لا شك أنه في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه البلاد في الوقت الراهن، يبرز الحوار الوطني كواحد من أهم الفرص التي لا ينبغي إهدارها، حيث شهدت البلاد خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التطورات التي أثرت على جميع مناحي الحياة، مما جعل من الضروري البدء في عملية شاملة من الإصلاحات التي تعزز الاستقرار وتحقق العدالة الاجتماعية.
الحوار الوطني ليس مجرد وسيلة للنقاش وتبادل الآراء، بل هو وسيلة لتحقيق التوافق الوطني وبناء قاعدة صلبة للإصلاحات التي تتطلبها المرحلة الراهنة، وما يميز الحوار الوطني هو شموليته وتنوع المشاركين فيه، حيث يجمع تحت مظلته مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، مما يعزز من مصداقية نتائجه وأهميتها.. وتأتي توجيهات القيادة السياسية في هذه السياق كدليل يوجه الأطراف المختلفة نحو التنفيذ الفعّال لهذه النتائج، مما يساعد على خلق بيئة مواتية للتركيز على التنمية والتقدم.
إن تنفيذ نتائج الحوار الوطني يجب أن يكون أولوية قصوى للدولة.. فمن خلال هذه النتائج يمكن تحقيق تغيير حقيقي يعكس تطلعات المواطنين ويعالج التحديات التي تواجههم، ويجب على الجهات المعنية أن تلتزم بتنفيذ التوصيات والقرارات التي تنتج عن هذا الحوار، والعمل على تحويلها إلى سياسات وإجراءات عملية على أرض الواقع، وأرى أن توجيهات القيادة السياسية تلعب دوراً محورياً هنا كما رأينا في مسألة الحبس الاحتياطي وتوجيه القيادة السياسية للحكومة بالدراسة والمناقشة حيث تشير إلى أهمية احترام هذه النتائج وتطبيقها، مما يساهم في تعزيز روح التعاون والتفاهم بين الجميع.
التأخر في تنفيذ نتائج الحوار الوطني قد يؤدي إلى إحباط آمال المواطنين ويزيد من فجوة الثقة بين الشعب والدولة، ومن هنا تأتي أهمية توفير إرادة سياسية حقيقية وجادة لتنفيذ هذه النتائج، وتقديم الدعم اللازم للجهات التنفيذية من أجل تحقيقها.
وعندما يتم تنفيذ نتائج الحوار الوطني وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية، يمكن تصميم استراتيجيات تنموية متكاملة تستند إلى أولويات المجتمع، الأمر الذي يعزز تكامل الجهود ويضمن أن تكون السياسات العامة معبرة عن احتياجات المواطنين، مما يحقق أهداف التنمية المستدامة ويساهم في تحسين مستوى المعيشة.
وفي الختام، فإن الحوار الوطني يمثل فرصة ثمينة لتحقيق التغيير والإصلاح الذي تطمح إليه القيادة السياسية، ولكن هذه الفرصة لن تحقق أهدافها إلا إذا تم الالتزام بتنفيذ ما ينتج عنها من توصيات بشكل فعال وسريع، وأوكد إن نجاح الحوار الوطني يعتمد على مدى جدية الدولة في الاستجابة لتطلعات المواطنين وترجمة الأقوال إلى أفعال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحوار الوطني العدالة الاجتماعية القیادة السیاسیة الحوار الوطنی هذه النتائج
إقرأ أيضاً:
العرادة يلتقي التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية ويؤكد على ضرورة تعزيز وحدة الصف الوطني
شمسان بوست / الرياض:
أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، أن مسؤولية إنهاء تمرد مليشيات الحوثي الإرهابية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة مسؤولية وطنية كبرى يجب أن يتوحد الجميع من أجلها.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم، برئيس وأعضاء التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، حيث كُرّس اللقاء لمناقشة آخر المستجدات في الساحة الوطنية، وسبل تعزيز وحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة.
وخلال اللقاء، وضع العرادة الحاضرين أمام صورة شاملة عن الوضع العام في ظل الأوضاع الاستثنائية الحرجة التي تمر بها بلادنا خلال هذه الفترة.
وأكد أن هذه المرحلة تستدعي من الجميع العمل بروح جماعية لتعزيز الاصطفاف الوطني ووحدة الصف الجمهوري، ومساندة القوات المسلحة في معركتها المصيرية لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من نظام إيران، حتى إنهاء التمرد واستعادة الدولة.
وشدد العرادة على ضرورة رأب الصدع، وتجاوز أخطاء الأمس، وعدم استحضار الماضي، والتركيز على الحاضر والمستقبل، والعمل على تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز تماسكها، والابتعاد عن المناكفات، وتجاوز الخلافات بين كافة القوى والمكونات الوطنية.
لافتاً إلى أن اليمن اليوم لا تحتمل المزيد من الصراعات الجانبية، وتتطلب من الجميع تغليب المصلحة الوطنية العليا، والوقوف بمسؤولية وطنية أمام التحديات التي تواجه بلادنا في هذه المرحلة المهمة، والعمل معًا على إنهاء معاناة الشعب، وتحقيق تطلعاته على مختلف الأصعدة.
ودعا عضو مجلس القيادة إلى إعلاء الصوت الجمهوري في مواجهة الخطاب الحوثي ومشروعه الطائفي، الذي يهدد وجود الدولة، ويمزق النسيج الوطني، من خلال خطاب سياسي وإعلامي وجماهيري موحد ومسؤول يمثل أصوات جميع اليمنيين، ويعبّر عن إرادتهم، ويحقق تطلعاتهم في استعادة دولتهم المنشودة في وطن يتسع لجميع أبنائه بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم.
من جانبه، عبّر رئيس التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، عن تقديره لاهتمام عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة بالتواصل مع المكونات السياسية، وحرصه على توحيد مواقفها وتعزيز التماسك الوطني تحت مظلة الثورة والجمهورية، والتمسك بالثوابت الوطنية الجامعة لكل اليمنيين.
وأكد أن التكتل الوطني يعمل منذ تأسيسه على خلق مساحة مشتركة للحوار والتنسيق بين كل القوى والمكونات السياسية، بهدف توحيد الرؤية والموقف تجاه القضايا الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة.