بوابة الوفد:
2024-12-24@03:05:12 GMT

«التطبيع بالإعلام»

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

مصطلح «التطبيع بالإعلام»، يعنى اعتياد ما لم يكن مألوفا فى السابق، وكان مجرد التعرض له ولو بالصدفة يمثل صدمة ويستوجب مراجعة أو معاقبة المرسل، والمقصود به هنا صانع الإعلام، فعلى سبيل المثال كانت مشاهد الحرب والتدمير والقتل والحرق غير مقبولة على الشاشة إلا فيما ندر، وأقصد هنا شاشة الأخبار اليومية وكانت المحطات الإخبارية العالمية حينما تلجأ لتغطية الخبر بصورة أو فيديو كانت تراعى إلى حد بعيد عدم إظهار الوجوه أو مشاهد الدماء وتكتفى بصور أو مقاطع فيديو من بعيد أو على الأقل ليس فيها مشاهد واضحة لجثث أو قتلى، وحتى عندما كان يتم توظيفها فى الدراما كان يراعى تجنب المشاهد القاسية لحظة سفك الدماء أو طريقة تنفيذ القتل، رغم أننا كمشاهدين نعلم جيدا أن المعروض فى الآخير تمثيل!!
لا ننكر أن تعاطى الإعلام بمختلف أنواعه مع القضايا والأزمات اختلف مع الزمن وبفعل التطورات التقنية وتعدد وتنوع وسائل الإعلام وشيوع التزييف الدقيق والعميق وحتى ظروف المجتمعات نفسها اختلفت وهو ما أوجد بعض التوجهات التى كانت فى بداياتها صادمة لكن تم تقبلها مع الوقت تحت عنوان خبيث يقول «الدنيا كلها تغيرت» بغض النظر هل التغيير هنا لصالح الإنسان أم ضده.


الآن يبث الإعلام دولى ومحلى مشاهد القتل والحرق الحقيقية ليل نهار من أماكن الصراعات، وتعرض مشاهد مروعة لا يتحملها قلب إنسان عادي، وهناك وسائل إعلام خصصت أقسام مستقلة فيها لمتابعة الأرقام المتزايدة للضحايا يوما بيوم، لدرجة أن المتلقى فى عمر الطفل أصبح يتقبل المشاهد وكأنها مثلا أغنية للأطفال لاسيما عندما يعاد تدويرها فى «السوشيال ميديا».
هذا الكلام ذكرنى بموقفين، الأول: قديم يعود للفترة من بعد موت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وحتى قيام حرب أكتوبر 1973 كان عامة الناس فى الشارع المصرى وقتذاك يوجهون ساخرين السؤال الأبرز للرئيس السادات: «هنحارب إمتى؟» «ولا مش هنحارب خالص؟» وتداول المثقفون مصطلح «اللا سلم واللا حرب» كنوع من «التطبيع» مع الحالة العامة، ولم يكن معظمهم ربما على علم بأن الرئيس السادات نفسه أراد أن يرسخ لهذه الحالة العامة من «اللاسلم واللا حرب» كأحد أدوات خطة الخداع الاستراتيجى التى كانت جزء من خطة حرب أكتوبر، أراد السادات أن يوصل للعدو رسالة مفادها أن الحالة العامة فى مصر تطبعت مع الوضع القائم وأنه لا حرب فى القريب العاجل أو فى البعيد الآجل.
أما الموقف الثانى فقبل أيام عرضت قناة «العربية - الحدث» تقريرا من الشارع فى غزة كان المراسل يلتقى أهل غزة ويسألهم عن رأيهم فى المفاوضات وتوصيفهم للحالة التى يعيشونها منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، وجاءت إجاباتهم تصلح لما نسميه فى البحث العلمى «دراسة حالة»، فعلى سبيل المثال قال أحدهم بوجه بائس يائس لا مبالى: «أنا لا متفائل ولا متشائم، مضى أكثر من عشرة شهور عقد خلالها أكثر من قمة وأكثر من مفاوضات، وفى الأخير لا شىء حدث»!! وقال آخر بنفس اليأس: «الإحباط موجود وربنا قادر على كل شىء»، فى تقديرى لو كان هذا التقرير بعد أسبوع أو اثنين من 7 أكتوبر الماضي، أتصور أن إجابات نفس الناس كانت ستختلف بل أيضا طريقتهم فى الإجابة وملامحهم وهم يتكلمون والخلاصة أن كم الألم والوجع ومئات الفيديوهات والصور المتداولة فى الإعلام عن مجازر الاحتلال فى غزة وقصف البيوت وإطباقها على ساكنيها جعل المتلقى لهذا الإعلام يتطبع تدريجيا مع مشاهد القسوة حتى أنه لم يبدى نفس ذهول الصدمة الذى أبداه فى المشاهد الأولى وهنا تتجلى خطورة القوة الناعمة وتحديدا سلاح الإعلام فمثلما بإمكانه شحذ الهمم وخلق الاستفاقة ودعم المواقف بإمكانه أيضا تسبيط الهمم واعتياد الألم وخلق اليأس، وهذه الرؤية تدعم أيضا نظرية التأثير النفسى غير المباشر لوسائل الإعلام على سلوك المتلقى وتصرفاته وتفسر تغير مواقفه عبر فترات زمنية معينة بعد التعرض المتكرر لمحتوى معين فما تفعله بعض وسائل الإعلام فى سعيها للسبق واقتناص اللقطة قبل غيرها هو أنها قد تتجاهل التأثير التراكمى لما تكرر عرضه من صور وفيديوهات على نفس وسلوك المتلقى فتحدث ما يسمى «التطبيع بالإعلام».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يا خبر د حسام فاروق

إقرأ أيضاً:

بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر

سرايا - كشف جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، عن رؤية الرئيس ترامب لتوسيع دائرة السلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الاتفاق مع المملكة العربية السعودية سيكون خطوة حاسمة في هذا الاتجاه، حيث يتوقع أن تنضم عشر دول أخرى بعد السعودية، بما في ذلك باكستان وإندونيسيا.


وبحسب ما نشر موقع “يسرائيل هيوم” العبري، شرح كوشنر في المقابلة مع بودكاست “استثمر مثل الأفضل” أن إدارة ترامب كانت تخطط لإجراء اتفاق مع السعودية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارات، مشيرًا إلى أنه أبلغ فريق بايدن أن الاتفاق مع السعودية يمكن أن يتم في غضون ثلاثة إلى ستة أشهر. ومع ذلك، انتقد كوشنر إدارة بايدن، مشيرًا إلى أنهم “أضاعوا عامين في انتقاد السعودية” قبل أن يبدأوا في تبني سياسات ترامب بشأن المنطقة.


كما وجه كوشنر انتقادات حادة لإدارة بايدن في تعاطيها مع إيران، حيث أشار إلى أن إدارة أوباما كانت قد سمحت لإيران ببيع النفط بكميات ضخمة، ما ساعدها على تقوية اقتصادها. وقال: “لقد توقفت إدارة بايدن عن تطبيق العقوبات على إيران مما سمح لها بإعادة ملء خزائنها، الأمر الذي جعلها أكثر قوة”.


وفيما يتعلق بوضع إيران الحالي، أكد كوشنر أن إيران أصبحت أضعف بكثير مما كانت عليه في الماضي، مشيرًا إلى أن “حزب الله” كان يمثل تهديدًا لـ "إسرائيل"، لكن اليوم أصبحت إيران وحلفاؤها في وضع دفاعي بسبب الضغوط العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، وفق “معا”.


حول رؤيته للمنطقة، قال كوشنر إن هدف إدارة ترامب كان إنشاء كتلة اقتصادية تربط الشرق الأوسط من ميناء حيفا في "إسرائيل" إلى مسقط في عمان، حيث يمكن لدول المنطقة أن تتعاون اقتصاديًا في مجالات التجارة، التكنولوجيا، والاستثمار.


وأضاف أن التغيرات التي تمر بها دول الخليج اليوم تفتح المجال لتعاون أكبر مع "إسرائيل"، خاصة مع تولي جيل الشباب زمام الأمور في هذه الدول.



وأشار كوشنر إلى أن إدارة ترامب كانت تتمتع بفهم عميق للمشاكل في المنطقة، قائلاً: “لن تكون هناك فترة تعلم مثل المرة الأولى، فترامب وفريقه على دراية كاملة بالوضع في الشرق الأوسط”.


وفيما يتعلق بإيران، قال كوشنر إنه إذا قررت إيران تغيير سياستها والتركيز على الاستثمار في المجتمع، فقد يكون هناك طريق للتوصل إلى اتفاقات، معتبراً أن التغيرات الأخيرة في سوريا قد حدّت من قوة إيران التفاوضية في المنطقة.


ختامًا، قال كوشنر إن التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية هو أمر لا مفر منه في عهد ترامب، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى انتشار الابتكارات الإسرائيلية في المنطقة ويعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية و "إسرائيل".

إقرأ أيضاً : تفاصيل جديدة لهروب الأسد .. الأولوية للثروة والفرار بمدرعة روسية وأوامر بحرق المكاتب والوثائقإقرأ أيضاً : مهم من السفارة السورية في الأردن بشأن عودة إلى بلادهم - تفاصيل



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #عمان#النفط#الخليج#ترامب#إيران#المنطقة#الأردن#السعودية#سوريا#اليوم#بايدن#الرئيس



طباعة المشاهدات: 1163  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 21-12-2024 04:31 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ارتفاع حصيلة قتلى عملية الدهس في ألمانيا إلى 5 و205 مصابين بينهم حالات خطرة .. (فيديو) عصابات تخطف البنات .. "كوافيرة" تفجر حالة ذعر ورعب في مصر من الشطرنج لسجون الأسد .. سر طبيبة اختفت مع 6 من أولادها "نعى نفسه قبل وفاته بساعات" .. حزن في مصر بعد وفاة إمام مسجد بالحرم المكي لحظات الأسد الأخيرة .. هرب مع ابنه وروسيا جعلته... الأردن .. عدم مسؤولية فني أشعة بقضية ادعاء... 14 اصابة جراء سقوط صاروخ على "تل أبيب"... بالفيديو .. أبناء الأزرق يناشدون الملك لإنصاف... "نعى نفسه قبل وفاته بساعات" .. حزن في... تفاصيل جديدة لهروب الأسد .. الأولوية للثروة...مهم من السفارة السورية في الأردن بشأن عودة إلى...إيران تعلن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشقبقيمة 5 مليار دولار .. الولايات المتحدة تُوافق على...وزير خارجية إيران: الجيش السوري انتهى نار الخلافات تشتعل داخل “فتح” بسبب الأجهزة الأمنية...عين محافظاً لحلب .. من هو عزام غريب قائد الجبهة...تفاصيل جديدة عن عملية الدهس في ألمانياالسعودية حذّرت ألمانيا من منفذ عملية الدهس .. مصدر... بطرافته المعهودة .. صلاح عبدالله يطمئن جمهوره على... بعد سقوط الأسد وغياب 12 سنة .. "الجنرال"... "جابت العيد" .. فجر السعيد تثير الجدل... تعرض الفنانة شهيرة للاختناق .. والسبب "حبة... بعد سقوط الأسد وغياب 12 سنة .. "الجنرال"... ليفربول في ورطة .. صلاح قد يغيب 8 مباريات فوز الأهلي على الرمثا بربع نهائي كأس الأردن تعادل منتخب الناشئين مع نظيره البحريني توتنهام يقصي اليونايتد من الكأس بعد مباراة ماراثونية الفيصلي يقترب من رفع عقوبة منع التسجيل عودة سوبرمان مع كلبه الخارق لإنقاذ أفلام الأبطال الخارقين عائلة من "بابا عمرو" تقيم عزاءً على أكثر من 100 من أبنائها "جريمة مروعة" .. أجبر زوجته على ابتلاع خاتم الزواج ثم قتلها سقط في وادٍ بعمق 150 مترا .. وفاة مؤسس "مانغو" الملياردير إيزاك أنديك جريمة بشعة .. مصرية تقتل زوجها سرقوا مجوهرات من أحد المنازل .. وهكذا كان مصيرهم فوضى كبيرة داخل برلمان .. ماذا حصل بين نواب! ما آخر مستجدات علاج ملك بريطانيا من السرطان؟ بعد معاناة مع الشيخوخة المبكرة .. وفاة التيك توكر بيندري بويسين عن 19 عاماً مُصففة شعر أثارت الرعب في بلدٍ عربيّ .. إليكم ما فعلته

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • أسوأ أنواع التطبيع وعقيدة دايتون.. أسماء مختلفة للتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال؟
  • "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟
  • صحفي بريطاني للمقابلة: أشعر بالعار من تغطية إعلام بلادي للسابع من أكتوبر
  • حلمي النمنم فى زيارة لكلية إعلام جامعة 6 أكتوبر
  • اتفاقية التطبيع بين السعودية وكيان العدو الصهيوني جاهز للتنفيذ
  • السعودية تقترب من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني
  • بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر
  • كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع بعد السعودية
  • كاتب إسرائيلي: الرياض وتل أبيب مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
  • كاتب إسرائيلي: إسرائيل والسعودية مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع