«اينرجي انتلجينس»: الصين تعزز موقعها كبطل عالمي للطاقة الخضراء من خلال صناعة السيارات الكهربائية
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
تواصل الصين تعزيز ادعائها بأنها البطل العالمي للطاقة الخضراء، وذلك بعد أن تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية لديها مبيعات السيارات التقليدية ذات محركات الاحتراق الداخلي في يوليو الماضي، وفقا لتقارير مؤسسة "إينرجي إنتلجنس".
وخلال شهر يوليو، شكلت السيارات الكهربائية أكثر من 50% من إجمالي مبيعات السيارات الخفيفة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مدفوعة بتوافر مجموعة متزايدة من الطرازات منخفضة التكلفة التي تجذب أيضًا المشترين الأجانب، واقتحمت صناعة السيارات الكهربائية في الصين الساحة العالمية في العامين الماضيين، مدفوعة بصادرات متنامية إلى روسيا، ما جعل الصين أكبر منتج ومصدر للسيارات الكهربائية في العالم.
ووفقاً لجمعية سيارات الركاب الصينية، وصلت حصة السوق للسيارات الكهربائية إلى 51.05% في يوليو، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع توقعات ببيع 980 ألف سيارة كهربائية في أغسطس الجاري، مما سيجعلها تستحوذ على 53.2% من السوق.
وذكرت "إينرجي إنتلجنس" أن هذا الارتفاع يأتي بعد بداية بطيئة في بداية العام الجاري، حيث انخفضت نسبة السيارات الكهربائية إلى ثلث السوق في الشهرين الأولين، بعد أن كانت 36% في عام 2023، ويرجع الانخفاض في مبيعات فبراير بنسبة 12% على أساس سنوي إلى الفروق الزمنية لرأس السنة الصينية الجديدة في عامي 2023 و2024.
كما تستثمر الصين بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة، حيث تسعى لجعلها مصدرًا رئيسيًا للطاقة، حسبما أفادت منصة أخبار البلقان الإخبارية "إنتلي نيوز" تجاوزت طاقة الرياح والطاقة الشمسية الصينية الفحم في مزيج الطاقة هذا الصيف، وتضاعفت خلال السنوات الثلاث الماضية لتشكل الآن 35% من إجمالي توليد الطاقة في الصين في عام 2023، مقابل أكثر من 21% في الولايات المتحدة و23% في الاتحاد الأوروبي.
وأنتجت الصين 37% من الكهرباء العالمية من الرياح والطاقة الشمسية في عام 2023، وهو ما يكفي لتزويد اليابان بالطاقة، كما تقوم الصين بطرح برنامج شامل للطاقة النووية، ومن المتوقع أن تتجاوز فرنسا والولايات المتحدة في نشر محطات الطاقة النووية من الجيل الرابع على نطاق واسع في العقد المقبل.
وكان التسارع السريع في مبيعات السيارات الكهربائية منذ فبراير مدعوماً بمجموعة من التدابير السياسية والحوافز الاقتصادية التي تشكل جزءًا من سياسات التحول الأخضر الأكبر في الصين، واستجابة للركود الاقتصادي الناتج عن مشاكل قطاع العقارات، نفذت بكين مبادرات لتحفيز الإنفاق الاستهلاكي، خاصة على السيارات الكهربائية.
وكان لخطة العمل التي أطلقتها (بكين) لتعزيز تجديد السلع الاستهلاكية، بمشاركة 14 وزارة في شهر مارس الماضي، والمبادئ التوجيهية التنفيذية اللاحقة التي أصدرتها سبع وزارات صينية في أبريل، دور محوري في دفع السوق، واعتبارًا من 22 أغسطس الجاري، أدت برامج استبدال السيارات إلى أكثر من 680 ألف تسجيل، وفقاً لوزارة التجارة الصينية.
من جانبه، قال كوي دونغشو، الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، في بيان نقلته (إينيرجي إنتلجنس)، : "أعتقد أن تنفيذ السياسة هو توجه إيجابي كبير لسوق السيارات، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد السيارات المتوقفة [للتبادل] إلى ما يقرب من 10 ملايين".
وقدمت الحكومات المحلية الصينية حوافز إضافية لاعتماد السيارات الكهربائية من خلال الإعفاءات الضريبية، والإعفاءات من قيود المرور، وزيادة إصدار تصاريح الشراء، خاصة في مدن مثل (بكين)، كما اتخذت (هاينان)، التي من المقرر أن تصبح مركزا لتجارة حرة للصين في بحر الصين الجنوبي، خطوة جريئة بإعلانها حظر مبيعات السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2030.
ولعبت روسيا دوراً مهماً في نمو السيارات الكهربائية الصينية، حيث أصبحت وجهة تصدير رئيسية بعد فرض عقوبات قاسية عقب غزو أوكرانيا في عام 2022، وكان قطاع السيارات الروسي من بين الأكثر تضرراً، بسبب انسحاب الشركاء الأجانب وتوقف تام في صيف 2022، ومع ذلك، تعافت مبيعات السيارات بالكامل إلى مستويات ما قبل الحرب بحلول يوليو مع دخول الشركات الصينية لتعويض الفراغ الذي تركته العلامات التجارية الغربية.
وتقوم شركة السيارات الصينية BYD الآن بتوسيع الإنتاج بشكل واسع في روسيا وعبر أوروبا الوسطى وأوراسيا.. ووقعت شركة BYD لصناعة السيارات الصينية اتفاقية بقيمة مليار دولار مع وزارة الصناعة التركية لبناء مصنع إنتاج في مقاطعة مانيسا التركية، حسبما ذكرت مصادر إخبارية تركية.
وسجلت شركة (سونودا) الصينية، خامس أكبر مصنع للبطاريات الكهربائية في الصين والتاسعة عالمياً، فرعها الهنغاري، الذي يقع مقره في وسط بودابست، في يوليو لدعم الأعمال الأوروبية في مجال السيارات الكهربائية، وتملك الشركة بالفعل عدداً من المنشآت الصناعية في الصين والهند وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإسرائيل.
وغمرت السيارات الصينية أيضًا أسواق السيارات في دول الخليج العربي، وقدمت علامات تجارية مثل MG، وGeely، وBYD، وChangan، وOmoda، وغيرها، كل طراز وفئة فرعية إلى الأسواق العربية في العام الماضي.
وفي نهاية يونيو الماضي، خرجت أول سيارة كهربائية من خط تجميع جديد في مصنع BYD في أوزبكستان، وذلك بعد عام واحد فقط من بدء العمل في المنشأة، حيث تتطلع الصين إلى البلاد الآسيوية الوسطى كثيفة السكان كمركز إنتاج سيارات للمنطقة.
ومع ذلك، فإن المبيعات المتزايدة لشركة BYD والأسعار الرخيصة أثارت استجابة حمائية من الأسواق الغربية التي بدأت بفرض رسوم استيراد باهظة على سيارات BYD لحماية منافسيها. تجاوزت BYD شركة تسلا التابعة لإيلون ماسك، كأكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم العام الماضي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السيارات الكهربائية صناعة السيارات السیارات الکهربائیة مبیعات السیارات الکهربائیة فی فی الصین فی عام
إقرأ أيضاً:
«أراوند أور فريج».. لُعبة لوحية تعزز الروابط الاجتماعية
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
من أجل تعزيز الروابط الاجتماعية، وبث روح الألفة والمحبة وتوفير أجواء مبهجة بين أفراد العائلة والأصدقاء، فكرت كل من جواهر الهرمودي، ونجلاء الهاجري في ابتكار مجموعة من الألعاب اللوحية، أطلقتا عليها «أراوند أور فريج» سعياً لإعادة الاعتبار للألعاب الشعبية الإماراتية، التي ترسخ روح التواصل وبناء العلاقات مع مختلف الثقافات، والتعاون بين أفراد الأسرة الواحدة، وإثراء المعارف، والتحفيز على التفكير والتعلم.
لُحمة الأسرة
تستحضر كل من الهرمودي والهاجري تفاصيل حياتهما، حينما كانتا تزوران بيت الأجداد، حيث كان الجميع ينخرط في الحديث والضحكات التي تتعالى بالمجالس، حيث كان الكثيرون يمارسون الألعاب التقليدية الجماعية، خاصة في شهر رمضان، ويستمعون للحكايات الشعبية، ولكنهما لاحظتا أن هذه العادات تغيرت اليوم بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية التي أدت إلى ابتعاد أفراد الأسرة عن بعضهم بعضاً، فقررت كل منهما إيجاد فكرة تزيد من لُحمة الأسرة وتعيد هذه الأجواء القديمة خلال التجمعات والمناسبات السعيدة، خاصة خلال شهر رمضان والأعياد وسواها من المناسبات التي تجمع أفراد العائلة.
بيئة مبهجة
وحسب نجلاء الهاجري، فإن الإقبال على الألعاب اللوحية يزيد خلال شهر رمضان الكريم، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لممارسة هذه الألعاب التي تحفز الخيال والفكر، كما تضفي أجواءً من المحبة على الجمعات العائلية، وأكدت أن هذه الألعاب شهدت في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً ولاقت استحساناً كبيراً من الجمهور، لاسيما في شهر رمضان الفضيل، مما يوفر بيئة مبهجة للاستمتاع بهذه الألعاب وتعزيز الروابط الاجتماعية، ويسعى مشروعهما من خلال هذه اللعبة لاستحضار أجواء الماضي وتعريف هذا الجيل بها.
لمّة العائلة
وأكدت الهاجري، أن الألعاب اللوحية الجماعية تسهم في بناء العلاقات، وتعزز التعاون بين الأفراد، وتثري معارف اللاعبين وتحفزهم على التفكير واكتساب الخبرات، فمن خلال هذه الألعاب يتم استحضار أجواء الماضي، حيث كانت لمّة العائلة تشهد تبادل أطراف الحديث وتقاسم الذكريات، مشيرة إلى أن نشأتها وسط عائلة مستقرة، دفعتها إلى التفكير في ابتكار هذه الألعاب المرتبطة بالذاكرة الإماراتية.
3 ألعاب
من جانبها، أشارت جواهر الهرمودي إلى أن مشروع اللعبة اللوحية، يتكون من 3 أنواع من الألعاب وهي «لا تحلف» «لا تسحب» «لا تزعل»، موضحة أنها ومن خلال هذه الألعاب تستحضر روح الماضي من خلال الشخصيات التي ارتبطت بالذاكرة الشعبية، مثل «أم الدويس»، حيث إن لعبة «لا تحلف» عبارة عن لعبة يتم فيها البحث عن «أم الدويس» بين أفراد المجموعة، وعلى اللاعب فهم ومعرفة لغة الجسد للتوصل إلى حامل «أم الدويس»، أما لعبة «لا تسحب» فهي عبارة عن الحصول على أقل نقاط، وهذه النقاط تأتي من الأحكام الموجودة في اللعبة، إضافة إلى القيام ببعض المهمات التي يجب أن يتم إنجازها خلال اللعبة، مؤكدة أن هذه الشخصيات مستلهمة من المجتمع المحلي، ومن الحكايات الشعبية، لإبرازه بطريقة تجذب الأطفال وتقربهم من هذا الموروث بطريقة مرحة، بينما استلهمت شخصيات أخرى من مجتمع الإمارات الذي يتسم بالتعدد والتنوع، كشخصية «الجدة» وشخصية «الخطابة» وسواها من الشخصيات الأخرى المرتبطة بالذاكرة الشعبية.
أُلفة ومحبة
قالت جواهر الهرمودي إن الألعاب اللوحية الجماعية تزيد التواصل بين أفراد المجتمع والأصدقاء، وتوفر أجواءً ممتعة، لذلك تحاول مع صديقتها نجلاء، ابتكار ألعاب لوحية أخرى ترضي جميع أذواق الشباب والكبار أيضاً، موضحة أن الهدف من المشروع هو تعزيز روح التعاون والأُلفة والمحبة بين المشاركين وإعادة الاعتبار للحوار والتفاعل الأسري، مؤكدة أنهما تشاركان بمشروعهما في مختلف المهرجانات والفعاليات للترويج للفكرة، وتحقيق مزيد من الانتشار.