يقول الحق سبحانه فى كتابه العزيز: «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ( البقرة : 269).
الحكمة فى حياتنا شيء عظيم ، وهى ليست من نافلة القول ، فكل ما خرج عن الحكمة من التصرفات أوقع صاحبه فى دائرة الخطأ والمشكلات.
وعليك أن تدرك أن لله عز وجل فى خلقه وكونه حِكما سننا يجريها بتقديره ومشيئته «سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا» ( الفتح : 23)
ومن فهم سنن الله فى الكون وتعامل معها وفق منهج الله عز وجل من الأخذ بالأسباب و الرضا بما يقدره الله من النتائج بإجراء للمسببات على أسبابها أو يقدره غير ذلك ، مدركا أن الخير كل الخير فيما يقدره الله، اطمأنت نفسه وسلمت من شوائب الكدر، يقول الحق سبحانه: «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19)، و يقول سبحانه: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: 2)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ» (سنن الترمذي) .
فعليك أن تأخذ فى كل جوانب حياتك بأقصى الأسباب ثم تفوض الأمر لمن دبره فلن ترى غير الذى قدره، وما دمت تدرك أن الأمر كله لله عز وجل فطب نفسا، فما قدره الله لك لن يمنعك منه أحد، وما لم يقدره لك لن يجريه لك أو عليك أحد .
وعليك أن تدرك أن الحياة لا تتوقف عند محطة واحدة، بل هى محطات متعددة ومتنوعة فكن مستعدا للتعامل مع متغيراتها و مستجداتها، قادرا على التكيف مع مناخات وأجواء متعددة، واضعا مرضاة ربك والرضا بما يقسمه لك نُصب عينيك، وما دمت قد أخذت بالأسباب ولم تقصر فالسعادة كل السعادة هى فى الرضا بما قسم الله لك.
الأستاذ بجامعة الأزهر
وعضو مجمع البحوث الإسلامية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية
إقرأ أيضاً:
رئيس مياه مطروح يتفقد أعمال إنشاء منفذ توزيع "غراب" رأس الحكمة
تفقد الدكتور مهندس إبراهيم خالد، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح، بزيارة لمتابعة سير أعمال إنشاء منفذ توزيع مياه جديد في منطقة رأس الحكمة هذا المشروع يعد من بين المشروعات الحيوية التي تهدف إلى تحسين جودة وتوافر المياه الصالحة للشرب للمواطنين في المنطقة.
مشروع إنشاء منفذ توزيع المياه ( غراب) رأس الحكمة، يأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة للسكان بالمنطقة. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز بنية التحتية المائية في المنطقة وتوفير مصادر مستدامة للمياه تضمن تلبية احتياجات السكان الحالية والمستقبلية.
أثناء زيارته للموقع، اطلع الدكتور إبراهيم خالد على مختلف مراحل العمل وأعمال البناء الجارية، والتي تضمن أعلى مستويات الجودة والكفاءة.
من المتوقع أن يسهم منفذ توزيع المياه الجديد في تحسين حياة السكان المحليين بشكل كبير. إذ سيتيح لهم الوصول إلى مياه نقية وصالحة للشرب، كما سيعزز من قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات والسياحة، نظرًا لتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية.
أشاد الدكتور إبراهيم خالد بجهود العاملين على المشروع وأكد على أهمية التعاون بين الشركة والمجتمع المحلي. وأوضح أن الشركة تسعى دائمًا إلى تنفيذ مشاريع تستجيب للاحتياجات الفعلية للسكان وتعمل على تحسين حياتهم اليومية. كما دعا المجتمع المحلي إلى المحافظة على هذه الموارد واستخدامها بشكل رشيد لضمان استدامتها للأجيال القادمة.