على خلفية تلويح قوات الدعم السريع بتشكيل حكومة موازية لحكومة بورتسودان في الخرطوم، تقصت (التغيير) حول الإدارات المدنية التي قام بتشكيلها في مناطق سيطرتها، المهام التي تقوم بها ومصادر الموارد التي تمول بها مشاريعها والخدمات التي تقدمها للمواطنين، ومدى نجاح التجربة وإمكانية تطويرها لتصبح أساسا لحكومة مستقبلية للدعم السريع تتمكن من إدارة حياة المواطنين وتوجد لنفسها إطارا دستوريا وتشريعيا موازيا؟

التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

الإدارات المدنية بالنسبة للخبير الاستراتيجي المختص في إدارة الأزمات محمد إبراهيم كباشي، هي استجابة لواقع الحرب وفق علم الأزمات الذي يقول إن أي أزمة تفرز قيادات جديدة تتصدى لها من أجل إنقاذ حياة الناس.

ونفى كباشي امكانية صمود هذه الكيانات المدنية لجهة أنها هجين من التحالفات  يحمل داخله متناقضات؛ لا تستند على إطار ايدولوجي أو فكري أو سياسي، قاطعا بأنه  لحظة حدوث استرخاء ووقف لإطلاق النار ستتآكل هذه المؤسسات لافتقارها لقوة دفع للاستمرار “ما يحدث تكيف مع الواقع”.

خبير إدارة أزمات: مؤسسات الإدارات المدنية لا ترتكز على إطار ايدولوجي موحد وستتآكل لحظة حدوث حالة استرخاء

وأعرب الخبير الاستراتيجي عن استنكاره لمحاولات تجريم تلك المجتمعات وتخوينها لجهة أنها تفعل ذلك اضطرارا أكثر من كونه فكرا استراتيجيا تابعا لقوات الدعم السريع.

نواة الإدارات المدنية

هذه الإدارات المدنية التي بدأ أنها يمكن أن تتحول لحكومة موازية تشكلت وفق مذكرة تفاهم بين قطاعات مدنية وقوات الدعم السريع مطلع أغسطس من العام 2023 بحسب منسق الإدارات المدنية عبد الله جمعه، رئيس اللجنة التسيرية للاتحاد المهني العام للضباط الاداريين، والذي قال إن الهدف منها تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين والمساعدة في انسياب الإغاثات الإنسانية.

وكشف جمعة لـ (التغيير) عن تشكيل 5 إدارات مدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع فيما يتم التشاور حاليا حول إطلاق إدارة جديدة في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور.

الهيكل وشروط التعيين

يتشكل هيكل الإدارات المدنية وفق جمعة من رئيس مجلس الإدارة المدنية ومدراء إدارات ومدراء تنفيذيين ومدراء عامين إلى جانب جهاز تشريعي تمت تسميته بـ”مجلس التأسيس المدني” مهمته الرقابة على الجهاز التنفيذي وإجازة الموازنة وإقرار القوانين. “القوانين التي نصت عليها الوثيقة الدستورية سارية المفعول”.

وكشف جمعة عن شروط القبول في هذه الوظائف والتي تتمثل في أن يكون المرشح سوداني ومن الولاية أو الوحدة الإدارية المعينة ولا يقل عمره عن 25 عاما ولم تتم إدانته بأي جريمة تخل بالأمانة والشرف ويؤمن بالتحول الديمقراطي. وأضاف: “من أهم الشروط ألا يكون عضوا في حزب المؤتمر الوطني المحلول”.

منسق الإدارات المدنية: الإدارات المدنية مؤقتة ومدتها 6 أشهر ونرفض تعيين “الفلول”

وأجاب منسق الإدارات المدنية على سؤال (التغيير) حول موارد هذه الإدارات بأن مدير عام وزارة المالية بالولاية يقوم بتحصيل الإيرادت من الضرائب والزكاة، مشيرا إلى أن فترة عمل الإدارات  مؤقتة ومحددة بـ 6 أشهر؛ بعدها يتم تقييم التجربة ثم حال وقفت الحرب يتركون خيار تبنيها من عدمه للحكومة المدنية.

وكشف جمعة عن وجود مشكلة في مرتبات العاملين في وظائف الدولة بمناطق سيطرة الدعم السريع متهما حكومة الأمر الواقع، حد وصفه، بايقاف المرتبات وتحويلها لدعم القطاع العسكري في محاولة منهم لفرض حصار على المواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع.

عبد الله جمعة – منسق الإدارات المدنية

واضاف: “منذ 15 ابريل لم يصرف أي موظف قرشا واحدا وقمنا كمهنيين برفع مذكرة لمنظمة العمل الدولية”

وكشف جمعة عن تنسيق بين الإدارات المدنية وحركتي تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، مشيرا إلى أنهم يتبادلون المنافع ويستقبلون الخضر والفاكهة من مناطق الجبل.

الدعم السريع ذراع أيمن

نفي جمعة وجود أي تدخل للدعم السريع في تكوين الإدارات المدنية واختيار المرشحين لها قاطعا بأن كل التشاور يتم مع المواطنين والقطاعات المهنية في المنطقة وأن دور القوات محصور في الحماية. وقال: “العلاقة مع الدعم السريع تنحصر في التأمين”.

من جانبه؛ أمن إبراهيم الشفيع، وهو ضابط استخبارات يتبع للدعم السريع بمحلية بليل، على حديث جمعة واصفا الدعم السريع بـ “الذراع الأيمن” للإدارة المدنية. وأن الوضع الأمني بالمحلية مستقر بنسبة 85%.

وقال في مقابلة مع (التغيير) إنهم يعملون مع الشرطة كجهة اسناد لأنها فقدت امكاناتها. وحول شكوى بعض المواطنين من الجبايات الباهظة والنهب المسلح الذي تقوم به قوات الدعم السريع، قطع الشفيع بأن التوجيهات التي وصلتهم من القيادة عدم تحصيل أي ضرائب أو جبايات من المواطنين. واضاف: “نقوم بحراسة الأسواق ولا نأخذ جنيه واحد من التجار”.

وحول الأوضاع الإنسانية بالمحلية كشف الشفيع عن تردي الأوضاع وعدم توفر الغذاء بالنسبة للمواطنين وجنود الدعم السريع على حد سواء، وقال: “حاربونا الكيزان بإغلاق طريق الدبة وحتى المحاصيل التي كان يقتات عليها المواطنون نفدت”.

وأجاب عن سؤال (التغيير) حول حوادث الاعتداء من جانب قواتهم على المواطنين والنهب تحت تهديد السلاح بالنفي القاطع قائلا إن هناك حوادث سرقة محدودة لهواتف محمولة ممن وصفهم بـ “المتفلتين”.

الدعم السريع فوق القانون

لم يتفق المواطن صالح من مدينة نيالا (اسم مستعار طلب حجب اسمه لأسباب أمنية) مع ما ذهب إليه قائد الدعم السريع بمحلية بليل واصفا الوضع الأمني من جهته بـ”الضعيف جدا”. وقال في مقابلة مع (التغيير) إن حوادث النهب والقتل في ازدياد.

وكشف صالح عن تضاعف الجبايات وإرهاقها للمواطنين “كل صاحب كشك، أو دكان أو فريشة أو حتى درداقة يتم تحصيل أموال منه بشكل يومي وكل بضاعة تدخل أو تخرج من السوق تقوم بدفع أموال للدعم السريع.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بجمع رسوم من أسواق: موقف الجنينة وسوق المواشي والجبل والسوق الشعبي وقادرة، واصفا العساكر المنتمين للدعم السريع والمستنفرين التابعين لهم بأنهم “فوق القانون”.

وقطع صالح بمشاهدته لعدد من حوادث النهب خاصة في موقف الجنينة وكبري نيالا، وقال: “تقف فجأة سيارة (بوكس) عليها أشخاص يرتدون زي الدعم السريع والكدمول ينهبون البضائع وأموال المواطنين العابرين”.

واتهم صالح الإدارة المدنية بعدم تقديم الخدمات للمواطنين، مشيرا إلى التعقيدات المرتبطة بإغلاق الطرق التي تقوم بتوصيل الغذاء، فطريق الرقيبات مغلق بسبب الخريف وهو الذي يقوم بإيصال المواد الاستهلاكية عبر الحدود من دولة جنوب السودان، إلى جانب توقف طريق أدري لمدة 3 أسابيع بعد انهيار سد مورني متهما الإدارة المدنية بالعجز عن إصلاحه، فيما يتفادى التجار بحسب صالح طريق المجلد لتكرار حوادث النهب فيه.

وحول الخدمات الصحية قال صالح إن هناك عدد من المنظمات مثل أطباء بلا حدود التي تدعم مستشفى الأطفال والطوارئ والولادة ومنظمة كير التي تهتم بتغذية الأطفال “هذه الخدمات لا علاقة بالإدارة المدنية بها”.

لم تتمكن (التغيير) من استطلاع آراء مواطنين آخرين من مدينة نيالا بسبب احجام كل من تم التواصل معه عن الحديث حتى مع وعود بعدم كشف هويتهم الأمر الذي يكشف عن حالة من الخوف من التعبير عن آرائهم.

الجرائم في تقارير الشرطة

لدى الشرطة رأي يختلف حول الأوضاع الأمنية، ولم يتفق رئيس شرطة محلية بليل الملازم أول أحمد عبد الله أبكر، مع المواطن صالح قاطعا بتراجع الجرائم بعد الجهود التي قامت بها قوات الشرطة حد قوله.

وقال أبكر في مقابلة مع (التغيير) إنهم أنجزوا صيانة وتشييد سجن كوبر بمدينة نيالا الذي تبلغ سعته 10 آلاف نزيل مشيرا إلى أنهم يودعون فيه كل المجرمين.

مدير شرطة بليل: قوات الشرطة في ولايات دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع وصلت 8800 فرد

واعترف مدير شرطة محلية بليل بوجود معوقات تمنعهم عن أداء مهامهم بصورة كاملة منها عدم توفر المرتبات وقال: “نستلم فقط الإمداد كاشفا” إلى جانب حديثه عن فقد الشرطة لإمكاناتها المتمثلة في السيارات والسلاح الأمر الذي جعلهم يعتمدون على الدعم السريع في الاسناد والقبض على الجناة.

من جهته يرى الملازم أول أبكر أن قوات الشرطة في وسط هذه الظروف تقوم بعمل كبير في تأمين الزراعة وحل الخلافات بين الرعاة والمزارعين وعمل ارتكازات وتأمين للأسواق.

وكشف عن تقدير عدد قوات الشرطة بالولاية بـ 3 آلاف و800، فرد فيما وصل عدد قوات الشرطة التي تعمل في الجنينة وزالنجي والضعين إلى 5 آلاف فرد.

قوات الشرطة داخل معسكر (كلمة) لأول مرة تحديات مالية

أحد المدراء التنفيذيين بولاية جنوب دارفور، فضل حجب اسمه، اعترف بوجود تحديات كبيرة تمنعهم في الإدارة المدنية من تنفيذ خططهم وعلى رأس هذه التحديات قلة الإيرادات.

وأشار المدير التنفيذي إلى أن قطاعات التعليم والصحة تعمل بصورة جزئية وأن المدارس تواجه مشاكل الاجلاس والكتاب المدرسي ومرتبات المعلمين فيما تواجه المستشيات نقصا حادا في الكوادر الصحية والأدوية خاصة الأمراض المزمنة كما يواجه مركز عسيل الكلى بنيالا نقصا حادا في الأدوية.

بدأ العام المدرسي في ولاية جنوب دارفور في أواخر فبراير الماضي، وسينتهي في نهاية سبتمبر المقبل وفق مدير عام وزارة التربية والتعليم في الإدارة المدنية حافظ أحمد.

التزام بالتقويم المركزي

وقال أحمد لـ (التغيير) إن بعض المحليات في ولاية جنوب دارفور لم تبدأ فيها المدارس بسبب الظروف الاقتصادية، كاشفا عن عقدهم لاجتماعات مع منظمات مثل اليونسيف لتمويل امتحانات الانتقال المرحلي من الأساس للمتوسط ومن المتوسط للثانوي.

مدير عام وزارة التعليم بولاية جنوب دارفور: ملتزمون بتقويم وزارة التربية الاتحادية وبالنسبة لنا السودان موحد

وحول العلاقة مع وزارة التربية الاتحادية أكد مدير عام وزارة التربية بجنوب دارفور بعدم وجود أي نوع من التواصل وقال لـ (التغيير): “بالنسبة لنا السودان موحد ونعمل وفق التقويم القديم لوزارة التربية”.

وأضاف: “نحن كمعلمين لا علاقة لنا بالسياسة ونتمنى أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد”. مشيرا إلى أن واجبهم يحتم عليهم المواصلة في تعليم الأطفال حتى لا يكون تأثيرهم سلبيا على المجتمع مستقبلا. وتابع: “لا شيء يجبرنا على ايقاف العملية التعليمية حتى لو قمنا بها في ظل شجرة”.

اجتماع وزارة التربية جنوب دارفور مع منظمات تهتم بالتعليم حكومة موازية

تلويح الدعم السريع بتشكيل حكومة عاصمتها الخرطوم يثر مخاوف تحويل السودان إلى النموذج الليبي وتقسيم البلاد لمناطق سيطرة للقوات المسلحة السودانية ومناطق سيطرة لقوات الدعم السريع.

لكن المحلل السياسي محمد لطيف، قلل من هذه المخاوف مشيرا إلى أن الدعم السريع لن يسعى للتورط في توفير خدمات الغذاء والدواء والوقود والبنى التحتية للمواطنين في مناطق سيطرته لأنها ستوقعه في مشاكل أكبر.

خسائر الدعم السريع السياسية

من جهة ثانية يقول لطيف إن الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع في انتشارها يسبب لها عائقا جوهريا، ويضيف: “كلما تمدد وتوسع في نطاق سيطرته كلما خسر سياسيا بسبب الانتهاكات التي تصاحب تحركاته”.

محمد لطيف: كلما توسعت سيطرة الدعم السريع خسر سياسيا بسبب الانتهاكات المصاحبة لحركته

وأكد لطيف أن الوضع الحالي في مصلحة الدعم السريع لجهة أن المواطن ينظر لمعاناته كنتيجة لانسحاب الجيش من المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع ويحمل الحكومة التي يعرفها هذه المعاناة.

وتابع: “الدعم السريع ليس لديه أي رغبة في تحويل نغمة الاحتجاج الشعبية في مواجهته وحتى إن خطرت له فكرة تشكيل حكومة ستكون مرجأة خاصة وأنه لا يسيطر على كافة المخارج والمداخل في البلاد”.

فشل منذ الانقلاب

من جهته قلل الخبير الاستراتيجي المختص في إدارة الأزمات محمد إبراهيم كباشي، من قدرة الدعم السريع على تشكيل حكومة، مشيرا إلى اشتراكه في حكومة انقلاب مع الجيش عجزا فيها معا عن إدارة الدولة وفشلا على المستوى الاقتصادي.

وقال كباشي لـ (التغيير) إن الدعم السريع لم يستثمر فترة الانقلاب العسكري في تشكيل حاضنة سياسية في حين ارتد الجيش لفلول النظام البائد الذين أعادهم للسلطة فور الانقلاب. وأضاف: “هذه كانت إحدى نقاط الخلاف بين الجنرالين”.

أفراد من الدعم السريع مع المزارعين

وقطع كباشي بعدم جدوى علاقة قائد الدعم السريع (حميدتي) بالإدارات الأهلية لجهة أنها تفتقر للبلورة السياسية ولا تمتلك خبرة في إدارة الدولة ومؤسساتها العامة.

وشرح كباشي شكل مؤسسة الدعم السريع التي وصفها بالمؤسسة العسكرية التي لا تمتلك جناحا سياسيا وهي لا تشبه الحركة الشعبية  مثلا التي تمتلك شقا سياسيا وآخر عسكريا قاطعا بعدم قدرته على تشكيل وبناء هذه المؤسسات في ظروف الحرب.

وأضاف: “المدنيون في مؤسسات الدعم السريع بعضهم أصحاب مرارات وبعضهم من الإسلاميين وهو خليط لا يمتلك رؤية سياسية موحدة وسينفرط عقده بمجرد توقف الحرب”.

وناقش الخبير الاستراتيجي معضلة الإطار الدستوري والتشريعي إلى جانب غياب رؤية ومشروع وتسائل: “هل يريد إعادة إحياء مشروع الثورة السودانية أم يسعى لبناء قناعات كاملة بالدولة المدنية والنظام الديمقراطي.. وما هو موقع حميدتي من ذلك؟”.

ونبه كباشي إلى أن المؤسسات المدنية في ظل الحرب لا يتم ايلائها أي اهتمام لجهة التركيز على الجانب العسكري وضرب مثلا بعدم اهتمام حكومة بورتسودان بقضية السيول والفيضانات  مشيرا إلى عجز الدولة ومنح الأولوية لتقوية النفوذ العسكرية.

خاتمة

مع إفادات الخبراء حول أن الأولوية في ظروف الحرب تكون لدعم الجانب العسكري وأن الحكومات المدنية لن تجد أي دعم وفي ظل ما تعانيه الإدارات المدنية من قلة الموارد لدرجة تمنعها حتى من دفع مرتبات المعلمين والشرطة أو عمل أي إصلاحات في البنى التحتية يبقى خيار تشكيل قوات الدعم السريع لحكومة موازية خيارا غير عملي في ظل ظروف استمرار الحرب.

وفي حال قامت بإعلان حكومة وعجز عن تفعيلها سيواجه بسيول من الانتقادات والتذمر من المواطنين تنضم إلى انتقادات الانتهاكات الواسعة التي يقوم فيها في مناطق سيطرته من اغتصاب ونهب للمنازل وقتل واعتقالات وتعذيب.

الوسومآثار الحرب في السودان الإدارات المدنية للدعم السريع العام الدراسي الموسم الزراعي قوات الدعم السريع ولاية جنوب دارفور

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان العام الدراسي الموسم الزراعي قوات الدعم السريع ولاية جنوب دارفور سیطرة الدعم السریع قوات الدعم السریع الإدارة المدنیة مدیر عام وزارة وزارة التربیة للدعم السریع حکومة موازیة مشیرا إلى أن قوات الشرطة جنوب دارفور تشکیل حکومة مناطق سیطرة السریع فی إلى جانب فی مناطق

إقرأ أيضاً:

“الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان

بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش السوداني استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، أعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ ما أسمتها «عملية نوعية» في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان، ودمّرت عدداً من الطائرات الحربية والمسيّرات والآليات، «واستهدفت خبراء أجانب تابعين للحرس الثوري الإيراني»، يعملون في المنطقة العسكرية المهمة، وذلك من دون تعليق من الجيش على ذلك.

وقال الناطق الرسمي باسم «قوات الدعم السريع»، في نشرة صحافية (الأحد)، إنها نفَّذت فجراً «عملية نوعية ناجحة، استهدفت منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، ودمَّرت خلالها عدداً من الطائرات الحربية من طراز (أنتنوف)، ومقاتلات من طراز (K8) صينية الصنع، وعدداً من المسيّرات والمعدات العسكرية في قاعدة وادي سيدنا الجوية بالمنطقة العسكرية».

ولم يصدر أي تعليق من الجيش على مزاعم «قوات الدعم السريع»، وسط ترحيبه الكبير باسترداده مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، التي كانت قد فقدتها في يونيو (حزيران) الماضي... وعادة لا يشير كلا الطرفين، إلى خسائرهما في المعارك.

وتضم منطقة وادي سيدنا العسكرية التي تقع شمال مدينة أم درمان، أكبر قاعدة جوية عسكرية، وفيها المطار الحربي الرئيس، إلى جانب الكلية الحربية السودانية، وبعد اندلاع الحرب تحوَّلت إلى المركز العسكري الرئيس الذي يستخدمه الجيش ضد «قوات الدعم السريع».

وقال البيان: «إن العملية النوعية التي نفَّذتها القوات الخاصة التابعة للدعم السريع، تأتي تنفيذاً للخطة (ب)، التي أعلن عنها قائد القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في آخر خطاباته الجماهيرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، عقب خسارة قواته منطقة جبل موية الاستراتيجية بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.

وتوعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المقرات والمواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً في متناولها.

ووعدت بحسب البيان، بأن تكون الحرب الحالية «آخر الحروب» في البلاد، وبإنهاء ما أسمتها «سيطرة الحركة الإسلامية الإرهابية على بلادنا»، و«إعادة بناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، تحقق السلام والاستقرار والعدالة لجميع الفئات السودانية، التي عانت من ظلم واستبداد الدولة القديمة».

وعلى صفحته بمنصة «إكس»، قال مستشار قائد «قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إن «خبراء أجانب يعملون مع الجيش في قاعدة وادي سيدنا الجوية، وإن معظمهم تابعون للحرس الثوري الإيراني، استهدفتهم العملية»، وإن ما أُطلق عليه «دك وتجفيف منابع الإرهاب» يعدّ من أولويات الخطة (ب) التي أعلن عنها حميدتي أخيراً.

وفي النيل الأبيض، اقتحمت «قوات الدعم السريع» المناطق الشمالية لمدينة الدويم، بولاية النيل الأبيض، وعند محور الأعوج وقرى المجمع، والسيال، واللقيد، وشمال الأعوج، التي لجأ إليها عددٌ كبيرٌ من الفارين من القتال، وأطلقت الرصاص؛ ما أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة آخرين.

واستنكر الناشط المتابع للأحداث محمد خليفة، وفقاً لحسابه على «فيسبوك»، الذي يتابعه مئات الآلاف، «عدم تصدي القوات المسلحة للقوات المهاجمة؛ دفاعاً عن المواطنين». وقال: «إن القرى والبلدات التي اقتحمتها (قوات الدعم السريع)، تبعد عن منطقة تمركز بنحو كيلومترين فقط...قوات الجيش لم تتحرك من مكانها، وقوات الميليشيا لا تزال في تلك المناطق المنتهكة».

وكان الجيش قد أعلن (السبت) استرداد مدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار، من قبضة «الدعم السريع»، أسوة باسترداد المدن والبلدات الأخرى جنوب الولاية مثل الدندر، والسوكي. وقال القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي وصل إلى المدينة غداة استردادها، إن قواته عازمة على «تحرير كل شبر دنسه العملاء والخونة، ودحر الميليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان».

الشرق الأوسط:  

مقالات مشابهة

  • البرهان يرد على “التسوية” مع قوات الدعم السريع
  • محافظ مشروع الجزيرة: قوات الدعم السريع استولت على الآليات والمعينات المهمة للإنتاج
  • البرهان: لا تفاوض ولا تسوية مع "قوات الدعم السريع" 
  • الدعم السريع يهاجم أم درمان بالمسيرات ويقتحم 10 قرى بشرق النيل
  • “الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني .. أعلنت تدمير طائرات ومسيّرات حربية شمال أم درمان
  • هزائم الدعم السريع
  • مقتل 7 مدنيين في قصف للدعم السريع على مخيم نازحين بالفاشر
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • مقتل وإصابة 10 مواطنين في هجوم للدعم السريع على السيال بالنيل الأبيض
  • الجيش السوداني يحقق انتصارًا ساحقًا على قوات الدعم السريع.. واحتفالات شعبية واسعة (فيديو)