تصدرت صورة الطفلة الفلسطينية رهف زياد أبو سويرح (4 سنوات) منصات التواصل الاجتماعي عربيا وعالميا، بعدما نشر العديد من الصحفيين في غزة صورة صاحبتها التي تنحدر من مخيم النصيرات والتي تبدو للوهلة الأولى لكل من يشاهدها أنها غارقة في نومها إلا أنها استشهدت بعدما توقف قلبها خوفا من شدة صوت القصف الإسرائيلي المتواصل.

"ليست نائمة.. بل ميتة"، بهذه العبارة عنون الصحفي الفلسطيني عطية درويش صورة الطفلة رهف، وهي التي تبدّل حالها حين توقف قلبها عن النبض بسبب قصف إسرائيلي على النصيرات، فأصبح فراشها نعشًا، وبات نومها موتًا أبديًا من دون أي نقطة دم ظاهرة على جسدها.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3إعلام إسرائيلي: عملية الضفة ستتواصل وهناك نية لتهجير سكان بعض المناطقlist 2 of 3المعاناة النفسية لبتر الأعضاء.. أن تشاهد جسدك منقوصًا مرّة واحدة وللأبدlist 3 of 3"الجهاد" ترد على استشهاد "أبو شجاع" والاحتلال يوسّع تصعيده بالضفةend of list

الصورة لقيت تفاعلا كبيرا من رواد منصات التواصل، وأثارت سخط وغضب الكثيرين ممن تأثروا باستشهاد الطفلة رهف خوفا من أصوات الصواريخ التي لم تتوقف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

View this post on Instagram

A post shared by سناء الجمل (@sana_aljamal82)

فمن قلب غزة، شارك العديد من مستخدمي منصة "إكس" صورة طفلة قطاع غزة التي تعبر عن حال أطفال القطاع الذين استشهدوا خوفا من القصف، وقال أحدهم "ستنام وترتاح الآن بلا خوف للأبد".

"لم يقتلها الصاروخ، لقد توقف قلبها الصغير خوفاً ورعباً من الصواريخ"

ستنام وترتاح الآن بلا خوف للأبد

– الطفلة رهف، ٢٩ أغسطس pic.twitter.com/qNu69yGJzA

— MO (@Abu_Salah9) August 28, 2024

الطفلة رهف أبو سويرح قتلتها إسرائيل وهي تحلم بالحصول على لقاح شلل الأطفال..! pic.twitter.com/RjTogfuMaE

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 28, 2024

في حين أكد العديد من المتفاعلين أن الأطفال الفلسطينيين كانوا وما زالوا "بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي" بغاراته المتواصلة على قطاع غزة، فمعظم الإحصائيات تشير إلى أن الاحتلال قتل عددا كبيرا من الأطفال منذ بداية الحرب على غزة.

نامت الطفلة رهف أبو سويرح في منزلها على أمل أن تستيقظ من نومها صباحا وتتلقى جرعتها من لقاح شلل الأطفال !!

لكن صواريخ الاحتلال باغتتها في منزلها وقتلتها برفقة عدد من أفراد عائلتها

هذا هو الاحتلال يقتل الأطفال بصواريخه ليل نهار pic.twitter.com/TrYZ8lhl4H

— وائل أبو عمر ???????? (@WaelAboOmer) August 28, 2024

وغزت صورة الطفلة رهف فيسبوك، حيث شارك المتفاعلون الصورة على نطاق واسع متسائلين "هل يوجد شكل من أشكال الموت لم يذقه أهل غزة؟".

وفي اليوم الـ328 للحرب الإسرائيلية على غزة، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار مخيمات جنين ونور شمس في طولكرم والفارعة في طوباس بالضفة الغربية، في وقت ارتفع فيه عدد الشهداء في شمال الضفة إلى 16 شهيدا.

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 134 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات صورة الطفلة

إقرأ أيضاً:

الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!

الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!

رشا عوض

عندما قرأت كتاب الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد- رحمه الله- “السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل” استوقفتني فكرة تخص الكاتب وحاول التدليل عليها باحداث تاريخية، وهي أن السودان بحدوده الموروثة (حدود 1956) ليس مجرد كيان موروث من الاستعمار، بل هو وطن مشدود لبعضه البعض من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بروابط متينة ومتجذرة في تاريخه وحاضره ولذلك فإن للسودان معنى كامن يجب استكشافه، هذا المعنى الكامن وتلك الروابط حسب الكاتب ستعصم السودان من الانقسام! عندما قرأت هذا الكتاب كان جنوب السودان يتهيأ للانفصال بعد اتفاقية نيفاشا! حينها كنت كالغريق الذي يبحث عن أي قشة للتعلق بها وإن كانت تلك القشة مجرد اعتقاد ميتافيزيقي في وحدة السودان مبني على تأملات وتفسيرات ذاتية لتاريخنا القديم والحديث! ولذلك حاولت بلا جدوى طمأنة نفسي بأن الانفصال ربما لا يتم وربما يكون حاج حمد على حق في اعتقاده! ولكن وقعت الواقعة وانفصل الجنوب!

أثبتت تجربتنا الواقعية أن وحدة السودان ليست ناموساً طبيعياً سيفرض نفسه جبراً مهما كانت أفعالنا الاختيارية تمضي في الاتجاه المعاكس لهذه الوحدة!

وحدة السودان لها استحقاقات تاريخية كبيرة دون الوفاء بها والاستبسال في سبيلها سوف نفقدها! وها نحن الآن امام نذر التشظي وليس فقط الانقسام إلى دولتين كما حدث عام 2011!! اليوم نعيش فعلاً وبشكل مرعب في حالة “تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد” على حد تعبير الدكتور منصور خالد رحمه الله!!

مشهد العربات البائسة المحملة بأثاث متهالك ومواطنين فقراء مرعوبين يفرون باتجاه غرب السودان بعد تقدم الجيش في بحري والخرطوم لا لسبب سوى أنهم ينتمون لقبائل موصوفة في لغة هذه الحرب القذرة بحواضن الد.عم السريع، هذا المشهد هو طعنة في خاصرة الوحدة الوطنية! والمحزن أن لا صوت رسمي أو شعبي يعلو محتجاً على هذا العار الكبير! وهل من عار أكبر من أن يفقد مواطن الأمان لمجرد انتمائه العرقي أو القبلي!

هل من عار أكبر من التنكيل بامرأة لأنها باعت الشاي أو الطعام لجنود الد.عم السريع أو قدمت لهم الماء! والذين يباشرون هذا التنكيل هم عناصر النظام المنحط الذي صنع الجنجويد وقنن قوات الد.عم السريع وقدم لها مناجم الذهب وفتح لها خزائن الدولة!

الأسافير مغمورة بالحديث المكرر عن فرحة “المواطنين” كلما تقدم الجيش! لماذا يتردد هذا الحديث بعفوية وكبداهة رغم أن في مقابل فرحة البعض هناك خوف وهروب جماعي من مواطنين آخرين فما سبب هذا التعميم؟ السبب هو أن مفردة “المواطنين” هكذا معرفة بألف ولام التعريف تعني الأشخاص المنحدرين من قبائل معينة ومناطق معينة ومن طبقة اجتماعية معينة! وهناك تواطؤ جمعي بين الممسكين بالقلم والمايكروفون في هذه البلاد على الاحتكار القبلي والجهوي لمفردة “مواطن” واحتكار ما يترتب عليها من حقوق مادية ومعنوية!

لذلك لا صوت يعلو فوق الزغاريد و”فرحة المواطنين” ولا أحد لديه أدنى  استعداد  لسماع  صوت “مواطنين آخرين” يذبحون ويقتلون في “كنابي” الجزيرة! أو يستغيثون أهلهم لإخراجهم من شرق النيل والكلاكلة والرميلة وغيرها لا لسبب سوى أنهم مسيرية ورزيقات وللمفارقة حتى القبائل غير المصنفة كحواضن اجتماعية للد.عم السريع بل يقاتل أبناؤها في صفوف الجيش كالنوبة والمساليت وغيرهم من قبائل غرب السودان وجنوبه يخشون على أنفسهم من مصير مشابه لأولئك الذين ذبحوا وقتلوا بالجملة في كنابي الجزيرة! وللمفارقة كذلك أن المسيرية والرزيقات لديهم أبناء يقاتلون في صفوف الجيش، ولكن مشروع تقسيم الوطن يتعامى عن هذه الحقائق وتعمل أياديه الخفية والظاهرة على الفرز العرقي والمناطقي ودائماً يدفع الفقراء من كل القبائل الثمن الأعلى! فجميع المواطنين الذين عاشوا طوال فترة الحرب في مناطق سيطرة الد.عم السريع، أجبرهم ضيق ذات اليد على البقاء ولكن المتآمرين على وحدة السودان والحالمين بدولة البحر والنهر الخالية من “الغرابة” وزعوا “تهمة التعاون مع الد.عم السريع” بالتساوي على الفقراء والمساكين من قبائل غرب وجنوب السودان وعلى أساس هذه التهمة أصدروا الأحكام بالذبح والقتل بأبشع الطرق”لإشاعة الرعب ودفع هؤلاء المساكين للفرار غرباً! وللأسف كثيرون منهم عجزوا عن الفرار ولذات السبب: ضيق ذات اليد! وينتظرون مصير مجهول ويرسلون الاستغاثات لأهلهم وذويهم لتدبير مبالغ تساعدهم على الهروب غرباً أو إلى خارج السودان، وللأسف أبواق الحرب والعنصرية تردد أن هذه العربات المتجهة غرباً هي عربات الدعامة المحملة بالمسروقات! ويطالب  البعض  بقصفها بالطيران! في حين أن الدعامة يعرفون الطرق الآمنة لانسحابهم ويجيدون تسريب مسروقاتهم وحمايتها منذ أن كانوا يهربون أطنان الذهب بالطائرات عبر مطار الخرطوم برفقة زملائهم في القوات المسلحة السودانية حين كان الجيش والد.عم السريع يدا واحدة في قمع ونهب الشعب السوداني وتلك قصة أخرى!

غالبية من تم قصفهم  للأسف مواطنون هاربون لا حول لهم ولا قوة! فأين حملات التضامن معهم من منظمات المجتمع المدني؟ أين اللجنة التي شكلها الجيش للتحقيق في مجازر الجزيرة ولماذا لا يتخذ الجيش تدابير وإجراءات استباقية لحماية المواطنين العزل من بطش جنوده وجنود كتائب الكيزان المتحالفة معه ليثبت ولو لمرة واحدة أنه جيش السودان وليس جيش الكيزان؟ لماذا لا يكون جيشاً يجلب الأمان والاطمئنان للجميع على اختلاف إثنياتهم وقبائلهم؟ وما هو رأي أنصار الجيش من غير الكيزان ولا سيما المثقفين الذين زعموا أن سبب تأييدهم للجيش هو الحرص على كيان الدولة وعدم ضياعها فما هي الدولة التي يقصدونها؟ أليس الشعب (كل الشعب) أحد أركان هذه الدولة؟ أم أن هؤلاء المثقفين أنفسهم وبشكل لا شعوري يفرقون بين المواطنين على أسس عرقية وقبلية!

مشهد الراحلين أو بالأحرى الهاربين غرباً ذكرني بمشهد الراحلين جنوبا عام 2011 مع اختلاف الملابسات والسياق، إذ كان رحيل الجنوبيين في إطار اتفاقية سلام وانفصال متفق على ترتيباته ولكن الهاربين غرباً يرحلون إلى المجهول في عز الحرب التي لا يعلم أحد متى تتوقف!

الله يكضب الشينة

الوسومالانفصال الجزيرة الجيش الدعم السريع الرزيقات السودان الكنابي المسيرية النوبة جنوب السودان رشا عوض

مقالات مشابهة

  • "لا هجرة إلا للقدس".. مغردون: رسائل تحد وصمود من القسام لترامب وإسرائيل
  • 3 شهداء في قصف إسرائيلي بمنطقة تأمين المساعدات شرقي رفح الفلسطينية
  • لا هجرة إلا للقدس.. مغردون: رسائل تحد وصمود من القسام لترامب وإسرائيل
  • الهاربون خوفاً من الجيش مواطنون أيضاً!
  • قلبها كان حاسس .. التحقيقات تكشف عن أقوال كاتمة أسرار مرام أسامة
  • القانون يحدد مواصفات الأطعمة التي يتناولها الطفل.. تفاصيل
  • معاناة الفلسطينيين في غزة بعد توقف الحرب.. فيديو
  • المخيمات الفلسطينية.. العقدة التي ظلت تؤرق الاحتلال وتحبط مخططاته
  • دراسة: الرضع يفضلون الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم في أثناء الحمل
  • كيف تفاعل النشطاء مع تعرض الدكتور حسام أبو صفية للتعذيب في سجون الاحتلال؟