10 مهن مهددة بالاندثار بسبب الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
يبدو أن الذكاء الاصطناعي بدأ يؤثّر فعليا في سوق العمل، إذ تتوغل "الأتمتة" و"الرقمنة" في كل قطاع مهني، من المصانع وحتى مجالس الإدارة، وهذا يهدد وظائف أصحاب الياقات البيضاء والزرقاء على حد سواء.
وبحسب مستشارة الإدارة الإستراتيجية جانان دومان، فإن قطاعات مثل الإنتاج والإعلام والنقل والصحة والقانون والتكنولوجيا تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب الذكاء الاصطناعي.
واستعرضت الكاتبة في التقرير الذي نشرته صحيفة "إندبندنت" بنسختها التركية، المهن العشرة التي يهددها الذكاء الاصطناعي بالزوال.
1- قطاع الإنتاج والتصنيعويأتي قطاع الإنتاج والتصنيع في المرتبة الأولى؛ حيث يتأثر العمال في خطوط الإنتاج بشكل خاص، لأن تطوير الأنظمة الآلية قلل من الطلب على العمالة اليدوية، وأحدث بالتالي تحوّلا كبيرا في خطوط إنتاج السيارات، كما يُستخدم لزيادة الكفاءة وتحسين الجودة وتقليل الأخطاء، وهذا جعل أنظمة التصنيع أكثر ذكاءً.
وأحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في قطاع خطوط الإنتاج بالمصانع من خلال عدة تحديثات بارزة، منها التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها، ومراقبة الجودة المعززة، وتحسين استهلاك الطاقة، وإدارة سلسلة التوريد، وزيادة الإنتاجية باستخدام الروبوتات والأنظمة الذكية لأتمتة المهام المتكررة.
الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في قطاع خطوط الإنتاج من خلال التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها ومراقبة الجودة المعززة (شترستوك) 2- أنظمة التفتيشوترى جانان أن مفتشي الجودة يأتون في المرتبة الثانية، إذ باتت أنظمة التفتيش المدعومة بالذكاء الاصطناعي تؤدي الآن مهمة اكتشاف العيوب والأنماط الشاذة، وهذا أحدث تحولا كبيرا في عمليات مراقبة الجودة. بل تبيّن أن هذه الأنظمة أكثر دقة من المفتشين البشريين، إذ تستطيع اكتشاف العيوب التي قد يفوّتها الإنسان، مع تحسين دقة التفتيش بنسبة تصل إلى 30%. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع عملية التفتيش، وهذا يقلل من فترات التوقف ويحسن من جودة الإنتاج بشكل عام.
3- المدققون اللغويون والعاملون في المونتاجوبحسب مستشارة الإدارة الإستراتيجية فإن المدققين اللغويين والعاملين في مونتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية في قطاعي الإعلام والترفيه يحتلون المرتبة الثالثة ضمن لائحة أكثر المتضررين من الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب البرامج المتقدمة التي تراجع النصوص وتدقق الأخطاء اللغوية. فقد أصبحت هذه البرامج قادرة على اكتشاف وتصحيح مجموعة واسعة من الأخطاء مع تدخل بشري محدود، وهذا يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى المدققين التقليديين.
وقدم الذكاء الاصطناعي عدة حلول في مجال التدقيق اللغوي، كالتدقيق التلقائي الذي يستخدم تقنيات التعلم الآلي لتحليل النصوص واكتشاف الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية وتحسين الأسلوب: أدوات الذكاء الاصطناعي يمكنها اقتراح تحسينات على الأسلوب الكتابي.
قدم الذكاء الاصطناعي عدة منتجات متخصصة في تقنيات التعرف على الوجوه والأشياء للمساعدة في تنظيم وتحرير الفيديوهات بفعالية أكثر (شترستوك)أما بالنسبة للعاملين في مونتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، فيشهد اختصاصهم تحولا كبيرا بسبب تطور أدوات التحرير المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتعمل هذه الأدوات على أتمتة المهام المتكررة والتي عادة ما تستهلك الكثير من الوقت في عملية المونتاج؛ مثل مطابقة اللقطات تلقائيا، وضبط مستويات الصوت، وإضافة المؤثرات البصرية. ومن المتوقع أن يساهم تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي للمحررين بالتركيز على الجوانب الإبداعية والمعقدة من عملهم.
وقدم الذكاء الاصطناعي عدة منتجات متخصصة في تحرير الفيديو التلقائي، وتقنيات التعرف على الوجوه والأشياء للمساعدة في تنظيم وتحرير الفيديوهات بشكل أكثر فعالية، إلى جانب إضافة التأثيرات البصرية والصوتية بشكل تلقائي بناءً على تحليل محتوى الفيديو.
4- قطاع سيارات الأجرةأما في المرتبة الرابعة، فأشارت الكاتبة إلى تأثير انتشار تطبيقات مشاركة الرحلات وتطور المركبات ذاتية القيادة على قطاع سيارات الأجرة. ويواجه سائقو سيارات الأجرة منافسة شديدة من تطبيقات مثل "أوبر" و"ليفت" التي تُقدّم خيارات أكثر راحة وأقل تكلفة للركاب. كما أن تطور المركبات ذاتية القيادة له تأثير كبير على القطاع، حيث قد يتراجع الاعتماد على السائقين البشريين مع تزايد انتشار هذه المركبات، وهذا قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على خدمات سيارات الأجرة التقليدية.
يتراجع الاعتماد على سائقي سيارات الأجرة البشريين مع تزايد انتشار المركبات ذاتية القيادة (شترستوك) 5- مساعدو المحامينيأتي مجال العمل القانوني في المرتبة الخامسة وخاصة مساعدي المحامين؛ فقد أصبحت أدوات البحث القانونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وبرمجيات أتمتة الوثائق قادرة على أداء العديد من المهام التي كان يقوم بها المساعدون التقليديون، مثل إجراء البحوث القانونية، وإعداد مسودات العقود، وتجهيز الالتماسات. نتيجةً لذلك، قد يقل الطلب على خدمات المساعدين في المجالات التي يمكن أتمتتها بسهولة.
6- قطاع الرعاية الصحيةأما فيما يخص مجال الرعاية الصحية، فأكدت دومان أن عمل الأطباء المتخصصين في تحليل الصور الطبية -مثل أطباء الأشعة- ومختصين آخرين قد يتأثّر أيضا بالذكاء الاصطناعي. إذ تقدم الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي منافسة متزايدة لهذه التخصصات من خلال تحسين دقة تحليل الصور الطبية مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي. وتشير الدراسات إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكنها تشخيص حالات مثل سرطان الثدي وسرطان الرئة واعتلال الشبكية السكري بدقة وفعالية تفوق في بعض الأحيان تلك التي يحققها الأطباء.
قدم الذكاء الاصطناعي عدة أدوات للمساعدة في مجالات التشخيص وتحليل البيانات الصحية لتتبع الأنماط والتنبؤ بالأمراض قبل حدوثها (شترستوك)وقدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي عدة أدوات للمساعدة في مجالات التشخيص، والمساعدين الصحيين الافتراضيين، إضافة إلى المراقبة عن بعد باستخدام الاستشعار الذكية التي تراقب حالة المرضى وتنقل البيانات إلى الأطباء، وتحليل البيانات الصحية لتتبع الأنماط والتنبؤ بالأمراض قبل حدوثها، وإدارة المستشفيات لتحسين العمليات الإدارية.
7- تطوير المواقع الإلكترونيةكما أشارت الكاتبة إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال تطوير المواقع الإلكترونية. ففي السابق، كان مطوّرو المواقع الإلكترونية أساسيين في إنشاء مثل هذه المواقع، ولكن الآن يواجهون منافسة قوية من أدوات إنشاء المواقع المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي يمكنها توليد الأكواد وتصميم المواقع تلقائيا.
وتسمح هذه الأدوات لغير المتخصصين بإنشاء مواقع ويب معقّدة بسهولة، وهذا يقلل من الحاجة إلى المهارات التقليدية في تطوير الويب. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التعامل مع المهام الأساسية مثل إنشاء القوالب أو كتابة قطع الكود، إلا أنه غالبا ما يكون غير كافٍ في مجالات تتطلب الإبداع وحل المشكلات والمعرفة التخصصية، مثل تصميم مواقع فريدة وجذابة بصريا أو تطوير تطبيقات معقدة تتطلب تكاملا خاصا.
8- البائعون في المتاجروبحسب مقال دومان في النسخة التركية من "إندبندنت"، فمن المنتظر أن يؤثر تطور التكنولوجيا على عمل البائعين في المتاجر، حيث إن تقنية الدفع التلقائي والمدفوعات عبر الهاتف المحمول قللت من الحاجة إلى الصرّافين البشريين في المتاجر.
من المنتظر أن يؤثر تطور التكنولوجيا على عمل البائعين في متاجر البيع بالتجزئة (شترستوك) 9- قطاع البنوكثم يليهم موظفو البنوك، حيث تقلل نوافذ الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وأجهزة الصراف الآلي وتطبيقات البنوك عبر الهاتف المحمول من الحاجة إلى موظفي النوافذ التقليديين.
وقدم الذكاء الاصطناعي عدة حلول في قطاع البنوك، مثل إدارة المخاطر عبر تحليل البيانات الكبيرة وتحديد الأنماط التي قد تشير إلى مخاطر محتملة، والكشف عن الأنشطة الاحتيالية من خلال تحليل السلوكيات غير المعتادة في الحسابات والمعاملات المالية، إلى جانب تحليل البيانات لتقديم عروض وخدمات مخصصة لكل عميل بناءً على سلوكياتهم واحتياجاتهم المالية، وإدارة المحافظ الاستثمارية.
10- قطاع السياحة والسفروفي المرتبة الأخيرة، تأتي وكالات السفر، حيث أحدثت منصات الحجز عبر الإنترنت وتطبيقات السياحة المدعومين بالذكاء الاصطناعي تغييرات كبيرة في قطاع السفر.
أحدثت منصات الحجز عبر الإنترنت وتطبيقات السياحة المدعومين بالذكاء الاصطناعي تغييرات كبيرة في قطاع السفر (شترستوك)ورغم أن هذه المهن تواجه تحديات مهمة، فإن زوالها ليس حتميا. فبعض الوظائف قد تصبح قديمة، بينما ستتطور أخرى لتواكب التقدم التكنولوجي.
وسيكون مفتاح البقاء في سوق العمل -وفق مستشارة الإدارة الإستراتيجية جانان دومان- اكتساب مهارات جديدة وتبني التطورات التكنولوجية وتطوير الخصائص البشرية الفريدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات ترجمات المدعومة بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی عدة تحلیل البیانات سیارات الأجرة من الحاجة إلى للمساعدة فی فی المرتبة قبل حدوثها من خلال فی مجال فی قطاع عدة فی
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.