عرس برام الله وليمته في غزة .. مدخل يشجع على المؤازرة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
رام الله - صفا
"أهل غزة مش بحاجة للأكل .. بحاجة لوقفة ولفته ومؤازرة، أهل غزة مش جوعى .. الاحتلال حاصرهم وحرمهم من كل اشي، ولازم نوقف معهم، وكل واحد يقدم اللي بقدر عليه"، بهذه الكلمات استهل أحمد الخطيب والد العريس إبراهيم حديثه عن زفاف ابنه.
الخطيب من قرية بلعين غرب رام الله، أقام وليمة لزفاف نجله قبل أيام في أحد مراكز الأيواء بغزة، على غير العادة في أن يقيمها في قريته.
ويقول الخطيب لـ"صفا" إن فكرة إقامة وليمة العرس في غزة لاقت استحسانا من العائلة، نظرا لما يعانيه أهلنا من حصار وتجويع متعمد من الاحتلال".
ويضيف "تواصلنا مع أصدقاء لنا في غزة وتشاورنا معهم وقرروا مساعدتنا في إقامة الوليمة، ثم تواصلنا مع تجار لادخال الدجاج والأرز".
ويكمل "قررنا عمل الوليمة في مدرسة أبو الحلو بمخيم البريج، نظرا لوجود آلاف من النازحين ما بين نساء وأطفال وكبار السن، الذين قرروا مساعدتنا في جمع الحطب والطهي".
ويلفت إلى إقامة الوليمة بصورة منتظمة وتوزيع الوجبات على جميع من في المدرسة وخارجها، قائلا "قرر من في المدرسة عمل زفة لابني، ورفضنا بسبب استشهاد مواطن بالقرب من المدرسة".
ويتطرق الخطيب إلى أنه وفي اليوم التالي جرى إقامة حفل زفاف لنجله في القرية، وحضور أعداد غير مسبوقة من القرية والقرى المجاورة، الذي أشادوا بالخطوة التي من شأنها التخفيف عن الأهالي في القطاع.
ويقول إن مثل هذه الخطوة شجعت الكثير من الناس على مساندة أهلنا في غزة، وحضر بعدها مواطنون يسألون عن طريقة عمل الولائم وإيصالها للمحاصرين، تبرعا عن أرواح موتاهم وشهدائهم، ومنهم من تبرع بصهاريج مياه".
ويوجه الخطيب رسالة لكل من يستطيع تقديم معونه، أو لديه القدرة بالمساعدة أن يبادر ولا يتأخر، نظرا للحالة القائمة في جميع محافظات قطاع غزة، وحرمان الاحتلال للمواطنين هناك من أدنى مقومات الحياة، قائلا "عندك قدرة تقدم ما تتأخر .. لازم توصل المعونه لمستحقيها وأهل غزة هم أحق الناس بالمساعدة في هذا الوقت من غيرهم .. اليوم أهل غزة وبكرا أنا وأنت".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدارسنا بين أوهام الجدّية والهيبة الموروثة!!
مدارسنا بين أوهام الجدّية والهيبة الموروثة!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
يصعُب التحدث عن تطوير التعليم من دون الاهتمام بثقافة المدرسة، التي ركزت على عُزلة المدرسة عن المجتمع، واستعلائها على الطلبة، وأولياء أمورهم. مارست المدرسة ثقافتها عبر التاريخ بما يعطي هيبة لمصطلحات تاريخية مثل:
من علمني حرفًا كنت له عبدًا! تخيلوا أننا نرسل أطفالنا إلى المدرسة ليتعلموا العبودية؛ بدلًا من الشخصية الحرة المستقلة!
وحتى ثقافة أحمد شوقي:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولًا!
إنها العبودية المقدسة، والتبجيل غير الضروري!
هذه الثقافة هي التي أحاطت المدرسة بسورٍ عالٍ كي يفصلها، أو يعزلها عن بيئتها، حيث سُمّيت المنطقة داخل السور “حرم المدرسة ” ولهذا الحرم طبعًا بروتوكول للدخول والخروج والتواصل.
ممارسات سلطوية
ولّدت الثقافة السابقة ممارسات سلطوية ركزت على العقوبات، وقليل من المكافآت، وعلى تجهّم الإدارة المدرسية التي كانت مواصفاتها: الكرش، والصلع للمديرين، والنظارة، والتجاعيد للمديرات؛ إضافة إلى امتلاك أدوات العقاب الآتية:
-تكثيف الواجبات والامتحانات.
-الحرمان من فترات الاستراحة “الفرصة” التي امتدّت إلى دوام أيام العطل.
-التفنّن في امتلاك أدوات الضرب ووسائله: العصا، والبربيش، وفرك الأذن بِحَصاة مُسنّنة، وقص الشعر.. إلخ
-خصم العلامات والدرجات.
-القسوة في تطبيق القانون.
هذه ممارسات لم تنته إطلاقًا في مدارسنا، وإن تغيرت بعض أشكالها من عقوبات جسدية، إلى عقوبات سيكولوجية أشدّ إيلامًا.
فالعنف، والسلطة، والتعسف ما زالت ثقافة شائعة في عقول معلمينا، وفي صفحات كتبنا، وقوانينا، وزوايا مدارسنا، وساحاتها.
جدّيتُنا غير الجادة
سادت في مؤسساتنا التربوية
ثقافتا الصمت والنفاق؛ وكلتاهما
مرتبطة بالسلطة، والتعسّف فيها. ولكي لا يغضب أحد من المسؤولين، أو يعتقد أنه الأب الروحي الشرعي الوحيد للتربية، أقول: هذه ثقافة متجذرة: اجتماعيًا وتربويًا، وأبرىء أي مسؤول حالي منها.
أتحدث هنا عن ظاهرتين:
الأولى؛ الجدّية المفرطة في المدارس وبخاصة في المدارس الأهلية، التي تعمل فحوصًا لأطفالنا قبل دخول الروضة، والتي تعاقب بعض أطفال الروضة بالفصل بسبب سلوك عدواني!
نعم ! هذا يحصل. كما يحصل حين يعرضون طالبًا، أو طالبة لامتحان قبول يتسم بالحزم، والضبط، والهيبة، والوقار بما يحدِث رعبًا يمتد إلى أسرة الطالب، والذي ينتظرونه في الخارج، وكأنه داخل لإجراء عملية جراحية!
والأخرى؛ ما يحدث من ضبط قانوني، ومادي، ونظامي لأجواء الدراسة، والامتحان من قبَل المؤسسة” التربوية ” الرسمية،
التي تمثل بضبط دوام طلبة التوجيهي، لمنعهم من “الترزق”
ولو بعض درجات من المِنصات، أو الدروس الخصوصية، أو الدراسة الذاتية في المنزل، نتيجة لإحساسهم بقلة جدوى الدوام المدرسي الإجباري!!
ضبط التوجيهي
ولأن التوجيهي أحد مقدسات الوطن، إضافة إلى المقدسات الوطنية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية، فقد وضعوا طقوسًا
بدأت بإحاطة قاعات التوجيهي بالمدرعات، والحراسات، وصولًا إلى غرفة”عمليات”، وحراسة مركزية من الوزارة على مدخل القاعات ، لتتحكم الوزارة بالدخول، والخروج، وضبط العدالة، ومنع أي طالب من الدخول بعد إغلاق البوابة الخارجية مهما كانت أسباب التأخر! فلا قيمة لأي بعد إنساني؛
فالتأخر عدوان على عدالة التوجيهي!
دوريات التفتيش
يجري تفتيش كل طالب، وطالبة!
ولا أدري بأي حق يتم تفتيش دقيق لأجساد الطلبة! العدالة يا سادة أن تعِد امتحانا عادلًا يحترم
الطلبة، وما تعلموه، بدلًا من احترام القانون والامتحان!
فهمت عليّ جنابك؟!