الخرطوم- عاد الجدل في السودان بشأن المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب التي تدخل من خارج الحدود، إثر عبور قوافل شاحنات عبر أدري الحدودية مع تشاد، وراجت معلومات عن خروقات بالعملية الإنسانية كما حدث في عهد نظام الرئيس المعزول عمر البشير في نقل الإغاثة الأممية إلى جنوب السودان من قاعدة في كينيا قبل أكثر من 3 عقود.

واتهم تحقيق قيد النظر لوكالة رويترز اثنين من موظفي برنامج الغذاء العالمي السودانيين بالتواطؤ، وأنهم على علاقة بالجيش ولهم دور في إخفاء معلومات وعرقلة وصول الإغاثة، وفي بعض الأحيان اختفاء المساعدات، لكنه لم يتحدث عن استيلاء الدعم السريع على مخازن المساعدات في كثير من المناطق مثل ولاية الجزيرة ولم يعلن التحقيق عما حدث، على غرار تحقيقات كان آخرها ما حدث من نهب للمساعدات في أول يوم من فتح معبر أدري مع تشاد.

ووافقت الحكومة السودانية في منتصف أغسطس/آب الجاري بعد ممانعة على استخدام معبر أدري الحدودي مع تشاد، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور لمدة 3 أشهر.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، الثلاثاء، إنه تم نقل 1.253 طن متري من المساعدات الإنسانية محملة في 38 شاحنة عبر معبر أدري حتى 26 أغسطس/آب الجاري، والتي ستساعد حوالي 119 ألف شخص في مواقع مختلفة.

وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها سلموا أكثر من 175 طنا من الإمدادات الصحية عبر معبري أدري وتيني إلى دارفور بالسودان (مواقع التواصل) تسهيلات ومخاوف

من جانبه، يقول مسؤول عسكري في الجيش إن الحكومة السودانية اتخذت جملة من الإجراءات التي تضمن تسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري منها فحص حمولة الشاحنات ووجهتها في داخل السودان، وتحديد الجهة المستقبلة والجهات التي ستوزعها.

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح المسؤول العسكري -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- أنهم يخشون من تجربة عملية "شريان الحياة" الأممية في أوائل التسعينيات لنقل المساعدات الإنسانية من قاعدة لوكشيكو الكينية إلى جنوب السودان، التي تحولت إلى دعم لوجيستي لمتمردي "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق رغم الضوابط المشددة.

وحسب المتحدث العسكري، فإن معبر أدري يقع في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لكن نقل الأسلحة عبر الأراضي التشادية بطريقة مباشرة يسبب لها حرجا وعندما تكون تحت غطاء المساعدات الإنسانية فيرفع عنها الحرج، بل يحولها إلى متعاونة لإغاثة المتضررين من الحرب في السودان.

وعن اتهام موظف في برنامج الغذاء العالمي بالتواطؤ مع الجيش، يؤكد المتحدث ذاته أنهم ليسوا في حاجة لاستخدام المساعدات أو عرقلتها، بل إنهم يسهلون نقل المساعدات التي توفرها وزارة المالية للولايات ويعالجون العقبات التي تواجه المنظمات في أداء مهامها من دون التدخل في شؤونها.

تجاوزات فردية

من جهته، يرى الخبير في العمل الإنساني ومدير منظمة الزاكياب صالح النوراني أن بعض الجهات تستخدم المساعدات لأغراض سياسية، وشكك في تورط الوكالات الأممية في دعم الحركات المسلحة أو المليشيات بصورة مباشرة لكن يمكن أن تحدث تجاوزات من موظفين في تلك الوكالات بدون علم كبار مسؤوليها.

وحسب الخبير للجزيرة نت، فإن بعض المنظمات تصمت عن انتهاكات الحركات والمليشيات وعدم إعلان عرقلتها للمساعدات الإنسانية حتى لا تدخل في مواجهة تؤدي إلى تعطيل نشاطها أو عدم التعامل معها.

واتهم المتحدث ذاته منظمات بتضخيم نقص الغذاء والحديث عن مجاعة من أجل الحصول على تمويل من المانحين لنشاطها، لأن تراجع الأزمة الإنسانية يعني تجفيف عملها وتوقف الدعم الذي تتلقاه لذلك مصلحتها في استمرار الأزمة، حسب رأيه.

أما الكاتب المتخصص في شؤون غرب السودان إبراهيم عربي، فيقول للجزيرة نت إن هناك معلومات عن نهب قوات الدعم السريع شاحنات مساعدات إنسانية دخلت عبر معبر أدري في طريقها إلى الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور وليس معروفا إن كانت تحمل أسلحة ضمن المساعدات.

ووفقا للكاتب، فإن قافلة المساعدات التي تتبع إلى وكالات أممية بطريقها إلى الجنينة توقفت في مناطق جربي وشكري ورنقا وحلة مسار، وسكان هذه المناطق من العرب المواليين للدعم السريع، وتم توزيع المساعدات تحت تهديد السلاح من مليشيا عربية في غياب المنظمات المحلية الشريكة للمنظمات الدولية.

عائلات تفر من تقدم قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة السودانية على طريق سنار (رويترز) احتجاز الإغاثة

وفي المقابل، ينفي مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع بشدة اتهامهم بنهب المساعدات أو استخدامها لأغراض عسكرية، وقال للجزيرة نت إن قواتهم تسيطر على أجزاء واسعة من الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وليبيا ولا حاجة لاستخدام المساعدات الإنسانية أو نهبها.

واعتبر المسؤول -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- المعلومات التي راجت عن استخدام الإغاثة لأغراض عسكرية حملة من جهات موالية للجيش لتشويه صورتهم بعد اتفاقهم على خطوات عملية بشأن المساعدات الإنسانية خلال مشاورات جنيف الأخيرة واتهم الجيش بعرقلة المساعدات والاستيلاء على ما يصل منها عبر بورتسودان.

من جانبه، يوضح منسق الشؤون الإنسانية والمدير العام للرعاية الاجتماعية بحكومة إقليم دارفور عبد الباقي محمد حامد أن المساعدات تدخل إلى دارفور من تشاد عبر معبر أدري، ومعبر الطينة الذي يوجد به الجيش والحركات المسلحة، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ويتم فحص دقيق للإغاثة وتسهيل إجراءات عبورها لكن لا توجد رقابة في معبر أدري، ولكن يوجد تنسيق وإخطار بدخول المساعدات عبر الوكالات الأممية والمنظمات الدولية.

وفي تصريح للجزيرة نت، يؤكد حامد أن الأوضاع الإنسانية في دارفور لم تصل إلى مرحلة المجاعة ولكن بلغت المرحلة الرابعة وهي مرحلة ما قبل المجاعة، وتوجد فجوة غذائية كبيرة ونقص في مواد الإيواء والدواء والغذاء.

ويتهم المسؤول الحكومي قوات الدعم السريع بحجز المعونات الإنسانية في كل مداخل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وحاضرة الإقليم وبعضها محتجز منذ شهور، على رغم من حاجة مواطني المدينة إليها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المساعدات الإنسانیة قوات الدعم السریع عبر معبر أدری للجزیرة نت عبر أدری مع تشاد

إقرأ أيضاً:

توافد شاحنات المساعدات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم

توافدت 100 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم منذ صباح اليوم الأحد، بالتزامن مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وذلك حسبما أفادت "قناة القاهرة الإخبارية" منذ قليل.

 

الاحتلال الإسرائيلي يسخر من مُعاناة أهل غزة بـ "رسوم كاريكاتيرية" فلسطين تفتح صفحة جديدة..وطن السلام يفتح الباب أمام الزوار

 

كما تم تجهيز جميع الاستعدادات اللوجستية والطبية المكثفة، لاستقبال المصابين من قطاع غزة.

 

جيش الاحتلال يتلقى أمرًا بوقف إطلاق النار في غزة


 تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلي أمرًا بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في أعقاب تسليم حركة حماس، قائمة بأسماء المحتجزات الثلاث، اللاتي سيطلق سراحهن اليوم.

 وبذلك تعود الأجندة المتفق عليها في متن بنود الاتفاق كي تبصر النور مجددًا من تفاصيل عن أعداد الأسرى الذين سيجري إطلاقهم والمبعدين منهم إلى خارج الأراضي الفلسطينية، التي تتضمن الآتي:

 

 

- انسحاب إسرائيلي إلى خارج المناطق السكنية في قطاع غزة.

 

- تعليق حركة الطيران الإسرائيلي فوق قطاع غزة لمدة 12 ساعة.

 

- عودة جزئية للنازحين جنوبًا وشمالًا.

 

- تبدأ المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى القطاع بمعدل 600 شاحنة يوميًا.

 

- عند الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (14:00 توقيت غرينتش):

 

- تبادل 3 رهائن إسرائيليين مقابل نحو 90 أسيرًا فلسطينيًا.

 

 

إسرائيل تتسلم أسماء المُحتجزات الثلاثة اللاتي سيتم تسليمهن من حماس


أعلنت حركة حماس وصول أسماء المحتجزات الثلاثة التي سيتم تسليمهن إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي يُعجل من دخول الهدنة حيز التنفيذ .

وأعلنت كتائب القسام أسماء المحتجزات وهن رومي جونين وإميلي دماري ودورون شطنبر خير، كما عرضت  صور نشرها الإعلام الإسرائيلي لهن.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير استقالته من حكومة نتنياهو على خلفية دخول اتفاق غزة حيز التنفيذ.

وأشارت مصادر محلية إلى إعلان حزب القومية اليهودية "عوتسماه يهوديت"، الذي يترأسه وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى أقصى اليمين إيتمار بن غفير، استقالة زعيمه ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ولم يعد حزب "القومية اليهودية" ضمن الائتلاف الحاكم، لكنه قال إنه لن يحاول إسقاط حكومة نتنياهو.

وكان الحزب قال أمس إنه مع الإعلان عن اتفاق غزة الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الأحد، فإنه سينفذ تهديده بالانسحاب من الحكومة.

وأضاف أن أعضاء الحزب سيقدمون استقالاتهم صباح الأحد، احتجاجا على قبول إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال الحزب في بيان إن الوزراء بن غفير وإسحاق فاسرلاوف وعميخاي إلياهو، بالإضافة إلى رؤساء اللجان أعضاء الكنيست زفيكا فوغل وليمور سون هار ميليش وإسحاق كرويزر، سيتركون مناصبهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. أستاذ علوم سياسية: مصر تلعب دورا مهما في إنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي غزة
  • هيئتان طبيتان: 20 قتيلا و21 جريحا برصاص “الدعم السريع” في ولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة (وسط)، فيما لم تعقب على الفور قوات الدعم السريع
  • «إكسترا نيوز»: استمرار دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة
  • السودان.. مقتل 88 من قوات «الدعم السريع» شمال دارفور
  • قائد ثاني قوات الدعم السريع يشارك في معارك محور الصحراء
  • توافد شاحنات المساعدات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم
  • لقطات حية لدخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح
  • بث مباشر.. بدء دخول شاحنات المساعدات الإنسانية لغزة عبر معبر رفح
  • باحثة سياسية: ثغرات تنفيذ الهدنة في غزة قابلة للحل السريع
  • مصر تستنفر مع بدء وقف النار في غزة: سيارات الإسعاف وقوافل المساعدات الإنسانية تنتظر عند معبر رفح