن يحركونهم من خلف الستور مثل الدُمي إما واهم عييِّ، أو جاهل أحمق.
* الوعد أن تبتسم بلادنا بعد تجهم، وأن تضحك بعد عبوس.
* سننتصر وسينتصر جيشنا الباسل بحول الله، وستغتسل أرضنا الطاهرة من رجسهم ودنسهم، وسنسترد بلادنا السمحة منهم.. “يا بني السودان هذا (جيشكم)، يحمل العبء ويحمي أرضكم”.
* (هذه الأرض لنا).
د. مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی مناطق انتشار بعد أن
إقرأ أيضاً:
رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
لم يجد رجل الأعمال مشعل محمود محمد مناصا من مغادرة الخرطوم بحري بعد اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023، متوجها إلى إثيوبيا.
كان مشعل يعمل في الخرطوم بالاتجار بقطع غيار آليات الورش، ونجح في تحقيق أرباح جيدة، وظل يعمل في هذا المجال حتى اندلاع الحرب، حيث خسر معارضه التجارية ومنزله وسياراته.
يقول مشعل لـ"الجزيرة نت" إنه خسر كل شيء، حيث سُرقت جميع محلاته ومعرضه في مدينة بحري (شمالي العاصمة)، مما دفعه إلى المغادرة في مايو/أيار 2023.
وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برفقة أسرته، فكر على الفور في العودة إلى مجاله السابق، لكنه واجه واقعا تجاريا مختلفا تماما عن السودان من حيث رأس المال والإجراءات.
وبعد تفكير، يقول مشعل إنه اتخذ قرار افتتاح مطعم لإعداد الوجبات السودانية، خاصة أن الفترة تلك شهدت وصول أعداد كبيرة من السودانيين إلى إثيوبيا لاستكمال إجراءات السفر إلى دول أخرى.
وخلال شهر رمضان من العام الماضي، كان مطعم مشعل يلبي طلبات مواطني بلاده على الإفطار والعشاء بأطباق سودانية ذائعة الصيت، لاقت رواجا كبيرا، خاصة مع تقديم المشروبات الرمضانية السودانية المعروفة، ومنها "الحلومر".
إعلانويوضح مشعل لـ"الجزيرة نت" أن طبيعة العمل كانت في البداية صعبة للغاية في ظل الحاجة إلى تحضيرات متواصلة من دون توقف أو إجازات، حيث كان لزوجته الدور الأكبر في إدارة العمل وتحريكه بشكل رئيسي، ولذلك قرر تسمية المطعم بـ"البيت السوداني"، لأن زوجته تعدّ الطعام كما تفعل في المنزل.
وبالعودة إلى بداية العمل، يرى مشعل أنه كان مزدهرا، حيث كان عدد السودانيين كبيرا، لكنه تراجع حاليا مع تناقص الأعداد وتراجع أرقام العابرين إلى دول أخرى. ومع ذلك، يقول رجل الأعمال الشاب إن الأمور لا تزال تسير على ما يرام، إذ يستعد خلال شهر رمضان الحالي بتحضيرات نوعية، كما يسعى إلى جذب الإثيوبيين وغيرهم لتجربة الطعام السوداني.
ويقول رجل الأعمال خالد بيرم، الذي يشغل أيضا منصب أمين مكتب الشؤون الخارجية للغرفة التجارية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وينعكس كرمه على الجميع.
ويؤكد لـ"الجزيرة نت" أن الحركة التجارية في الشهر الفضيل تُعرف بـ"الموسم"، حيث تزدهر بشكل ملحوظ ويتعاظم الطلب على سلع ومنتجات مختلفة.
ويضيف: "الأعمال والتجارة بشكل عام في السودان خلال الشهر الفضيل تكون في حالة انتعاش ونمو، وتبدأ دائما قبل حلول شهر رمضان بـ10 أيام تقريبا، أو حتى اليوم الذي يسبق بدايته، حيث تشهد الأسواق حركة مكثفة ونشطة".
ويوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، فإن الناس يكونون على استعداد لشرائها، وغالبا ما ترتفع أسعارها.
أما فيما يتعلق بالغرفة التجارية في عطبرة، فيشير بيرم إلى أن التجار يقومون بتجهيز سلال للصائمين، تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للصائم، كما يقوم بعض التجار بإخراج سلال إضافية لرمضان من أموالهم الخاصة.
إعلانويؤكد بيرم أن هناك حركة واسعة للأموال والتجارة والبضائع، وهذا يزيد الأرباح والدخل، مشيرا إلى أنه كلما زاد الدخل، زاد الإنفاق على الفئات الضعيفة من خلال الصدقات والإكراميات والسلال الغذائية وزكاة الفطر والتبرعات.
ويستطرد قائلا: "اسم رمضان كريم لم يأتِ من العدم، الله يوفّر احتياجات الناس، وهناك حالة من السعادة بين الجميع، بما في ذلك التجار ورجال الأعمال".
صعوبات جمةلمجموعة "أبو الفاضل بلازا" في السودان صيت خاص، خصوصا عند حلول شهر رمضان المبارك، إذ يُعتبر الموسم الذي ينتظره آلاف السودانيين للاستفادة من التخفيضات وشراء المستلزمات المنزلية، حيث تتميز المجموعة بالاستيراد الراقي والأسعار المناسبة.
لكن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على المجموعة في كل فروعها المنتشرة في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري)، كما يقول هاشم أبو الفاضل لـ"الجزيرة نت"، حيث خسرت الشركة بضائعها بالكامل إما بالاحتراق أو السرقة أو النهب والتخريب، ولم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء باستثناء البضائع التي كانت تحت التخليص الجمركي بالميناء.
ويروي هاشم لـ"الجزيرة نت" سلسلة معاناة صعبة عاشها رواد الأعمال في القطاع الخاص السوداني، بسبب الحرب التي اندلعت فجأة من دون أن يتمكن أصحاب الشركات، خاصة وسط العاصمة الخرطوم، من تدارك الأمر وإنقاذ ما يمكن من رأس المال.
ويشير إلى أن 90% من أصحاب الأعمال عادوا إلى نقطة الصفر، وفقدوا كل شيء تقريبا، ليصبح القطاع الخاص أكبر المتضررين من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
ومع ذلك، يقول هاشم إنهم حاولوا النهوض مجددا والعودة إلى العمل، ورفضوا الخروج بما تبقى من رأس المال إلى خارج البلاد، فقرروا افتتاح فروع جديدة للمجموعة في بورتسودان والعودة للعمل في أم درمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية جزئيا.
إعلانلكنه يشكو من تعامل السلطات الحكومية، مشيرا إلى أنها تفرض رسوم جمارك وغيرها من الجبايات بأرقام فلكية، لا تراعي الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الخاص، ولا تضع في اعتبارها حرص رجال الأعمال على المساهمة في إعادة الإعمار.
ويشبه هاشم أوضاعهم الحالية بمن يمشي على النار، لكنه رغم ذلك يؤكد أنهم حريصون على مواصلة العمل وتجاوز الصعاب الحالية.
خسائر كبيرةوإزاء الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد العظيم المهل للجزيرة نت إن القطاع الخاص السوداني خسر الكثير في هذه الحرب قدرت في القطاعين الصناعي والخدمي في الخرطوم بـ90%، وفي ولاية الجزيرة تصل نسبة الخسائر إلى 88% ، أما في ولايات دارفور عدا الفاشر فتقدر الخسائر بـ80% في القطاعين.
ويشير إلى أن تقديرات جملة خسائر القطاع الخاص في كل القطاعات بحوالي 130 مليار دولار 90% منها لا تخضع للتأمين.
ويرى أن القطاع الخاص بحاجة لوقت كي يعود للعمل لكنه يتوقع عودته بنحو أسرع من القطاع العام.
ويأسف المهل لخروج بعض رواد الأعمال في القطاع الخاص من السودان والهجرة للخارج بينما نزح آخرون داخليا وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الصناعة والخدمات بعيدا عن العاصمة.
ويرى المهل أن الفجوات تطال كل القطاعات التي ستبدأ من نقطة الصفر ويردف إذا تم ذلك فسوف ينهض الاقتصاد السوداني خلال نحو 3 أعوام، مؤكدا إمكانية التعافي والنهضة في حال وجدت السياسات المستقرة والإدارة الواعية والتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات متبوعة بالقبضة الأمنية القوية والاستقرار السياسي.