29 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: تشهد الإيرادات الكمركية في العراق تباينًا كبيرًا بين المنافذ الحدودية التابعة لإقليم كردستان والمنافذ الأخرى التابعة للحكومة الاتحادية. هذا التباين أثار جدلًا واسعًا حول الأسباب التي تؤدي إلى هذه الفروق، والتي تشمل عوامل مثل اختلاف السياسات الجمركية وآليات الرقابة والتفتيش بين الجانبين، بالإضافة إلى العوامل الجغرافية والأمنية.

تحليل الإيرادات الكمركية

تشير البيانات المتاحة إلى أن منافذ إقليم كردستان تحقق إيرادات أكبر مقارنة بالمنافذ الحدودية الأخرى التابعة للحكومة الاتحادية. وتظهر الإحصائيات أن الإيرادات السنوية للمنافذ الاتحادية تتراوح بين 650 مليار دينار عراقي إلى تريليون دينار، في حين أن هذه النسبة في إقليم كردستان قد تصل إلى ما يقارب 70% من مجمل الإيرادات العامة، حيث تتراوح بين تريليون دينار إلى تريليون و250 مليار دينار.

أحد الأسباب الرئيسية لهذا التفاوت في الإيرادات هو الفساد الذي يُعتقد أنه أعلى في المنافذ الاتحادية مقارنة بمنافذ الإقليم. وتفيد التقارير بأن عدد المنافذ الحدودية الرسمية في الإقليم هو 6 فقط، بينما تصل إلى 19 منفذًا في المناطق الخاضعة للحكومة الاتحادية، مما يزيد من فرص الفساد وسوء الإدارة في المنافذ الاتحادية.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الرسوم الجمركية في إقليم كردستان أقل مما هي عليه في المنافذ الاتحادية، مما يجعل هذه المنافذ أكثر جذبًا للتجار الذين يفضلون تمرير بضائعهم عبرها لتجنب الرسوم الأعلى.

تأثير السياسات الجمركية والجغرافيا

تشير البيانات إلى أن الحركة التجارية في إقليم كردستان أكثر نشاطًا من بقية أجزاء العراق، وذلك لقربها من الحدود مع تركيا وإيران، حيث يتم استيراد معظم السلع عبر هذين البلدين. ويمثل هذا قرب الجغرافي ميزة استراتيجية للإقليم، مما يعزز من قدرته على تحقيق إيرادات كمركية أكبر.

من ناحية أخرى، تُظهر الإحصائيات أن العراق يستورد كميات كبيرة من البضائع عبر منافذه البحرية، حيث بلغت قيمة الاستيراد في عام 2022 نحو 15 تريليون دينار، مع التركيز الكبير على منفذ أم قصر الشمالي. وبالمقارنة، فإن الإيرادات من المنافذ البرية والجوية أقل بكثير.

اقتصاد ريعي يعتمد على النفط

و العراق يعتمد بشكل كبير على الإيرادات النفطية، حيث تشكل هذه الإيرادات نحو 96% من إجمالي الإيرادات المالية. وعلى الرغم من وجود قاعدة صناعية في البلاد، إلا أن القطاع الصناعي يعاني من تراجع كبير، حيث كان يشكل 23% من الناتج المحلي الإجمالي قبل عام 2003، ولكنه اليوم لا يشكل سوى 2-3% من الناتج المحلي الإجمالي.

هذا الاعتماد الكبير على النفط يضع الاقتصاد العراقي في موقف ضعيف، حيث يجعل من الضروري العمل على تنويع مصادر الدخل من خلال تعزيز القطاعات الأخرى مثل الصناعة والزراعة والسياحة، وتحسين كفاءة إدارة المنافذ الجمركية لزيادة الإيرادات غير النفطية.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إقلیم کردستان

إقرأ أيضاً:

استشاري عظام: الاكتشاف المبكر للتشوهات الخلقية يسهل علاجها

قال الدكتور عمرو محمد عبدالعال، استشاري جراحة العظام، إن التشوهات الخلقية أمراض تصيب عظام الأطفال أثناء مرحلة التكوين خاصة في الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل، موضحًا أن أشد أنواع التشوهات هي الخلقية المولود بها الطفل.

وأضاف «عبدالعال»، خلال لقائه ببرنامج «8الصبح»، المذاع على قناة «دي إم سي»، أن التشوهات الخلقية لها الكثير من الأسباب منها الوراثية أو نقص فيتامينات معينة عند الأم، أو تعرضها لأدوية بدون استشارة الطبيب.

وتابع: «التشوهات الخلقية متنوعة، ولها الكثير من الأشكال، أشهرها، عدم وجود مفصل الحوض في مكانه، عيوب في القدم والكاحل بحيث لا تكون طبيعية».

الاكتشاف المبكر للتشوهات الخلقية

وواصل: «إذا شعرت الأم بوجود شيء غير طبيعي في الطفل كخلع في المفصل في وقت مبكر يكون من السهل معالجة هذه المشكلة دون تدخل جراحي، وذلك بأبسط الأمور، عن طريق لبس حزام معين لمدة 3 أشهر بعدها يعود المفصل إلى مكانه، كذلك الأمر بالنسبة إلى يتم معالجتها عن طريق تركيب جبس من 4 لـ 6  أيام بعدها يعود إلى طبيعته،

وأوضح أن التقوس ليس من التشوهات الخلقية، وإنما من التطورات بيعية التي تحدث أثناء النمو ويوجد منه نوع طبيعي ومسموح به حتى عامين ونصف، إلا إنه بعد 3 سنوات يصبح التقوس غير طبيعي لأسباب منها نقص فيتامين «د» والكالسيوم وعدم التعرض للشمس.

 

مقالات مشابهة

  • إنشاء هيئتي الدواء والشراء الموحد وفرت المليارات للدولة
  • صحيفة: قوة أميركية صغيرة ستبقى في إقليم كردستان بعد الانسحاب من العراق
  • استشاري عظام: الاكتشاف المبكر للتشوهات الخلقية يسهل علاجها
  • اضطرابات الشحن في البحر الأحمر وقناة بنما تكلف الاقتصاد العالمي 1.25 تريليون دولار
  • اضطراب الملاحة في البحر الأحمر وقناة “بنما” تكلفان الاقتصاد العالمي 1.25 تريليون دولار
  • منتخبون بجهة الدارالبيضاء يضيعون المليارات على الدولة
  • توقيع الكشف على 1220 مريضاً بقافلة رأس الخليج بالدقهلية
  • جمارك دبي: حماية المنافذ وسلامة المجتمع والاقتصاد في مقدمة أولوياتنا
  • انتقادات تطال مناقشة البرلمان العراقي لإلغاء اتفاقية الوحدة الاقتصادية
  •  ماهي تداعيات فوز دونالد ترامب في الانتخابات القادمة على الاقتصاد العالمي والاقتصاد العراقي بالأخص؟