بوابة الوفد:
2024-09-14@08:30:44 GMT

الحدود الملتهبة وحماية الأمن القومى المصري

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

تواجه الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة تحديات خارجية ضخمة وجسيمة وخطيرة لا زالت مستمرة حتى الآن فى ظل الحروب الملتهبة والمشتعلة على حدود مصر، إلا أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة صامدة فى وجه هذه التحديات وقادرة على حماية أمنها القومى رغم خطورة هذه التحديات وأثارها الصعبة، ورغم التحديات الداخلية أيضاً خاصة الاقتصادية، وذلك بفضل سياسة مصر الخارجية المتوازنة التى تستهدف حماية الأمن القومى المصرى والمصالح المصرية العليا وتحقيق التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة، وتعزيز مقومات الأمن والاستقرار والسعى نحو السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن دعم كل ما يعزز العلاقات الاقتصادية الدولية، ويكفل التعاون وتبادل خبرات التنمية، وتعزيز العلاقات مع القوى الكبرى فى المجتمع الدولى ضماناً للمصالح الوطنية المصرية.


هذه التحديات مرتبطة بالصراعات التى يشهدها الإقليم، والذى تقف مصر فى قلبه، فى ظل الصراعات والحروب التى تنشب هنا وهناك فى كل الاتجاهات، والتى كان آخرها الحرب الظالمة التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، حيث تبذل الدولة المصرية جهودًا كبيرة فى مواجهة هذه التحديات الإقليمية، وتلعب دورًا بارزًا فى الدعوة إلى السلام والوئام، وتبذل قصارى جهدها لوقف الحرب فى غزة والعمل على قيام دولة فلسطين المستقلة، وقد كان لهذه الحرب تداعياتها شديدة السلبية على موارد الاقتصاد المصري، وعلى رأسها إيرادات قناة السويس، والتهديدات الحالية لحركة التجارة الدولية فى منطقة البحر الأحمر.
حالياً الأمور تزداد اشتعالا بالقرب من الحدود المصرية من مختلف الاتجاهات، فى ظل الحروب والنزاعات فى مناطق قريبة من حدودها، خاصة فى غزة والسودان، وليبيا، تحديات خطيرة لم تواجهها أى دولة فى العالم ولكن هذا قدر الدولة المصرية التى نثق كل الثقة فى استمرار قدرتها على تجاوز هذه الأزمات والصمود فى وجه التحديات بسياستها ورؤيتها المتوازنة وبفضل تماسك الجبهة الداخلية واصطفاف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية الحكيمة.
فالأوضاع فى غزة تزداد سوءاً كل يوم فى ظل الحرب الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والدبلوماسية المصرية تلعب دورا محورياً من أجل وقف إطلاق النار، وفى ليبيا على الحدود الغربية مازال الصراع مشتعلا وهناك قلق من تصاعد التوترات فى الآونة الأخيرة، وتحرص مصر على خفض التوتر وتحقيق استقرار ليبيا ودعم الحوار السياسي، أما فى السودان فتمر بأزمة داخلية خطيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ما أدى إلى نزوح الملايين وتصاعد التوتر على الحدود الجنوبية لمصر، ومصر تسعى إلى تعزيز الاستقرار فى السودان من خلال الوساطة والدعوة إلى الحوار بين الأطراف المتنازعة.
الشغل الشاغل للدولة المصرية هو حل هذه النزاعات وإقرار السلام فى المنطقة وتهدئة الأوضاع على الحدود لحماية الأمن القومى المصري، بما يضمن حماية أمن واستقرار الحدود، وفى الوقت ذاته تأخذ كافة الاستعدادات اللازمة لمواجهة أى أخطار ناجمة عن هذه الحروب، فضلاً عن دعم القدرات العسكرية للجيش المصري، وتعزيز أمن البحر الأحمر وقناة السويس، وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود.
إن مصر تعتمد على سياسة خارجية متوازنة فى التعامل مع هذه الأزمات، تهدف إلى حماية الأمن القومى من خلال تأمين حدودها، ودعم الاستقرار الإقليمى عبر تعزيز الحلول السياسية والدبلوماسية، وعدم الانخراط فى النزاعات، وتعزيز التعاون والتواصل مع المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية لتحقيق الاستقرار فى المناطق المضطربة، كما تسعى مصر دائمًا إلى الحفاظ على استقرارها الداخلى ومنع أى تداعيات خارجية من التأثير على أمنها وسلامة أراضيها.
فلا توجد دولة فى العالم تواجه كل هذه التحديات مجتمعة، ووسط حدود ملتهبة تقف مصر قوية تعرف حدود أمنها القومى ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها، وتتمسك بالالتزام بسياسة خارجية متزنة ترتبط بالأهداف والمصالح الاستراتيجية فى إطار استقلال القرار المصري، بما يسهم فى ترسيخ موقع مصر كفاعل رئيسى فى المشهد الإقليمي، فهى دائماً محور جهود الوساطة والمفاوضات التى تستهدف التهدئة ووقف النزاعات وإقرار السلام والاستقرار فى الدول المحيطة بالمنطقة.
إن الرؤية المصرية المتوازنة والدبلوماسية الناجحة تمكنت من الاحتفاظ بالاستقرار والأمن والسلم، من خلال الدعوة لتطبيق سبل السلم والسلام، والعمل على احتواء الأزمات باللجوء دائمًا إلى مائدة التفاوض، حيث تحذر مصر فى كافة المحافل الدولية واللقاءات مع رؤساء وقيادات الدول المختلفة من تفاقم الأوضاع واشتعال المنطقة فى حال عدم تسوية هذه النزاعات، كما أن مصر جاهزة لكل السيناريوهات المحتملة لتداعيات هذه الصراعات على الأمن القومى المصرى على مختلف الأصعدة، رغم التحديات المختلفة التى تشهدها الدولة المصرية على حدودها، سواء كانت شرقًا أو غربًا أو جنوبًا، فهذه الأزمات تثبت بما لا يدع أى مجال للشك أن الدولة المصرية رؤيتها صائبة وتتعامل بحكمة وتأني، واستكمال طريق الحوار المفاوضات فى مختلف الأزمات المشتعلة بالإقليم وتوطيد دعائم السلم والأمن.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى قناة السويس أمن البحر الأحمر الدولة المصرية حمایة الأمن القومى الدولة المصریة هذه التحدیات فى غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: سنعمل على إقامة عائق قوي على الحدود مع الأردن لمنع التهريب

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم ، عن خطة لإقامة عائق قوي على الحدود مع الأردن، بهدف تعزيز الأمن ومنع عمليات التهريب عبر الحدود ، وأكد نتنياهو أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز السيطرة الأمنية على الحدود وضمان سلامة الدولة.

 

وفي تصريحات له خلال مؤتمر صحفي، أوضح نتنياهو أن العمل على إقامة العائق يتطلب تنسيقًا وثيقًا مع السلطات الأردنية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في مجال الأمن. وقال: "من المهم بالنسبة لنا أن تبقى الحدود مع الأردن حدود أمن وسلام، وأن نعمل جنبًا إلى جنب مع جيراننا لضمان عدم استخدام هذه الحدود لعمليات التهريب أو الأنشطة غير القانونية."

 

وأشار نتنياهو إلى أن العائق الجديد سيشمل مجموعة من التدابير التقنية والبنية التحتية المتقدمة، التي تهدف إلى تعزيز قدرة قوات الأمن على مراقبة الحدود والتصدي لأي محاولات للتسلل أو التهريب. وأضاف: "سنعمل على تنفيذ هذه الخطة بشكل سريع وفعّال، لضمان تحقيق أقصى درجات الأمان على الحدود."

 

كما أكّد نتنياهو أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن الوطني وتعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التهديدات الأمنية. وأشاد بالدور الذي تلعبه السلطات الأردنية في التعاون المشترك لمكافحة الأنشطة غير القانونية وحماية الحدود.

 

من جهتها، أعربت السلطات الأردنية عن تأييدها للتعاون مع الجانب الإسرائيلي في مجال الأمن على الحدود، مشيرة إلى أهمية تعزيز التنسيق لضمان استقرار وأمن المنطقة. وشددت على أن هذا التعاون يعزز من فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة

 

الجيش الإسرائيلي: إطلاق 60 صاروخًا باتجاه بلدات إسرائيلية على الحدود مع لبنان

 

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم ، عن إطلاق نحو 60 صاروخًا باتجاه بلدات إسرائيلية تقع على الحدود مع لبنان، في تصعيد عسكري خطير يشير إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

 

ووفقًا للبيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد استهدفت الصواريخ البلدات في القطاعين الشرقي والغربي للحدود مع لبنان، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة وأدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين. وأكد الجيش أن نظام القبة الحديدية تمكّن من اعتراض عدد كبير من الصواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها، لكنه اعترف بوقوع بعض الأضرار في المباني والمرافق.

 

وأشار البيان إلى أن الهجوم الصاروخي جاء في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، وأن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف مواقع إطلاق الصواريخ في لبنان، كما يعزز من تواجده العسكري على الحدود. وقال المتحدث باسم الجيش: "نحن نرد بقوة على هذا التصعيد، وسنتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين وأمن الدولة."

 

في المقابل، أصدرت السلطات المحلية في البلدات المستهدفة تحذيرات للمواطنين وطالبتهم بالبقاء في الملاجئ وإتباع تعليمات الطوارئ لحمايتهم من الهجمات. كما تم تفعيل أنظمة الإنذار المبكر لمساعدة السكان في الاستجابة السريعة للهجمات الصاروخية.

 

من جانب آخر، أعربت بعض الجهات الدولية عن قلقها من تصاعد العنف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ودعت إلى ضرورة وقف التصعيد والعودة إلى الحوار لحل النزاعات القائمة. وشددت المنظمات الإنسانية على أهمية تقديم الدعم للمتضررين من الهجمات والتعامل مع الأضرار الناتجة عن الصواريخ.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي الإيراني في هجوم إرهابي
  • الفلاح المصرى عصب مصر
  • ضبط 5 مخالفين لنظام الأمن لتهريبهم 120 كيلوجرام من القات المخدر بجازان
  • المقداد: العلاقات «المصرية - السورية» ستبقى العامل الأساسي لصمود الأمة العربية ومواجهة التحديات
  • مدبولي: مؤشرات إيجابية تؤكد أن الاقتصاد المصري قادر على الصُمود والاستمرار بالرغم من كل التحديات.. أبرز تصريحات رئيس الوزراء بالمؤتمر الصحفي
  • مفتي بلغاريا: نسير خلف النهج الوسطي ونتبنى رؤية المؤسسات الدينية المصرية
  • نتنياهو: سنعمل على إنشاء عائق أقوى على حدودنا مع الأردن
  • نتنياهو: سنعمل على إقامة عائق قوي على الحدود مع الأردن لمنع التهريب
  • مدبولى: مؤشرات الاقتصاد المصري جيدة رغم التحديات وزيادة فى موارد النقد الاجنبي
  • عضو "القومي للمرأة": السيدة المصرية تعيش عصرًا ذهبيًا غير مسبوق