إدانة صحفيين بالتحريض على الفتنة بهونغ كونغ
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
أدين صحفيان في بوابة "ستاند نيوز" الإعلامية في هونغ كونغ بالتآمر لنشر مواد مثيرة للفتنة، بعد محاكمة أشارت إلى انحسار حرية الصحافة في المدينة.
وتم القبض على رئيس التحرير السابق تشونغ بوي كوين ورئيس التحرير السابق بالإنابة باتريك لام في 29 ديسمبر 2021 بعد أن داهمت الشرطة غرفة التحرير في الصحيفة.
ووجدت المحكمة أن 11 مقالا نشرتها Stand News مثيرة للفتنة، من أصل 17 مقالا قال ممثلو الادعاء إنها تسعى إلى الترويج لـ "أيديولوجيات غير قانونية والتحريض على الكراهية ضد حكومتي هونغ كونغ والصين وقانون الأمن القومي لعام 2020".
كما تم إدانة شركة Best Pencil Ltd وهي الشركة الأم لـStand News. وجاء في الحكم أن "الخط الذي اتخذته (ستاند نيوز) كان دعم وتعزيز الحكم الذاتي المحلي لهونغ كونغ، حتى أنها أصبحت أداة لتشويه سمعة السلطات المركزية (بكين) وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة".
وقال قاضي المحكمة الجزئية كووك واي كين إنه عند إصدار حكم بشأن نية الفتنة، أخذت المحكمة في الاعتبار "الخطر المحتمل على الأمن القومي" والوضع الفعلي في ذلك الوقت.
وكانت "ستاند نيوز"، التي تم إطلاقها في عام 2014، مصدرا مهما للأخبار حول الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية عام 2019 والقمع القاسي الذي شنته السلطات. وأصبحت معروفة بتقاريرها المباشرة من الخطوط الأمامية للاحتجاجات حيث اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين.
وفي يونيو 2021، داهمت الشرطة مكاتب شركة Apple Daily واعتقلت العديد من المحررين والمديرين التنفيذيين ومؤسس الصحيفة، جيمي لاي. ولا يزال لاي في السجن بتهم تتعلق بالاحتجاج ويحاكم بتهم تتعلق ببرنامج الأمن القومي.
وبعد ستة أشهر، داهمت السلطات غرفة التحرير في "ستاند نيوز" ومنزل محرر الأخبار فيها رونسون تشان، الذي كان يرأس جمعية الصحفيين في هونغ كونغ.
وبعد المداهمة والاعتقالات، اضطرت القناة إلى إغلاق وإزالة جميع محتوياتها عبر الإنترنت.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احتجاجات التحريض التحريض على الكراهية السجن
إقرأ أيضاً:
الفتنة تطل برأسها
ما كان يخشاه الكثيرون بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يوم الثامن من الشهر الحالي، وسيطرة الجماعات المسلحة على السلطة، يبدو أنه بدأ يتحقق.
كان الخوف من اندلاع الفوضى والحرب الأهلية والاقتتال الطائفي والمذهبي والإثني حاضراً؛ لأن عملية الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى لم تأخذ الطريق الطبيعي، أو تسلك الوسائل الديمقراطية في ظل تشظي المجتمع السوري وانقساماته، ورواسب الماضي، وما تحمله من احتقان كان يؤذن بالانفجار، خصوصاً في ظل وجود مناطق تهيمن عليها جماعات مسلحة على مختلف الجغرافيا السورية، مع تمركز جماعات طائفية ومذهبية في بعض المناطق اعتبرت ما حصل مؤخراً بأنه خضع لمنطق الغلبة، وباتت تخشى من الانتقام باعتبارها تنتمي إلى مذهب معين، خصوصاً أن الجماعات المسلحة التي سيطرت على الحكم ليست متجانسة في الأهداف والانتماء والفكر، وبعضها يحمل أفكاراً متطرفة عبرّت عنها ممارسات مرفوضة تؤجج الخلافات وتثير الفتن، مثل إحراق شجرة الميلاد في بعض المناطق، والاعتداء على كنائس، وإحراق مزارات دينية.
حتى ولو كانت هذه الممارسات فردية، فإنها لا تُعفي من يتولى السلطة من مسؤولية وضع حد لها فوراً؛ لأنها تؤجّج صراعاً دموياً لا يتوقف عند حد، وتحقق هدفاً خبيثاً في إدخال سوريا في أتون صراع لن يؤدي إلا إلى التقسيم والتفتيت، وإقامة كانتونات طائفية ومذهبية وإثنية بديلاً لسوريا الموحدة أرضاً وشعباً ومؤسسات، تضع حداً للتفاؤل بأن التغيير الذي حصل يفتح صفحة جديدة لسوريا وللشعب السوري بالحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والمصالحة الوطنية الشاملة من دون إقصاء أحد، أو الانتقام من أحد. ويطلق عجلة إعادة الإعمار، ويعيد المهاجرين.
إن شرط تحقيق ذلك هو التخلي عن منطق الغلبة والانتصار، والأفكار المتطرفة التي ترفض الآخر، وتغليب منطق الانصهار الوطني الشامل بين مختلف مكونات الشعب السوري، والبدء فوراً بعملية سياسية تطلق ورشة استعادة سوريا كدولة مدنية يخضع جميع أهلها لدستور وقانون يتجاوز الطائفية والمذهبية ويكرّس المواطنة.
إن ما جرى مؤخراً في حلب وحمص وطرطوس وحماه من إحراق لشجرة الميلاد، والاعتداء على كنائس، وإحراق لمقامات دينية يثير الكثير من المخاوف، ويطرح تساؤلات حول المسلحين غير السوريين الذين يبدو أنهم خارج أي انضباط، ويتصرفون من منطلق ديني تكفيري متطرف، وهو ما أدّى إلى رد فعل أزهق أرواحاً، وفرض حظراً للتجول في بعض المناطق من أجل ضبط الوضع.
إن سوريا تعيش مرحلة مفصلية خطِرة، بين الاستقرار الذي يحقق الأمن والسلام، وبين الفوضى التي تقود إلى الاستقطاب الإقليمي والدولي، مع ما يحمله ذلك من تفكك وتذرّر، واستحضار خرائط جاهزة، حدودها الدم بين الطوائف والأقليات.
لقد ساد التفاؤل بأن سوريا بدأت التعافي، وتتخذ مساراً جديداً يضعها على سكة الخلاص من سنوات النار والرصاص والانقسام، ولا يزال الأمل معقوداً على تغليب لغة الحوار؛ لأن الانتصار يكون انتصاراً لسوريا وشعبها، وليس انتصاراً لمجموعة أو طائفة.
وإذا كانت الفتنة قد أطلت برأسها، فالمطلوب وَأْدُها فوراً، ووضع حد لأسبابها ومسبّبيها.