“فورين بوليسي”: لإنهاء حرب السودان يجب الضغط على الإمارات
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
الجديد برس:
قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في مقالٍ، أن السودان، الذي مزقته حرب كارثية، يعاني الآن “استجابة إنسانية فاشلة ومُسيسة”، لافتةً إلى أن الأزمة المستمرة هناك وصلت إلى أبعاد كارثية، ومع ذلك تظل استجابة المجتمع الدولي غير كافية على الإطلاق، مشددةً على أن إيقاف الحرب يتطلب “ضغطاً على الإمارات”.
وأوضح مقال المجلة أن سلسلة من الأخطاء والمناورات السياسية أدت إلى “تقويض الجهود الرامية إلى تقديم المساعدة لأولئك الذين هم في حاجة ماسة إليها”، وأنه لم تتم محاسبة قوات الدعم السريع عن كثير من أعمال العنف، وعن مواصلة تدمير احتياطيات البلاد الغذائية، مطالباً بـ”اهتمامٍ فوري وتحولٍ جذري في النهج من جانب القادة والمؤسسات العالمية”.
وبحسب ما أفاد مقال المجلّة، فإن جوهر هذا الفشل يتمثل بـ”التأخر المستمر لمجلس الأمن في معالجة النتائج التي توصلت إليها لجنة الخبراء بشأن السودان”، مذكراً بأن هذه النتائج “توثق مزاعم موثوقاً بها بشأن تورط الإمارات في انتهاك حظر الأسلحة المفروض على دارفور، من خلال تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخيرة”.
وأضافت المجلة، عبر مقالها، أن هذا التسويف لا يقوّض الحالة الطارئة للأزمة فحسب، بل يسمح أيضاً للتدخل الخارجي المحتمل بـ”الاستمرار من دون رادع”، مشيرةً إلى أن المناقشات “لا تقدم آلياتٍ جديدة لفرض إنهاء الهجمات على المدنيين”، في الوقت الذي تُعَدّ الجهود الدبلوماسية حاسمة، بحسب ما جاء في مقال المجلّة.
ولفت مقال المجلة إلى “الافتقار إلى المساءلة لأولئك الذين يرتكبون العنف ويستغلون المجاعة سلاحاً يؤدي إلى تفاقم أزمة السودان”، مشيرةً إلى أن “الدعم السريع تواصل أعمالها من دون عقاب، وتستمر في تدمير احتياطيات البلاد من الغذاء، في حين شهدت المناطق، التي لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، محاصيل طبيعية”.
ووفق مقال “فورين بوليسي” فإن من الأهمية بمكان “وقف إمدادات الأسلحة من الإمارات لقوات الدعم السريع عبر تشاد”، وخصوصاً في مطار “أمجراس”، حيث يُقال إن طائرات الشحن الجوي الإماراتية تهبط وتفرغ الأسلحة التي يتم نقلها بعد ذلك عبر الحدود إلى معاقل قوات الدعم السريع في دارفور”.
وقال المقال إن “النهج الحالي في التعامل مع حرب السودان فاشل”، داعياً إلى محاسبة الإمارات و”الدعم السريع” على جرائمهما بحق المدنيين في السودان”.
وأكد مقاتل المجلة “أن الجهود الدولية المتضافرة والموحدة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع من شأنها أن تمهد الطريق للسلام والاستقرار الدائمين، وتخفيف معاناة الشعب السوداني”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قائد قوات الدعم السريع: سنبقى في الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري
دبي- الشرق/ قال قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، السبت، إن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الجمهوري الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب مع الجيش في 15 أبريل 2023، في وقت أعلنت القوات المسلحة تطويقها للقصر وتقدمها نحو بسط السيطرة على كامل وسط الخرطوم.
وأضاف حميدتي في خطاب مسجل بثته "الدعم السريع" على قناتها بتليجرام: "الوضع الآن مختلف جداً الحرب الآن داخل الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري ومنطقة المقرن".
وتوعد الجيش السوداني بأن يكون 17 رمضان الجاري الذي قال إنه "يصادف ذكرى معركة بدر الكبرى وذكرى تأسيس قوات الدعم السريع" يوم "حسرة" على الجيش، مشيراً إلى أن قواته ستنتصر في نهاية المطاف.
وتأتي تصريحات حميدتي وسط احتدام المعارك بين قواته والقوات المسلحة السودانية في محيط القصر الجمهوري مع إعلان الجيش عن تقدمه في وسط العاصمة الخرطوم.
وفي 25 يناير الماضي أعلن الجيش إكمال المرحلة الثانية من العمليات الحربية في الخرطوم بربط قواته القادمة من أم درمان وشمال بحري بجنوده الموجودين في مقر سلاح الإشارة أقصى جنوب مدينة بحري وهي خطوة أنهت رسمياً حصار القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، كما بسط الجيش سيطرته على كامل محليتي بحري وشرق النيل.
"الدستور الجديد"
وأعلن حميدتي عن ترحيبه بما اسماه "الدستور الجديد"، في إشارة إلى الإعلان الذي وقعته قوات الدعم السريع وحلفائها خلال الأيام الماضية في العاصمة الكينية نيروبي.
وفي 5 مارس وقعت قوات الدعم السريع، وجماعات متحالفة معها دستوراً انتقالياً، ما يمهد لإنشاء حكومة موازية، وينذر بتقسيم البلاد، على أن يحل محل الدستور الذي تم توقيعه بعد أن أطاح الجيش وقوات الدعم السريع بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة عام 2019.
ومن بين الموقعين على الوثيقة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي حركة نافذة ذات توجه علماني تسيطر على مناطق شاسعة من ولاية جنوب كردفان السودانية، وتنشط تحت مظلتها جماعات أخرى أصغر حجماً.
وتوجه حميدتي خلال خطابه، السبت، بالشكر لكينيا على استضافتها للحدث، مشيراً إلى أنها دولة ديمقراطية نموذجية ظلت "أبوابها مفتوحة لكل المهمشين"، مشيراً إلى أن التاريخ سيسجل مواقف نيروبي تجاه السودانيين.
واعتبر أن ما اسماه بـ"الدستور الجديد" عالج قضايا كانت تصنف ضمن المسكوت عنه منذ استقلال السودان، مشيراً إلى أنهم في قوات الدعم السريع كانوا "مخدوعين" حول مفهوم "العلمانية" لكنهم الآن أصبحوا حلفاء للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو ذات التوجه العلماني، معلناً عن ترحيبه بالتحالف مع الحلو.
وزعم حميدتي أن الدعم السريع يتمتع الآن بـ"أكبر تحالف سياسي وعسكري"، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة تماماً بالنسبة لقواته، متوعداً الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش بـ"السحق" والهزيمة في إقليم دارفور غربي البلاد.
وقال إن قواته ترصد عن كثب تحركات الحركات المسلحة نحو إقليم دارفور وإنها في انتظارها لإلحاق الهزيمة بها، وأضاف قائلاً: "نحن سننتصر بالتأكيد ونعد الشعب السوداني أن تكون هذه آخر الحروب".
واستنكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان سابق، موقف الحكومة الكينية، و"تبنيها الحكومة الموازية التي تنوي مليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها إعلانها في بعض الجيوب التي تبقت لها"، على حد تعبيرها.
وشدد البيان، على أن الحكومة السودانية ستمضي في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالرد على هذا "السلوك العدائي غير المسؤول"، ووصفته بأنه "سابقة خطيرة، وخروج كامل على ميثاق الأمم المتحدة، والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وتهديد بالغ للأمن والسلم الإقليميين".
البرهان: عازمون على تحرير البلاد
والخميس الماضي، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إن الجيش عازم على تحرير البلاد من "المرتزقة والعملاء والقضاء على الدعم السريع".
وجاءت تصريحات البرهان خلال كلمة مقتضبة بمدينة أم درمان غربي الخرطوم، خلال تأدية واجب العزاء في اللواء الركن بحر أحمد بحر، الذي لقى مصرعه في حادثة تحطم طائرة عسكرية في أم درمان في 25 فبراير الماضي، وفق بيان للجيش السوداني.
وأكد البرهان أن "القوات المسلحة السودانية ستظل سداً منيعاً ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار السودان" .
وأضاف: "نجدد العزم على تحرير البلاد من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع الإرهابية".