نشطاء يعتبرون توقيف مؤسس تليغرام دليلا على تهاوي ديمقراطية الغرب
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
ووفقا لوكالة "رويترز"، فقد أخْلَت السلطات الفرنسية سبيل دوروف بكفالة مالية قدرها 5 ملايين يورو (5.54 ملايين دولار)، ومنعته من مغادرة البلاد. وسيحضر دوروف إلى مقر الشرطة مرتين في الأسبوع وقد تستمر التحقيقات معه لسنوات قبل تحويله إلى المحاكمة.
واعتقلت الشرطة مؤسس تطبيق تليغرام بعد هبوط طائرته الخاصة في مطار لو بورجيه شمال العاصمة الفرنسية باريس، بسبب الاشتباه في ارتكابه جرائم تتعلق بنقص المشرفين على تطبيق المراسلة الشهير.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام فرنسية، فإن هذا النقص في الإشراف "يسمح للنشاط الإجرامي مثل الاحتيال والاتجار بالمخدرات والتنمر الإلكتروني والجريمة المنظمة والترويج للإرهاب بالاستمرار على هذا التطبيق".
وتشتبه السلطات الفرنسية أن دوروف فشل في اتخاذ إجراءات للحد من الاستخدام الإجرامي لمنصته.
وردا على توقيف مؤسسه، قال التطبيق -الذي يستخدم التشفير لحماية الخصوصية لنحو مليار مستخدم حول العالم- إن منصة تليغرام تلتزم بالقوانين الأوروبية بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية، مشيرا إلى أن تحميل المنصة أو مالكها مسؤولية إساءة استخدامها "أمر غير منطقي".
ويحمل بافيل دوروف -الروسي الأصل- الجنسيتين الفرنسية والإماراتية، وتُقدّر ثروته الإجمالية بـ15 مليار دولار. وقد أثار اعتقاله استياء في موسكو.
وقالت السفارة الروسية في فرنسا على فيسبوك إنها تسعى إلى "توضيح أسباب الاعتقال وتوفير الحماية لحقوق دوروف وتسهيل الوصول القنصلي. كما قالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إن بلادها "تقدمت بطلب للحكومة الفرنسية لتقديم كافة الخدمات القنصلية له بشكل عاجل".
ضربة لحرية التعبيروتفاعلت مواقع التواصل مع الواقعة التي اعتبرها البعض دليلا على تهاوي الديمقراطية الغربية، حيث كتب لامين، "الغرب يعتقدون بأن مؤسس تطبيق تليغرام لا يخدم مصالحهم بل يخدم مصالح الشرق فبذلك يبتزونه بهذه الملاحقات القضائية حتى يُرضخونه لخدمة مصالحهم"، مضيفا "صراع بين الشرق والغرب وكلٌّ يستعمل أسلحته التي يملكها حتى يكسب المعركة".
كما كتب علي "ضربة موجعة لحرية التعبير في فرنسا. ديمقراطيات الغرب تتهاوى. يريدون إسكات كل من يخالفهم مثل ما حدث مع تيك توك".
أما رائد بن يوسف، فتساءل "والجرائم التي تتم في الفيسبوك وواتساب هذه لم تشاهدوها؟". وأضاف "90% من جرائم الإباحية للأطفال تحدث في الغرب والمطلع على ديب ويب يعرف ذلك".
في المقابل، اختلفت يارا مع الآراء السابقة بقولها "تليغرام فعلا موقع خطير، أصبح مساحة للإرهاب والإجرام والتشجيع عليه.. كثير من المنظمات الإرهابية تملك حسابات على تليغرام دون رقابة".
وعموما، فإن التهم الموجهة لمؤسس تليغرام لم تثبت صحتها لأن التحقيق الرسمي في فرنسا لا يعني إدانة المتهم، لكنه يشير إلى أن المدعين يعتقدون أن القضية كافية لتستحق تحقيقا رسميا، في حين لم يوجه اتهام رسمي لدوروف بعد.
29/8/2024المزيد من نفس البرنامجكيف تفاعل النشطاء مع رفض إسرائيل هدنة لتطعيم أطفال غزة ضد شلل الأطفال؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟
تناولنا سابقاً المزايا التي ستعود على الغرب وأمريكا جراء انسحاب ترامب من المعادلة الروسية الأوكرانية، ومن ثم سعيه لتحقيق المصالحة وإنهاء الحرب، وهو توجه حميد في مسألة المصالحة، لكن ذلك قد يحمل مخاطر كبيرة للغرب، كما ذكر بعض المراقبين الغربيين.
فالنتيجة المباشرة هي إضعاف أوكرانيا وتقوية روسيا، فالمجهود الحربى الأوكراني يعتمد بشكل كبير على الإمدادات العسكرية الغربية، لا سيما أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، والذخيرة، والدعم الاستخباراتي، وبدون استمرار المساعدات، قد تجد أوكرانيا صعوبة في الحفاظ على دفاعاتها، ما يزيد من احتمال تحقيق روسيا مكاسب عسكرية.النتيجة الأكثر خطورة وتأثيراً على المدى البعيد هي تقويض الناتو الذي يعتبر حجر الزاوية في أمن الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، وهو هدف بعيد لدى ترامب، لأن لدى الرئيس الأمريكي الحالي تاريخ من التشكيك في أهمية الناتو، حتى أنه اقترح أن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن الدول الأعضاء التي لا تفي بالتزاماتها المالية.
أظن أن ضعف الناتو وإعلان الرغبة الأمريكية في الانسحاب منه ومن أي نزاع آخر عالمي، قد يدفع بعض الأنظمة الأخرى للتوسع، ومنها تحديداً الصين، التي قد تتخذ خطوات أكثر عدوانية تجاه تايوان أو في بحر الصين الجنوبي، وفي المقابل قد تبدأ دول أخرى، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، في التشكيك في مدى موثوقية الولايات المتحدة كشريك أمني، وهذا ما يدفعها إلى البحث عن ترتيبات أمنية بديلة.
فقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من الصراع إلى إعادة تشكيل التحالفات العالمية. فقد تعزز روسيا علاقاتها مع الصين وإيران ودول أخرى.
الجانب الإيجابي من هذا الانسحاب الأمريكي -إذا ثبت نجاحه وصدقه- قد يمثل نقطة تحول في نهج واشنطن تجاه السياسة الخارجية لعقود قادمة، ونتمنى أن ينسحب ذلك بالتأكيد على الصراع العربي الإسرائيلي، بدلاً من الانحياز المطلق لتل أبيب!.
أعتقد أن ترامب يؤمن بتعبير المؤرخ اليوناني القديم ثوسيديدس، الذي ذكر أن «الأقوياء يفعلون ما بوسعهم، والضعفاء يعانون ما يجب عليهم أن يتحملوه» ويريد تقليص وجوده في الخارج، وهذا له أضرار، ولكن في المقابل له مزايا، ذكرناها اليوم وأمس، ولكن هل سيؤدي ذلك إلى إنقاذ الغرب أم إلى انهيار النظام الذي ضمن استقراره لعقود والذي كان يقوم على الحماية والتعاون مع أمريكا؟
هذا هو السؤال الذي قد نرى إجابة له خلال مدة رئاسة ترامب، وقد تستمر تداعياتها إلى ما بعد ترامب.