هل أفقدت الأحزاب الحاكمة برلمان الإقليم هيبته؟.. ورقة متبقية لاستعادة الثقل المفقود
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
بغداد اليوم - كردستان
قال المحلل السياسي جمعة كريم محمد، اليوم الخميس (29 آب 2024)، إن كل برلمانات العالم تمثل هيبة الدول والأقاليم.
وأضاف محمد لـ "بغداد اليوم" أن "برلمان الإقليم افتقد إلى تلك الهيبة، فلم يعد مؤسسة للتشريع والرقابة، بسبب اختصار العمل على الأحزاب الحاكمة، التي تحكمت بالبرلمان وبعمله".
وأكد، أن "البرلمان تم تعطيل عمله، وتم منع رئيس برلمان الإقليم الأسبق من دخول أربيل، وبالتالي فإن إقامة الانتخابات والتحضير لها، يجب من خلالها إنتاج برلمان قوي يتمتع بالقوة والهيبة، ويكون المسؤول الأول عن القرارات التشريعية، ويستطيع مراقبة الحكومة، ويستطيع المحاسبة، لا أن يكون واجهة فقط".
وأشار محمد إلى، أن "كل القوانين المهمة، مثل قانون الموازنة في الإقليم ومراقبة الفساد وغيرها، لم تقم بها رئاسة برلمان كردستان السابقة، وبالتالي لم يقدم أي مهمة من مهامه".
وفي تشرين الأول من العام 2015، منعت قوات الأمن في مدينة أربيل رئيس برلمان إقليم كردستان من "حركة التغيير" وعددا من نواب البرلمان عن الحركة، من دخول المدينة، على خلفية اضطرابات وأعمال شغب شهدتها محافظتا السليمانية وحلبجة والاتهامات لحركة التغيير بتأجيجها، بينما أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني أن قرار عدم السماح لرئيس البرلمان يوسف محمد بالدخول إلى أربيل جاء حرصا وحفاظا على أمنه وسلامته.
وفي 30 أيار 2023، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا، قرارا بعدم دستورية تمديد عمل برلمان كردستان لعام إضافي، بعد أن جدد لنفسه في عام 2022، معتبرة أن كل القرارات الصادرة عنه بعد تلك المدة "باطلة".
وتظهر قراءات المحللين تباينا يشير إلى أن الإقليم بدأ يفقد ثقله تدريجيا منذ خوضه استفتاء للانفصال، مما أدى بشكل تدريجي إلى أن ينظر إليهم خصومهم أو حتى بعض المقربين منهم بعين الضعف، سواء في بغداد أو على مستوى المحيط الإقليمي".
لكن، ما زاد هذا الضعف هو الانقسام المزمن بين الكتل الحزبية داخل برلمان الاقليم. وهنا ينصح مختصون بأن أفضل ورقة متبقية لاستعادة الساسة الكرد ثقلهم تكمن في رأب الصدع بين قواهم الرئيسة عبر إعادة ترتيب الأوراق وخلق وحدة موقف، وهو ما يراه مراقبون، أن هذا الشرخ يبقى المسبب الرئيس لتراجع برلمان كردستان عن أداء دوره الرقابي الحقيقي، لا أن يعكف على تمرير مصالح حزبية ضيقة.
ومن المقرر ان تجري انتخابات برلمان اقليم كردستان في تشرين الأول المقبل.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
أربيل تهدد بغداد بالانسحاب من العملية السياسية: الرفض لن يكون كلاما هذه المرة
17 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تسعى حكومة إقليم كوردستان إلى تكثيف جهودها السياسية والدبلوماسية لحل الخلافات المتفاقمة مع الحكومة العراقية في بغداد.
و في خطوة ملفتة، وجهت حكومة الإقليم رسالة واضحة إلى القناصل وممثلي الدول المعتمدين في أربيل، مطالبة بتدخلهم للمساهمة في حل الأزمة.
وأكد المتحدث باسم حكومة الإقليم، بیشوا هوراماني، أن حكومة كوردستان لن تقبل بتجاهل حقوقها الدستورية بعد الآن، ملمحًا إلى اتخاذ قرارات حاسمة قد تؤثر على الاستقرار السياسي في العراق، ومن بينها خيار الانسحاب من العملية السياسية.
و التقى وفد من حكومة إقليم كوردستان بممثلين عن 23 دولة في أربيل، حيث تم استعراض طبيعة الخلافات مع بغداد، لا سيما في القضايا المالية والنفطية. وأوضح هوراماني أن الإقليم يسعى حتى اللحظة إلى حل يتماشى مع الدستور العراقي، مشددًا على أن النهج المتبع في الأعوام الماضية لن يُقبل تكراره في العام الجاري.
وقال: “ما تم قبوله في 2023 و2024 لن نقبله هذا العام. هذا الرفض لن يكون مجرد كلام”.
الموقف الأمريكي: دعم لحل مستدام
من جهتها، أعربت الخارجية الأمريكية عن اهتمامها بتسوية النزاع بين أربيل وبغداد. وقال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، في تصريح صحفي، إن واشنطن تعمل مع الطرفين للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الموازنة، يهدف إلى تسهيل إنتاج النفط المستدام في الإقليم. وأضاف ميلر: “نحث على اعتماد تعديل الموازنة بسرعة”.
رد البرلمان العراقي: رفض قاطع للتدخل
في المقابل، أثارت التصريحات الأمريكية ردود فعل غاضبة داخل البرلمان العراقي. ووصفت لجنة العلاقات الخارجية التدخل الأمريكي في الملف بأنه “غير مقبول وسافر”. وأكد عضو اللجنة، مختار الموسوي، أن حل الخلافات بين بغداد وأربيل شأن داخلي لا يحتمل أي تدخل خارجي، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات تزيد تعقيد الأزمة. وطالب الجهات الحكومية والسياسية برفض هذا التدخل رسميًا.
و يبدو أن الأزمة بين بغداد وأربيل أصبحت تتداخل بين المطالب المحلية والضغوط الدولية، مع تصاعد حدة التصريحات من كلا الطرفين. في حين يسعى إقليم كوردستان إلى تعزيز موقفه الدستوري والحصول على دعم دولي لحل خلافاته، تواجه بغداد هذا التحرك برفض لأي تدخل خارجي، معتبرة أن النزاع شأن داخلي لا يحتمل ضغوطًا إضافية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts