بوابة الوفد:
2024-09-14@08:38:34 GMT

صياغة القانون ومرادالمشرع

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

لا قانون بغير مجتمع ولا مجتمع بغير قانون ومنذ فجر التاريخ هناك صراع دائم ومستمر لتحقيق العدل وهو الاساس الذى تستمد منه القوانين قوتها الملزمة للأفراد، فالعدل فضيلة الفضائل واساس الملك وبه يتحقق الخير العام للجميع والخير الخاص لكل فرد والقانون هو مجموعة القواعد التى تصدر عن إرادة الدولة وتنظم سلوك الأفراد والهيئات الخاضعين لهذه الدولة اوالداخلين فى تكوينها، ومع تطور المجتمعات أصبح الصراع من اجل القانون فى سبيل تكوين إرادة المشرع الوضعية تقوم به عادة  الأحزاب السياسية، والحقيقة أن إرادة المشرع تتبلور وفق السياق العام للدولة ونشأتها وتطورها بين الرسمالية والاشتراكية وانحيازاتها الاقتصادية ووضع الدولة وموقعها من المسار الديمقراطى وحماية الحريات وحقوق الأفراد والدول والاحزاب السياسية حريصة على أن يكون دستورها متوافق مع التطور العالمى للدساتير فى للحقوق والحريات الأساسية للمواطن وكان لحزب الوفد الريادة منذ نشأته و كانت قضية الدستور هى القضية الرئيس فى صراعه مع الملك والمستعمر وحديثنا اليوم عن إرادة الدولة المتمثلة فى تكليف السيد الرئيس بالاستجابة لتوصيات الحوار الوطنى بشأن الحبس الاحتياطى، وكذلك تعديل مواد خاصة بقانون الإجراءات الجنائية وخاصة المسائل المتعلقة  باستخدام الاعلان الالكترونى والحضور الالكترونى وما شابة لمواكبة العصر التكنولوجى وحماية حقوق الإنسان وتخفيف وطأة الحبس الاحتياطى وكل هذا يحمل دلالة هامة بأن الدولة تهدف إلى وضع قانون يلقى رضاء شعبيا عاما ويعالج مسائل استخدام الادوات التكنولوجية فى الاجراءات القضائيةكل هذا ينبئ عن إرادة المشرع والتى يلجأ اليها الشراح والمحامون والقضاة فى تفسير النص التشريعى ومراد الشارع وتبقى مسألة الصياغة القانونية لمراد الشارع هى بيت القصيد وهى عملية فنية تتطلب عقل سياسى ماهر يعلم كافة مرامى ومقاصد ومفردات النص والعام والخاص والاستثناء ومدى دستورية النص والعديد من الضوابط والمعايير التى يتعين الالتزام بها لصياغة النص على اية حال تعديلات قانون الإجراءات الجنائية المزمع اجراؤها هذه الأيام يبدو أن الدولة تسعى لقانون برؤية اصلاحية ولكن القائمين على رئاسة اللجنة الفرعية المكلفة باعداد القانون ورئيس اللجنة التشريعية بما لهما من خلفية قضائية زاوية رؤية مختلفة لا تراعى ابعادا واعتبارات مهمة وخطيرة لطبيعة عمل المحاماة ويبقى التفاعل مع هذا المشروع بجدية مهم وضرورى  ولكن للأسف غياب شبه تام للاحزاب السياسية ونقابة المحامين فلم يقدم السيد محمود الداخلى رؤية نقابة المحامين خاصة ان هناك الكثير من المواد تمس عمل السادة المحامين وتمثل مساسًا بالضمانات الدستورية الخاصة بحماية حق الدفاع وبكرامة المحامى بل وتعرضة للمحاكمة فى تعدٍّ صارخ على حصانة المحامى وظل السيد ممثل النقابة يساير اللجنة الفرعية اكثر من عام دونما ان يعلم المحامون عن فحوى تلك النصوص ومسار عمل اللجنة، وهذا الأمر فيه تدليس على الجمعية العمومية وقد ذكر مقرر اللجنة التشريعية انه قد تمت مخاطبة السيد نقيب المحامين لحضور اجتماعات اللجنة الفرعية إبان مناقشة مشروع القانون وبعد الانتهاء منه وآخر هذه المخاطبات فى ١٥ اغسطس الجارى الا ان نقيب المحامين لم يحضر وكلف محمود الداخلى ليمثل النقابة وتبقى مسئولية ذلك على مجلس النقابة نقيب واعضاء وحقيقة ان المأسى النقابية لا حصر لها ولا ارغب فى الحديث عنها ولا انتوى الدخول فى هذا المنزلق وجدير بالذكر أن اللجنة التشريعية وافقت على ٣٣٥ مادة من أصل  ٥٤٠سيتم مناقشتها ١و٢و٣ سبتمبر وللحديث بقية فى المقال القادم إن شاء الله عن وقفات على قانون الاجراءات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حاتم رسلان الأحزاب السياسية حماية حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

نقيب الصحفيين: 41 مادة من قانون الإجراءات الجنائية تخالف الدستور و44 أخرى تحتاج إلى تعديلات جذرية

قال خالد البلشي نقيب الصحفيين، إن النقابة لها مطالب في المواد 15 و66 من قانون الإجراءات الجنائية، ولكن لا يمكن أن تكون الصحافة في معزل عن القانون ككل، والذي يجب أن يعمل على ترسيخ مساحات الحقوق والحريات كلها للمجتمع ككل.

وأضاف في مؤتمر صحفي عقدته النقابة اليوم، أن نقابة الصحفيين تعلن رفضها لمشروع القانون المُقدّم، وتجدد مطالبها بضرورة وقف مناقشة هذا المشروع "الكارثي"، والبدء في فتح حوار مجتمعي حقيقي حوله، ووضع قانون جديد يستجيب لمطالب مختلف الأطراف في المجتمع، ويحافظ على ثقة المواطنين في نظام العدالة، لهذا تبنّت النقابة الدراسة التي تم إعدادها بمشاركة عدد من المحامين والفقهاء القانونيين، والتي اكتشفت أن 41 مادة من المشروع تخالف مواد الدستور، و44 مادة تحتاج إلى تعديلات جذرية، منهم مادتين تتعلّق بالصحافة بشكل مباشر.

وأكد "البلشي" أن مشروع قانون الإجراءات الجنائية تم طرحه للنقاش بطريقة تُثير علامات الاستفهام، وجاء لينال كن الجهود التي بُذلت لتعديل مواد الحبس الاحتياطي، وتُثير الشكوك حولها.

مقالات مشابهة

  • نقابة المحامين: مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد أفضل.. وتم الأخذ بملاحظاتنا
  • نقيب المحامين: «تشريعية النواب» وافقت على تعديل المادة 242 من قانون الإجراءات الجنائية
  • بيان المحامين بشأن انتهاء «تشريعية النواب» من مناقشات مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • رئيس مجلس النواب يعقد لقاء خاصا مع نقيب المحامين (تفاصيل)
  • يمس المحامين والقضاة وينتهك الدستور .. الكشف عن مشروع حوثي جديد بشأن السلطة القضائية
  • نقيب الصحفيين: 41 مادة من قانون الإجراءات الجنائية تخالف الدستور و44 أخرى تحتاج إلى تعديلات جذرية
  • نقيب الصحفيين: مشروع قانون الإجراءات الجنائية خاصم الدستور والاتفاقات الدولية
  • اللجنة التشريعية توافق على مقترح نقابة المحامين بقانون الإجراءات الجنائية
  • نقيب المحامين يشيد باستجابة تشريعية النواب لمقترحات النقابة
  • نقيب المحامين: قانون الإجراءات الجنائية بمثابة مشروع مكمل للدستور