الحدود الملتهبة وحماية الأمن القومى المصري
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
تواجه الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة تحديات خارجية ضخمة وجسيمة وخطيرة لا زالت مستمرة حتى الآن فى ظل الحروب الملتهبة والمشتعلة على حدود مصر، إلا أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة صامدة فى وجه هذه التحديات وقادرة على حماية أمنها القومى رغم خطورة هذه التحديات وأثارها الصعبة، ورغم التحديات الداخلية أيضاً خاصة الاقتصادية، وذلك بفضل سياسة مصر الخارجية المتوازنة التى تستهدف حماية الأمن القومى المصرى والمصالح المصرية العليا وتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة، وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعى نحو السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن دعم كل ما يعزز العلاقات الاقتصادية الدولية، ويكفل التعاون وتبادل خبرات التنمية، وتعزيز العلاقات مع القوى الكبرى فى المجتمع الدولى ضماناً للمصالح الوطنية المصرية.
هذه التحديات مرتبطة بالصراعات التى يشهدها الإقليم، والذى تقف مصر فى قلبه، فى ظل الصراعات والحروب التى تنشب هنا وهناك فى كل الاتجاهات، والتى كان آخرها الحرب الظالمة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، حيث تبذل الدولة المصرية جهودًا كبيرة فى مواجهة هذه التحديات الإقليمية، وتلعب دورًا بارزًا فى الدعوة إلى السلام والوئام، وتبذل قصارى جهدها لوقف الحرب فى غزة والعمل على قيام دولة فلسطين المستقلة، وقد كان لهذه الحرب تداعياتها شديدة السلبية على موارد الاقتصاد المصري، وعلى رأسها إيرادات قناة السويس، والتهديدات الحالية لحركة التجارة الدولية فى منطقة البحر الأحمر.
حالياً الأمور تزداد اشتعالا بالقرب من الحدود المصرية من مختلف الاتجاهات، فى ظل الحروب والنزاعات فى مناطق قريبة من حدودها، خاصة فى غزة والسودان، وليبيا، تحديات خطيرة لم تواجهها أى دولة فى العالم ولكن هذا قدر الدولة المصرية التى نثق كل الثقة فى استمرار قدرتها على تجاوز هذه الأزمات والصمود فى وجه التحديات بسياستها ورؤيتها المتوازنة وبفضل تماسك الجبهة الداخلية واصطفاف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية الحكيمة.
فالأوضاع فى غزة تزداد سوءاً كل يوم فى ظل الحرب الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والدبلوماسية المصرية تلعب دورا محورياً من أجل وقف إطلاق النار، وفى ليبيا على الحدود الغربية مازال الصراع مشتعلا وهناك قلق من تصاعد التوترات فى الآونة الأخيرة، وتحرص مصر على خفض التوتر وتحقيق استقرار ليبيا ودعم الحوار السياسي، أما فى السودان فتمر بأزمة داخلية خطيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ما أدى إلى نزوح الملايين وتصاعد التوتر على الحدود الجنوبية لمصر، ومصر تسعى إلى تعزيز الاستقرار فى السودان من خلال الوساطة والدعوة إلى الحوار بين الأطراف المتنازعة.
الشغل الشاغل للدولة المصرية هو حل هذه النزاعات وإقرار السلام فى المنطقة وتهدئة الأوضاع على الحدود لحماية الأمن القومى المصري، بما يضمن حماية أمن واستقرار الحدود، وفى الوقت ذاته تأخذ كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة أى أخطار ناجمة عن هذه الحروب، فضلاً عن دعم القدرات العسكرية للجيش المصري، وتعزيز أمن البحر الأحمر وقناة السويس، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود.
إن مصر تعتمد على سياسة خارجية متوازنة فى التعامل مع هذه الأزمات، تهدف إلى حماية الأمن القومى من خلال تأمين حدودها، ودعم الاستقرار الإقليمى عبر تعزيز الحلول السياسية والدبلوماسية، وعدم الانخراط فى النزاعات، وتعزيز التعاون والتواصل مع المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية لتحقيق الاستقرار فى المناطق المضطربة، كما تسعى مصر دائمًا إلى الحفاظ على استقرارها الداخلى ومنع أى تداعيات خارجية من التأثير على أمنها وسلامة أراضيها.
فلا توجد دولة فى العالم تواجه كل هذه التحديات مجتمعة، ووسط حدود ملتهبة تقف مصر قوية تعرف حدود أمنها القومى ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها، وتتمسك بالالتزام بسياسة خارجية متزنة ترتبط بالأهداف والمصالح الاستراتيجية فى إطار استقلال القرار المصري، بما يسهم فى ترسيخ موقع مصر كفاعل رئيسى فى المشهد الإقليمي، فهى دائماً محور جهود الوساطة والمفاوضات التى تستهدف التهدئة ووقف النزاعات وإقرار السلام والاستقرار فى الدول المحيطة بالمنطقة.
إن الرؤية المصرية المتوازنة والدبلوماسية الناجحة تمكنت من الاحتفاظ بالاستقرار والأمن والسلم، من خلال الدعوة لتطبيق سبل السلم والسلام، والعمل على احتواء الأزمات باللجوء دائمًا إلى مائدة التفاوض، حيث تحذر مصر فى كافة المحافل الدولية واللقاءات مع رؤساء وقيادات الدول المختلفة من تفاقم الأوضاع واشتعال المنطقة فى حال عدم تسوية هذه النزاعات، كما أن مصر جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة لتداعيات هذه الصراعات على الأمن القومى المصرى على مختلف الأصعدة، رغم التحديات المختلفة التى تشهدها الدولة المصرية على حدودها، سواء كانت شرقًا أو غربًا أو جنوبًا، فهذه الأزمات تثبت بما لا يدع أى مجال للشك أن الدولة المصرية رؤيتها صائبة وتتعامل بحكمة وتأني، واستكمال طريق الحوار المفاوضات فى مختلف الأزمات المشتعلة بالإقليم وتوطيد دعائم السلم والأمن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى قناة السويس أمن البحر الأحمر الدولة المصرية حمایة الأمن القومى الدولة المصریة هذه التحدیات فى غزة
إقرأ أيضاً:
قانون المرور يحدد أماكن ممنوع التوقف أو الانتظار فيها لضمان السلامة وحماية السائقين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حدد قانون المرور في المادة ( 68)أماكن لا يجوز فيها التوقف أو الانتظار على الطرق منعا للمسألة القانونية أو ارتكاب حادث مرورى بسبب التوقف الخاطئ حرصا على سلامة السائق وذويه ومن تلك الحالات التي لا يجوز التوقف أو الانتظار في الأماكن الآتية:
-الأماكن المخصصة لعبور المشاة وعلى الأرصفة والممرات الخاصة بالدراجات وعند المزلقانات
-على أشرطة الترام والسكك الحديدية أو بجوارها إذا كان ذلك يعوق سيرها
-على الكباري أو الممرات العلوية أو في الأنفاق أو تحت الجسور ما لم تكن هناك أماكن مخصصة للتوقف أو الانتظار.
-على نهر الطريق في المرتفعات أو المنحدرات أو المنعطفات أو المنحنيات وكذلك بالقرب منها عندما تكون الرؤية غير كافية لضمان تخطى المركبة بأمان تام مع مراعاة سرعة المركبات على هذا الجزء من الطريق
-على نهر الطريق بجوار العلامات الأرضية الطولية المتصلة التي لا يسمح بتجاوزها وعندما تكون المساحة العرضية بين المركبة المتوقفة وهذه العلامات الطولية تقل عن ثلاثة أمتار.
-في الأماكن التي قد تحجب المركبات بتوقفها أو انتظارها فيها الإشارات الضوئية أو علامات المرور عن نظر بقية مستعملي الطريق.
-أمام مداخل أو مخارج حظائر المركبات أو محطات البنزين أو المستشفيات أو مراكز الإسعاف أو الإطفاء أو الشرطة أو المناطق العسكرية أو مداخل أو مخارج الحدائق العامة أو أماكن العبادة أو المدارس
-في الأماكن التي يعوق الوقوف فيها تحرك مركبة أخرى متوقفة.
-على نهر الطريق بجوار مركبة أخرى منتظرة.
-في الأماكن غير المصرح بالانتظار فيها طبقا لتعليمات المرور.