صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-14@08:22:25 GMT

جنيف تَلِد سلام السودان

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

جنيف تَلِد سلام السودان

محمد عصمت يحيى

لم يَفُت بعد وقت التعليق أو الكتابة عن مُخرجات إجتماعات جنيف الذي دعت له وزارة الخارجية الأمريكية بمشاركة دولية وإقليمية كان في مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وسويسرا إلي جانب الإتحادين الإفريقي والأوربي والأمم المتحدة، كل هؤلاء كرسوا أياماً خلال الفترة من 14-24 أغسطس الجاري للنقاش حول الحرب السودانية الدائرة الآن والبحث في ثلاثة قضايا خاصة بها وهي:
1.

وقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين.
2. تأمين مسارات لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضورين جوعاً.
3. النظر في إنشاء آلية فعّالة للمراقبة ومتابعة عمليات التنفيذ.
هذه القضايا الثلاث تداعي لنقاشها وبحثها مع الطرفين المتقاتلين عدد من الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية لا يُماثله في زَخَمه إلا تحالف عاصفة الصحراء خلال الفترة من 17 يناير – 28 فبراير 1991 والذي أُنشيء لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي.
ولما كان لمثل هذه الإجتماعات من وزن دولي وإقليمي ثقيل العيار لم أشأ التعليق أو الكتابة عند خِتامها المُجرد فقط بنتائجها الناجحة إنسانياً أو حسب ما رأي بعض المُتناولين فشلها في وقف الحرب بعدائياتها بسبب تخلُف وفد الجيش عن الحضور الرسمي وإكتفائه بالمشاركة الإفتراضية عبر التقنيات، رغم ما (يُشاع) عن حضور مبعوث شخصي للفريق البرهان لم تَنْفِه أي مصادر رسمية بل إكتفي النافون بعدم ذهاب (وفد الجيش) فقط.
كان من اللافت لنظر الجميع طول الفترة المحددة لهذه الإجتماعات والتَكتُم الشديد الذي فُرِض علي مكانها رغم حالة الترقب والأمل التي صاحبت تلك الإجتماعات يوماً بعد يوم، غير أن نتائجها المُعلنة بنجاحها في الجانب الإنساني دون الوصول إلي وقف العدائيات بين الطرفين المتحاربين قد أصاب البعض بخيبة أمل ولكن إذا ما أَمْعَنّا النظر لوجدنا أن هذه الإجتماعات قد حققت تقدُماً جيّداً في طريق إيقاف الحرب يمكننا تلخيصه في الآتي:
1. تأسيس تحالف دولي مؤثر ومفتوح من أجل السلام في السودان (ALPS) وهو ما يعني أن هناك إلتزاماً مقروناً بتحقيق السلام إلي أن تتوقف الحرب.
2. محاصرة خطر المجاعة بتأمين وإعادة فتح طُرق ومسارات (معبر أدري في الغرب والدبة في الشمال) خاصة بالمساعدات الإنسانية بعد الحصول علي إلتزامات وضمانات من الطرفين المتحاربين بحماية المدنيين بما فيهم الطواقم العاملة في المجال الإنساني والنساء والأطفال بالإضافة إلي مواصلة المساعي مع الطرفين لفتح معبر الميرم وطريق آخر عبر سنار من جهة الجنوب.
3. وضعت جنيف ضمن مخرجاتها إطاراً لضمان الإمتثال لإعلان جدة مايو 2023 والذي ظل ومنذ توقيعه حجة يتمسك بها الجيش بجانب أي إتفاقيات أخري يتم توقيعها بين الطرفين المتحاربين مستقبلاً.
4. أعلنت جنيف عن قبول قوات الدعم السريع لنظام إخطار مُبسط بغرض تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية ووصولها لمستحقيها دون أي تعقيدات أو إجراءات إدارية الأمر الذي يتطلب من جانب الجيش أيضاً مُجاراة الدعم السريع في تبسيط الإجراءات الإدارية.
5. أسفرت إجتماعات جنيف عن إتفاق مُهم مع وفد الدعم السريع بفتح مطارات نيالا، زالنجي، الجنينة، الضعين ووضعها تحت إدارة وإشراف الأمم المتحدة وهذا من شأنه أن تتواجد الأمم المتحدة عن قُرب وعلي الأرض لمتابعة أعمال الإغاثة والمتوقع تبعاً لذلك أن تتوقف هجمات طيران الجيش علي تلك الولايات لعل وعسي أن يُخفف ذلك من حدة الإشتباكات بين الطرفين المتحاربين.
6. إتسَمت إجتماعات جنيف بمنهجيتها المَرنة تجاه عمليات التفاوض مع الطرفين المتحاربين بالصبر اللامحدود خاصة مع الجيش ربما إدراكاً منها بحجم التعقيدات المحيطة بقيادته العليا وهذا ما كان واضحاً في حضور الجيش الإفتراضي لإجتماعات جنيف.
7. أهم ما بَشّرت به إجتماعات جنيف هو إصرار مكوناتها (ALPS) علي تواصل جهودهم من أجل إحلال السلام في السودان وهذا يَتَبّدي جلياً في تَرْك الباب مفتوحاً لجهات أخري هي بالضرورة دُول وربما نري ذلك قريباً وبها سيزداد تحالف جنيف قوة علي قُوتِه.
وكما أشرنا في صدر المقال إلي أهمية هذا التحالف الدولي ومُماثلته بتحالف عاصفة الصحراء في بدايات العام 1991 ينبغي أن نشير إلي مُقتضيات وملابسات إنشائهما فتحالف عاصفة الصحراء المُؤسَس بعيداً عن ردهات وكواليس مجلس الأمن الدولي تحوُطاً من إستخدام الفيتو ضد تحرير الكويت، ولعل تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة مؤخراً حول دعمه اللامحدود لمخرجات تحالف جنيف وفيما يشبه تفويض أممي سابق حول تحرير الكويت في العام 1991 له تحدث أنطونيو غوتيريش عن ضرورة وأهمية شروع تحالف جنيف في تنفيذ هذه المخرجات بل أشار إلي أهمية فتح مطار الخرطوم أسوة بمطارات غربي البلاد الأربعة وهذه إشارة بالغة الأهمية لما لهذا التحالف من أدوار يمكنه القيام بها مستقبلاً. ختاماً ها هي جنيف
ومن ذات مكونات عاصفة الصحراء
تَلِد التحالف الدولي (ALPS) ولكن هذه المرة من أجل السلام في السودان

الوسوممحمد عصمت يحيى

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: عاصفة الصحراء إجتماعات جنیف

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية تدعو إلى "حماية فورية" لنساء السودان

وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان، الجمعة، معاناة النساء والفتيات النازحات هربًا من الحرب، مندّدة بتجريدهن "من كل ضرورياتهن الأساسية" ومواجهتهن نقصًا حادًا في الأغذية والمياه والأمان.

وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر: "نعلم جميعًا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية".

وأضافت: "تخيّلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث لا توجد مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات".

والحرب مستمرة في السودان منذ أكثر من 16 شهرًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أوقعت عشرات الآلاف من القتلى وأدت، وفقًا للأمم المتحدة، إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقالت بكر: "إن النزاع يضرب بقوة قلب السودان"، مندّدة بنقص تمويل جهود الدعم الإنساني.

من الأردن، أطلعت بكر الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.

وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها بامرأة تبلغ 20 عامًا في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.

وقالت بكر: "كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي"، وأضافت: "روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب".

وتابعت بكر بصوت متهدّج أن الشابة النازحة زينب "تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها"، وفقًا للموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.

وأضافت بكر: "لقد عانت (زينب) 15 شهرًا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية".

ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت "حاضنات أطفال تغصّ" بالرضع، أحيانًا برضيعين أو ثلاثة معًا، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود من الأدوية.

وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة: "فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة".

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية تدعو إلى "حماية فورية" لنساء السودان
  • الشركسي: ما قام به الرئاسي هو انتهاك لاتفاق جنيف وتعد على صلاحيات المؤسسات السياسية
  • مفاوضات السلام في نيروبي: دعوات للتوصل إلى اتفاق سلام جديد أو تمديد الاتفاق في جنوب السودان
  • بعيدا عن صخب المدينة.. استمتع برحلة بحرية فاخرة في بحيرة جنيف
  • مندوب السودان بالأمم المتحدة: قرار مجلس الأمن لا يمنع الحكومة الحصول على الأسلحة
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة يحدد أهم شيء في قرار حظر الأسلحة
  • اليونسيف: مقتل وإصابة 30 طفلًا في قصف طال مدنية سنار بالسودان
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • الجيش والدعم السريع يتبادلان القصف وقرار أممي ضد السودان
  • مجلس الأمن يجدد عقوباته على السودان