عبر الغناء.. أفغانيات يتحدين قانونا جديدا
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
شاركت عشرات الأفغانيات في حركة احتجاج افتراضية ضد قانون جديد يمنع النساء من إسماع أصواتهن في الأماكن العامة، وذلك عبر تصوير أنفسهن وهن يغنين.
وأعلنت حكومة حركة طالبان الأسبوع الماضي أنها أصدرت في نهاية يوليو/تموز قانونا "للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في أفغانستان، طبقا لما تقتضيه الشريعة الإسلامية.
وينص القانون المؤلف من 35 مادة بشكل خاص على "وجوب ستر المرأة جسدها بالكامل في حضور الرجال الذين لا ينتمون إلى أسرتها"، وإخفاء وجهها "خوفا من الفتنة".
والأمر نفسه إذا "اضطرت المرأة إلى مغادرة المنزل للضرورة". كما يوجب على النساء عدم إسماع أصواتهن في الأماكن العامة.
"صدای مبارزه، نه عورت! ما زنان سرزمینم، با شجاعت در برابر حکم ظالمانهی هیبتالله نامرعی، که صدای ما زنان را عورت میخواند، ایستادهایم. این نغمهها پژواک ایستادگی و مقاومت زنانی است که سکوت را نمیپذیرند #ما_زنان_عورت_نیستیم #صدای_زن_عورت_نیست pic.twitter.com/0duXxdWlkn
— Fawzia wahdat (@WahdatFawzia) August 27, 2024
وردت النساء الأفغانيات داخل البلاد وخارجها بنشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرن فيها وهن يغنين، مع تعليقات مثل "صوتي ليس ممنوعا"، و"ليس لطالبان".
وأظهر مقطع فيديو يُعتقد أن تصويره تم في أفغانستان امرأة ترتدي ملابس سوداء من رأسها إلى أخمص قدميها، وهي تغني.
وتقول: "لقد حكمتم علي بالصمت سنوات مقبلة… وبالسجن في منزلي بسبب جريمتي الوحيدة المتمثلة في كوني امرأة".
كما نشرت ناشطات مقاطع فيديو يظهرن فيها وهن يرفعن قبضاتهن أو يمزقن صور زعيم الحركة هبة الله أخوند زاده الذي يحكم أفغانستان من معقله في قندهار (جنوب).
وفي فيديو آخر، هتفت مجموعة من الناشطات "صوت المرأة هو صوت العدالة".
وعلى منصة "إكس" ظهرت طيبة السليماني وهي تعدل حجابها أمام المرآة قائلة إن "صوت المرأة هو هويتها، وليس شيئا يجب إخفاؤه".
وبالمثل، يتم فرض محظورات على سائقي المركبات، مثل الموسيقى ونقل النساء غير المحجبات أو اللواتي يرافقهن رجال لا ينتمون إلى أسرهن، أو النساء بدون محرم.
وتشمل المحظورات الأخرى: القمار، وعدم إطالة اللحية أو جعلها قصيرة جدا، وقصات الشعر "المخالفة للشريعة".
وأعربت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عن قلقها من القيود على الحرية الدينية وحرية الصحافة في القانون الذي طُبقت بعض أحكامه بشكل غير رسمي بعد عودة طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب 2021.
وقالت المتحدث باسم حكومة طالبان حمد الله فطرت في رسالة صوتية لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق إن القانون الجديد سيتم تطبيقه "برفق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
إيران توقف العمل بقانون الحجاب والعفة المثير للجدل.. بزشكيان: غامض ويحتاج إلى إصلاح ويجب إعادة تقييم بنوده
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران عن تعليق تنفيذ قانون "الحجاب والعفة" المثير للجدل، الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الجمعة المقبل.
وصرح الرئيس مسعود پزشكيان بأن القانون "غامض ويحتاج إلى إصلاح"، مشيرًا إلى نيته إعادة تقييم بنوده.
انتقادات واسعةالقانون المقترح كان يهدف إلى فرض عقوبات أشد على النساء والفتيات اللاتي يكشفن شعرهن، أو أذرعهن، أو سيقانهن السفلى. وقد قوبل القانون بانتقادات واسعة من قِبل نشطاء حقوق الإنسان.
على مدار عقود، اعتبرت السلطات الإيرانية فرض قواعد اللباس الصارمة على النساء والفتيات قضية ذات أولوية للأمن القومي، ما أدى إلى احتجاجات سابقة.
وفقًا للقانون الجديد، كان من المقرر أن تواجه المخالفات المتكررة ومن يسخر من القواعد غرامات كبيرة وأحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا، كما كان يطالب المؤسسات بالإبلاغ عن أي مخالفات.
ترسيخ نظام القمع الخانقوأعربت منظمات حقوقية عن قلقها حيال ذلك، حيث وصفت منظمة العفو الدولية القانون بأنه محاولة من السلطات الإيرانية لـ"ترسيخ نظام القمع الخانق".
خلال الانتخابات الرئاسية في يوليو الماضي، انتقد پزشكيان، الذي كان حينها مرشحًا للرئاسة، معاملة النساء الإيرانيات بشأن الحجاب، متعهدًا بعدم التدخل في حياتهن الشخصية. ووجد هذا الموقف صدى لدى العديد من الإيرانيين، خاصة الجيل الشاب الذي يشعر بالإحباط من السيطرة الصارمة للحكومة.
كما انتقدت معصومة ابتكار، نائبة الرئيس السابقة لشؤون المرأة والأسرة، القانون الجديد، واصفةً إياه بأنه "إدانة لنصف سكان إيران".
واكتسبت قضية الحجاب زخمًا إضافيًا الأسبوع الماضي بعد اعتقال المغنية الإيرانية الشهيرة پرستو أحمدي، التي ظهرت بدون حجاب خلال بثها حفلًا افتراضيًا على منصة يوتيوب. انتشر الحفل على نطاق واسع، وأثارت عملية اعتقال أحمدي وأعضاء فرقتها غضبًا شعبيًا، ما دفع السلطات إلى الإفراج عنهم في اليوم التالي.
تصاعد التوتراتالتوترات حول الحجاب تصاعدت منذ احتجاجات عام 2022 التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، الشابة الكردية التي لقيت حتفها أثناء احتجازها لدى الشرطة بسبب اتهامها بانتهاك قانون الحجاب.
خلال العامين الماضيين، تحدت العديد من النساء الإيرانيات علنًا قواعد الحجاب، مما أثار مواجهة مفتوحة مع السلطة.
وفي الأسبوع الماضي، أدان أكثر من 300 ناشط وكاتب وصحفي إيراني القانون الجديد، واصفين إياه بأنه "غير شرعي وغير قابل للتطبيق"، ودعوا الرئيس پزشكيان إلى الوفاء بوعوده الانتخابية.
رغم الضغط الذي تمارسه الفصائل المتشددة المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، يبدو أن الكثير من الشباب الإيرانيين لا يخشون مواجهة قيود النظام.
ويرى أنصار پزشكيان أن القانون الجديد قد يفشل في ردع النساء الشابات، بل وقد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
ومع ذلك، يضغط مؤيدو التشريع على الرئيس للمضي قدمًا، منتقدين تردد المجلس الأعلى للأمن القومي، ومطالبين بتوقيعه القانون لتمهيد الطريق لتطبيقه.
تعليق تنفيذ القانون يشير إلى أن الحكومة تخشى أن يؤدي إلى موجة احتجاجات جماهيرية جديدة كتلك التي شهدتها البلاد قبل عامين.