في خطوة تبدو أكثر من ضرورية في هذا التوقيت، أطلق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام الرياضي والبرامج الحوارية والأنشطة الإعلانية". 

هذه المبادرة جاءت كرد فعل على التدهور الملحوظ في المعايير المهنية والأخلاقية التي تحكم الأداء الإعلامي في مصر، خاصة في مجال الإعلام الرياضي الذي أصبح للأسف ساحة للتجاوزات والانتهاكات.

لا يمكن إنكار أن الإعلام الرياضي، الذي يفترض أن يكون ساحة للنقاش العقلاني والتحليل المهني، قد تحول في كثير من الأحيان إلى منبر للتعصب والتجاذبات غير الموضوعية. في ظل هذا الواقع، تبدو مبادرة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كخطوة أولى نحو إعادة الانضباط لهذه المنظومة المتراجعة، ولكن هل ستكون كافية؟

"التنظيم الذاتي" ليس مجرد شعار، بل هو دعوة صريحة للأطراف المعنية في الصناعة الإعلامية للالتزام بمعايير مهنية تفرضها أخلاقيات المهنة وليس فقط القوانين. الدعوة إلى ضبط أداء البرامج الحوارية المتعلقة بالأحداث الجارية، وتلك المتعلقة بالرياضة، بالإضافة إلى الأنشطة الإعلانية، تشكل تحديًا كبيرًا لكنه ضروري إذا ما أردنا أن نحافظ على ما تبقى من مصداقية في هذا القطاع.

ومع ذلك، يتطلب الأمر أكثر من مجرد اجتماعات ومبادرات. التغيير الحقيقي يبدأ من داخل المؤسسات الإعلامية نفسها، من رؤساء التحرير والمذيعين، وصولًا إلى المعلنين والرياضيين. يجب أن يدرك الجميع أن الإعلام ليس مجرد وسيلة للتربح أو الترفيه، بل هو أداة لتشكيل وعي المجتمع وتوجيه الرأي العام.

السؤال الكبير الآن هو: هل ستكون هذه المبادرة نقطة تحول حقيقية في مسار الإعلام الرياضي في مصر؟ أم أنها مجرد محاولة أخرى ستصطدم بواقع المصالح الشخصية والسياسية التي تتحكم في كثير من الأحيان في مخرجات الإعلام؟

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وضع الكرة في ملعب المؤسسات الإعلامية، والآن علينا أن ننتظر لنرى من سيكون لديه الشجاعة ليبدأ في التغيير.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الإعلام الریاضی

إقرأ أيضاً:

“إسلامية دبي” وأكاديمية الإعلام الجديد تطلقان برنامج صنّاع المحتوى الوعظي ضمن مبادرة “غراس الخير”

أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، ضمن مبادرة “غراس الخير” المبادرة المعتمدة من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وبالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد، برنامج “صناع المحتوى الوعظي”، لتدريب وتأهيل صناع محتوى رقمي في المجال الوعظي، وبما يسهم في نشر قيم الإسلام السمحة على مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب جذاب ومبسط.

وتستهدف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي تأهيل 35 متخصصاً على كيفية صناعة المحتوى الوعظي وتنمية مهاراتهم عبر مجموعة واسعة من المساقات التي تستعين بأحدث التقنيات العلمية، وبالتعاون مع عدد من صناع المحتوى المحترفين، والخبراء في نشر وتسويق المحتوى الرقمي، والمتخصصين في مهارات مخاطبة الجمهور عبر مختلف المنصات.  

وتنظم أكاديمية الإعلام الجديد ورشاً تدريبية لصناع المحتوى حول مهارات المتحدث الرسمي والظهور الإعلامي الفعال، والسرد القصصي الإبداعي وكتابة السيناريو، والتصوير والمونتاج باستخدام الهاتف المتحرك، واستراتيجيات النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى نشر المحتوى الرقمي، وتنفيذ الأفكار بحرفية عالية ووفق أفضل الممارسات العالمية.

مواكبة المستجدات

وأكد الدكتور عمر محمد الخطيب، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية، أنه في إطار سعي الدائرة المستمر لتعزيز الوعي والتوجيه الإيجابي في المجتمع، نطلق برنامج “صناع المحتوى الوعظي”، مشيراً إلى أن هذا البرنامج الرائد يهدف إلى تدريب وتطوير قدرات الأفراد في مجال إنتاج المحتوى الوعظي الهادف، بما يسهم في تقديم رسائل دينية وتعليمية تتسم بالفعالية والمصداقية، إيماناً منها بأن الانفتاح على مفردات العصر ووسائل التواصل الاجتماعي، ركيزة أساسية لصناعة محتوى ديني قادر على مخاطبة مختلف شرائح المجتمع.

وقال الدكتور عمر الخطيب: ” يأتي هذا البرنامج ضمن استراتيجيتنا الهادفة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام لتحقيق تأثير إيجابي وملموس في المجتمع. نحن نؤمن بأن الإعلام الوعظي يلعب دوراً حاسماً في بناء القيم وتعزيز الروح الإيجابية، ونسعى من خلال هذا البرنامج إلى تزويد المشاركين بالأدوات والمعارف التي تمكنهم من إيصال الرسائل الدينية والاجتماعية بطرق مبتكرة وجاذبة.” مضيفا سعادته، “أهمية المواءمة بين الإعلام التقليدي والجديد، وضرورة استثمار الفضاءات غير المحدودة التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافنا واستراتيجيتنا، لاسيما في ظل تزايد الاعتماد على منصات الإعلام الرقمي كمصدر خبري ومعرفي، وهذا يفرض علينا مقاربة جديدة لآليات التعامل والتواصل مع الجمهور وإيصال المعلومة الدينية إلى الجمهور بسلاسة ووضوح”.

وختم المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية بأن برنامج “صناع المحتوى الوعظي” سيشكل نقلة نوعية في مجال الإعلام الوعظي، وسيساهم بشكل كبير في تعزيز القيم والمبادئ الإيجابية.

محتوى هادف

بدوره قال حسين العتولي مدير أكاديمية الإعلام الجديد: “يأتي البرنامج التدريبي في سياق حرص أكاديمية الإعلام الجديد على توسيع تعاونها مع مختلف الدوائر والمؤسسات والهيئات لتأهيل صناع محتوى يمتلكون المعرفة التخصصية، انطلاقاً من الخبرة التي تمتلكها الأكاديمية في هذا الصعيد، وقدرتها على تزويد المنتسبين إلى برامجها بالمهارات الكافية، والإحاطة بالتفاصيل الضرورية لكيفية صناعة المحتوى بأسلوب بسيط ومؤثر من خلال صياغة محكمة وجذابة للرسالة الإعلامية بما يضمن وصولها إلى الشرائح المستهدفة بأيسر الطرق وأكثرها وضوحاً وفعالية”.

وأضاف: “يفتح البرنامج التدريبي مجالاً واسعاً أمام منتسبيه للإلمام بأحدث ما توصل إليه قطاع الإعلام الجديد على مستوى العالم، من حيث الاستخدام الفعال لأدوات الإعلام الجديد وتسخيرها في سبيل الظهور الإعلامي الفعال، وكفاءة مخاطبة المتلقي، وهو ما ينعكس إيجابياً على صناعة محتوى وعظي بأسلوب جذاب ومبسط”، مشيراً إلى أن البرنامج الذي يستعين بنحو 20 محاضراً من نخبة من الخبراء والأكاديميين، ينسجم مع رسالة الأكاديمية في زيادة المحتوى الهادف على وسائل التواصل الاجتماعي.

احترافية

ويعمل برنامج صناع المحتوى الوعظي، الذي يستمر لخمسة أسابيع، ولأربعة أيام في الأسبوع، على تعزيز مهارات صناع المحتوى وتزويدهم بأدوات أكثر ابتكاراً وتأثيراً، بما يساعد على إيصال المحتوى الوعظي إلى الجمهور بشكل سهل ومبسط، وبما يسهم في تحقيق رؤية دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي في أن تكون الأفضل عالمياً، في مجالي الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ونشر وتعزيز الثقافة الإسلامية.

كما سيعمل البرنامج الذي يقدم 100 ساعة تدريبية، على تعزيز مهارات منتسبي البرنامج في فنون السرد القصصي من خلال تطويع النصوص والسيناريو بغرض إنتاج قصص ذات محتوى ديني تفاعلي، إضافة إلى تدريبهم على مهارات التصوير والمونتاج، وإدارة الحسابات والذكاء الاصطناعي، والنشر، وأساسيات وسائل التواصل الاجتماعي، والمنهجيات الجديدة في التسويق الرقمي، ما ينقل المنتسبين إلى الاحترافية في صناعة المحتوى.

ويتيح البرنامج التدريبي لمنتسبيه فرصة التواصل مع أهم المؤثرين في مجال المحتوى الرقمي بغرض تمكينهم من تنفيذ أفكارهم بمختلف مراحلها وإدارة المحتوى الخاص بهم بكل حرفية، الأمر الذي يساهم في تعزيز حضورهم على المنصات الرقمية المختلفة ويعرف الجمهور بما يقدمونه.

وتندرج مبادرة “غراس الخير” ضمن المبادرات المعتمدة من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، والتي تخدم أجندة دبي الاجتماعية 33، والتي تسعى للمساهمة في تنشئة جيل متمسك بمبادئه الإسلامية ولغته العربية وهويته الوطنية.


مقالات مشابهة

  • مصطفى حسني: مبادرة «بداية» تدعم دور الإنسان في عمارة الأرض
  • وزير الإعلام يتفقد التجهيزات الإعلامية في ساحة ميدان السبعين بصنعاء
  • رئيس الأعلى للإعلام يشارك في القمة الإعلامية للدول أعضاء مجموعة «البريكس» بروسيا
  • وزير الإعلام يتفقد التجهيزات الإعلامية في ساحة ميدان السبعين
  • رئيس الأعلى للإعلام يشارك في القمة الإعلامية لمجموعة البريكس بروسيا
  • «الأعلى للإعلام» يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة التنمية الرقمية بالاتحاد الروسي
  • رئيس “الأعلى للإعلام” يشارك في القمة الإعلامية للدول أعضاء مجموعة "البريكس" بروسيا
  • الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن شراكة إعلامية مع مؤتمر Ibc الدولى
  • «المنفي» يستعرض مع مجلس الدولة التطورات السياسية
  • “إسلامية دبي” وأكاديمية الإعلام الجديد تطلقان برنامج صنّاع المحتوى الوعظي ضمن مبادرة “غراس الخير”