مايكل جاكسون.. مشاهد تخيلية لاستمراره غنائيًا في عامه 66
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
29 من أغسطس 1958 يوم ميلاد ملك البوب العالمي مايكل جاكسون، مر عليه 66 عامًا صاحب أشهر الاستعراضات العالمية، والأكثر شهرة ومبيعًا في العالم بأكمله، وصاحب التأثير الأكبر في تاريخ الموسيقى العالمية، ونموذج يحتذى به في الموسيقى العالمية بكافة أنواعها، بجانب اللوحات الراقصة والفيديو كليب التي لم ولن يكن لها مثيل.
مايكل جاكسون 4 عقود موسيقية بتاريخ خالد الذكر
ظل مايكل جاكسون في وضع بصماته الموسيقية والغنائية لـ 4 عقود كاملة، بداية من عام 1971 من خلال ألبوم Off The Wall، وحتى Invincible عام 2001.
وفي ذلك التقرير، سنبتعد قليلًا عن سرد ألبومات وأغاني وحفلات وعالمية مايكل جاكسون المعتاد ذكرها والتي قتلت بحثًا على مدار الأعوام الماضية، لكن سنضع أمام أعيننا عرض تخيلي للمجال الموسيقي مع استمرار تواجد مايكل جاكسون إذا أكمل عامه الـ 64 وهو على قيد الحياة.
رؤى موسيقية وغنائية جديد ومواكبة التواصل الإجتماعيمن المؤكد أننا سنجد مجموعة من الرؤى الموسيقية والغنائية الجديدة خاصةً مع التطور التكنولوجي الهائل الذي دخل في عدد من الوسائط الموسيقية المختلفة والآلات الموسيقية المستخدمة، واستمرار إصدار ألبومات غنائية جديدة ينتظرها العالم بأكمله، ويتم استقباله بأضخم التجهيزات وانتظار كيف سيظهر جاكسون في ألبومه الجديد، ماذا سيرتدي، ماهي الأغنية التي سيختارها كعنوان رئيسي للألبوم، ماهي الموضة الجديدة التي سيطلق عنانها لمحبيه؟
انتظار من نار لـ ألبوماته وردود فعل عالمية
وبمجرد طرح الألبوم الجديد لـ مايكل سيتم انتشاره سريعًا عبر المنصات الموسيقية الشهيرة المتواجدة حاليًا والتي حلت محل سوق الشرائط بقوة، سنجد ملايين المشاهدات والمشاركات عبر مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة.
والمرحلة الأكثر استمتاعًا هي التواصل المباشر لـ مايكل جاكسون، مع جمهوره عبر التعليقات وإعرابه عن مدى إعجابه بالمقاطع القصيرة التي سيصنعها متابعوه على أنغام أغانيه الجديدة، حيث اشتهر جاكسون دائمًا في حياته على التواصل المباشر والعفوي مع جمهوره، لهذا كان رحيله خبر صادم وموجع ومؤلم لهم لانهم لميفتقدوا نجمهم المفضل فحسب، لكنهم افتقدوا لتواجده المستمر معهم معنويا وموسيقيًا.
أما على جانب الاحتفالات، التي كانت هي السجل الذهبي لجاكسون طوال أعوامه الفنية، التي كانت تصل للآلاف، وتستمر لساعات طويلة مع عروض استعراضية أسطورية، فإذا أقيمت بذلك العنفوان المعروف به جاكسون في حفلاته وسط التكنولوجيا اللانهائي لها على مستوى المسارح والأضواء والديكور، مع استمرار تزايد شعبية جاكسون على مدار العقود من مختلف الأجيال، سنجد حفلات أسطورية مقامة باستمرار تشغل آراء العالم وتتصدر محركات البحث المختلفة، ومنصات حديث جمهوره عبر المنصات المختلفة، بجانب مشاركة جمهوره الحفل صورًا ومقاطع من الحفل عبر حساباتهم الرسمية والتقاط "سلفي معه"، بكل عفوية وبساطة كما اعتدنا من جاكسون مع جمهوره.
حفلات ذات تواجد أسطوري ونجوم الألفينات الحديثة مع الحضور
وبالتأكيد سنجد وسط الحضور نجوم الفن العالميين يحرصون على الحضور، خاصةً الذين ذاع صيتهم في بداية الألفينيات، على سبيل المثال"تايلور سويفت، آديل، مادونا، ليدي جاجا، دوا ليبا، لانا ديل راي، كولد بلاي، سيا، ذا ويك اند".
وإذا انتقلنا لمرحلة الجوائز والتكريمات والمهرجانات العالمية التي لم يترك جاكسون جائزة عالمية إلا وحصل عليها، بجانب دخوله لموسوعة جينيس أكثر من 40 مرة، و 13 جائزة جرامي، و 22 جائزة من جوائز الموسيقية الأمريكية، وغيرها"، فإذا كان استمر إلى يومنا هذا كنا سنجد أضعاف تلك الأرقام في أشهر المهرجانات الموسيقية حول العالم، وجولات غنائية في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وكان سيحرص مايكل جاكسون على استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بشكل يومي مع جمهوره تارة في رحلة عائلية وتاره في إحدى رحلاته وتاره كواليس من إحدى أغانيه الجديدة أو التحضيرات لحفلاته، وبالتأكيد كان سيقيم عدد من الحفلات يتقنية البث المباشر "لايف"، أو الخروج لجمهوره للحديث عن أحدث أعماله وماذا يتنظر منه جمهوره.
أفكار أكثر غرابة وتطور لـ فيديو كليب مايكل جاكسون
وعندما ننتقل إلى عالم الـ "فيديو كليب" الخاص بـ جاكسون ، الذي كان يشتهر بتنفيذ أغرب الأفكار فيه، والحرص على تنفيذ قصص غير متوقعة وغير مستخدمة من قبل، فكان سيستمر في لسلسة تلك الأفكار الغير مألوفة مع استخدام أحدث الوسائل في عرضها بشكل مناسب للجيل الحالي، وبمجرد طرحها عبر "يوتيوب"، ستصعد إلى ماايين المشاهدات في ساعات وستظل في الصدارة لشهور عدة.
رحيل مايكل جاكسون وأسطورة مستمرة عبر الزمنرحل مايكل جاكسون في 25 يونيو 2009، في لوس أنجلوس نتيجة جرعة زائدة من عقار البروبوفول، بيد طبيبه المارفق له من دون قصد، وسط صدمة وألم من محبيه بسبب موته المفاجىء دون سابق إنذار.
لم ولن تنتهي أسطورة مايكل جاكسون، استطاع بتميزه واختلافه واجتهاده صنع تاريخ خاص يحمل إسمه فقط لن يستطيع أحد تكراره أو استنساخه أو حتى استحداثه، فهو متواجد بشكله الذي قدمه جاكسون وبالشكل الذي أحبه جمهوره من عشرات السنين، مازال مستمر إلى وقتنا الحالي، وسيظل مرجع خاص لكل محبي الفن والغناء والاستعراض سواء من فئة الجمهور أو من فئة الفنانين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مايكل جاكسون ذكرى ميلاد مايكل جاكسون حياة مايكل جاكسون
إقرأ أيضاً:
مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد
دمشق- لم تعد العاصمة السورية كما كانت؛ تغيّر إيقاعها، واختلفت تفاصيل يومياتها، وصارت الحياة فيها تتدفق بوتيرة جديدة. في شوارع دمشق المتشابكة وأزقتها العتيقة، يتداخل صوت محركات السيارات مع صخب الأسواق، وتمتزج رائحة المازوت بدخان المقاهي، بينما تتردد في الأرجاء نقاشات سياسية بلا تحفظ أو مواربة، فـ"الحيطان لم تعد لها آذان" كما كان يقول السوريون.
لم يعد شيء على حاله، فالاختناق المروري تضاعف بعد سقوط النظام، وأعداد السيارات في الشوارع زادت بشكل ملحوظ. الصرافون الجوالون صاروا جزءا من المشهد اليومي، يتنقلون بأوراق نقدية مكدسة، يعرضون خدماتهم علنا دون خوف من الملاحقة. أما الجدران التي لطالما حملت صور حافظ وبشار الأسد، فقد أضحت فارغة، إيذانا بدخول حقبة جديدة.
شوارع دمشق تعيش اختناقا مروريافي قلب العاصمة السورية، لا تكاد السيارات تتحرك، لا سيما في مناطق وسط البلد. يشكو سكان دمشق من ازدحام غير مسبوق، وهو ما يؤكده سائقو التاكسي الذين يقضون ساعات في الطرقات. يقول أحدهم إنه بدأ يشكو من ألم في ركبتيه من كثرة التنقّل بين دواستي الوقود والدبرياج.
يرجع البعض السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الانخفاض الحاد في أسعار السيارات، إذ باتت تلك التي كانت تُباع قبل أشهر بـ15 ألف دولار، تُعرض الآن بـ3 آلاف فقط. ومع هذا التراجع المفاجئ، اندفع كثيرون نحو الشراء، خشية أن تعاود الأسعار ارتفاعها في أي لحظة.
لكن ليس هذا العامل الوحيد لتفاقم المشكلة، فقد توافد إلى دمشق عدد كبير من السوريين القادمين من المحافظات الأخرى بسياراتهم الخاصة، وهو أمر لم يكن مألوفا في السابق حينما كانت البلاد مقطّعة الأوصال. كما اختار بعض المغتربين القدوم إلى سوريا بسياراتهم، ليضيفوا عبئا جديدا على الشوارع التي لم تكن مصممة لاستيعاب هذا العدد من المركبات.
إعلاناللافت أن الاختناقات المرورية لم تعد مصحوبة بالتوتر المعتاد، بل اختفت الشتائم التي كانت تُطلق في أثناء الزحام -حسب سائق التاكسي المسن الحاج أبو طارق- الذي قال إن "الكفريات" (الألفاظ الكفرية) لم تعد تُسمع أيضا.
بورصة مفتوحة على الأرصفةفي ساحات المدينة وعلى أرصفتها، باتت تجارة العملات مشهدا مألوفا؛ عشرات الصرافين الجوالين ينتشرون في الشوارع، يحملون رزما ضخمة من الأوراق النقدية، ينادون على المارة، ويعرضون أسعار الصرف التي تتغير كل لحظة.
حتى وقت قريب، كان التعامل بالدولار في السوق السوداء جريمة قد تودي بصاحبها إلى غياهب السجون. أما اليوم، فقد أصبح الأمر علنيا تماما. بعض هؤلاء الصرافين يستخدمون عدادات نقدية لإضفاء طابع الاحترافية، بينما يعمد آخرون إلى استغلال الزحام والضجيج لخداع الزبائن، حيث يقومون بإنقاص ورقة أو اثنتين من المبلغ المتفق عليه من دون أن يلاحظوا ذلك.
المفارقة أن الأوراق النقدية القديمة من الدولار لم تعد تحظى بالقيمة نفسها، إذ يرفض الصرافون قبولها بالسعر نفسه الذي تُصرف به الأوراق الجديدة، بل يفرضون عليها خصما عند التصريف.
كما بات موضوع الصرافة أشبه بالبورصة، إذ يتغير سعر الصرف كل بضع دقائق، ويجد المواطنون أنفسهم مضطرين لمتابعة هذه التقلبات عن كثب، خشية أن تفقد أموالهم جزءا من قيمتها بين لحظة وأخرى.
حقيبة الأموال ضرورة يوميةفي ظل غياب أنظمة الدفع الإلكتروني العالمي، بات حمل كميات كبيرة من النقود أمرا لا مفر منه، إذ لا وجود لبطاقات ائتمانية دولية، ولا مجال للتحويلات المصرفية، فالأموال تتنقل مباشرة من يد إلى يد في اقتصاد يعتمد على التعامل النقدي بالكامل.
ومع تضخم الأسعار، أصبحت المبالغ المطلوبة للمعاملات اليومية ضخمة إلى الحد الذي لم تعد معه المحافظ التقليدية أو الجيوب كافية لرزم النقود السميكة، وهو ما يضطر كثيرين إلى حمل حقائب صغيرة مخصصة للنقود.
إعلان بائعو البنزين المتجولونلم تعد العملات وحدها السلعة الغريبة التي تباع على الأرصفة، فالبنزين أيضا أصبح سلعة متاحة على قارعة الطريق، حيث تصطف عبوات الوقود بانتظار الزبائن الذين بات بعضهم يعتمدون على المهربين بدلا من محطات الوقود.
يزعم البعض أن هذا البنزين مصدره لبنان، حيث يُشترى من هناك بأسعار أقل، ثم يُهرب إلى دمشق ليباع مقابل هامش ربح جيد. أما آخرون، فيقولون إن جودته (95) أفضل من ذاك المتاح في محطات الوقود (91).
الجدران بلا صور آل الأسدوفي شوارع العاصمة السورية، لم يعد هناك أثر للصور الضخمة التي لطالما غطت الجدران لعقود، فاختفت صور الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه المخلوع بشار تماما، من دون أن تحل محلها صور للرئيس الجديد أحمد الشرع، كما اختفت الأقوال "المأثورة للقائد الخالد" حسبما يطلق عليه محبوه.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي إقدام البعض على طباعة أعلام تحمل صورة الرئيس الشرع، سرعان ما صدرت تعليمات رسمية بإزالتها ومنع طباعتها مجددا.
في المقابل، لا تزال بقايا العلم السوري القديم موجودة وإن بخجل، خصوصا على الأبواب الحديدية لبعض المحال التجارية.
أما في محلات التحف والمقتنيات القريبة من الجامع الأموي، فلا تزال بعض التذكارات تحمل رموز العهد السابق، لكن كثيرا منها خضع لتعديلات سريعة، كما قال أحد التجار مبتسما، "في يوم سقوط النظام، أمسكت القلم وبدأت أعدل على بعضها. أجريت عملية ’تكويع‘ سريعة لبعض التحف والتذكارات".
في مقاهي العاصمة السورية، لم تعد السياسة موضوعا محظورا، بل باتت هي الموضوع الأكثر تداولا بين الجالسين. بعد أن كانت هذه النقاشات تتم في الماضي همسا وبصوت منخفض -هذا إن تجرأ أحدهم على خوضها- أصبح الجميع يتحدثون اليوم بلا قيود، يذكرون أسماء السياسيين الجدد ويناقشون مستقبل البلاد بصوت مرتفع وبلا خوف.
الأمر اللافت أن بعض المقاهي، مثل مقهى الروضة الشهير، لم تكتفِ بذلك، بل بثت أغاني ساخرة عن النظام السابق، وسط تفاعل كبير من رواد المكان، الذين لم يعتادوا مثل هذا الانفتاح من قبل.
إعلاندمشق التي تغيرت ملامحها، بات فيها كل شيء مختلفا، من حركة المرور إلى التداول العلني للعملات الصعبة، وصولا إلى خوض الناس في السياسة بلا خوف. ومع ذلك، تحتفظ هذه المدينة العريقة بروحها الفريدة، حيث يمتزج القديم بالجديد في مشهد لا تراه في كثير من المدن.