تعد العملية العسكرية الواسعة التي يشنها جيش الاحتلال شمالي الضفة الغربية المحتلة امتدادا للحرب المتواصلة على قطاع غزة، وترجمة للمخططات الهادفة لتسريع ضم الأراضي والتهويد وتوسيع الاستيطان، وفق متحدثين لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟".

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن إسرائيل تستهدف محاولة كسر أي شكل من أشكال المقاومة للمخطط الصهيوني، إلى جانب تسهيل توسع الاستيطان وتسريع عملية الضم والتهويد.

وأكد وجود مشروع إسرائيلي واحد لمنع قيام أي دولة فلسطينية "فما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الضفة الغربية وفي القدس"، مشيرا إلى أن نفس البطش والقمع الذي يمارس في غزة يتكرر الآن بالضفة.

وشدد على أن الهجوم يستهدف الكل الفلسطيني لا فصيلا أو منطقة معينة، لافتا إلى أن إسرائيل تقودها حكومة فاشية ترتكز على المستوطنين الذين يريدون نسف أي بنيان فلسطيني وخلق ظروف لدفع الفلسطينيين لترك أراضيهم.

ورغم إقراره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جبان لا يخاطر إذا شعر بأنه سيواجه خطرا، "لكن التقاعس العربي والإسلامي والموقف المشين الغربي منحاه طمأنينة لشن حرب وحشية مستمرة".

ووفق البرغوثي، فإن نتنياهو يحفر قبره بيده لأنه لن يكون أقوى وأجرأ من سلفه الأسبق أرييل شارون الذي انسحب من القطاع عام 2005، مستدلا بصمود المقاومة في قطاع غزة رغم مرور 11 شهرا على الحرب وامتلاكها قدرات تفوق ما كانت تملكه قبل عقدين.

بدوره، يقول الكاتب في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إن المستوطنين خرجوا عام 2005 من غزة بشكل مذل لم يعتادوا عليه، منبها إلى وصم شارون -المعروف ببطشه ونازيته- بالعار لأنه كسر مشروع الاستيطان داخل القطاع.

وأشار إلى أن المستوطنين ومن خلفهم اليمين الإسرائيلي لديهم مشاريع إستراتيجية لبسط الحكم على إسرائيل، لافتا إلى أن هؤلاء باتوا مقتنعين أنه لن تكون هناك معارضة دولية إذا قامت نكبة ثانية، وهو ما يعجل بتقديم المخططات وفرضها واقعا.

واستحضر اسم بلدة حوارة التي تتعرض لاعتداءات ممنهجة من المستوطنين منذ 2021، مبينا أنها نقطة واصلة بين شمال الضفة ووسطها، كما استحضر تصريحات إسرائيلية تقول إنه يجب فصل الضفة لـ3 أقسام (شمال، وسط، جنوب) ومن ثم يمكن البدء بقضمها واستئصالها تدريجيا.

وخلص إلى أن أهداف إسرائيل الإستراتيجية تلتقي مع أهداف المستوطنين، حيث تخطط تل أبيب لاغتيال مخيمات الضفة في حين يستفرد المستوطنون بأراضي (ج)".

ضابط لإدارة القطاع

وبشأن دلالات تعيين ضابط عسكري لإدارة غزة، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إن الأمر يؤكد نية نتنياهو للبقاء بغزة وتكريس احتلال عسكري كامل، لكنه عاد وشدد على أن نتنياهو لن يستطيع تحمل صمود ومقاومة الفلسطينيين.

وبحسب البرغوثي فإن إسرائيل لا تتعلم من التاريخ؛ فقد هجرت 70% من الشعب الفلسطيني عام 1948 لكن أعداد الفلسطينيين اليوم تفوق اليهود على امتداد فلسطين التاريخية، إلى جانب اجتياحها كافة مدن وقرى الضفة عام 2002 وصولا إلى الانسحاب من غزة بعد 3 أعوام.

وتعيين ضابط لإدارة غزة يعني تعيين حاكم عسكري -وفق البرغوثي- في ضوء حديث الإعلام الإسرائيلي عن مهام طويلة الأمد، مؤكدا في الوقت نفسه أن إسرائيل تجر نفسها إلى مستنقع، "فمعالجة الاحتلال بمزيد من الاحتلال لا يدل سوى على أزمة".

ويعتقد أن الخلافات بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو مبالغ فيها، مؤكدا أنه لا خلافات إستراتيجية بين الجانبين لكونهما يجمعان على مبدأ "لا حل وسط مع الشعب الفلسطيني".

في سياق ذي صلة، يقول جبارين إن نتنياهو يستفرد بالقرار والحكم في إسرائيل، مستدلا بما سماها "تنازلات الجيش لنتنياهو مثل تعبيد محاور نتساريم وفيلادلفيا".

وأشار إلى أن ما يحدث يناقض تصريحات الجيش سابقا والتي كانت تؤكد انتهاء أهداف الحرب، مضيفا أن الجيش الآن يتماهى مع رغبات نتنياهو.

ولم يستبعد وجود توافق بين نتنياهو والجيش حول إتمام المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، منبها إلى صمت الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بشأن الصفقة مؤخرا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تقتحم بلدة الخضر وتشدد إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، بلدة الخضر، جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت مصادر فلسطينية، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة الخضر وتمركزت في منطقة "التل" بالبلدة القديمة، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات.

وفي سياق متصل، أصيب مواطن فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، جنوب قلقيلية شمال الضفة الغربية، وأوضحت مصادر محلية أن المواطن يبلغ من العمر 45 عاما، أصيب بعيار ناري أطلقه صوبه جنود الاحتلال، بالقرب من جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي بلدة حبلة، جنوب قلقيلية، نقل على إثرها إلى المستشفى.

على جانب ِآخر، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وأوضحت مصادر من سدنة الحرم الإبراهيمي أن قوات الاحتلال أبلغت إدارة الحرم بمنع من هم دون 27 عاما من دخوله.

وأضافت أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم والأحياء القريبة، وعلى البوابة الرئيسية المؤدية إليه، وأوقفت المواطنين وفتشتهم ودققت في بطاقاتهم الشخصية.

وفي السياق، اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية، شابا من بلدة العيسوية، شمال شرق القدس المحتلة، وأفادت مصادر محلية بأن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت العيسوية، واعتقلت شابا لم تعرف هويته بعد.

مقالات مشابهة

  • متحدث فتح: نتنياهو يسعى للتصعيد لحماية نفسه من الأزمات الداخلية في إسرائيل
  • بطول 425 كم.. إسرائيل تنوي بناء جدار يفصلها عن الأردن والضفة الغربية
  • عشرات المستوطنين يقتحمون مدينة نابلس
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة الخضر وتشدد إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • سلوفينيا: قلقون من التأثير المستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة
  • القاهرة الإخبارية: الاحتلال يواصل عملياته العسكرية في شمال الضفة
  • إصابات واعتقالات وهدم في الضفة ومئات المستوطنين يقتحمون الأقصى
  • إعلام عبري: نتنياهو يفكر في استئناف العدوان بغزة للضغط على حماس
  • معهد فلسطين للأمن القومي: العمليات العسكرية في الضفة هدفها فرض واقع جديد