نبض السودان:
2024-10-05@01:48:37 GMT

الصين تطالب طرفي الصراع بوضع حداً للقتال

تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT

الصين تطالب طرفي الصراع بوضع حداً للقتال

نيويورك – نبض السودان

دعا مبعوث صيني الأربعاء الطرفين السودانيين المتحاربين إلى وقف الأعمال العدائية بأسرع وقت ممكن.

وقال داي بينغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن النزاع المسلح في السودان مستمر منذ ما يقرب من أربعة أشهر مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين وتفاقم الوضع الإنساني، مضيفا أن الصين، بصفتها صديقة جيدة وشريكة للسودان، تأسف بشدة لهذه التطورات.

وأعرب داي أمام مجلس الأمن عن أمل الصين في أن يضع الطرفان المعنيان حدا للقتال في أسرع وقت ممكن، من أجل مصلحة البلاد وشعبها، وأن يعملا على خفض التصعيد وحل نزاعاتهما من خلال الحوار لتهيئة الظروف المواتية للسلام والمصالحة.

وقال إن الصين ترحب بالجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد) وجامعة الدول العربية ودول المنطقة لحل الأزمة في السودان. وتتوقع الصين من الدول والمنظمات الإقليمية تعزيز التنسيق مع الأطراف في السودان والقيام بدور رئيس في تسهيل محادثات السلام، داعيا المجتمع الدولي والشركاء من خارج المنطقة إلى تقديم الدعم والتعاون اللازمين.

ويواجه السودان حاليا احتياجات إنسانية هائلة لها آثار غير مباشرة على البلدان المجاورة. وتدعو الصين المجتمع الدولي إلى مساعدة السودان والدول المجاورة على تحسين قدراتها على الاستجابة الإنسانية وتوسيع نطاق الإغاثة ودعم المبادرات الإنسانية الإقليمية.

وقال داي “في الوقت نفسه، يجب أن يحترم الدعم الإنساني للسودان سيادة وملكية السودان وأن يتبع إرشادات الأمم المتحدة بشأن المساعدات الإنسانية. كما يجب على الطرفين السودانيين الامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي وتسهيل الإغاثة الإنسانية”.

وتأثر الوضع في دارفور بشكل خطير من جراء الصراع. وأشار داي إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي تقديم الدعم البناء لتهدئة الوضع في دارفور وتجنب التصعيد.

وقال داي إن السودان بلد مهم في القرن الإفريقي، ومن المصالح الأساسية للسودان ودول المنطقة أن يتم وقف إطلاق النار في أقرب وقت والعودة إلى الوضع الطبيعي والنظام، مضيفا أن دول المنطقة في الآونة الأخيرة شددت مرارا وتكرارا على ضرورة حماية سيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه ومعارضة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للسودان، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستجابة لنداءات تلك الدول ودعم المساعي الحميدة للدول والمنظمات الإقليمية وتجنب البرامج والعقوبات والضغوط المفروضة من الخارج.

وقال إن الصين تعتقد أن الشعب السوداني لديه القدرة والحكمة للتغلب على الصعوبات والتحديات الحالية ووضع حد للقتال في أقرب وقت ممكن، مبديا استعداد الصين للعمل مع المجتمع الدولي لدعم جهود الشعب السوداني.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الصراع الصين بوضع تطالب حدا طرفي للقتال المجتمع الدولی

إقرأ أيضاً:

المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول

المشكلة السودانية التاريخية، التي تتجاوز الأزمات السياسية المباشرة أو الصراعات المسلحة، يمكن فهمها بشكل أعمق إذا نظرنا إليها من خلال الأبعاد النفسية الجماعية والاجتماعية. هذه الأبعاد تسهم في تشكيل التصورات، وتحديد أنماط السلوك، وخلق علاقات معقدة بين مكونات المجتمع السوداني، مما يؤدي إلى نشوء صراعات مزمنة وإعادة إنتاج الأزمات.

1. البعد النفسي الجماعي:

يُمكن تفسير المشكل السوداني جزئيًا من خلال ما يُعرف بعلم النفس الجماعي (Collective Psychology)، حيث أن الجماعات الإثنية والقبلية في السودان تحمل في طياتها مظاهر نفسية تراكمت عبر الأجيال بفعل التاريخ الطويل من التهميش، الصراعات، والاستغلال. هذه المظاهر النفسية تشمل:

الذاكرة الجمعية المتألمة: مثل الشعور بالمظلومية التاريخية لدى الجماعات المهمشة، حيث يتوارث الأفراد الشعور بعدم العدالة والاضطهاد، مما يُعزز من توجههم نحو العزلة أو حتى التمرد على النظام القائم.

الشعور بالدونية أو التفوق: نشأت بعض الفئات في السودان على فكرة تفوقها الإثني أو العرقي، مما أدى إلى ترسيخ الشعور بالتمايز وهو شعور تعويضي اكثر منه شعور طبيعي وله مصداقية في الواقع وانما هو الية بقاء و توازن علي سبيل تحويل عقد النقص الي عقد تفوق كحيلة دفاعية ، سواء في المناطق التي شهدت تجارة الرقيق أو في العلاقة بين المركز والأطراف، وبالتالي تأسيس علاقات هيمنة وخضوع متبادلة.

الشعور بالعجز والإحباط الجماعي: العجز الذي تعانيه بعض الجماعات في التعبير عن هويتها الثقافية أو المطالبة بحقوقها يُولد شعورًا باليأس، والذي قد يتحول إلى عدائية مفرطة، سواء تجاه السلطة المركزية أو حتى تجاه المكونات الاجتماعية الأخرى.

الصورة النمطية المتبادلة: ترسيخ الصور النمطية السلبية بين الجماعات المختلفة (مثلاً الجلابة كمستغلين، الغرابة كمتمردين، النوبة كمتمسكين بالتقاليد)، وهذا يؤدي إلى تنميط الأفراد وفق تصنيفات ضيقة يصعب معها بناء روابط اجتماعية صحية.

2. البعد الاجتماعي:

الشق الاجتماعي يتداخل مع الشق النفسي، حيث أن التكوينات الاجتماعية في السودان تتسم بعدم التجانس الواضح، مما يؤدي إلى نشوء علاقات اجتماعية متناقضة ومتداخلة. بعض مظاهر هذه المعضلات الاجتماعية:

هيكلية القبلية والعرقية: هيمنة القبلية والانتماءات العرقية في تشكيل الهوية السودانية، مما يجعل ولاء الفرد لقبيلته أو عرقه أعلى من ولائه للوطن. هذه الديناميكية الاجتماعية تؤدي إلى تجزئة المجتمع إلى وحدات مستقلة تعيش في تنافس دائم، ويُنظر إلى الآخر على أنه منافس أو خصم محتمل.

الفوارق الاقتصادية والتنموية: تعمق الفجوات التنموية بين المركز والأطراف يُساهم في تشكيل تصور اجتماعي عام بأن الدولة تخدم مصالح فئة محددة دون غيرها. وهذا يولد الإحساس بالحرمان النسبي، والذي يُعتبر من العوامل المحركة للصراعات.

التمدد الحضري والهجرة الداخلية: هجرة الأفراد من الأطراف إلى المدن الكبرى مثل الخرطوم بسبب النزاعات أو التصحر أو الفقر تُعيد تشكيل التركيبة الاجتماعية في هذه المدن، مما يؤدي إلى خلق صراعات جديدة على الموارد وفرص العمل.

تسييس الانتماءات الاجتماعية: الصراعات الاجتماعية في السودان كثيرًا ما يتم تسييسها واستغلالها من قبل النخب السياسية لتعزيز سلطتها، سواء عبر استمالة جماعات معينة أو تهميش أخرى، مما يُزيد من تعقيد الحلول الاجتماعية والسياسية الممكنة.

3. التأثيرات النفسية التاريخية:

للتاريخ السوداني الطويل في العبودية، الاستعمار، ثم السياسات المركزية القمعية، أثر نفسي عميق على التركيبة الاجتماعية والنفسية للمجتمع السوداني:

استمرار آثار العبودية: ما زال تأثير العبودية قائمًا في اللاوعي الجماعي لبعض الجماعات، حيث أن هذا الإرث خلق تباينًا اجتماعيًا وتمييزًا مبنيًا على الأصول العرقية، مما يجعل الصراعات الإثنية تستمد جزءًا من قوتها من هذه المخلفات التاريخية.

تأثير الاستعمار في إعادة تشكيل الهويات: الاستعمار البريطاني فرض أنماطًا من الحكم تعتمد على التفرقة بين الأعراق، مما أدى إلى تعميق الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.

الأنظمة العسكرية الشمولية: الأنظمة العسكرية، خاصة خلال فترة نظام الإنقاذ (1989-2019)، أسست لانقسامات نفسية جماعية عبر التلاعب بالدين، والقيم الثقافية، والانتماءات القبلية. هذا التلاعب ساهم في خلق شعور بالعداء المتبادل، وعدم الثقة بين السودانيين أنفسهم.

4. نتائج هذه المعضلات النفسية والاجتماعية:

إن التداخل بين العوامل النفسية الجماعية والاجتماعية أدى إلى خلق حلقة مفرغة من الصراعات والانقسامات. فعلى سبيل المثال، المفاوضات التي تُجرى بين الأطراف المتنازعة غالبًا ما تنتهي بالفشل، لأن الأطراف المختلفة تحمل تصورات وصورًا ذهنية سلبية عن بعضها البعض، مما يجعل الوصول إلى تفاهم مشترك أمرًا صعبًا.

حتى في حالة النجاح في الوصول إلى اتفاق، يبقى هناك تردد في الالتزام به، لأن الخلفية النفسية والاجتماعية التي تشكل تصورات الأفراد والجماعات عن السلطة، والعدالة، والحق، والانتماء لا تزال مشبعة بالمفاهيم السلبية والشك المتبادل.

5. سبل الحل:

لحل المشكلة السودانية من جذورها، يجب اتباع نهج شامل يأخذ في الاعتبار العوامل النفسية والاجتماعية إلى جانب الحلول السياسية والعسكرية. من بين هذه السبل:

العمل على بناء ذاكرة جمعية إيجابية: من خلال تسليط الضوء على أوجه التكامل والتفاعل التاريخي بين الجماعات المختلفة، والسعي نحو إعادة صياغة تاريخ مشترك يُبرز المساهمات المتبادلة.

إصلاح النظام التعليمي والإعلامي: لمحو الصور النمطية السلبية، وبناء جيل جديد يُدرك أن التعددية هي مصدر قوة وليس ضعفًا.

برامج المصالحة المجتمعية: تنظيم برامج للمصالحة تشمل حوارات مجتمعية تهدف إلى معالجة الجروح النفسية المتوارثة، وإعادة بناء الثقة بين الجماعات.

التنمية المتوازنة: الاستثمار في المناطق المهمشة اقتصاديًا، واجتماعيًا، وثقافيًا، للقضاء على الشعور بالحرمان والتمييز.

إن النظر إلى المشكلة السودانية من زاوية المعضلات النفسية والاجتماعية يُمكننا من فهم أعمق للتعقيدات التي تواجه هذا البلد. فالقضية ليست فقط صراعًا على السلطة أو موارد، بل هي صراع على الهوية، والانتماء، والمظلومية. الحلول الناجعة يجب أن تعالج جذور هذه المعضلات، لا أن تكتفي بإبرام اتفاقات سياسية قد تنهار في أي لحظة بسبب هشاشة الأسس النفسية والاجتماعية التي تقوم عليها.

hishamosman315@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بالصور.. سيارات ومساعدات اغاثية ضمن الطائرة ال16 من الجسر الجوي الكويتي للسودان
  • مرصد لحقوق الإنسان يُطالب طرفي الحرب في السودان بحماية المدنيين في الخرطوم بحري
  • التوم هجو يستنكر صمت الأفارقة على التآمر الدولي والإقليمي الذي حدث للسودان
  • المعضلات النفسية والاجتماعية في السودان: جذور الصراع وافاق الحلول
  • الصراع الداخلي في السودان و الأبعاد السياسية والتجاذبات المدنية حول التدخل الدولي
  • لا لدخول حماس للسودان
  • أستاذ في العلوم السياسية يحذر من اتساع رفعة الصراع في الشرق الأوسط: الوضع يزداد خطورة
  • الصين: الوضع في الشرق الأوسط "على شفا الهاوية"
  • وضع خريطة رقمية موحدة للسودان بغرض الإستفادة القصوى من كافة الموارد
  • الصين تحض قوى العالم على منع “تدهور” الوضع في الشرق الأوسط