قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأربعاء، إن مسألة تنحيه عن السلطة خلال الحرب لم تكن مطروحة، موضحًا أن رئيس الدولة يجب أن يرحل عندما تكون ثمة مطالب داخلية بحصول ذلك وليس بسبب ضغط خارجي، مؤكدًا أن هذا اسمه "هروب وليس تخلي عن السلطة".

 

اندلاع حريق ضخم في مخيم الهول شمال شرق سوريا سوريا تُناشد بإدانة الاعتداء الإسرائيلي على مُحيط دمشق

وأضاف بشار الأسد ، أنه من الناحية النظرية، كانت هناك إمكانية لتفادي ما حصل في سوريا، لو جرى الإذعان لمطالب تعاكس مصالح الدولة، والتخلي عن الحقوق السورية، وعندئذ، كان الثمن سيكون أكبر بكثير، وذلك خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، في قصر المهاجرين بدمشق.

وأوضح أن من طالبوا برحيله داخل سوريا عددهم محدود، مشيرا إلى أنهم لم يتجاوزوا مئة ألف، في مقابل عشرات الملايين من السوريين، بحسب تعبيره.

وأشار الرئيس السوري إلى المظاهرات التي رفعت شعار رحيله حينها، قائلًا: "حتى العدد الكبير في تلك المظاهرات لم يتجاوز في أحسن الأحوال مئة ألف ونيف وفي كل المحافظات، مقابل عشرات الملايين من السوريين.

وأكد بشار الأسد أنه بقي لأن العدد الأكبر من الشعب يدعم القضايا التي يدعمها الرئيس، مشيرًا إلى أنه في حالة وقوف أغنى الدول وأقواها في العالم ضد أي رئيس، ويقف القسم الكبير من الشعب ضده فمن المنطق مغادرة هذا الرئيس.

وأضاف الرئيس السوري "بالنسبة للمظاهرات - التي سُميت سلمية - تعاملنا معها في البداية على هذا الأساس، وكنا نعرف أن الكثير من الجماعات الإخونجية وغيرهم انزجّوا بها وبدؤوا بإطلاق النار على الشرطة رغم أننا كنا نعلم أنها غير سلمية؛ رغم عدم إيمان الكثير من الناس بذلك، وكان لابد من القيام بإجراءات من أجل أن نثبت لهؤلاء الأشخاص بأن المشكلة لا في الدستور ولا المظاهرات السلمية، لكن اقتناعهم جاء متأخرًا ".

وأكد بشار الأسد عدم خضوعه لمطالب "التخلي عن الحقوق والمصالح السورية" من أجل تفادي الحرب، قائلا: "من الناحية النظرية كان من الممكن تفادي الحرب في سوريا؛ لو أننا خضعنا لكل المطالب التي كانت تُطلب أو تُفرض على سوريا بقضايا مختلفة، في مقدمتها التخلي عن الحقوق والمصالح السورية"، موضحة أن الرؤية كانت الدفاع عن المصالح السورية، وعن سوريا في وجه الإرهاب، وعن استقلالية القرار السوري، فلو عدنا بالزمن إلى الوراء فسوف نبني ونتبنى السياسة نفسها".

 

الإرهاب من كان يقتل ويحرق

وعند حديثه عن الخسائر التي وقعت وسط المدنيين، قال الأسد إن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويحرق، وليس الدولة السورية "ليست ثمة دولة تقوم بتدمير الوطن، حتى وإن كانت دولة سيئة".

وأضاف بشار الأسد أن مسؤولية الخسائر التي وقعت تقع على عاتق من قدم الدعم للإرهاب، "ومن نوى وخطط للحرب، أي المعتدي وليس المعتدى عليه".

واستطرد أن التعامل مع الوضع يحتمل عدة طرق، لكن ما جرى اتباعه بعد 2011 كان يجري في إطار سياسة الدفاع عن سوريا واستقلالية قرارها "فلو عدنا بالزمن إلى الوراء، كنا سنتبع نفس السياسة".

وأردف "كنا نعرف بأن هناك شيئا يحضر لسوريا، وبأن الحرب ستكون طويلة، وليست أزمة عابرة"، ثم قال "كنا نخوض معركة وجودية".

 

معركة وجودية

وعقد الرئيس السوري مقارنة بما حدث في بعض الدول العربية من سيناريوهات للتدمير، وبين الحالة السورية، حيث إنها سيناريوهات متشابها، غير أنه قال إنه "كان لدينا في سوريا وعي للسيناريوهات التي وُضعت وكنا نخوض معركة وجودية".

وشدد الأسد على نفي مزاعم أن الدولة السورية تقوم بالقتل والتهجير وتدمير الوطن، قائلا: "هناك إرهاب وكانت الدولة تقاتل الإرهاب، والإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق فلا توجد دولة حتى ولو كانت تُسمى دولة بين معترضتين سيئة، تقوم بتدمير الوطن، هي غير موجودة حسب معلوماتي؛ إذاً فالإرهاب هو من قام بالتدمير، ومن يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب. من يتحمل المسئولية هو من نوى على الحرب، من خطط للحرب، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه".

 

كلمة السر هي الوعي 

أكد الأسد أن سوريا من البداية لم تدّع بأنها دولة عظمى، ولم تقل بأنها قادرون على محاربة العالم، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن تطالب الدولة بدعم من الحلفاء، قائلًا :"فلأننا بحاجة لهذا الدعم، فوقوفهم معنا كان له تأثير هام في صمود سوريا".

وأضاف أن هذا لا يعني أنه يمكن للحلفاء أن يحلوا محل حكومته في الحرب وفي المعركة وفي الصمود، مؤكدًا أن هذا شيء من البدائه، وأن الصمود الحقيقي هو صمود الشعب.

وأشار الرئيس السوري إلى أنه توجد عوامل الكثيرة لا مجال هي التي كوّنت حالة صمود الدولة بعد كل هذا الضغط الكبير على المستوى الداخلي، وحتى الخارجي، مؤكدًا أن الإيمان بالقضية، والخبرة، والمعرفة، والتمسك بالحقوق، والوعي والنضج لطريقة اللعبة التي أُديرت بها الأمور عند التحضير لهذه الحرب، وعند بدء هذه الحرب، قائلًا "كل هذه الأشياء وغيرها من العوامل الكثيرة لا مجال لذكرها الآن هي التي كوّنت تلك الحالة، وليست هي قضية لا رئيس، ولا مسؤول، ولا دولة، ولا مجرد جيش".
وأكد أن "كلمة السر هي الوعي للمخطط"، وأن الدولة لم تسقط ولا في فخ من الأفخاخ التي رُسمت لها في الخارج، إذ أن الوعي هو أساس النجاح والصمود عاجلاً أو آجلاً.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بشار الاسد سوريا الرئيس السورى أخبار سوريا الحرب السورية الرئیس السوری بشار الأسد فی سوریا إلى أنه

إقرأ أيضاً:

السلطات السورية تضبط نحو 4 ملايين حبة كبتاغون داخل مستودع في اللاذقية

أعلنت السلطات السورية، السبت، ضبط نحو أربعة ملايين حبة "كبتاغون"، وهو مادة مخدرة، كانت مخبأة في مستودع يضم مكبس للتصنيع في مدينة اللاذقية الساحلية غربي سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن إدارة مكافحة المخدرات، أنها تمكنت من ضبط مستودع يحتوي على مكبس لتصنيع حبوب "الكبتاغون" المخدرة في مدينة اللاذقية.

فرع مكافحة المخدرات بإدارة الأمن العام في اللاذقية يضبط كميات كبيرة من حبوب "الكبتاغون" المخدرة، كانت مخبأة في مستودعات داخل المدينة تعود ملكيتها للفرقة الرابعة التابعة للنظام البائد.#سانا pic.twitter.com/NeSSj8GBqW — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) April 12, 2025
وأشارت إلى أن "العملية جاءت بعد ورود معلومات دقيقة حول نشاط مشبوه في أحد المواقع، حيث جرى رصد ومتابعة الموقع بدقة، لتُنفّذ بعدها عملية مداهمة بالتعاون مع إدارة الأمن العام".

ووفقا لإدارة مكافحة المخدرات، فإن العملية أسفرت عن ضبط مكبس يُستخدم في تصنيع الحبوب المخدرة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الحبوب المعدة للتهريب.  


وبلغ عدد الحبوب المضبوطة نحو أربعة ملايين حبة كبتاغون، كانت مخبأة بـ"طريقة احترافية" داخل خمسة آلاف قضيب حديدي، تمهيدا لتصديرها خارج البلاد.

وأشارت وكالة "سانا" إلى أن المستودعات التي ضبط داخلها المواد المخدرة في اللاذقية تعود ملكيتها إلى "الفرقة الرابعة" التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع بشار الأسد.

وتجدر الإشارة أن تهريب مخدرات "الكبتاغون" كان يعد أحد أكبر مصادر القلق للمنطقة، ولا سيما دول الخليج، حيث تشير تقارير صحيفة إلى أن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حوّل سوريا إلى مركز لتصنيع وتهريب هذه المواد المخدرة.


وأدى سقوط نظام بشار الأسد في أواخر العام الماضي، إلى الإطاحة بأكثر شبكات تهريب المخدرات ربحية في الشرق الأوسط، وكشف عن دور النظام السابق في تصنيع وتهريب الحبوب التي غذت الحرب والأزمات الاجتماعية في جميع أنحاء المنطقة، حسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وبعد أيام من الإطاحة بالأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، قامت السلطات الجديدة بتوزيع مقاطع فيديو من منشآت التصنيع والتهريب على نطاق صناعي داخل القواعد الجوية الحكومية، وغيرها من المواقع التابعة لمسؤولين كبار سابقين في النظام.

ومن بين المواقع التي اكتُشف فيها مصانع الكبتاغون ومرافق التخزين، قاعدة المزة الجوية في دمشق، وشركة لتجارة السيارات في مدينة عائلة الأسد في اللاذقية، ومصنع سابق لرقائق البطاطس في دوما بالقرب من العاصمة، يُعتقد أنه تابع لشقيق الرئيس المخلوع، وفقا للتقرير.

مقالات مشابهة

  • بشار الأسد يلعب شد الحبل في شوارع موسكو.. الحقيقة الكاملة
  • عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
  • المدافع "الشرس" عن نظام الأسد.. هل طلب اللجوء في روسيا؟
  • الاتفاق على التعاون فى القبض على المطلوبين من فلول نظام بشار الأسد
  • اللواء التابع لأحمد العودة في سوريا يحل نفسه ويسلم سلاحه لوزارة الدفاع (شاهد)
  • اللواء الثامن في سوريا يعلن حل نفسه وتسليم سلاحه لـالدفاع (شاهد)
  • الحكومة: نعمل على وضع سيناريوهات للتعامل مع التحديات الاقتصادية العالمية
  • مسؤول أممي يكشف سبب قيام الحرب في سوريا.. ما علاقة واشنطن والفوضى بالشرق الأوسط؟
  • ساكس: أوباما كان وراء حرب سوريا.. وأمريكا سبب الفوضى بالشرق الأوسط
  • السلطات السورية تضبط نحو 4 ملايين حبة كبتاغون داخل مستودع في اللاذقية