ماكرون في صربيا لبحث صفقات رافال والتقارب مع الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
بلغراد"أ.ف.ب": توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى صربيا اليوم الخميس في زيارة تستغرق يومين، تعتزم خلالها باريس إتمام بيع 12 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال إلى هذه الدولة البلقانية التي تحافظ على علاقات ودية مع روسيا.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، أبدى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش تفاؤله بشأن توقيع هذا "العقد الضخم".
وكان قد أشار في السابق إلى أنّ بلاده مستعدّة لدفع ثلاثة مليارات يورو.
من جهته، أفاد الإليزيه أمام الصحافيين بأنّه "متفائل" بشأن نجاح المفاوضات مع مجموعة داسو خلال زيارة الرئيس الفرنسي.
غير أنّ هذه المسألة تبقى حسّاسة، إذ إن بلغراد المرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ العام 2009 تحافظ على علاقات مع موسكو رغم حربها في أوكرانيا، ولم تفرض عقوبات على روسيا منذ بداية الحرب في العام 2022.
وفي السياق، قال الرئيس الصربي لفرانس برس إنّ جميع "الطائرات الاعتراضية" الصربية تقريبا و"جميع الطائرات المقاتلة تأتي من روسيا". وأضاف "علينا أن نتطوّر ونغيّر عاداتنا وكل شيء آخر من أجل إعداد جيشنا".
وتطرح فرنسا هذه المسألة، مشيرة إلى منطق "تقارب صربيا مع الاتحاد الأوروبي". وترى باريس أنّه يمكن لبلغراد أن تتخذ "الخيار الاستراتيجي" المتمثّل في "التعاون مع دولة أوروبية" لتجديد أسطولها.
وفي هذا الإطار، يقول ميلان إيغروتينوفيتش الباحث في معهد الدراسات الأوروبية في بلغراد إنّ "ابتعاد صربيا عن روسيا" لتجديد طائراتها "له ثقل سياسي اليوم".
بالنسبة إلى فوك فوكسانوفيتش من مركز السياسة الأمنية وهو مركز أبحاث آخر في العاصمة الصربية، فإنّ "فوتشيتش يبحث عن حلّ لاستبدال طائرات الميغ القديمة".
ويقول "كرواتيا المجاورة التي تمتلك طائرات رافال الخاصة بها، سيكون لها التفوّق الجوي في غرب البلقان. ولا يمكن لغرور فوتشيتش أن يسمح بقبول ذلك". ويضيف "إضافة إلى ذلك، يعتقد أنّه من خلال شراء طائرات رافال وهي منتج باهظ الثمن للغاية لصناعة الأسلحة الفرنسية، فإنّه سيشتري الحماية السياسية...".
لم يشر البلدان إلى أي أطراف معارضة للصفقة.
وتؤيّد فرنسا رسميا عملية انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يدافع عنه ألكنسدر فوتشيتش منذ فترة طويلة على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها السكان.
وكرّر ماكرون قوله في رسالة نُشرت صباح الإثنين في الصحافة الصربية، إنّ بلغراد لها "مكانها الكامل" داخل الاتحاد الاتحاد الأوروبي.
وكتب الرئيس الفرنسي "أعود اليوم إلى صربيا حاملا رسالة (تؤكد) أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بحاجة إلى صربيا قوية وديموقراطية إلى جانبهم وصربيا بحاجة إلى اتحاد أوروبي قوي وذو سيادة للدفاع عن مصالحها وتعزيزها".
بعد ثمانية أشهر من الانتخابات التشريعية الصربية التي شابها تزوير وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبرلمان الأوروبي، والتي فاز فيها الحزب الرئاسي، يعتقد الإليزيه أنّ عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يجب أن تدفع بلغراد إلى "تعزيز حكم القانون".
من جهة أخرى، سيدعو إيمانويل ماكرون صربيا إلى "تطبيع العلاقات مع كوسوفو"، الأمر الذي يعدّ "جزءا لا يتجزّأ" من هذا "التقارب" مع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومنذ استقلال كوسوفو في العام 2008 الذي لم تعترف به صربيا على عكس العديد من الدول الغربية، فشلت جميع محاولات التهدئة والحوار بالفشل.
ويُتوقع أن يصل الرئيس الفرنسي إلى بلغراد في وقت متأخّر من بعد ظهر الخميس حيث سيجتمع على الفور مع نظيره. ويجري ماكرون هذه الزيارة على الرغم من الأزمة السياسية التي تشهدها فرنسا حيث يجب أن يعيّن رئيسا جديدا للحكومة في الأيام المقبلة.
وسيعقد مؤتمر صحافي مشترك بين الجانبين. فإضافة إلى طائرات رافال، تجري "مناقشات أولية واستكشافية" مع شركة الكهرباء الفرنسية بشأن الطاقة النووية المدنية، وتعاون جديد في مجال الطاقة الكهرمائية ومعالجة مياه الصرف الصحي والرعاية الصحية.
وفي اليوم التالي، يتوجّه الرجلان إلى نوفا ساد المدينة الثانية في البلاد، في محطة ثقافية، لزيارة معرض ماتيكا صربسكا وإجراء مناقشة حول الذكاء الاصطناعي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الرئیس الفرنسی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يلتقي مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي
التقى د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم، مع "أنيت فيبر" مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي.
تناول اللقاء الأوضاع في السودان، وأهمية وقف إطلاق النار من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل، بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، وأكد وزير الخارجية خلال اللقاء حرص مصر على دعم جهود سرعة التوصل لوقف إطلاق النار والتوصل لتسوية سياسية وتحقيق الاستقرار في السودان ونفاذ المساعدات.
كما تم تبادل الرؤى حول عدد من القضايا والمستجدات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، في ضوء التحديات التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي وتصاعد حدة التوتر بها، فضلاً عن تناول الأوضاع في الصومال.
وأكد الدكتور عبد العاطي على حرص مصر على تحقيق الاستقرار في جمهورية الصومال من خلال دعم مؤسسات الدولة، وأهمية احترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه، مشيراً إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لمساندة الحكومة الصومالية في تحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب وإنفاذ سيادة الدولة على إقليمها.
وفي ختام اللقاء، أعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك ومواجهة التحديات الراهنة، والعمل معاً من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.