فضيحة شبكة التنصت السياسي تُدوي في العراق
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
توصلت التحقيقات العراقية في شبكة التنصت إلى مجموعة كبيرة من الضحايا السياسيين؛ بينهم زعيمان بارزان في الإطار التنسيقي، في حين بدأت ملامح فضيحة «ابتزاز سياسي» تتضح على مستوى رفيع.
وقالت الشرق الأوسط، في تقريرها، أن الأسبوع الماضي، في بغداد، تم اعتقال «شبكة تنصت وتزوير تعمل داخل مكتب رئيس الحكومة، ضمّت موظفين وضباطاً متخصصين في الأمن الرقمي».
شياع السوداني: العراق يفتح ذراعيه للاستثمارات المصرية العراق إلى الأوسكار بسبب فيلم "ميسي بغداد"
ورغم أن تقارير محلية زعمت أن تلك التحقيقات كشفت عن أن الشبكة تجسست على رئيس القضاء العراقي، لكن الأخير نفى، الخميس، وجود مثل هذه المحاولات.
أعمال الشبكة
تفيد معلومات، حصلت عليها «الشرق الأوسط»، بأن رقعة أعمال الشبكة اتسعت كثيراً، وعلى نحو خطير، مع استمرار التحقيق مع المتهم الرئيسي في القضية، والذي يبدو أنه قاد إلى «شركاء آخرين».
ووفق الاعترافات، فإن الشبكة، التي بدأت أعمالها أواخر العام الماضي، كانت تقوم بالتجسس والتنصت على كبار المسؤولين في الدولة العراقية بهدف ابتزازهم، وفقاً لما تقوله المصادر.
وينظر عدد غير قليل من المراقبين إلى القضية بوصفها «خرقاً حكومياً كبيراً»؛ لارتباطها بموظفين في مكتب رئاسة الوزراء.
وزاد الغموض حين أصدر المكتب الإعلامي للسوداني بياناً مبهَماً، في 20 أغسطس الحالي، جاء فيه أنه: «وجّه بتشكيل لجنة تحقيقية بحقّ أحد الموظفين العاملين في مكتب رئيس مجلس الوزراء؛ لتبنّيه منشوراً مُسيئاً لبعض المسؤولين وعدد من السادة أعضاء مجلس النواب، وإصدار أمر سحب يد لحين إكمال التحقيق».
ومع تأكيد اتخاذ الإجراءات القانونية، لم يصدر عن الحكومة بعد ذلك أي تعليق عن الأشخاص المتهمين أو بالإجراءات الفعلية التي اتُّخذت بحقهم، غير أن معظم التكهنات انصبّت حول الشخص المتهم بالتنصت والمراقبة؛ وهو محمد جوحي، معاون مدير عام الدائرة الإدارية في مكتب رئيس الوزراء.
موظفاً في وزارة الصحة
وكانت السلطات قد أوقفت محمد جوحي عن العمل لحين اكتمال التحقيقات، ويُشاع أن جوحي كان موظفاً في وزارة الصحة، ثم انتقل إلى رئاسة الوزراء بمساعدة عمه القاضي رائد جوحي الذي كان يشغل منصب مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
وتقول تقارير إن أجهزة الأمن قبضت، حتى الآن، على سبعة من المشتبَه بهم، ومنهم محمد جوحي وآخر برتبة «ضباط» في جهاز المخابرات العراقي.
التنصت على القاضي زيدان
ونقل موقع «ذا نيو ريجيون» عن مسؤولين أمنيين أن «محمد جوحي ليس سوى إحدى الأدوات المستخدمة، وليس الرأس، في هذه الشبكة».
وأضافت أن «الوصول إليه (جوحي) جرى من خلال رابط على إحدى الصفحات المرتبطة به شخصياً، حيث قاد أفراد الأمن الوطني مباشرة إلى منزله داخل المنطقة الخضراء؛ حيث جرى اعتقاله».
لكن التقرير تحدّث عن معلومات من المحققين تشير إلى أن الشبكة استهدفت التنصت على رئيس مجلس القضاء الأعلى.
وكان من اللافت أن يسارع مجلس القضاء للنفي، وقال، في بيان صحافي، الخميس، إنه «لا صحّة لما يجري تداوله على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود محاولات تنصت على القاضي فائق زيدان».
ويميل مراقبون عراقيون إلى اعتقاد أن نفي القضاء يعكس وجود «فضيحة تنصت بالفعل»، رغم أن البيان كان «يحاول عزل شخصية بوزن القاضي زيدان عن زلزال من الصعب تطويقه».
التنصت على «الإطار التنسيقي»
في موازاة البيان القضائي، أكدت مصادر مطّلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعمال التنصت شملت بالفعل سياسيين ومسؤولين، لكنها لم تصل إلى القاضي زيدان».
وقالت المصادر إن «زعيمين بارزين في (الإطار التنسيقي) من ضحايا عملية التنصت، التي قامت بها الشبكة المذكورة، وأنهما أبلغا القضاء بمعطيات القضية».
وكان النائب مصطفى سند قد قال، الأسبوع الماضي، إن محكمة تحقيق الكرخ، المختصة بقضايا الإرهاب، «قامت باعتقال شبكة من القصر الحكومي لمكتب رئيس الوزراء؛ وعلى رأسهم المقرَّب (محمد جوحي)، وعدد من الضباط والموظفين».
وأضاف أن «الشبكة كانت تمارس عدة أعمال غير نظيفة؛ ومنها التنصت على هواتف عدد من النواب والسياسيين (وعلى رأسهم رقم هاتفي)، كذلك تقوم الشبكة بتوجيه جيوش إلكترونية، وصناعة أخبار مزيفة، وانتحال صفات لسياسيين ورجال أعمال ومالكي قنوات».
وأكد أن الشبكة «اعترفت على أعمالها، وجرى تدوين أقوالهم قضائياً، ومن بين الاعترافات الكثيرة اعترافهم بعملية انتحال رقم سعد البزاز (مدير ومالك مجموعة قنوات الشرقية)».
وتحدّث سند أن «هنالك عدة ضغوط تُمارَس من أجل إخراجهم، لكن لم يخضع القاضي المختص لتلك الطلبات، وبدورهم قام النواب المتضررون بتقديم الشكاوى، وصدقت أقوالهم».
وتقول مصادر مقرَّبة من قوى «الإطار التنسيقي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قضية التجسس أثارت حفيظة وغضب معظم قادة (الإطار)، ويسعون إلى عدم إثارتها في العلن؛ لأنها تتسبب بحرج كبير للحكومة».
ولا تستبعد المصادر «تورط مسؤولين كبار في المكتب الحكومي بالقضية، ربما كانوا على غير وفاق مع قضاة كبار».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فضيحة شبكة التنصت السياسي العراق ابتزاز سياسي مكتب رئيس الحكومة الأمن الرقمي الإطار التنسیقی الشرق الأوسط التنصت على مکتب رئیس
إقرأ أيضاً:
رئيس جمهورية بنما يستنكر تصريحات ترامب ويلوّح باللجوء إلى القضاء "القناة لنا ولم تكن تنازلًا من أحد"
استنكر رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو تصريحات نظيره الأميركي دونالد ترامب أثناء حفل تنصيبه بشأن استعادة السيطرة على قناة بنما، قائلًا: "القناة لنا وستبقى كذلك".
اعلانوفي بيان نشره عبر حسابه على "إكس"، قال مولينو: "بالنيابة عن جمهورية بنما وشعبها، أرفض بشكل كامل تصريحات الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق ببنما وقناتها في خطاب تنصيبه، وأكرر ما عبرت عنه في رسالتي للأمة بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر: إن القناة تابعة لبنما وستظل تابعة لها".
رئيس جمهورية بنما يصدر بيانا يستنكر فيه تصريحات نظيره الأمريكيوتابع مولينو إنه يرفض المزاعم بشأن وجود أي تدخل من أي دولة في العالم في إدارتهم. مشيرًا إلى أن حصول الجمهورية عليها لم يكن تنازلًا من أحد، بل كان "نتيجة صراعات الأجيال التي بلغت ذروتها عام 1999 على ضوء معاهدة توريخوس-كارتر".
Relatedفي يومه الأول رئيسًا.. ترامب يلغي 78 قرارًا لبايدن ويطلق سلسلة إجراءات فما أبرزها؟ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما والرئيس خوسيه مولينو يرد "كل متر مربع بالقناة هو بنمي خالص"في عهد ترامب.. وعود ببداية عصر ذهبي واستعادة قناة بنما وخليج المكسيك يتحول إلى "خليج أمريكا"وأردف أن بنما ستمارس الحق الذي يحميها وستلجأ إلى القانون باعتباره "الطريقة المثلى لإدارة العلاقات بين الدول".
صورة أرشيفية - الرئيس جيمي كارتر يصفق والجنرال عمر توريخوس يلوح بعد توقيع وتبادل المعاهدات في مدينة بنما في 16 يونيو 1978، AP Photo, Fileوكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أثناء تأديته اليمين الدستورية في الكونغرس أن واشنطن ستعيد السيطرة على القناة، قائلًا إن بكين هي من تديرها، وبما أنهم لم يمنحوها للصين، فسيستعيدونها.
يُذكر أنه في عام 1977، وقع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر مع الجنرال البنمي عمر توريخوس معاهدتين تاريخيتين نصتا على نقل سيادة قناة بنما إلى بنما بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 1999.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: عقاقير فقدان الوزن قد تعالج الإدمان والخرف لكنها تحمل مخاطر دونالد ترامب يحتفل بتنصيبه على أنغام النشيد الوطني الأمريكي بنما تحتفل بمرور 25 عاماً على ذكرى نقل إدارة القناة وسط تهديدات ترامب بإعادتها للولايات المتحدة دونالد ترامببنماالصينالولايات المتحدة الأمريكيةمعاهدةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تشدد الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية وترامب يرفع العقوبات عن المستوطنين يعرض الآنNextعاجل. 10 قتلى على الأقل و32 جريحًا في حريق بمنتجع سياحي بتركيا يعرض الآنNext في يومه الأول رئيسًا.. ترامب يلغي 78 قرارًا لبايدن ويطلق سلسلة إجراءات فما أبرزها؟ يعرض الآنNext دراسة تكشف: عقاقير فقدان الوزن قد تعالج الإدمان والخرف لكنها تحمل مخاطر يعرض الآنNext ماذا تحمل عودة ترامب إلى البيت الأبيض لإيران وبرنامجها النووي؟ اعلانالاكثر قراءة هل يستطيع دونالد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟ زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب باتانغاس في الفلبين مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة وجاي دي فانس نائبه هل تشتعل الحرائق مجددًا في كاليفورنيا؟ الأرصاد الجوية تحذر من رياح عاتية في الظهيرة والطواقم تتأهب اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلحركة حماسجو بايدنقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةضحاياوقف إطلاق النارالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024الذكاء الاصطناعيرجل إطفاءالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025