بوابة الوفد:
2024-09-14@08:30:21 GMT

مستقبل التعليم فى مصر

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

التعليم الصحيح الذى هو تسعد وترقى به الأمة، لأنه الأصل الداعم لامتداد جوهر فكر حضارتها الأخلاقية والعلمية والثقافية، ومنه يستمد الطابع الأساسى والعظيم أثرا فى تربية وتكوين شخصية الإنسان من كل الوجوه، سواءً كان فى بناء سلامة جسده وتشكيل عقليته فى الحفاظ على تربيته الخلقية وبيئته الاجتماعية التى يعيش فيها، وبناء على هذا المبدأ قد رفع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين قدر التعليم بقوله «التعليم حق لكل مواطن كحقه فى الماء والهواء»، ونرجع بالتاريخ إلى الوراء قبل ثورة يوليو ١٩٥٢م، بأن سياسة حكومة الوفد فى التعليم جعلته إلزاميا ووضعت مشروعا قوميا لتنفيذه.

. وأن يكون مجانيا وعملت على زيادة بناء المدارس التعليمية فى جميع أنحاء البلاد، وزاد عدد التلاميذ زيادة كبيرة، وعملت على إصلاح حال المدرسين والمدارس، وهذا الغرض الأسمى والأعلى من حكومة وطنية الهدف منه، رفع مستوى التعليم فى مصر ونشره بين جميع أفراد الشعب ، لخلق جيل قادر على تحمل المسئولية الوطنية.
إن عملية تطوير التعليم قبل الجامعى المعروفة «بالثانوية العامة»، منذ أن بدأت بالقانون رقم ٢١١ لسنة ١٩٥٣ إلى التغييرات المستحدثة الأخيرة، تعتبر هذه الفترات عبر السبع عقود وأكثر، من أعقد المسائل وأشدها قسوة وظلما بل عبئا ثقيلا يقع على كاهل الطالب والأسرة المصرية، وربما تأتى صعوبة ذلك فى صرف ميزانيتها الرهيبة على حلقات سناتر الدروس الخصوصية، وقد لبثت هذه التجارب المريرة ومثالبها المعقدة عقود زمنية طويلة، قد أجبرت وزير التعليم فى إصلاح المرغوب فيه من المناهج التعليمية لطلاب «الثانوية العامة»، وعرضها على الحكومة والأخيرة تعمقت وتمعنت فى الموضوع بعد عرضه على الخبراء المتخصصين فى مجال تطوير التعليم، وهذا هو الطريق المتبع فى إصلاح المنظومة التعليمية فى مصر بعرضه على خبراء العلم والتخصص، وهذه ثقة متبادلة بين الحكومة ومجالس التعليم لكى تعود هذه الثقة بالفائدة على الشعب.. ثم أن ما تبديه الحكومة من أمانى ورغبات فى تخفيض عدد مواد «الثانوية العامة»، ودمج مادة علمية مع أخرى مثل «الكيمياء والفيزياء» واتخاذها  تحديث جديد للمناهج العلمية والمعرفية، بالإضافة إلى خروج مواد أخرى من المجموع الكلى، مثل مادة الجيولوجيا وعلم النفس واللغة الأجنبية الثانية، يكون ميل الحكومة ورغبتها من استحداث هذا المحتوى، هو تثقيف عقلية الطلاب بالعلوم المفيدة وتخفيف عدد المواد الدراسية عليهم، لما يواجهونه من مصاعب ومتاعب طوال فترة دراستهم فى المرحلة الثانوية، ثم تأهيل الخريجين لسوق العمل واستغلال نبوغ فكر عقولهم وطاقتهم البشرية لأنهم يعتبرون أهم مورد اقتصادى فى بناء الجمهورية الجديدة، وذلك برغبتهم وإقدامهم على العمل فى رفع شأنه وشأن الوطن أمام شعوب العالم المتقدم.
وإذا كانت الحكومة تريد من هذا التطوير أن ترفع من شأن التعليم والقضاء على سناتر الدروس الخصوصية، فيجب أن تكون سياستها المرسومة للنهوض بالمنظومة التعليمية مجدية، إذ يجب عليها إنشاء مدارس جديدة وصيانة وإصلاح وترميم المدارس القديمة، وتعيين عدد من المدرسين بطريق التعاقد لسد النقص والعجز منهم فى المدارس، مقابل إعطائهم الأجر المعقول الذى يحفظ لهم كرامتهم ويبث فيهم روح الاستقلال والثقة بالنفس، ثم اعتماد الطلبة على الكتاب المدرسى إلى جانب الأجهزة الذكية التى تعتمدها الحكومة فى التدريس لهم مثال ذلك «التابلت المدرسي»، وتأتى أهمية حضور المدرس والطالب بانتظام خلال اليوم الدراسى الكامل ويكون ذلك بتسجيل الحضور والغياب بطريق جهاز البصمة الذكية، ثم تشجيع الطلاب على الأنشطة المدرسية من أجل خلق جيل طموح ترقى به الأمة، ويكون هذا هو التطوير الصحيح «للثانوية العامة»، وليس التطوير أن نلغى مواد العلوم الإنسانية، وهذا أول ما لاحظه الرأى العام من مقدم البرامج الحوارية عبر الفضائيات، متحدثاً عن مدى أهمية تعليم المدارس لمادة التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والمنطق، وقد قالها صراحة بأنها مواد غير مفيدة وليس لها مستقبل، ومن الأفضل تدريس مواد «تأكل عيش»، بالطبع لا العقل ولا المنطق يقبل بهذا التخيل والتوهم الذى يتوهمه البعض، يبدو أن المتحدث قد نسى أن الجغرافية البشرية لها علاقة بانتشار الإنسان على سطح الكرة الأرضية، وأن الجغرافية السياسية هى الأرض والإنسان ووطنه وبيئته الطبيعية الذى يعيش فيها، ويضيف إلى وهمه ما فائدة التاريخ هل يريد الشعب بأن يكون عنده فراغ عقلى وضعف فكرى فى إخلاء ذاكرته لأحداثنا التاريخية، إن احداث التاريخ هى ذاكرة الأمة وتسجيلها يكون بالتدريس وسماع رأى المؤرخين، لأن التاريخ هو حضارة الأمة وبدونه لا حاضر ولا مستقبل لها، وعلى غير أساس منطقى يواصل توهمه من عدم جدوى تدريس مادة الفلسفة والمنطق، هل يريد محو بشائر المستقبل فى شتى علوم الثقافة والفكر والأدب والفلسفة، ويغلق التاريخ أبوابه على اساطين هذا العلم أمثال محمود عباس العقاد وطه حسين وعبد الرحمن بدوى ومحمد حسين هيكل ومحمد عبده ونجيب محفوظ.. وللحديث باقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستقبل التعليم فى مصر بقلم الثانوية العامة مجال تطوير التعليم

إقرأ أيضاً:

تجديد حبس سعد الصغير 15 يوما بتهمة بحيازة مواد مخدرة.. أون لاين

جدد المستشار محمد السماحى رئيس محكمة جنح النزهة، حبس المطرب الشعبي سعد الصغير، 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تُجرى معه في اتهامه، بحيازة زيت المارجوانا المخدر أثناء قدومه من إحدى الدول إلى مطار القاهرة، وذلك عبر تقنية الفيديوكونفرانس "تجديد الحبس عن بعد".

وقامت مصلحة الطب الشرعي أمس الأربعاء، بسحب عينة من دم سعد الصغير لإجراء تحليل المواد المخدرة له، الذى طلبته النيابة العامة، لبيان عما إذا كان يتعاطى المخدرات من عدمه.

وأمرت النيابة العامة بالنزهة بحبسه المتهم سعد الصغير 4 أيام على ذمة التحقيق.

كانت مصادر مقربة من الفنان سعد الصغير، أكدت القبض على المطرب الشعبى فور عودته من رحلة فنية قادما من الخارج، وبحيازته مواد مخدرة عبارة عن زيت الماريجوانا بقصد التعاطي، عثر عليها بحوزته أثناء تفتيشه في المطار عقب عودته من الخارج.

 







مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تستشرف مستقبل الموارد البشرية 2040
  • تعاون مصري - كويتي لتبادل الخبرات الجامعية وتطوير مستقبل التعليم العربي
  • القبض على مخالف لنظام الأمن لترويجه مواد مخدرة بالباحة
  • "حكايات من التاريخ الفرعوني" ضمن لقاءات ثقافة الفيوم
  • تجديد حبس سعد الصغير 15 يوما بتهمة حيازة مواد مخدرة.. أون لاين
  • بارزاني يبحث مع  كبير مستشاري الحكومة البريطانية مستقبل التحالف الدولي في العراق
  • تجديد حبس سعد الصغير 15 يوما بتهمة بحيازة مواد مخدرة.. أون لاين
  • مستقبل وطن يبحث طلبات أولياء الأمور في اجتماع تنظيمي مع مسؤولي التعليم بالأقصر
  • تشريعية النواب ترفض طلب الحكومة والنيابة بإعادة مناقشة مواد بقانون الإجراءات الجنائية
  • وزير التعليم التركي ومعركة بناء مستقبل الوطن