بوابة الوفد:
2025-02-07@05:40:08 GMT

مستقبل التعليم فى مصر

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

التعليم الصحيح الذى هو تسعد وترقى به الأمة، لأنه الأصل الداعم لامتداد جوهر فكر حضارتها الأخلاقية والعلمية والثقافية، ومنه يستمد الطابع الأساسى والعظيم أثرا فى تربية وتكوين شخصية الإنسان من كل الوجوه، سواءً كان فى بناء سلامة جسده وتشكيل عقليته فى الحفاظ على تربيته الخلقية وبيئته الاجتماعية التى يعيش فيها، وبناء على هذا المبدأ قد رفع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين قدر التعليم بقوله «التعليم حق لكل مواطن كحقه فى الماء والهواء»، ونرجع بالتاريخ إلى الوراء قبل ثورة يوليو ١٩٥٢م، بأن سياسة حكومة الوفد فى التعليم جعلته إلزاميا ووضعت مشروعا قوميا لتنفيذه.

. وأن يكون مجانيا وعملت على زيادة بناء المدارس التعليمية فى جميع أنحاء البلاد، وزاد عدد التلاميذ زيادة كبيرة، وعملت على إصلاح حال المدرسين والمدارس، وهذا الغرض الأسمى والأعلى من حكومة وطنية الهدف منه، رفع مستوى التعليم فى مصر ونشره بين جميع أفراد الشعب ، لخلق جيل قادر على تحمل المسئولية الوطنية.
إن عملية تطوير التعليم قبل الجامعى المعروفة «بالثانوية العامة»، منذ أن بدأت بالقانون رقم ٢١١ لسنة ١٩٥٣ إلى التغييرات المستحدثة الأخيرة، تعتبر هذه الفترات عبر السبع عقود وأكثر، من أعقد المسائل وأشدها قسوة وظلما بل عبئا ثقيلا يقع على كاهل الطالب والأسرة المصرية، وربما تأتى صعوبة ذلك فى صرف ميزانيتها الرهيبة على حلقات سناتر الدروس الخصوصية، وقد لبثت هذه التجارب المريرة ومثالبها المعقدة عقود زمنية طويلة، قد أجبرت وزير التعليم فى إصلاح المرغوب فيه من المناهج التعليمية لطلاب «الثانوية العامة»، وعرضها على الحكومة والأخيرة تعمقت وتمعنت فى الموضوع بعد عرضه على الخبراء المتخصصين فى مجال تطوير التعليم، وهذا هو الطريق المتبع فى إصلاح المنظومة التعليمية فى مصر بعرضه على خبراء العلم والتخصص، وهذه ثقة متبادلة بين الحكومة ومجالس التعليم لكى تعود هذه الثقة بالفائدة على الشعب.. ثم أن ما تبديه الحكومة من أمانى ورغبات فى تخفيض عدد مواد «الثانوية العامة»، ودمج مادة علمية مع أخرى مثل «الكيمياء والفيزياء» واتخاذها  تحديث جديد للمناهج العلمية والمعرفية، بالإضافة إلى خروج مواد أخرى من المجموع الكلى، مثل مادة الجيولوجيا وعلم النفس واللغة الأجنبية الثانية، يكون ميل الحكومة ورغبتها من استحداث هذا المحتوى، هو تثقيف عقلية الطلاب بالعلوم المفيدة وتخفيف عدد المواد الدراسية عليهم، لما يواجهونه من مصاعب ومتاعب طوال فترة دراستهم فى المرحلة الثانوية، ثم تأهيل الخريجين لسوق العمل واستغلال نبوغ فكر عقولهم وطاقتهم البشرية لأنهم يعتبرون أهم مورد اقتصادى فى بناء الجمهورية الجديدة، وذلك برغبتهم وإقدامهم على العمل فى رفع شأنه وشأن الوطن أمام شعوب العالم المتقدم.
وإذا كانت الحكومة تريد من هذا التطوير أن ترفع من شأن التعليم والقضاء على سناتر الدروس الخصوصية، فيجب أن تكون سياستها المرسومة للنهوض بالمنظومة التعليمية مجدية، إذ يجب عليها إنشاء مدارس جديدة وصيانة وإصلاح وترميم المدارس القديمة، وتعيين عدد من المدرسين بطريق التعاقد لسد النقص والعجز منهم فى المدارس، مقابل إعطائهم الأجر المعقول الذى يحفظ لهم كرامتهم ويبث فيهم روح الاستقلال والثقة بالنفس، ثم اعتماد الطلبة على الكتاب المدرسى إلى جانب الأجهزة الذكية التى تعتمدها الحكومة فى التدريس لهم مثال ذلك «التابلت المدرسي»، وتأتى أهمية حضور المدرس والطالب بانتظام خلال اليوم الدراسى الكامل ويكون ذلك بتسجيل الحضور والغياب بطريق جهاز البصمة الذكية، ثم تشجيع الطلاب على الأنشطة المدرسية من أجل خلق جيل طموح ترقى به الأمة، ويكون هذا هو التطوير الصحيح «للثانوية العامة»، وليس التطوير أن نلغى مواد العلوم الإنسانية، وهذا أول ما لاحظه الرأى العام من مقدم البرامج الحوارية عبر الفضائيات، متحدثاً عن مدى أهمية تعليم المدارس لمادة التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والمنطق، وقد قالها صراحة بأنها مواد غير مفيدة وليس لها مستقبل، ومن الأفضل تدريس مواد «تأكل عيش»، بالطبع لا العقل ولا المنطق يقبل بهذا التخيل والتوهم الذى يتوهمه البعض، يبدو أن المتحدث قد نسى أن الجغرافية البشرية لها علاقة بانتشار الإنسان على سطح الكرة الأرضية، وأن الجغرافية السياسية هى الأرض والإنسان ووطنه وبيئته الطبيعية الذى يعيش فيها، ويضيف إلى وهمه ما فائدة التاريخ هل يريد الشعب بأن يكون عنده فراغ عقلى وضعف فكرى فى إخلاء ذاكرته لأحداثنا التاريخية، إن احداث التاريخ هى ذاكرة الأمة وتسجيلها يكون بالتدريس وسماع رأى المؤرخين، لأن التاريخ هو حضارة الأمة وبدونه لا حاضر ولا مستقبل لها، وعلى غير أساس منطقى يواصل توهمه من عدم جدوى تدريس مادة الفلسفة والمنطق، هل يريد محو بشائر المستقبل فى شتى علوم الثقافة والفكر والأدب والفلسفة، ويغلق التاريخ أبوابه على اساطين هذا العلم أمثال محمود عباس العقاد وطه حسين وعبد الرحمن بدوى ومحمد حسين هيكل ومحمد عبده ونجيب محفوظ.. وللحديث باقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مستقبل التعليم فى مصر بقلم الثانوية العامة مجال تطوير التعليم

إقرأ أيضاً:

بعد إحالته للجنة التعليم بـ "الشيوخ".. تفاصيل طلب المناقشة العامة بشأن تحسين جودة النظام البحثي والتكنولوجي

 


أحال مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، خلال الجلسة العامة، أمس الإثنين، طلب مناقشة عامة مُقدم من النائب عادل اللمعي، موجه إلى الدكتور محمد أيمن عاشور - وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لاستيضاح سياسية الحكومة - ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول آليات تحسين جودة النظام البحثي والتكنولوجي، وسبل توجيه البحث العلمي نحو التخصصات ذات الأولوية، وتطوير نظام البعثات الخارجية وتعزيز مشاركة العلماء المصريين بالخارج، إلى لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات لدراسته وإعداد تقرير بشأنه للعرض على المجلس.

 

جاء ذلك بعد أن استمع مجلس الشيوخ، إلى تعقيب الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بشأن طلب المناقشة العامة.

 


تفاصيل طلب المناقشة العامة


ونصت المذكرة الإيضاحية لطلب المناقشة على أن البحث العلمي والتطوير التكنولوجي يشكل محورًا رئيسيا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قدرة الدول على التنافس في الاقتصاد المعرفي، وأن جودة المنظومة البحثية تعد معيارا حاسما في تحديد قدرة أي دولة على إنتاج المعرفة وتوظيفها في خدمة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة.


وركز الطلب على أن توجيه البحث العلمي نحو التخصصات ذات الأولوية هو أحد المحاور الاستراتيجية التي ينبغي التركيز عليها لضمان استغلال الموارد البحثية بفاعلية، مع التطور السريع في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة، والعلوم البيئية.


وأوضح أنه من الضروري إعادة هيكلة آليات دعم وتمويل البحث العلمي بما يضمن توافقها مع احتياجات الدولة، ويوفر البيئة المناسبة لإنتاج معرفة تطبيقية ذات مردود اقتصادي واجتماعي ملموس، ويستلزم ذلك تعزيز التعاون بين الجهات البحثية والمؤسسات الصناعية، الضمان تحقيق التكامل بين البحث والتطوير والإنتاج، مما يسهم في تحويل المعرفة إلى حلول عملية تخدم المجتمع والاقتصاد.

 

وأضافت المذكرة، أن دور المراكز العلمية والبحثية المتخصصة يبرز في تعزيز التعاون بين الباحثين، وخلق بيئات علمية تفاعلية تحفز الابتكار، إذ تتيح تلك المراكز تبادل المعرفة والخبرات بين العلماء وتسهم في رفع جودة الأبحاث من خلال توحيد الجهود البحثية حول قضايا استراتيجية ذات أولوية وطنية.


وأشارت للمذكرة، إلى أنه رغم الجهود التي تبذلها الدولة في دعم البحث العلمي، لا تزال هناك تحديات تتطلب المزيد من العمل الضمان تطوير المنظومة البحثية وفقا لأفضل المعايير الدولية فهناك حاجة إلى زيادة حجم الاستثمار في البحث والتطوير، وتوفير أطر تمويل مرنة تشجع على تنفيذ مشروعات بحثية طموحة، كما أن تعزيز الحوكمة داخل المؤسسات البحثية، وتطوير سياسات تحفيزية للباحثين يعدان من العوامل الأساسية لضمان جودة البحث العلمي وزيادة تأثيره في دعم التنمية.

 

 

مقالات مشابهة

  • كل ما تريد معرفته عن نظام البكالوريا بديل الثانوية العامة وموعد التطبيق
  • اختبارات المرشحين المقبولة طلباتهم للاشتراك بمباراة التطوع لرتبة دركي متمرن بدءًا من هذا التاريخ
  • خيارات جديدة لطلاب الثانوية.. الحكومة تدرس اعتماد البكالوريا بجانب النظام التقليدي
  • قانون الإجراءات الجنائية| "النواب" يُقر مواد تنظم استئناف أوامر النيابة بشأن الحبس الاحتياطي (تفاصيل)
  • أستاذ جامعي يوضح لـصدى البلد مميزات مشروع البكالوريا كبديل للثانوية العامة
  • صندوق الاستثمارات العامة يحسم مستقبل ملعب نيوكاسل
  • «الخارجية الفرنسية»: مستقبل غزة يجب أن يكون في إطار الدولة الفلسطينية
  • القبض على 5 أشخاص لترويجهم مواد مخدرة
  • زيادة مخصصات التعليم والصحة والحماية المجتمعية.. هدايا الحكومة في الموازنة الجديدة
  • بعد إحالته للجنة التعليم بـ "الشيوخ".. تفاصيل طلب المناقشة العامة بشأن تحسين جودة النظام البحثي والتكنولوجي