عميد «تربية رياضية» بالإسكندرية سابقا: تغيير مسمى الكلية يزيد من فرص العمل للخريجين
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
قال الدكتور محمد بلال، عميد كلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية بنين السابق، إن تغيير اسم كليات التربية الرياضية Faculty of Physical Education إلى كليات علوم الرياضة Faculty of Sport Sciences، يأتي ضمن خطة تطويرها، ويخلق فرص عمل جديدة.
وأضاف «بلال» في تصريحات لـ«الوطن»، أن هذا الاسم يسمح للكليات بالانتقال من القطاع التربوي إلى القطاع العلمي، ويفتح المجال لفرص عمل جديدة لخريجي الكليات على غرار «التأهيل الرياضي، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، الهندسة الرياضية، وإدارة الأعمال والاستثمار».
وأوضح أنه منذ بداية إنشاء كليات التربية الرياضية في الخمسينيات، مرت هذه الكليات بثلاث مراحل رئيسية، وهي كالتالي:
المرحلة الأولى كانت تهدف بشكل أساسي إلى تخريج معلمي التربية الرياضية فقط، حيث كانت الكليات تقدم تخصصًا وبرنامجًا واحدًا طوال سنوات الدراسة الأربع.
المرحلة الثانية بدأت مع التغيرات التي شهدها سوق العمل الرياضي في بداية الألفية الجديدة، حيث ظهرت تخصصات أخرى داخل كليات التربية الرياضية مثل التدريب، الإدارة، الترويح، والتدريس. تضمنت الكليات في هذه المرحلة 3 أو 4 برامج رئيسية، لكنها لم تستهدف التوسع في التخصصات أو البرامج.
سبب تغيير مسمى كلية التربية الرياضيةالمرحلة الثالثة جاءت في إطار رؤية مصر 2030 لربط التعليم الجامعي بالتخصصات والبرامج العالمية، وظهور تخصصات جديدة مرتبطة بعلوم أخرى مثل الطب، الهندسة، وعلوم الحاسب. برزت تخصصات مثل التأهيل الرياضي، الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، الهندسة الرياضية، وإدارة الأعمال والاستثمار. ومع هذه التغيرات الأيديولوجية الشاملة في البرامج الأكاديمية والمهنية وفق متطلبات سوق العمل الرياضي، أصبح من الضروري تعديل مسمى كليات التربية الرياضية إلى اسم «علوم الرياضة» ليتوافق مع هذا التوسع.
تفاصيل تغيير اسم كلية التربية الرياضيةوأشار إلى أنه بعد أشهر من البحث والدراسة داخل لجنة قطاع التربية الرياضية، التي تضمنت نخبة من القيادات الأكاديمية وعمداء الكليات والتي كان أحد أعضائها خلال فترة العمادة برئاسة الدكتور حسين السمري، استقر الرأي على مسمى «علوم الرياضة» كمسمى شامل ومختصر يعكس طبيعة التخصصات الجديدة.
يأتي ذلك بعدما وافق مجلس الوزراء، اليوم، على مشروع تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات، الصادرة بقرار رئيس الجمهورية رقم 809 لسنة 1975، بما يقضي بتعديل مسمى كلية التربية الرياضية ليصبح كلية علوم الرياضة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التربية الرياضية كلية التربية الرياضية العلوم الرياضية علوم الرياضة كلية علوم الرياضة کلیات التربیة الریاضیة کلیة التربیة الریاضیة علوم الریاضة
إقرأ أيضاً:
تغيير المسار المهني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أتذكر وأنا طالب في الصف الأول الثانوي في مدرسة علي مبارك الثانوية بدكرنس، أن جاء أستاذ شنودة مدرّس أول الأحياء يسأل عني، وقفت وأنا لا أعرف السبب، قال: الموضوع الذي كتبته عن "الخلية أساس الحياة" مكتوب بأسلوب أدبي شيق وجميل، وأضاف أنصحك أن تلتحق بالقسم الأدبي وأن تمتهن الأدب عندما تكبر. عندما عُدت إلى البيت، قلت لوالدي رحمه الله، ماقاله مدرس الأحياء فكان رد فعل والدي قاطعاً حيث قال: لا أحب أن أسمع هذا الكلام أبداً، أنت ستكون طبيباً مثل خالك. وبالفعل، التحقت بالقسم العلمي وأصبحت طبيباً، ولكن بعد أكثر من أربعة عقود تذكرت نصيحة الأستاذ شنودة، وعاودني الحنين إلى الأدب، وأصبحت أكتب مقالاً واحداً أسبوعياً على الأقل.
وعندما سافرت في منحة دراسية إلى إنجلترا منذ أكثر من ربع قرن، عملت إخصائي نساء وتوليد مع استشاري كان في الأصل مهندساً معمارياً ثم قام بتغيير المسار المهني وأصبح من أمهر أطباء النساء في مجال أمراض الجهاز البولي والنسائي. سألته كيف حدث التغيير، قال بعد أن عملت لسنوات كمهندس معماري، أعجبتني مهنة الطب أكثر، من خلال صداقتي لزميل دراسة أصبح جراحاً، فقررت أن أكون طبيباً مثله، فدرست سنة تحضيرية في البيولوجي (A level Biology) وبعدها التحقت بكلية الطب وأصبحت جراحاً كما تري.
وفى مرة أخرى، جاءتني دعوة على العشاء من زميلة كانت تعمل معي في نفس المستشفى في أدنبره عاصمة أسكتلندا، ذهبت فوجدتها تودعنا لأنها قررت أن تترك مهنة الطب وأن تعمل كمولدة (Midwife) . الحقيقة لم أتفهم القرار وسألتها: لماذا تتركين مجال عملك المهني بعد أن أصبحتِ على وشك أن تستكملي التدريب وتصبحي استشاري نساء وتوليد؟.. أجابت بهدوء شديد، الضغط العصبي الشديد، وعدم مقدرتي على أن أبدأ فى تكوين أسرة وأنا في سن الخامسة والثلاثين، جعلاني أفكر في تغيير المسار. بحثت عن مهنة أخري فوجدت أن مهنة المولدة تناسبني تماماً، وقدمت على دورة تدريبية متخصصة في التوليد، وساعدتني مهنتي في استكمال التدريب بسرعة ونجحت وحصلت على الرخصة، ولذا من الآن فصاعداً لن أكون زميلتك الطبيبة، ولكن سأكون المولدة التي كانت طبيبة، وسوف أستدعيك عندما أفشل في توليد أي سيدة وتتحمل أنت المسئولية كاملةً!.
كانت فكرة تغيير المسار المهنى Career Shift مستغربة جدا من وجهة نظري، حيث لم أكن مقتنعاً أن هناك أي سبب يجعلني أترك مهنتي التي أمضيت فيها عدة سنوات من الدراسة والعمل، إلى أن قابلت العديد من خريجي الجامعات الذين قاموا بتغيير مسارهم المهني في السنوات الأخيرة، وأيضا، في دراسة قام بها أستاذنا الدكتور حسين خالد، رئيس لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات، وجد أن أكثر من ٣٠٪ من خريجي كليات الطب المصرية يتركون مجال العمل الطبي خلال ١٠ سنوات من التخرج ويعملون في مجال آخر. ولذا يتضح أن تغيير المسار يشبه الظاهرة التي تستحق الدراسة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الأسباب التي تدفع العديد من الشباب إلى تغيير مسارهم المهني والبحث عن عمل جديد؟ هل هو عدم وجود فرصة عمل مناسبة في مجال الدراسة الجامعية، خاصة في الكليات النظرية (الآداب والتربية والحقوق والتجارة)؟ هل هو ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين؟ وهل جامعاتنا تقوم بإعداد خريجيها لسوق العمل بطريقة صحيحة؟.. أسئلة نحاول الإجابة عنها.
وفي البحث عن الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تغيير مجال عملهم، بعد سنوات من الدراسة والعمل، وجدت أن ذلك يكون لأسباب طاردة في مجال العمل، أو لأسباب أخري جاذبة في مجال العمل الآخر. وبناءً على استطلاع رأي عن أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تغيير مجالهم الوظيفي إلى مجال آخر جاءت الأسباب كالآتي:
أولاً: تحقيق دخل أفضل في العمل الجديد (٤٧٪).
ثانياً: الضغط النفسي الشديد في العمل الأصلى (٣٩٪).
ثالثاً: البحث عن توازن بين العمل وجودة الحياة (٣٧٪).
رابعاً: البحث عن تحدٍ جديد (٢٥٪).
خامساً: فقدان الشغف في العمل وأسباب أخرى (٢٣٪).
وسوف نحاول تحليل هذه النتائج في المقالات التالية بإذن الله تعالى.
*رئيس جامعة حورس