التعليم الصحيح الذى هو تسعد وترقى به الأمة، لأنه الأصل الداعم لامتداد جوهر فكر حضارتها الأخلاقية والعلمية والثقافية، ومنه يستمد الطابع الأساسى والعظيم أثرا فى تربية وتكوين شخصية الإنسان من كل الوجوه، سواءً كان فى بناء سلامة جسده وتشكيل عقليته فى الحفاظ على تربيته الخلقية وبيئته الاجتماعية التى يعيش فيها، وبناء على هذا المبدأ قد رفع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين قدر التعليم بقوله «التعليم حق لكل مواطن كحقه فى الماء والهواء»، ونرجع بالتاريخ إلى الوراء قبل ثورة يوليو ١٩٥٢م، بأن سياسة حكومة الوفد فى التعليم جعلته إلزاميا ووضعت مشروعا قوميا لتنفيذه.
إن عملية تطوير التعليم قبل الجامعى المعروفة «بالثانوية العامة»، منذ أن بدأت بالقانون رقم ٢١١ لسنة ١٩٥٣ إلى التغييرات المستحدثة الأخيرة، تعتبر هذه الفترات عبر السبع عقود وأكثر، من أعقد المسائل وأشدها قسوة وظلما بل عبئا ثقيلا يقع على كاهل الطالب والأسرة المصرية، وربما تأتى صعوبة ذلك فى صرف ميزانيتها الرهيبة على حلقات سناتر الدروس الخصوصية، وقد لبثت هذه التجارب المريرة ومثالبها المعقدة عقود زمنية طويلة، قد أجبرت وزير التعليم فى إصلاح المرغوب فيه من المناهج التعليمية لطلاب «الثانوية العامة»، وعرضها على الحكومة والأخيرة تعمقت وتمعنت فى الموضوع بعد عرضه على الخبراء المتخصصين فى مجال تطوير التعليم، وهذا هو الطريق المتبع فى إصلاح المنظومة التعليمية فى مصر بعرضه على خبراء العلم والتخصص، وهذه ثقة متبادلة بين الحكومة ومجالس التعليم لكى تعود هذه الثقة بالفائدة على الشعب.. ثم أن ما تبديه الحكومة من أمانى ورغبات فى تخفيض عدد مواد «الثانوية العامة»، ودمج مادة علمية مع أخرى مثل «الكيمياء والفيزياء» واتخاذها تحديث جديد للمناهج العلمية والمعرفية، بالإضافة إلى خروج مواد أخرى من المجموع الكلى، مثل مادة الجيولوجيا وعلم النفس واللغة الأجنبية الثانية، يكون ميل الحكومة ورغبتها من استحداث هذا المحتوى، هو تثقيف عقلية الطلاب بالعلوم المفيدة وتخفيف عدد المواد الدراسية عليهم، لما يواجهونه من مصاعب ومتاعب طوال فترة دراستهم فى المرحلة الثانوية، ثم تأهيل الخريجين لسوق العمل واستغلال نبوغ فكر عقولهم وطاقتهم البشرية لأنهم يعتبرون أهم مورد اقتصادى فى بناء الجمهورية الجديدة، وذلك برغبتهم وإقدامهم على العمل فى رفع شأنه وشأن الوطن أمام شعوب العالم المتقدم.
وإذا كانت الحكومة تريد من هذا التطوير أن ترفع من شأن التعليم والقضاء على سناتر الدروس الخصوصية، فيجب أن تكون سياستها المرسومة للنهوض بالمنظومة التعليمية مجدية، إذ يجب عليها إنشاء مدارس جديدة وصيانة وإصلاح وترميم المدارس القديمة، وتعيين عدد من المدرسين بطريق التعاقد لسد النقص والعجز منهم فى المدارس، مقابل إعطائهم الأجر المعقول الذى يحفظ لهم كرامتهم ويبث فيهم روح الاستقلال والثقة بالنفس، ثم اعتماد الطلبة على الكتاب المدرسى إلى جانب الأجهزة الذكية التى تعتمدها الحكومة فى التدريس لهم مثال ذلك «التابلت المدرسي»، وتأتى أهمية حضور المدرس والطالب بانتظام خلال اليوم الدراسى الكامل ويكون ذلك بتسجيل الحضور والغياب بطريق جهاز البصمة الذكية، ثم تشجيع الطلاب على الأنشطة المدرسية من أجل خلق جيل طموح ترقى به الأمة، ويكون هذا هو التطوير الصحيح «للثانوية العامة»، وليس التطوير أن نلغى مواد العلوم الإنسانية، وهذا أول ما لاحظه الرأى العام من مقدم البرامج الحوارية عبر الفضائيات، متحدثاً عن مدى أهمية تعليم المدارس لمادة التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والمنطق، وقد قالها صراحة بأنها مواد غير مفيدة وليس لها مستقبل، ومن الأفضل تدريس مواد «تأكل عيش»، بالطبع لا العقل ولا المنطق يقبل بهذا التخيل والتوهم الذى يتوهمه البعض، يبدو أن المتحدث قد نسى أن الجغرافية البشرية لها علاقة بانتشار الإنسان على سطح الكرة الأرضية، وأن الجغرافية السياسية هى الأرض والإنسان ووطنه وبيئته الطبيعية الذى يعيش فيها، ويضيف إلى وهمه ما فائدة التاريخ هل يريد الشعب بأن يكون عنده فراغ عقلى وضعف فكرى فى إخلاء ذاكرته لأحداثنا التاريخية، إن احداث التاريخ هى ذاكرة الأمة وتسجيلها يكون بالتدريس وسماع رأى المؤرخين، لأن التاريخ هو حضارة الأمة وبدونه لا حاضر ولا مستقبل لها، وعلى غير أساس منطقى يواصل توهمه من عدم جدوى تدريس مادة الفلسفة والمنطق، هل يريد محو بشائر المستقبل فى شتى علوم الثقافة والفكر والأدب والفلسفة، ويغلق التاريخ أبوابه على اساطين هذا العلم أمثال محمود عباس العقاد وطه حسين وعبد الرحمن بدوى ومحمد حسين هيكل ومحمد عبده ونجيب محفوظ.. وللحديث باقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستقبل التعليم فى مصر بقلم الثانوية العامة مجال تطوير التعليم
إقرأ أيضاً:
عاجل| «التعليم» تُعلن عدد الأسئلة وتوزيع الدرجات بامتحانات الثانوية العامة 2025
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، عدد أسئلة كل مادة من مواد امتحانات شهادة إتمام الثانوية العامة ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ وتوزيع درجات كل مادة (النظام الجديد / القديم).
وتنطلق امتحانات الثانوية العامة 2025، يوم 15 يونيو 2025.
وقدمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني شرحا تفصيليا لعدد أسئلة كل مادة من مواد امتحانات شهادة إتمام الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ وتوزيع درجات كل مادة (النظام الجديد / القديم)، وذلك في ضوء ما تم اعتماده من ضوابط فنية وتربوية تضمن دقة التقييم وموضوعيته.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أن الامتحانات تشمل توزيعًا دقيقًا لعدد الأسئلة وطبيعتها في كل مادة، بما يحقق التوازن في قياس المهارات المختلفة لدى الطلاب، من تحليل وفهم وتطبيق واستيعاب.
فبالنسبة لمادة اللغة العربية، يتضمن الامتحان 55 سؤالًا، منها 4 أسئلة مقالية و51 سؤالًا من نوع الاختيار من متعدد، ويبلغ إجمالي الدرجة المخصصة للمادة 80 درجة، 70 درجة للاختيار من متعدد و10 درجات للأسئلة المقالية.
أما بالنسبة لمادة اللغة الأجنبية الأولى، يشتمل الامتحان على 42 سؤالًا، موزعة بين 3 أسئلة مقالية و39 سؤال اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 51 درجة للاختيار من متعدد و9 درجات للأسئلة المقالية.
وبشأن مادة اللغة الأجنبية الأولى (نظام قديم)، فيضم الامتحان 37 سؤالًا، منها 3 أسئلة مقالية و34 سؤال اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية للمادة 50 درجة، 41 درجة للاختيار من متعدد و9 درجات للأسئلة المقالية.
وأما مادة اللغة الأجنبية الثانية (نظام قديم)، فيتكون الامتحان من 31 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و29 سؤال اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية للمادة 40 درجة، 34 درجة للاختيار من متعدد و6 درجات للأسئلة المقالية.
وبالنسبة لمادة التاريخ، يشمل الامتحان 46 سؤالًا، بينها 2 سؤال مقالي و44 اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وفيما يخص امتحان مادة الجغرافيا، فيتضمن الامتحان 46 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و44 سؤال اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية للمادة 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
أما بالنسبة لامتحان مادة للفلسفة والمنطق (نظام قديم)، فيضم 46 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و44 سؤال اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وفيما يتعلق بامتحان مادة علم النفس والاجتماع (نظام قديم)، فيضم الامتحان 46 سؤالًا، تتوزع بين 2 سؤال مقالي و44 اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وأما بشأن امتحان مادة الكيمياء، فيتكون من 46 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و44 اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وفيما يخص امتحان مادة الفيزياء، فيضم الامتحان 46 سؤالًا، تشمل 2 سؤال مقالي و44 اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وبالنسبة لامتحان مادة الأحياء، فيتضمن 46 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و44 اختيار من متعدد، والدرجة النهائية للمادة 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
أما بالنسبة لامتحان مادة الجيولوجيا (نظام قديم)، فيشمل 46 سؤالًا، تتوزع بين 2 سؤال مقالي و44 اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
أما فيما يتعلق بامتحان مادة الجبر والهندسة الفراغية (نظام قديم)، فيتكون الامتحان من 20 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و18 اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية للمادة 30 درجة، 26 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
ويتضمن امتحان مادة التفاضل والتكامل (نظام قديم) 20 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و18 اختيار من متعدد، والدرجة النهائية للمادة 30 درجة، 26 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
أما امتحان مادة الاستاتيكا (نظام قديم)، فيتكون الامتحان من 20 سؤالًا، تشمل 2 سؤال مقالي و18 اختيار من متعدد، ويبلغ إجمالي الدرجة 30 درجة، 26 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وامتحان مادة الديناميكا (نظام قديم)، فيتضمن الامتحان 20 سؤالًا، بينها 2 سؤال مقالي و18 اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية 30 درجة، 26 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وامتحان مادة الرياضيات التطبيقية، فيتضمن الامتحان 20 سؤالًا، بينها 2 سؤال مقالي و18 اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية 30 درجة، 26 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وبالنسبة لامتحان مادة الرياضيات البحتة، فيتضمن الامتحان 20 سؤالًا، بينها 2 سؤال مقالي و18 اختيار من متعدد، وتبلغ الدرجة النهائية 30 درجة، 26 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.
وفيما يتعلق بامتحان مادة الإحصاء، فيحتوي الامتحان على 35 سؤالًا، منها 2 سؤال مقالي و33 اختيار من متعدد، بإجمالي 60 درجة، 56 درجة للاختيار من متعدد و4 درجات للأسئلة المقالية.