الرجوب: المؤسسات الرياضية الدولية التزمت الصمت أمام جرائم الاحتلال
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
أكد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفريق جبريل الرجوب، أن المؤسسات الرياضية الدولية التزمت الصمت أمام جرائم الاحتلال بحق الرياضيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الاحتلال قتل أكثر من 400 رياضي فلسطيني وأصاب واعتقل وشرّد الالاف منهم، ودمّر حوالي 70% من المنشآت الرياضية والملاعب، وحوّل ما تبقى منها إلى مراكز اعتـقـال وتحقيق وتنكيل بأبناء شعبنا.
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع رفيع المستوى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ضمن جلسات المنتدى الدولي رفيع المستوى حول الشباب والسلام والأمن الذي تستضيفه العاصمة الأردنية عمان، حيث أشار الرجوب إلى أن الاف الشباب الفلسطيني المعتقلين في السجون الاسرائيلية يعانون من السادية الاستعمارية التوسعية الإحلالية.
وأشار الرجوب إلى أن الشباب الفلسطيني ولدوا تحت بنادق الاحتلال وكبروا وكبرت معهم مرارة سرقة طفولتهم وحقهم بالحياة الكريمة في ظل هذا الاحتلال البغيض الذي ينشر شبح الموت ويتنكر لكل المواثيق والأعراف الدولية وحقوق الإنسان، مؤكدا أن الشباب الفلسطيني مشحون بطاقة الحياة وله أحلام وتطلعات أُسوةً بكل شباب العالم.
ولفت إلى أن نسبة الشهداء الشباب من مجموع الشهداء يشكل أكثر من 24 % حيث استشهد أكثر من 8672 طالبا، وأكثر من 14583 أصيبوا بجروح خلال العشرة أشهر الماضية فقط، وما زال 620 ألف طالب في قطاع غزة محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية ومعيشية صعبة جدا.
وتساءل عن موقف العالم الحر من قادة الاحتلال الذين يعلنون جهارة باستباحة دماء الشباب؟ ومن تكميم أفواه الشباب وحرمانهم من حقهم في التعبير عن رأيهم الذي يُواجه بالتهديد؟ ومن جنود الاحتلال الذين يتفاخرون عبر وسائل التواصل بعدد من قتلوهم من أطفال فلسطين ويجاهرون بالصوت والصورة بسرقة الفلسطينيين، في حين تُحجب الصور والحقائق التي تكشف زيف الرواية الصهيونية للاحتلال؟
ودعا الرجوب إلى معالجة الظروف والعوامل التي تؤدي الى صعود التطرف، مؤكدا أن العمل على كافة بنود قرار مجلس الأمن 2250 ضرورة وطنية وقومية وعالمية لإرساء قواعد السلام عبر الشباب.
وشدد على ضرورة تفعيل البند السادس من القرار والذي يتضمن التحقيق مع المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأكد أن مؤسسات دولة فلسطين بالشراكة مع المجتمع المدني والمؤسسات الشبابية تسير بخطوات ايجابيه تصاعدية نحو تطبيق قرار 2250 لمجلس الأمن، وأن فلسطين تسعى لتشكيل لجنة وطنية في هذا الشأن لتهيئة كل العوامل والامكانيات التي تتيح لشبابنا أخذ دورهم الحقيقي في اتخاذ القرار والتخطيط والبناء وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار رئيس المجلس الأعلى إلى أن دولة فلسطين تتطلع لمزيد من الدعم السياسي والمادي واللوجستي ليتسنى لها القيام بدورها نحو الشباب ولقيام الشباب الفلسطيني بدوره في تحقيق طموحاته المشروعة والمساهمة في بناء صرح السلام العالمي.
وتساءل الرجوب: كيف للشباب الفلسطيني أن يقوم بدوره في الوقاية من النزاعات في حين أن 47 % من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين؟ وتابع: إن كافة المعطيات على الأرض وتتبع تصريحات قيادة الاحتلال واستباحت الأرض والشجر والحجر والإنسان والحيوان تحتم على المجتمع الدولي وقفة جادة وحاسمه وتهيئة بيئة تمكن شبابنا من أداء دورهم في حفظ الأمن والسلام.
وشدد على الحاجة الماسة لتمكين وتمتين المؤسسات الدولية بقوة القانون لا قانون القوة لاسترجاع ثقة الشعوب والشباب تحديدا بالقيم الانسانية والعدالة الدولية فلا أحد يريد أن تسود شريعة الغاب الا الوحوش.
ولفت الرجوب إلى أن الشعب الفلسطيني عموما وشبابنا على وجه الخصوص يتسمون بحب العلم والتعلم والانفتاح على الثقافات المختلفة فشبابنا هم أحفاد سيدنا عيسى يحملون رسالة محبة وسلام على الرغم من أنهم لم يعيشوا السلام يوماً بل عاشوا كل فصول القهر والامتهان لإنسانيتهم، وأن شبابنا يسعون لغد أفضل وهم أغصان دولتنا وبراعمها وأعمدة البناء لمستقبل ينشدون فيه الحرية والكرامة والسلام، والقادرون على السلام وحدهم القادرون على إصلاح العالم، والسلام هو ألا تحارب من يريد السلام، مضيفا: " فلنبني معا قواعد السلام في أرض السلام ليعُم السلام في العالم أجمع".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الشباب الفلسطینی الرجوب إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدر بن حمد: الخطط الدولية لمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة
مسقط- العمانية
أكد معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره. جاءت تصريحات معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025، بالمتحف الوطني في مسقط، حيث ألقى معاليه كلمة أمام وفد دولي من الرؤساء التنفيذيين الشباب (YPO)، مستعرضًا الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية، والتي ترتكز على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مؤكدًا أن هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي كلمته، أعرب معالي السيد عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدًا أن هذه الظاهرة لا تشكل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضًا غير مجدية، وتساهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السلمية. وقال: “الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبًا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تحرم الفلسطينيين من حقهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم”.
وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلًا من حلها. وقال: “الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبها عن الأطراف التي يختلفون معها. لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلّا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.”
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس. وأكد أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل، والتي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف معاليه: “إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم”.
وإيمانًا بأهمية الحوار كنهج دبلوماسي أشار معالي السيد إلى الأسس الراسخة التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية، مؤكداً على أن أنها متجذرة في التاريخ العُماني وقيمه. وقال: “نؤمن بخلق مساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وحيث توحّد المصالح المشتركة وجهات النظر المختلفة، بدلًا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.”
وأكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أن الدبلوماسية العُمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهوية السلطنة ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم. وأوضح أن سلطنة عُمان، على مر التاريخ، كانت وما زالت حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في تشكيل هويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.
وأشار معاليه إلى أن الضيافة في عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية. وقال: “أن نرحب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض “.
وأضاف: “وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.”
وقال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، إنَّ الدبلوماسية، في جوهرها، هي “فن التوازن”، مشيرًا إلى أنَّ سلطنة عُمان لطالما لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، ومؤكدًا أنَّ الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيم السلطنة المتجذرة في تاريخها وثقافتها. وقال: “الدبلوماسية بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا”.
يُشار إلى أنَّ منظمة الرؤساء الشباب ( YOP)هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفًا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة، ويزور وفد منها سلطنة عُمان حاليًا ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.