مع تفاقم وقوع الكوارث الطبيعية مؤخرا بشكل ملحوظ، من حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات إلى موجات الحر الطويلة، يبدو أن المستقبل لا يحمل الكثير من الصور المشرقة، خاصة وأن الأمر بات متعلقا بشكل واضح بأزمة تغير المناخ التي أصبحت حديث العامة والخاصة على حد سواء.

ومن النقاط الحاسمة التي تتطرق إليها تداعيات الاحتباس الحراري هي ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يشكل تهديدا حقيقيا للعديد من المدن الساحلية التي يقطنها أكثر من ملياري شخص، وفي ضوء ذلك تفتح دراسة حديثة بصيصا من الأمل وتطرح نظرة مختلفة في هذا الجانب.

تشير الدراسة التي أجرتها جامعة دارتموث إلى أن السيناريو الأسوأ لارتفاع مستوى سطح البحر عالميا مع ذوبان الصفائح الجليدية القطبية غيرُ مرجح إلى حد كبير، مع تأكيدها أن فقدان الكتلة الجليدية للكوكب يظل مصدر قلق وخطر.

الباحث الرئيسي في الدراسة الجديدة ماثيو مورلجيم (جامعة دارتموث) مغالاة في مستقبل معتم

وتخالف الدراسة المنشورة في دورية "ساينس أدفانسيس" التوقعات الصادرة عن التقرير الدوري للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. ويحذّر التقرير، في نسخته السادسة التي صدرت العام الماضي، من عواقب وخيمة تنتظر كوكب الأرض على المدى القصير والطويل تتعلق بأزمة المناخ العالمية، بما في ذلك سيناريو يشير إلى أن انهيار الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية قد يرفع مستويات سطح البحر إلى درجات أعلى بكثير مما كان متوقعا.

ويفصل التقرير بأن مستويات سطح البحر قد ترتفع إلى ضعف ما تتنبأ به الدراسات السابقة بحلول عام 2100، وإلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2300. رغم أن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية صنفت هذا التنبؤ بأنه "ضعيف الاحتمال"، فإن هذه القضية أثارت مخاوف العديد من اللجان والمنظمات البيئية، وكذلك على مستوى الحكومات التي تعتمد اقتصاديا بشكل كبير على الموانئ والنقاط الساحلية.

تتحدى الدراسة الحديثة هذه المزاعم من خلال الاعتماد على آلية افتراضية تُعرف باسم "غياب استقرار المنحدر الجليدي البحري"، إذ استخدم الباحثون في دراستهم ديناميكيات معقدة للصفائح الجليدية، وركزوا على نهر "ثويتس" الجليدي في القارة المتجمدة، الذي يُعرف غالبا باسم "نهر يوم القيامة الجليدي" بسبب ذوبانه السريع وإمكانية رفع مستوى سطح البحر بشكل كبير عالميا.

وأظهرت نتائج المحاكاة التي أجراها الباحثون أنه من غير المرجح أن ينهار نهر "ثويتس" الجليدي بسرعة خلال القرن الحادي والعشرين، رغم إشارة دراسة سابقة هذا العام إلى أن مياه هذا النهر بدأت بالتسرب تحته قاطعة عدة كيلومترات.

نهر ثويتس الجليدي (ويكيبيديا)

ويشير هذا الاكتشاف إلى أن النماذج الفيزيائية التي تعتمد عليها التوقعات المبالغ فيها في تقرير الهيئة الحكومية الدولية قد تكون غير دقيقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار مهمة على التخطيط على أرض الواقع، حيث يعتمد صناع السياسات وأصحاب النفوذ غالبا على نماذج "النتائج الأسوأ" لاتخاذ القرارات بشأن حماية المجتمعات الساحلية سواء ببناء "جدران تسونامية" على حدود الساحل، أو نقل السكان إلى أماكن أكثر أمانا.

ويوضح ماثيو مورلجيم أستاذ علوم الأرض في جامعة دارتموث والمؤلف المشارك في الدراسة، في البيان الصحفي الصادر عن الجامعة أن الدراسة لا تدّعي أن ذوبان الجليد سيتوقف، أو أن منسوب المياه لن يرتفع، لكنها تشير إلى ضرورة التعامل بحذر مع التوقعات "المتطرفة"، مع أهمية إجراء المزيد من الدراسات حول مسألة ارتفاع منسوب المياه وذوبان الجليد وفقا للمعدلات الحقيقية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سطح البحر إلى أن

إقرأ أيضاً:

ميقاتي: التوقعات تشير إلى أن تشكيل الحكومة الجديد سيحصل نهاية الاسبوع

اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، ان التوقعات تشير إلى أن تشكيل الحكومة الجديد سيحصل نهاية الاسبوع.

وفي حديث عبر قناة الـ"LBCI" ضمن برنامج "عشرين 30" مع الزميل البير كوستانيان قال :لا اتوقع أنّه ستكون هناك عراقيل في موضوع البيان الوزاري".

وقال "إذا أردنا السير بلبنان الجديد علينا أن نتصارح ونتصالح مع بعضنا البعض.مررنا بتطورات مهمة على الساحة اللبنانية منذ مطلع العام وأريد أن أتكلّم بصراحة وأخبر الناس برؤيتي". 

وفي ما يخص تسميته لرئاسة الحكومة، أكّد أنّ "كتلا نيابية كبيرة اتصلت بي ورشحتني لمنصب رئاسة الحكومة وكان ذلك يوم الأحد قبل "إثنين الاستشارات". 

تابع: "الرئيس نواف سلام لم يكن بوارد تكليفه لكن ما برز هو جو عام سياسي باتجاه إحداث خطوة تغيير على صعيد تسمية رئيس مكلف"، مشيراً إلى أنّ "اللقاء الديمقراطي" كان متجهاً لتمسيتي للرئاسة والجو السياسي العام تبدّل صباح يوم "إثنين الاستشارات" ولذلك أبلغتُ العديد من الكتل إنسحابي".

وعن الدور الفرنسي، أوضح أن "الفرنسيين أيدوا حصول تغيير على صعيد رئاسة الحكومة"، كاشفاً أنّه "حصلت اتصالات تؤيد حصول تغيير على صعيد الحكومة وهذا الأمر أسس لمزاج سياسي جديد أفضى إلى النتيجة التي شهدتها الإستشارات".

وتمنى ميقاتي الخير للرئيس المكلف نواف سلام، قائلاً :"له منّي كل الدعم"، كاشفاً انّه اتصل بالرئيس نواف سلام خلال الإستشارات النيابية وبارك له.

أما عن الموقف السعودي، فأكد ان "السعودية لا تميز بين أشخاص في رئاسة الحكومة بل تعمل وفق الأداء". 

تابع: "حتّى الآن أرى في تشكيل الحكومة استنساخاً لحكومات سابقة لكن يجب أن ننتظر ونرى"، معتبراً أن "لا أرى أن هناك عراقيل من قبل "الثنائي الشيعي" على صعيد تشكيل الحكومة والرئيس نبيه بري قال إن "البلد بدو يمشي".

وقال: "طلبت من الكتل السنية أن تُعطي الرئيس نواف سلام في "إثنين الاستشارات" لكي نوفر له غطاءً "سنياً".

 أضاف: "السعودية مهتمة جداً بلبنان واستقراره وازدهاره"، موضحاً ان "العلاقة مستمرّة مع الرئيس جوزاف عون وأكنُّ له كل الاحترام". 

واعتبر انه"إذا فشل تأليف الحكومة فلن أقبل نهائياً بتكليفي مُجدداً لرئاسة الحكومة وأنا مع نجاح مهمة الرئيس نواف سلام".



 

مقالات مشابهة

  • مقتل 29 شخصا في حرائق الغابات والعواصف الجليدية.. الكوارث الطبيعية تهدد أمريكا
  • عاجل - خريطة سقوط الأمطار اليوم.. أماكن الطقس الممطر وتفاصيل حالة البحار
  • ارتفاع معدلات البحث بمحركات جوجل عن تعطيل الدراسة لسوء الأحوال الجوية بالاسكندرية
  • ارتفاع قياسي.. 17 ألف سائح يصلون البحر الأحمر عبر 85 رحلة دولية
  • ترقب حذر لشركات الشحن العالمية بخصوص أزمة البحر الأحمر بعد وقف إطلاق النار بغزة
  • ميقاتي: التوقعات تشير إلى أن تشكيل الحكومة الجديد سيحصل نهاية الاسبوع
  • رئيس مركز ومدينة سيوة يتابع جهود خفض منسوب مياه الصرف الزراعى
  • رئيس أرمنت بالأقصر ينهي معاناة أهالي الشرايدة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية.. صور
  • طقس الإسكندرية.. ارتفاع أمواج البحر وانخفاض درجات الحرارة
  • أعراض غير شائعة تشير إلى الإصابة بـ تصلب الشرايين