طائفة ليف طاهور اليهودية يتهمون الاحتلال الإسرائيلي بمطارداتهم في غواتيمالا
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
فتحت النيابة العامة في غواتيمالا الأربعاء تحقيق في مزاعم تتعلق بسوء معاملة الأطفال، وجرائم العنف الجنسي، والزواج القسري داخل طائفة "ليف طاهور" اليهودية المتشددة، التي تتمركز في مدينة أوراتوريو قرب العاصمة.
وقالت رئيسة مكتب حماية القاصرين في النيابة العامة، لوكريسيا بريرا، إن قاضياً تمكن الجمعة الماضية من دخول العقار في مدينة أوراتوريو، على بُعد 60 كيلومتراً جنوب غرب مدينة غواتيمالا، لكن أعضاء الطائفة الحريدية المتشددة حالوا دون إجراء التحقيق بشكل كامل.
#AccionesPGN El equipo multidisciplinario de PGN acudió al municipio de Oratorio, Santa Rosa, con la finalidad de dar seguimiento y cumplimiento a una resolución judicial que ordenó nuevamente una constatación a favor de la niñez y adolescencia de la comunidad judía Lev Tahor... pic.twitter.com/K3GGGRhSVM — PGN Guatemala (@PGNguatemala) August 21, 2024
وأعربت بريرا عن قلقها البالغ حيال الوضع داخل الطائفة، موضحة أن هناك شكاوى تفيد بحدوث زيجات قسرية، وحالات حمل لفتيات صغيرات، وسوء معاملة متزايدة داخل طائفة "ليف طاهور".
وأفادت السلطات الغواتيمالية في ذلك الوقت أنها استجابت لطلب من دولة الاحتلال الإسرائيلي التي كانت شرطتها تبحث عن فتاة قاصر مفقودة.
ووفقاً لما صرحت به لوكريسيا بريرا، فإن التحقيق الحالي انطلق بعدما تلقى المحققون "صرخة استغاثة" من مراهق أجنبي في بداية العام، طلب من خلالها العودة إلى بلده الأم، موضحاً أنه تعرض للإجبار على الزواج في سن مبكرة داخل الطائفة.
وفقاً للادعاء العام، يتكون مجتمع طائفة "ليف طاهور" من حوالي خمسين أسرة متعددة الجنسيات، ويعيش فيه نحو مئة قاصر.
وتمكن القاضي من إحصاء 29 طفلاً، لكن الطائفة منعته من استجوابهم أو التحقق من حالتهم الصحية.
على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، اتهمت طائفة "ليف طاهور" النيابة العامة بشن حملة اضطهاد ضدها، مدفوعة بالتعصب الديني والتمييز، وبتعاون مع دولة إسرائيل.
من هي "ليف طاهور" التي تعارض الصهيونية
تُعرف هذه الطائفة التي تأسست في ثمانينيات القرن الماضي باسم "القلب الطاهر" بالعبرية، وتتبنى تفسيراً متشدداً للديانة اليهودية، يلزم النساء بارتداء نقاب أسود يغطيهن من الرأس إلى أخمص القدمين.
La Comunidad Judía de Guatemala REITERA, como lo ha hecho ya por más de 10 años, que es ajena a la secta "Lev Tahor", cuyos líderes han sido incluso ya condenados por graves ilícitos en jurisdicciones como Nueva York.
Repudiamos cualquier acto de abuso que pudiera darse dentro… pic.twitter.com/Ajci5tBx6O — Comunidad Judía Guatemala (@cjggt) August 22, 2024
واستقرت طائفة "ليف طاهور" في أوراتوريو منذ عام 2016، بعد سلسلة من المداهمات التي نفذتها قوات الأمن على عدد من مبانيها بغواتيمالا، حيث كانت قد وصلت لأول مرة عام 2013.
ووفقاً لما نقلته صحيفة "هآرتس" ذكرت الطائفة: "نحن الجالية اليهودية في ليف طاهور، من أشد المعارضين للصهيونية، ليس من حيث عدد أتباعنا، بل بناءً على معتقداتنا الدينية. نحن يهود حقيقيون نعيش في المنفى بسلام تام مع جيراننا."
وأوضحت الطائفة، بحسب "هآرتس"، أن "مصدر جميع الاضطهادات ضدنا هو نفس الكيان الصهيوني الذي يقمع الفلسطينيين. كما يظهر في موقع الإنقاذ الخاص بنا، فإن الكيان الصهيوني هو الذي يدفعنا للتنقل من مكان لآخر. أعضاء ليف طاهور يشاركون في العديد من المسيرات للتنديد بأفعال الصهيونية ضد العرب واليهود المتدينين الحقيقيين."
وفي وقت سابق، صنفت سلطات الاحتلال الطائفة ضمن "المكونات الخطيرة"، كما أصدرت السلطات الأمريكية في عام 2021، لائحة اتهام ضد قادة الطائفة بتهم تتعلق باستغلال الأطفال واختطافهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غواتيمالا ليف طاهور اليهودية الإسرائيلي إسرائيل غواتيمالا اليهود ليف طاهور المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟
أثبتت ثمانون عاما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كيف استغلت الحركة الصهيونية المحرقة النازية لخلق تبريرات تؤدي للقمع المستمر للشعب الفلسطيني، حتى بات الخطاب الصهيوني يرفع لواء التبرير لأي عنف يمارس ضد الفلسطينيين بزعم أنه دفاع عن النفس ضد قوة تهاجم اليهود بسبب يهوديتهم، على حد زعمه.
آفي رام-تسوريف، الكاتب الإسرائيلي بموقع "محادثة محلية"، استعرض "سلسلة من العمليات القمعية التي ارتكبها الصهاينة، قبل قيام الدولة وبعدها، ضد الفلسطينيين والعرب، وطردهم من بلادهم، ومنع عودتهم إليها، مما يكشف عن علاقة طردية بين الهولوكوست والنكبة، حتى أن بعض قادة الصهاينة لم يتردد في الاعتراف بالقول، ولو في غرف مغلقة، أنه لا أحد ينكر أن إنشاء دولة إسرائيل كان بمثابة محرقة للفلسطينيين، لأنهم هم أيضاً ضحايا هتلر، فبدونه وبدون النازية، لم تكن الدولة اليهودية لتقام بهذه الطريقة، وفي ظل مثل هذه الظروف".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "المحرقة والنكبة ظاهرتين مرتبطتين ببعضهما من خلال علاقة سببية واستمرارية تاريخية، متشابكتين لا يمكن فصلهما، وقد حُلّت المشكلة اليهودية عبر أرض استُوطِنت، ثم احتُلت، لكن هذا لم يحل مسألة اللاجئين أو مسألة عديمي الجنسية، على العكس من ذلك، حيث أدى حل المسألة اليهودية لخلق فئة جديدة من اللاجئين، وهم الفلسطينيون، وبالتالي فقد بدأ الصهاينة يتبنّون مبادئ التطهير، والتفوق، والإخضاع".
وصف الفلسطيني بـ"النازي"
وأشار إلى أن "وصف الفلسطينيين بالنازيين بات عنصرا أساسيا في الدعاية الصهيونية لتبرير أفعالها ضدهم، وأحيانا بدعم من دول الكتلة الغربية خلال الحرب الباردة، كما انعكس في وصف جمال عبد الناصر بأنه هتلر، وشكل هذا التصنيف أساسا لإضفاء الشرعية على الإجراءات الإسرائيلية الرامية لإفشال الاتفاق الموقع بين بريطانيا ومصر لإجلاء القوات العسكرية البريطانية من قناة السويس، وتضمن تشغيل شبكة تجسس وتخريب إسرائيلية داخل مصر المسماة عملية سوزانا، وتسمى في دولة الاحتلال باسم القضية المخزية".
وأوضح أن "الاستخدام الصهيوني لموضوع المحرقة وصل ذروته في حرب 1967، التي أسفرت عن احتلال سيناء وغزة والضفة والجولان، وأطلق عليه الخطاب الإسرائيلي اسم التحرير، ووصفه ديفيد بن غوريون بأنه تأسيس مملكة إسرائيل الثالثة، على اعتبار أن الكارثة التي حصلت لليهود شكلت لهم في الوقت ذاته محركا للخلاص، وهذه مفردات مسيحانية حظيت لاحقا في انتشار لافت في كتابات الحاخامات اليهود، لتمهيد الطريق نحو منح قدسية للزي العسكري والأسلحة والقسوة في التعامل مع غير اليهود".
تبرير الوحشية
وأشار إلى أن "تحوّل اليهودي لشخص قادر على استخدام العنف القاسي عنصر مركزي في تحوله لصاحب سيادة، بات شعارا لبسط مزيد من السيطرة على أراضي الفلسطينيين، والاستيطان فيها، وظهر التحليل القاسي للهولوكوست أساسا لتبرير العنف ضد الفلسطينيين، لأنه في فترة لاحقة تم استبدال عبد الناصر باعتباره تجسيداً لهتلر بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث تم تبرير الوحشية العنيفة ضد الفلسطينيين خلال حرب لبنان 1982، وتم تعريفها بأنها حرب "اختيار" على حدّ وصف مناحيم بيغن بزعم منع وقوع محرقة ثانية".
أكثر من ذلك، يقول الكاتب، حيث "تم إنكار الدوافع الملموسة للفلسطينيين لاستخدام العنف ضد الاحتلال، رغم قمعيته واحتلاله وتوسّعه على حساب أراضيهم، وفي المقابل تقديمه بأنه دولة تستخدم العنف لتحقيق "الأمن" ممن يُهدّدونها بالهولوكوست، وهي بذلك تسعى لتقديم نفسها في صورة الدولة التي تغلق الدائرة، وتشكّل شفاءً كاملاً من صدمة الهولوكوست، وفي الوقت نفسه تحافظ على الصدمة كقوة دافعة لاستخدام العنف ضد الفلسطينيين والعرب، وتُبرّر استمرار العنف والقسوة والتوسع المستمر باسم الهولوكوست".
تصدير الأزمات
ولفت الكاتب إلى أن "استخدام المحرقة جاء كجزء من إنكار الوضع الاستعماري الذي يواصل الاحتلال الحفاظ عليه، والزعم بأن الصهيونية تشكل الملاذ الآمن وفرضها كمشروع استعماري، واليوم وصل حجم ومدى هذا الاستخدام الى تبرير السيطرة الوحشية والعنيفة على الفلسطينيين، وتحويل قطاع غزة مكانا غير صالح للسكن، وارتكاب المذابح لتحقيق هذه النبوءة، وصولا لارتكاب جرائم حرب وحشية وجرائم ضد الإنسانية في حرب الإبادة الجارية اليوم، ولكن من خلال منحها المزيد من التبريرات، وإضفاء طابع دفاعي عليها، باعتبارها عنفاً مؤقتاً".
وأوضح أن "الاحتلال ينظر للعنف الممارس ضد الفلسطينيين كمحاولة لإصلاح الصدع الداخلي، وشفاءً واضحاً للشقوق التي انفتحت داخل المجتمع منذ بدء الانقلاب القانوني، ويُنظر لساحة العدوان في غزة بأنها استعادة للوحدة التي فقدتها الدولة بسبب الكراهية والقسوة ضد الفلسطينيين، وصولا للنفي الكامل لوجود الشعب الفلسطيني في غزة، حتى أنه في أول اجتماع للحكومة بعد السابع من أكتوبر، قال وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش إننا "بحاجة لأن نكون قاسيين، لا أن نراعي الفلسطينيين أكثر مما ينبغي".
وختم بالقول إن "توظيف الحركة الصهيونية سابقا، واليوم حكومة الاحتلال، لفكرة المحرقة، باتت مقدمة لشرعنة المزيد من ممارسات القسوة ضد الفلسطينيين، على اعتبار أن الجرائم المرتكبة بحقهم أداة للخلاص اليهودي، حتى لو كان من خلال العنف الوحشي، وتبرير الإبادة الجماعية التي نرى معالمها اليوم تحت أنقاض بيت لاهيا وغزة ورفح، ومُتجسّدة في أجساد الأطفال والرضع يومياً، وأجساد النازحين في الخيام، جوعى للخبز، ومتعطشين للماء".