بوابة الوفد:
2025-01-31@08:57:33 GMT

الحدود الملتهبة وحماية الأمن القومى المصري

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

تواجه الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة تحديات خارجية ضخمة وجسيمة وخطيرة لا زالت مستمرة حتى الآن فى ظل الحروب الملتهبة والمشتعلة على حدود مصر، إلا أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة صامدة فى وجه هذه التحديات وقادرة على حماية أمنها القومى رغم خطورة هذه التحديات وأثارها الصعبة، ورغم التحديات الداخلية أيضاً خاصة الاقتصادية، وذلك بفضل سياسة مصر الخارجية المتوازنة التى تستهدف حماية الأمن القومى المصرى والمصالح المصرية العليا وتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة، وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعى نحو السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن دعم كل ما يعزز العلاقات الاقتصادية الدولية، ويكفل التعاون وتبادل خبرات التنمية، وتعزيز العلاقات مع القوى الكبرى فى المجتمع الدولى ضماناً للمصالح الوطنية المصرية.


هذه التحديات مرتبطة بالصراعات التى يشهدها الإقليم، والذى تقف مصر فى قلبه، فى ظل الصراعات والحروب التى تنشب هنا وهناك فى كل الاتجاهات، والتى كان آخرها الحرب الظالمة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، حيث تبذل الدولة المصرية جهودًا كبيرة فى مواجهة هذه التحديات الإقليمية، وتلعب دورًا بارزًا فى الدعوة إلى السلام والوئام، وتبذل قصارى جهدها لوقف الحرب فى غزة والعمل على قيام دولة فلسطين المستقلة، وقد كان لهذه الحرب تداعياتها شديدة السلبية على موارد الاقتصاد المصري، وعلى رأسها إيرادات قناة السويس، والتهديدات الحالية لحركة التجارة الدولية فى منطقة البحر الأحمر.
حالياً الأمور تزداد اشتعالا بالقرب من الحدود المصرية من مختلف الاتجاهات، فى ظل الحروب والنزاعات فى مناطق قريبة من حدودها، خاصة فى غزة والسودان، وليبيا، تحديات خطيرة لم تواجهها أى دولة فى العالم ولكن هذا قدر الدولة المصرية التى نثق كل الثقة فى استمرار قدرتها على تجاوز هذه الأزمات والصمود فى وجه التحديات بسياستها ورؤيتها المتوازنة وبفضل تماسك الجبهة الداخلية واصطفاف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية الحكيمة.
فالأوضاع فى غزة تزداد سوءاً كل يوم فى ظل الحرب الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والدبلوماسية المصرية تلعب دورا محورياً من أجل وقف إطلاق النار، وفى ليبيا على الحدود الغربية مازال الصراع مشتعلا وهناك قلق من تصاعد التوترات فى الآونة الأخيرة، وتحرص مصر على خفض التوتر وتحقيق استقرار ليبيا ودعم الحوار السياسي، أما فى السودان فتمر بأزمة داخلية خطيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ما أدى إلى نزوح الملايين وتصاعد التوتر على الحدود الجنوبية لمصر، ومصر تسعى إلى تعزيز الاستقرار فى السودان من خلال الوساطة والدعوة إلى الحوار بين الأطراف المتنازعة.
الشغل الشاغل للدولة المصرية هو حل هذه النزاعات وإقرار السلام فى المنطقة وتهدئة الأوضاع على الحدود لحماية الأمن القومى المصري، بما يضمن حماية أمن واستقرار الحدود، وفى الوقت ذاته تأخذ كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة أى أخطار ناجمة عن هذه الحروب، فضلاً عن دعم القدرات العسكرية للجيش المصري، وتعزيز أمن البحر الأحمر وقناة السويس، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود.
إن مصر تعتمد على سياسة خارجية متوازنة فى التعامل مع هذه الأزمات، تهدف إلى حماية الأمن القومى من خلال تأمين حدودها، ودعم الاستقرار الإقليمى عبر تعزيز الحلول السياسية والدبلوماسية، وعدم الانخراط فى النزاعات، وتعزيز التعاون والتواصل مع المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية لتحقيق الاستقرار فى المناطق المضطربة، كما تسعى مصر دائمًا إلى الحفاظ على استقرارها الداخلى ومنع أى تداعيات خارجية من التأثير على أمنها وسلامة أراضيها.
فلا توجد دولة فى العالم تواجه كل هذه التحديات مجتمعة، ووسط حدود ملتهبة تقف مصر قوية تعرف حدود أمنها القومى ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها، وتتمسك بالالتزام بسياسة خارجية متزنة ترتبط بالأهداف والمصالح الاستراتيجية فى إطار استقلال القرار المصري، بما يسهم فى ترسيخ موقع مصر كفاعل رئيسى فى المشهد الإقليمي، فهى دائماً محور جهود الوساطة والمفاوضات التى تستهدف التهدئة ووقف النزاعات وإقرار السلام والاستقرار فى الدول المحيطة بالمنطقة.
إن الرؤية المصرية المتوازنة والدبلوماسية الناجحة تمكنت من الاحتفاظ بالاستقرار والأمن والسلم، من خلال الدعوة لتطبيق سبل السلم والسلام، والعمل على احتواء الأزمات باللجوء دائمًا إلى مائدة التفاوض، حيث تحذر مصر فى كافة المحافل الدولية واللقاءات مع رؤساء وقيادات الدول المختلفة من تفاقم الأوضاع واشتعال المنطقة فى حال عدم تسوية هذه النزاعات، كما أن مصر جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة لتداعيات هذه الصراعات على الأمن القومى المصرى على مختلف الأصعدة، رغم التحديات المختلفة التى تشهدها الدولة المصرية على حدودها، سواء كانت شرقًا أو غربًا أو جنوبًا، فهذه الأزمات تثبت بما لا يدع أى مجال للشك أن الدولة المصرية رؤيتها صائبة وتتعامل بحكمة وتأني، واستكمال طريق الحوار المفاوضات فى مختلف الأزمات المشتعلة بالإقليم وتوطيد دعائم السلم والأمن.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى قناة السويس أمن البحر الأحمر الدولة المصرية حمایة الأمن القومى الدولة المصریة هذه التحدیات فى غزة

إقرأ أيضاً:

حملات تطوعية لمكافحة شجرة المسكيت وحماية البيئة في جعلان بني بو علي

تنظم الفرق التطوعية في ولاية جعلان بني بو علي حملات متواصلة لمكافحة انتشار شجرة المسكيت، المعروفة محليًا بـ"الغويفة"، بعد تزايد أضرارها البيئية وتأثيرها السلبي على المراعي ومجاري الأودية. وتتم هذه الجهود بجهود ذاتية من الأهالي والمتطوعين الذين يسعون للقضاء عليها وحماية المناطق المتضررة.

وأكد خميس بن صالح الكاسبي أن المبادرات التطوعية مستمرة للسنة الثانية على التوالي في منطقة الجوابي بجعلان بني بو علي، حيث يعمل المتطوعون على إزالة أشجار المسكيت من مجاري الأودية والمسطحات الخضراء والمراعي مثل جري حميمات وجري بو هلال، مستخدمين المعدات الثقيلة في بعض المناطق، بينما يتم الاعتماد على الجهود اليدوية في المواقع التي لا تصل إليها الآليات، وأشار إلى أن انتشار هذه الأشجار يعيق تدفق مياه الأودية، مما يؤدي إلى فيضانات تلحق الضرر بالمزارع والممتلكات. كما أن سرعة نموها تتطلب متابعة مستمرة لضمان مكافحتها بشكل فعال.

وأضاف الكاسبي أن فرق المتطوعين تعمل على إزالة الأشجار وفق طرق أثبتت فعاليتها، حيث يتم تجريف الأشجار في المناطق ذات الكثافة العالية، مع مراقبة نموها وإزالتها فورًا لضمان عدم عودتها. أما في المناطق التي يصعب الوصول إليها بالمعدات، فيتم الاعتماد على القطع اليدوي والمتابعة الدورية.

من جانبه، حذر حمد بن خليفة الكاسبي من التأثير السلبي لشجرة المسكيت على البيئة العمانية، إذ تؤثر سلبًا على الأشجار المحلية عبر امتصاص المياه والعناصر الغذائية، مما يؤدي إلى تدهور التربة وانحسار الغطاء النباتي، كما تشكل خطرًا على الماشية بسبب أوراقها وثمارها السامة وأشواكها الحادة، مؤكدا أن جهود المتطوعين تتركز على القضاء على هذه الشجرة بوسائل مختلفة، من استخدام المعدات الثقيلة إلى الإزالة اليدوية، خصوصًا في سفوح الجبال والأودية والمزارع القريبة من المناطق السكنية، وذلك لمنع انتشارها والسيطرة عليها بشكل كامل.

أضرار بيئية واقتصادية

أما علي بن مبارك الكاسبي فيشير إلى أن انتشار المسكيت بشكل كبير غيّر مسارات الأودية وتسبب في أضرار بيئية واقتصادية، حيث أغلقت الأشجار معابر الأودية وأثرت على تدفق المياه، مما ألحق أضرارًا بالمزارع والمناطق السكنية القريبة، كما أنها تسببت في تدهور المراعي، حيث تعيق الحيوانات من الوصول إليها عبر احتلال مساحات شاسعة واستنزاف موارد المياه.

ويضيف أن الحملات التطوعية تستهدف حاليًا منطقة جري حميمات، التي تُعد من المناطق السياحية ذات الغطاء النباتي الكثيف، حيث أثّر انتشار المسكيت على معالمها الطبيعية، لافتا إلى تمكن المتطوعين من استئصال جزء كبير من الأشجار، وما زالت الجهود مستمرة رغم الحاجة إلى دعم إضافي لإنجاز العمل بكفاءة أكبر.

من جهته أوضح ساعد بن حمد الحكماني أن انتشار المسكيت بكثافة أدى إلى تغيير مجرى وادي الزباي، مما تسبب في فيضانات اجتاحت المنازل والمزارع، مهددة ممتلكات المواطنين، وأكد أن الأهالي بذلوا جهودًا كبيرة لإزالتها، لكن الإمكانيات المحدودة والمعدات غير الكافية تعيق تنفيذ الحملة بالشكل المطلوب، داعيا الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص إلى تقديم الدعم اللازم عبر توفير المعدات والموارد البشرية لضمان نجاح هذه الجهود.

وأكد أن القضاء على شجرة المسكيت يحتاج إلى دعم مستدام من المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث لا تقتصر أضرارها على البيئة فحسب، بل تمتد لتشمل الموارد المائية والمراعي والمزارع، وحث الجميع من جمعيات وأندية وأفراد على المساهمة في هذه الجهود، سواء بالمشاركة المباشرة أو عبر تقديم الدعم اللوجستي والمالي لضمان نجاح الحملة وتحقيق الهدف النهائي، وهو القضاء التام على هذه الشجرة الغازية.

مقالات مشابهة

  • حرس الحدود بمنطقة جازان يضبط مواطنين مخالفين للائحة الأمن والسلامة لمزاولي الأنشطة البحرية في المناطق البحرية للمملكة
  • تيسير مطر: الرئيس تحدث باسم 100 مليون مواطن فيما يخص الأمن القومى
  • قومى المرأة بأسوان يواصل تنظيم جلسات الدوار ضمن المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية
  • حملات تطوعية لمكافحة شجرة المسكيت وحماية البيئة في جعلان بني بو علي
  • «النواب» يبدأ صياغة وثيقة بالموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية وخطورة التهجير على الأمن الإقليمي
  • نقيب الأطباء: الموقف المصري واضح من تهجير الفلسطينيين
  • الشائعات وأثرها على الأمن القومى ندوة بمركز إعلام المحلة
  • «الشائعات وخطورتها علي الأمن القومي».. ندوة توعوية لإعلام المحلة
  • الرئيس السيسي: الدولة المصرية حريصة على استقلال القضاء وتعزيز دوره ومكانته
  • السيسي: الدولة المصرية حريصة على استقلال القضاء وتعزيز دوره ومكانته