برنامج «القيادات الشابة للإنتربول» يـخـتـتـم أعـمـالـه في دبي
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
دبي: «الخليج»
اختتم البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة للإنتربول أعمال دورته الرابعة في دبي، وشهد مشاركة قيادات شابة من 34 دولة، ومتحدثين ومدربين متخصصين من مختلف الدول، ناقشوا على مدار الأسبوع محاور تُعنى ببروز الذكاء الاصطناعي قوةً تحويليةً تُعيد تشكيل الصناعات والمجتمعات في أنحاء العالم، وأثر ذلك في العمل الأمني والشرطي، تحت عنوان «الشرطة في عالم الذكاء الاصطناعي».
وقال اللواء الخبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشرطة دبي، إن استضافة هذه الدورة، تؤكد أن شرطة دبي مستمرة في تعزيز تعاونها وتواصلها الدولي، وتسخر كل الممكنات التي تحقق استراتيجية شرطة دبي وتوجهاتها الرامية إلى ضمان استدامة الأمن والأمان، ونقل المعارف والعلوم والممارسات لمختلف أجهزة الشرطة في العالم، ودعم الجهود الهادفة إلى رفع مستوى الجاهزية للمستقبل محلياً ودولياً.
وأضاف: حظي البرنامج باهتمام ومتابعة حثيثة من شرطة دبي، ودعم وتنسيق وتواصل وتعاون مع منظمة «الإنتربول»، لتمكين متحدثين ومدربين متخصصين من مختلف الدول لتقديم أحدث الدراسات والتجارب المعنية بالذكاء الاصطناعي.
وتقدم اللواء المنصوري، بالشكر للقائمين على البرنامج وهم فريق القيادة العامة لشرطة دبي، ممثلاً في مجلس القيادات الشابة، والإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وفريق منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول»، والفرق المساندة من مختلف الإدارات العامة ومراكز الشرطة. مشيداً بمستوى التنظيم والتنسيق والجاهزية العالية لتوفير بيئة مناسبة ومشجعة ومحفزة لتنفيذ البرنامج وفق أعلى المعايير العلمية والتنظيمية.
وشهد البرنامج في يومه الختامي، استعراض عدد من الأفكار والمشاريع، والاقتراحات التي تدعم التوجهات المعنية بمدى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، والتطور المتسارع في خدمة العمليات الشرطية، وإيجاد الحلول والأفكار النوعية التي تضمن تقدم أجهزة الشرطة، بما يعزز الأمن والأمان للمجتمعات، ومكافحة الجريمة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الانتربول دبي
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.