الجزيرة:
2024-09-14@08:20:50 GMT

رغم نجاحها الباهر.. أوبن إيه آي تقترب من الإفلاس؟

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

رغم نجاحها الباهر.. أوبن إيه آي تقترب من الإفلاس؟

تمكنت "أوبن إيه آي" (Open AI) من التحول إلى حديث الساعة في مختلف القطاعات، سواء كانت مرتبطة بالتقنية أم لا، وذلك بفضل تقديمها تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على التفاعل مع المستخدمين بشكل مباشر والإجابة عن أسئلتهم.

لم يكن الذكاء الاصطناعي حكرا على "أوبن إيه آي"، كما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس حكرا على الشركة أيضا، ورغم ظهور العديد من النماذج المنافسة لنموذج "شات جي بي تي" (ChatGPT) الذي ابتكرته الشركة، فإن نجم الأخير سطع بشكل تصعب منافسته ليصبح السفير الأول عن تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ظهر نجاح "أوبن إيه آي" بشكل واضح للغاية في الاستثمارات التي تمكنت من جذبها تحديدا من "مايكروسوفت"، فضلا عن جذب ملايين المستخدمين بشكل يومي لدرجة أن الشركة احتاجت لتطبيق أنظمة قوائم الانتظار لتنظيم عملية وصول المستخدمين إلى التقنية، وهو الأمر الذي عزز من نجاح التقنية والإقبال الجماهيري الواسع عليها.

ولكن هذا النجاح الجماهيري لا يعني دوما نجاحا تجاريا موازيا له في الحجم، وربما تكون هذه الحالة التي وصلت إليه "أوبن إيه آي" بعد ظهور تقارير تشير إلى إفلاس الشركة خلال الأشهر القادمة بسبب تكاليف التقنية المرتفعة.

تكلفة تتجاوز 700 ألف دولار يوميا

في العام الماضي، ظهر تقرير في منصة "تيكنيكست" (Technext) يتحدث عن تكاليف تشغيل خدمات "شات جي بي تي" يوميا، وبحسب هذا التقرير، فإن تكلفة تشغيل الخدمة يوميا تصل إلى 700 ألف دولار.

رغم أن التكلفة الكلية لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى شركة "أوبن إيه آي" تبدو غير منطقية للغاية، فإنها تعكس حقيقة هذا القطاع الذي يحتاج في الوقت الحالي إلى جيوب عميقة قادرة على الإنفاق عليه، وهو الأمر الذي ظهر من خلال تقرير شركة "نبيولي" (Nebuly) حول تكاليف تشغيل خدمات "أوبن إيه آي".

تمكن التقرير من توزيع تكاليف تشغيل الخدمة عبر 8 قطاعات مختلفة، تبدأ مع تكلفة البحث والتطوير التي تكلف 4% من إجمالي التكاليف اليومية، ثم 21% لعملية توليد الصور من الأوامر النصية ودمجها في الواجهات البرمجية بشكل سهل، ثم 2% تكلفة كل من مساحات تخزين الرسائل والاختبار وضمان الجودة إلى جانب الصيانة والتحديثات، وتنفق الشركة حوالي 1% من إجمالي التكاليف اليومية على عمليات التطوير ومراقبة الأداء فضلا عن 3% خاصة بدمج التحديثات والتوافق مع المنصات والتطبيقات الأخرى.

ولكن الحفرة الأكبر إنفاقا في واجهة "أوبن إيه آي" البرمجية هي تكلفة الأوامر النصية وتوليد النصوص المستمر، إذ تصل كلفة توليد النصوص إلى 65% من إجمالي الإنفاق اليومي للمنصة، أي أن توليد النصوص والإجابة على الأسئلة مهما كانت يكلف الشركة يوميا أكثر من 450 ألف دولار تقريبا.

ورغم كون التقرير واضحا ويظهر الكثير من التفاصيل، فإنه يتجاهل جزءا مهما من تكاليف تشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي باعتبارها تكاليف ثابتة تضخ لأول مرة فقط، وهي تكاليف الخوادم والبطاقات الخاصة بتشغيل التقنية، ويشير نجاح "إنفيديا" ووصولها إلى قمة نادي التريليون دولار إلى تكاليف هذه البطاقات والأرباح التي تحققها الشركة من ورائها.

في يونيو/حزيران الماضي نشرت صحيفة "بلومبيرغ" مقابلة مع بريان فينتورو المدير التنفيذي لشركة "كورويفز" (CoreWeave) التي تعد إحدى شركاء "إنفيديا" في قطاع بطاقات الذكاء الاصطناعي والمختصة ببناء مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وخلال المقابلة، تحدث فينتورو عن كلفة بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى أن هذه المراكز تحتاج عادة إلى 32 ألف بطاقة ذكاء اصطناعي من بطاقات "إنفيديا" الرائدة.

لم يتطرق فينتورو إلى الكلفة الحقيقية لبناء المراكز من ناحية المباني والبنية التحتية والقطع المكملة للصورة، ولكنه اكتفى بالإشارة إلى عدد البطاقات، وعبر هذا العدد يمكننا وضع تكلفة مبدئية لبناء خوادم الذكاء الاصطناعي، إذ تكلف بطاقات "إنفيديا" الخاصة بالذكاء الاصطناعي من نوع "إتش-100" (H-100) بين 30 ألفا إلى 40 ألف دولار تقريبا، وعند بناء مركز يتكون من 32 ألف بطاقة تبدأ تكلفة البطاقة الواحدة عند 30 ألف دولار، فإن القيمة النهائية تتجاوز 960 مليون دولار في البطاقات فقط دون احتساب بقية التكلفة التي من المنطقي أن تتجاوز مليار دولار.

نجاح "أوبن إيه آي" ظهر بشكل واضح في الاستثمارات التي تمكنت من جذبها وتحديدا من "مايكروسوفت" (رويترز) حاجة مستمرة للتمويل

تبرر التقارير المتعلقة بتكاليف بناء مراكز الذكاء الاصطناعي فضلا عن تشغيل خدمات "أوبن إيه آي" يوميا حاجة الشركة إلى التمويل المستمر، إذ استطاعت الشركة في السنوات الماضية جمع أكثر من 11 مليار دولار عبر مجموعة من 7 جولات تمويلية منذ تأسيسها عام 2015 وفق تقرير موقع "تراكسن" (Tracxn) لتتبع الشركات الناشئة.

يعود الفضل في جزء كبير من هذا التمويل إلى دعم "مايكروسوفت" الكبير للشركة، إذ قامت باستثمار مليارات الدولارات عبر الأعوام الماضية حتى تمكنت "أوبن إيه آي" من إطلاق خدمات "شات جي بي تي" للمرة الأولى وإتاحتها أمام الجميع.

ورغم هذا الدعم الكبير فإن تكاليف تشغيل عمليات "أوبن إيه آي" ما زالت مرتفعة بشكل يجعل "مايكروسوفت" غير قادرة على توفير دعم مستمر للشركة ويجعلها تخشى على القيمة النهائية لاستثماراتها في هذه التقنية الناشئة.

خسائر تصل إلى 5 مليارات دولار

ظهر تقرير من موقع "مانش" (Munch) المختص بتتبع أخبار الشركات حول العالم حول تكاليف "أوبن إيه آي"، وقد أشار التقرير إلى احتمال خسارة الشركة لأكثر من 5 مليارات دولار بحلول نهاية العام المالي 2024 بسبب التكاليف المرتفعة للتشغيل.

يأخذ التقرير في الحسبان تكاليف التوسع المتوقعة لعمليات "أوبن إيه آي" خلال عام 2024، إذ يرجح حاجة الشركة لأكثر من 7 مليارات دولار لتدريب كفاءات جديدة على استخدام تقنياتها وتطويرها فضلا عن 1.5 مليار دولار من أجل نقل العمالة بين الفروع ومراكز البيانات التابعة لها، ورغم هذا، فإن خسارة 5 مليارات دولار تنعكس سلبا على القيمة النهائية للشركة، خاصة أن إجمالي التمويلات التي حصلت عليها هي 11 مليار دولار فقط.

ومن الجدير بالذكر أن الشركة تحتاج باستمرار إلى تطوير تقنياتها والعمل على ابتكار تقنيات جديدة لمواكبة التطور السريع في هذا القطاع، فرغم أن "أوبن إيه آي" كانت من أوائل مقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي للعامة، فإنها ليست أكبر من يقدمها ويوجد العديد من المنافسين الأكثر شراسة والأكبر حجما منها، لذا تحتاج الشركة باستمرار لتطوير خدماتها لمواكبة هذا التحدي.

هل تنجو "أوبن إيه آي"؟

عند النظر إلى أنباء خسارة الشركة وتكاليف تشغيلها يتبادر إلى الذهن تساؤل مباشر حول الخدمات المدفوعة التي تقدمها الشركة، إذ تعرض خدمات مدفوعة سواء كانت من "شات جي بي تي" أو غيرها من الخدمات الأخرى التي تقدمها للمستخدمين والشركات على حد سواء.

ولكن هذه الخدمات المدفوعة قد لا تقدم أرباحا قادرة على تغطية إنفاق الشركة، فقد ذكر تقرير "مانش" أن الخدمات المدفوعة للأفراد والشركات في "أوبن إيه آي" لا تدر إلا 3 مليارات دولار سنويا على الشركة، وهو مالا يكفي لتعويض الخسارة التي تواجهها الشركة.

تحاول "أوبن إيه آي" إيجاد حلول أخرى مبتكرة لمعالجة هذه الخسارة، بدءا من التعاقد مع "آبل" لتقديم خدماتها في هواتف "آيفون" القادمة وحتى محاولة تطوير محرك بحث منفصل خاص بها، ولكن هل تنجح هذه المحاولات في معالجة الأزمة أم تختفي "أوبن إيه آي" التي كانت سببا في انتشار الذكاء الاصطناعي؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الذکاء الاصطناعی ملیارات دولار تشغیل خدمات ملیار دولار شات جی بی تی أوبن إیه آی ألف دولار فضلا عن

إقرأ أيضاً:

أستراتك: مساهمة الذكاء الاصطناعي باقتصاد الإمارات ستصل لـ14%

الاقتصاد نيوز - متابعة

قال عبدالله أبو الشيخ مؤسس شركة "أستراتك"، والرئيس التنفيذي لمنصة "بوتيم"، أنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بحلول عام 2030، أي ما يعادل 100 مليار دولار تقريبا (367 مليار درهم).

وقال أبو الشيخ في تصريح على هامش فعاليات النسخة الأولى من "مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3"، أن الإمارات تواصل تعزيز مكانتها كلاعب رائد في اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي، حيث يستعد هذا القطاع إلى نمو هائل، وتشير التوقعات إلى أنه سوق الذكاء الاصطناعي في الدولة قد يصل إلى 50 مليار دولار بحلول 2031.

وأضاف أن هذا النمو يعود إلى الاعتماد الواسع النطاق في قطاعات مثل الرعاية الصحية والمالية والخدمات الحكومية، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتقديم تجارب شخصية.

وأوضح أن دولة الإمارات تتمتع بمكانة استراتيجية كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار، بفضل القيادة الحكيمة والاستثمارات الحاسمة في البنية التحتية الرقمية، موضحا أنه من خلال مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية للابتكار، وأجندة دبي الذكية، باتت الدولة بيئة أعمال مصممة لجذب شركات التكنولوجيا عالية النمو.

وأشار إلى مساهمة الاقتصاد الرقمي في الإمارات العربية المتحدة، بنسبة 4.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 وحده، ومن المتوقع أن ينمو أكثر مع ازدهار شركات التكنولوجيا في هذا النظام البيئي.

وأشار أبو شيخ إلى أن نجاح دولة الإمارات في أن تكون مركزا رئيسيا للتكنولوجيا، يعود إلى 3 عوامل أساسية، هي القيادة والبنية التحتية والمواهب، حيث توفر البنية التحتية ذات المستوى العالمي، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس والمنصات الرقمية، الأساس للتكامل التكنولوجي السلس الذي تشهده الدولة، كما تستقطب الإمارات مواهب من الدرجة الأولى من جميع أنحاء العالم، بفضل مبادرات مثل التأشيرة الذهبية، ما يخلق قوة عاملة متنوعة وديناميكية، تدفع الإبداع والتقدم التكنولوجي.

وأوضح أن استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي طموحة واستراتيجية، فمن خلال إنشاء أول وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي في العالم، وإطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، تضع الدولة معيارا عالميا، لافتا إلى انه مع اندماج الذكاء الاصطناعي في صناعات، مثل الرعاية الصحية والتمويل والخدمات اللوجستية، من المتوقع أن تظل الدولة رائدة عالميًا في الابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

وأشار أبو شيخ إلى أنه يتم التركيز حاليا على توسيع منصة الشركة، تحت مظلة بوتيم، لتقديم نظام بيئي رقمي وسلسل، مشيرا إلى أن "كوينتكس"، ذراع التكنولوجيا المالية للشركة التي حصلت على ترخيص شركة تمويل من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ستسمح للشركة بتقديم مجموعة شاملة من خدمات الإقراض والتمويل متناهي الصغر، وهو ما يسهم في تعزيز الشمولية المالية في جميع أنحاء المنطقة.

وأشار إلى إطلاق "بوتيم لإدارة الرواتب"، وهو أول نظام رقمي كامل للرواتب في الإمارات، يتكامل مع نظام حماية الأجور العالمي، ويدعم أكثر من 557 ألف شركة صغيرة ومتوسطة الحجم، من خلال معالجة الرواتب في الوقت الفعلي والإدارة المالية المبسطة.

وقال مؤسس شركة "أستراتك"، إن محفظة الشركة الحالية واسعة النطاق، وتعمل باستمرار على تعزيزها، مشيرا إلى أن الشركة باعتبارها مجموعة قابضة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا تزال منفتحة على التوسع والاستحواذ بما يتمشي مع رؤيتنا طويلة الأجل واستراتيجية النمو.

وحول الخطط للإدراج في أسواق المال، قال أبو شيخ إن الإدراج في الأسواق المالية، هو جزء من خارطة طريقنا المستقبلية، ولكن في الوقت الحالي، ينصب تركيزنا على بناء أكبر نظام بيئي تكنولوجي في المنطقة، ونعتقد أنه مع استمرارنا في التوسع، سيتبع ذلك الإدراج في السوق بشكل طبيعي وفي الوقت المناسب.

مقالات مشابهة

  • فورد تقترب من العودة إلى الهند بعد مغادرتها منذ 3 سنوات
  • عمال شركة بوينغ يبدأون إضراباً بعد رفض عرض الشركة لزيادة الأجور
  • نموذج للذكاء الاصطناعي قادر على التفكير
  • هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟
  • كومبيوترات محمولة للطلاب تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي وهذه أسعارها ومواصفاتها بالسعودية
  • 19.2 مليار درهم حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الإمارات
  • أستراتك: مساهمة الذكاء الاصطناعي باقتصاد الإمارات ستصل لـ14%
  • أسعار الذهب العالمية تقترب من مستويات تاريخية وتراجع الدولار.. ما علاقة ترامب؟
  • "رايتس ووتش" تحذر من استخدام الاحتلال الذكاء الاصطناعي في عدوانه على غزة
  • رايتس ووتش تحذر من استخدام الاحتلال الذكاء الاصطناعي في عدوانه على غزة