بوابة الوفد:
2025-04-29@15:17:34 GMT

الحكمة فى حياتنا

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

يقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ( البقرة : 269). 
الحكمة فى حياتنا شيء عظيم ، وهى ليست من نافلة القول ، فكل ما خرج عن الحكمة من التصرفات أوقع صاحبه فى دائرة الخطأ والمشكلات.

و من الحكمة أن نتعامل مع الحياة بحكمة بل بمنتهى الحكمة وأقصى درجاتها، و لن يتأتى لك ذلك ما لم نفهم طبيعة الحياة القائمة على التغير لا الثبات، وطبيعة معطياتها، وما لم نفهم واقعنا ومتغيراته ومؤثراته ومواطنا قوتنا ومواطنا ضعفنا فى حدود طاقاتنا وإمكاناتنا وطاقات الآخرين وإمكاناتهم، وأن تكون لدينا  السعة والمرونة والقدرة على التعامل مع المتغيرات والتكيف مع المستجدات، وأن يكون كل منا  شجاعا فى قدرته على التكيف السريع مع مجريات الحياة ومتغيراتها المتسارعة وواقعه المحيط به بكل تحدياته، مدركا لطبيعة الأمور مفرقا بين ما يقتضى ثباتا وهو المبادئ الراسخة ، وما يتطلب قدرا عاليا من المرونة وهو الأدوات والوسائل التى تنفذ من خلالها للوصول إلى هدفك المنشود دون المساس بثوابتك المبدئية. 
وعليك أن تدرك أن لله عز وجل فى خلقه وكونه حِكما سننا يجريها بتقديره ومشيئته «سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا» ( الفتح : 23)
ومن فهم سنن الله فى الكون وتعامل معها وفق منهج الله عز وجل  من الأخذ بالأسباب و الرضا بما يقدره الله من النتائج بإجراء للمسببات على أسبابها أو يقدره غير ذلك ، مدركا أن الخير كل الخير فيما يقدره الله، اطمأنت نفسه وسلمت من شوائب الكدر، يقول الحق سبحانه: «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19)، و يقول سبحانه: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: 2)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ» (سنن الترمذي) . 
فعليك أن تأخذ فى كل جوانب حياتك بأقصى الأسباب ثم تفوض الأمر لمن دبره فلن ترى غير الذى قدره، وما دمت تدرك أن الأمر كله لله عز وجل فطب نفسا، فما قدره الله لك لن يمنعك منه أحد، وما لم يقدره لك لن يجريه لك أو عليك أحد .
وعليك أن تدرك أن الحياة لا تتوقف عند محطة واحدة، بل هى محطات متعددة ومتنوعة فكن مستعدا للتعامل مع متغيراتها و مستجداتها، قادرا على التكيف مع مناخات وأجواء متعددة، واضعا مرضاة ربك والرضا بما يقسمه لك نُصب عينيك، وما دمت قد أخذت بالأسباب ولم تقصر فالسعادة كل السعادة هى فى الرضا بما قسم الله لك.

الأستاذ بجامعة الأزهر 
وعضو مجمع البحوث الإسلامية 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى: التبرع السخي من سمو ولي العهد لجود الإسكان تجسيدٌ لحرصه على تعزيز جودة الحياة لأبناء الوطن

رفع معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ باسمه ونيابة عن مسؤولي وأعضاء المجلس ومنسوبيه الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على تبرعه السخي بمبلغ مليار ريال -على نفقته الخاصة- لمؤسسة الإسكان التنموي الأهلية (سكن) ممثلة بـ(جود الإسكان)، بهدف دعم تمليك الإسكان للمستفيدين والأسر المستحقة.
وأوضح أن مبادرات سمو ولي العهد -أيده الله- المتواصلة والمستمرة في دعم الإسكان تمثل امتدادًا واضحًا وجليًا لنهج القيادة الرشيدة -أيدها الله- في السعي الدؤوب نحو تعزيز الاستقرار للأسرة السعودية، وترجمةً جليَّةً لرؤية سموه الطموحة في بناء مجتمع حيوي ومزدهر يمتلك مقومات التنمية الشاملة، مؤكدًا أن هذا التبرع يعكس ما يوليه -حفظه الله- من رعاية كريمة واهتمام بالغ بتعزيز جودة الحياة للمواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
وأشار معاليه إلى أن توجيه سمو ولي العهد -أيده الله- بسرعة إنجاز المشروعات خلال 12 شهرًا، وتنفيذها عبر شركات وطنية، مع رفع تقارير شهرية عن سير العمل في التمليك، يعكس حرص سموه الكبير على العمل المؤسسي المبني على تحقيق نتائج ملموسة وواضحة تلامس احتياجات المواطنين وتقدم الحلول بأسرع وقت وبدرجات عالية من الكفاءة والجودة والاتقان.
واختتم تصريحه بالدعاء بأن يحفظ هذه البلاد وقيادتها الرشيدة وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • نائب أمير مكة: ارتقاء بجودة الحياة
  • أمير المدينة المنورة: تبرع ولي العهد يعكس اهتمامه بتعزيز الحياة الكريمة للمواطنين
  • رئيس مجلس الشورى: التبرع السخي من سمو ولي العهد لجود الإسكان تجسيدٌ لحرصه على تعزيز جودة الحياة لأبناء الوطن
  • الحكمة من اختلاف صلاة الجنازة عن أداء باقي الصلوات.. دار الإفتاء توضح
  • نائب أمير الشرقية: تبرع ولي العهد لجود الإسكان يجسد حرصه على توفير الحياة الكريمة للمواطنين
  • نائب أمير تبوك: دعم سمو ولي العهد يجسد حرص واهتمام سموه بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين
  • نائب أمير تبوك: دعم ولي العهد يجسد حرص واهتمام سموه بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين
  • أمير منطقة الرياض: دعم ولي العهد يأتي في إطار ما يوليه من اهتمام مستمر لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين
  • الأمير الحسين لزوجته: كل عام وأنتِ نور حياتنا أنا وإيمان
  • بيت الحكمة يسلط الضوء على حكايات «كليلة ودمنة»