جهود أممية مع الحكومة المصرية لدعم تعليم اللاجئين السودانيين
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
وصل عدد اللاجئين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر إلى ثلاثة أرباع المليون، معظمهم من النساء والأطفال، وصل الكثيرون منهم حديثا إلى مصر هربا من الصراع العنيف الذي اندلع في السودان في نيسان/ أبريل 2023.
منذ اندلاع الصراع، زاد عدد اللاجئين السودانيين المسجلين في مصر تقريبا بمقدار سبعة أضعاف ومن المتوقع أن يستمر العدد في الارتفاع.
وفي زيارة رفيعة المستوى للأمم المتحدة في مصر دعا صندوق "التعليم لا ينتظر" ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واليونيسف إلى زيادة الدعم الدولي العاجل للأطفال الذين أجبروا على النزوح بسبب الصراع المسلح، سواء داخل السودان أو في الدول المجاورة.
مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب يلقي الضوء في التقرير التالي على الدعم التعليمي للاجئين السودانيين خاصة في محافظتي الأقصر وأسوان.
تعد محافظة أسوان البوابة الأولى التي يدخل منها اللاجئ السوداني إلى مصر. قدمت المحافظة خدمات تعليمية لتعليم المنهج السوداني كما يقول الأستاذ عباس محمد صديق المشرف علي مدرسة النخبة لتعليم المنهج السوداني في محافظة أسوان.
"أجرت مفوضية شؤون اللاجئين في مصر تقييما للأسر السودانية وقدمت دعما لثلث أعداد التلاميذ والطلبة بالمدرسة من خلال دفع الرسوم الدراسية وشراء المستلزمات المدرسية كما تقوم المفوضية بدعم أسر التلاميذ بمستلزمات فصل الشتاء بوجه خاص ولكن نظرا لتزايد أعداد اللاجئين نحتاج إلى زيادة عدد الفصول الدراسية وإنشاء فروع لمدارس المنهج السوداني في مناطق كركر ونصر النوبة وأسوان الجديدة".
وتحكي الدكتورة عفراء محمد أحمد عن تجربتها بتعليم أربعة من أبنائها في مراحل التعليم المختلفة وتقول إن دعم اللاجئين تعليميا يتم من خلال الحكومة المصرية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة.
"أود أن أشكر الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمهم لنا في محنتنا، خاصة أهل أسوان الذين استقبلونا بترحاب شديد. لدي أربعة تلاميذ يدرسون في مدرسة النخبة وتتلقي الأسر السودانية دعما تعليميا من مفوضية اللاجئين ومنظمة الصليب الأحمر كما تلقينا دعما من المنظمة الدولية للهجرة التي دفعت الرسوم الدراسية بشكل كامل لعدد مائتي طالب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية".
وفي محافظة الأقصر بلغ عدد التلاميذ السودانيين في المرحلة الابتدائية في مدرسة نوبل لتعليم المناهج السودانية مائة وخمسين تلميذا تم تكريمهم في حفل تشاركي بين المحافظة والجالية السودانية بالأقصر كما تقول الأستاذة مي حمدون مديرة مدرسة نوبل للتعليم السوداني بالأقصر.
"نحن اليوم بصدد الاحتفال بتكريم المتفوقين من الجالية السودانية في المرحلة الابتدائية بمحافظة الأقصر وهنا لابد من توجيه الشكر للرئيس المصري والحكومة ومحافظ الأقصر والشعب المصري لحفاوة الاستقبال والدعم المستمر لنا ونود ان نشير إلى أن عدد التلاميذ السودانيين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة بالأقصر يبلغ مائة وخمسين تلميذا".
ولم تخف صباح عبد النعيم سعادتها بنجاح ابنها في المرحلة الابتدائية مقدمة الشكر للحكومة المصرية وشركائها لتقديم الدعم التعليمي للاجئين السودانيين في مصر.
"أحب أن أوجه الشكر للشعب لمصري خاصة في محافظة الأقصر للوقوف بجوارنا في محنة الحرب في السودان كما أشكر جهاز مدينة طيبة بالأقصر الذي رحب ودعم حفل تكريم أبناء الجالية السودانية بالمحافظة".
وأعلن صندوق “التعليم لا ينتظر" عن منحة الاستجابة الطارئة الأولى بقيمة مليوني دولار في مصر على مدار العام والتي تنفذها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالشراكة مع اليونيسف لتصل إلى أكثر من 20 ألف لاجئ سوداني في محافظات أسوان والأقصر والقاهرة والجيزة والإسكندرية.
ياسمين شريف المديرة التنفيذية لصندوق التعليم لا ينتظر، تلتقي ممثلين عن اللاجئين السودانيين وموظفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر.UNHCR ياسمين شريف المديرة التنفيذية لصندوق التعليم لا ينتظر، تلتقي ممثلين عن اللاجئين السودانيين وموظفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر.
ومن جانبها دعت السيدة ياسمين شريف المديرة التنفيذية للصندوق ، الجهات المانحة الدولية إلى تكثيف دعمها التعليمي للاجئين السودانيين.
"ليس كافيا فقط أن نكرر عبر وسائل الإعلام أن الحكومة المصرية تقوم بدور إيجابي وتساند منظمات الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية بمساعدة اللاجئين والنازحين خاصة السودانيين وتستوعب الأطفال، الذين يبلغ عددهم أكثر من 50%، في المدارس الحكومية وهذا شيء إيجابي وغير مألوف في الكثير من البلاد الأخرى. الآن يأتي دور العالم للتضامن مع الجهود المصرية كي تستوعب اللاجئين، فمصر بلد الحضارة وأعطت الكثير للعالم وجاء الآن دور العالم لمساعدتها كي تستوعب اللاجئين".
وأضافت ياسمين شريف أن هناك حاجة إلى توفير ستة ملايين دولار لتقديم الاستجابة الإنسانية المطلوبة لأسر اللاجئين في مصر، وقالت: "هذا رقم ليس كبيرا، وأعتقد أننا يمكننا إذا ما تكاتفنا مع القطاع الخاص والجهات العامة المعنية أن نحققه".
الدكتورة حنان حمدان ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية أكدت على أهمية مواصلة دعم مصر كدولة مضيفة أظهرت مرونة وكرما ملحوظين، "لكن العدد المتزايد من النازحين يتطلب مساعدة دولية لتعزيز قدرتها على دعم اللاجئين، لضمان حصول مزيد من الأطفال على التعليم ومستقبل أكثر إشراقا في نهاية المطاف".
وذكرت أن المفوضية تسعى لتسليط الضوء على احتياجات اللاجئين خاصة التعليمية منها لتأمين دعم المجتمع الدولي للجهود المصرية في استضافة اللاجئين السودانيين. وأعربت عن شكرها للحكومة المصرية لجهودها في دعم اللاجئين.
تدعو خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين السودانيين لعام 2024 إلى توفير 109 ملايين دولار للاستجابة لاحتياجات التعليم للاجئين في جميع أنحاء المنطقة. وحتى الآن، تم توفير 20% فقط من هذا المبلغ منها أربعة ملايين دولار فقط من المطلوب لمصر.
ومع وصول 9 آلاف طفل كل شهر إلى مصر، فإن 54% من الأطفال الوافدين حديثا يصبحون خارج المدارس، وفقا لتقييم حديث أجرته اليونيسف والبنك الدولي.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مفوضیة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئین فی المرحلة الابتدائیة اللاجئین السودانیین للاجئین السودانیین الحکومة المصریة اللاجئین فی مصر یاسمین شریف
إقرأ أيضاً:
تطوير التعليم.. المنظومة تعود إلى المسار الصحيح (ملف خاص)
أظهرت القرارات التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم قبيل انطلاق العام الدراسى الجديد، إرادة حقيقية لمواجهة التحديات التى طالما أصابت المنظومة التعليمية، وعرقلت جهود الحكومة فى الوصول إلى حلول جذرية تؤدى إلى القضاء على الظواهر السلبية التى شهدتها المنظومة على مدار سنوات كالتسرب من المدارس والكثافة الطلابية وعجز المدرسين.
وكان التدخل الجذرى من الحكومة، ووزارة التعليم، كفيلاً بالقضاء على أبرز التحديات المتراكمة، بدءاً من كثافة الفصول مروراً بعجز المعلمين وانتهاء بانقطاع الطلاب عن المدارس لأسباب مختلفة، والمضى قدماً فى تطوير المناهج الدراسية وآليات التقييم والتمسك بتطبيق التعلم الإلكترونى.
وظهرت نتائج جهود الوزارة سريعاً فى معالجة الملفات الشائكة والمزمنة، وفى وقت قياسى، من خلال العام الدراسى الجارى الذى بدا منتظماً وخالياً من المشكلات، حيث نجحت الوزارة فى القضاء على الكثافات بعموم مدارس الجمهورية، وتوفير معلمين لمختلف المواد، وانخفاض معدلات غياب الطلاب إلى الحد الأدنى، وإجراء التقييمات الأسبوعية والشهرية للطلاب بشكل منتظم ودون عراقيل، بما أعاد للمدارس هيبتها واعتبارها.