حث المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء، السيدة "ريم السالم"، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، على اتخاذ إجراءات فعالة وفورية لإلزام إسرائيل بوقف عملية القتل البطيء والمتعمد الذي تنفذه ضد نائب البرلمان السابقة، الفلسطينية "خالدة جرار"، والخاضعة للعزل الانفرادي في السجون الإسرائيلية منذ 17 يومًا، مطالبًا بإطلاق سراحها فورًا والتوقف عن استخدام سياسة الاعتقال التعسفي، بما في ذلك الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين.



وقال المرصد الأورومتوسطي في رسالة عاجلة وجهها إلى كل من المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، وضمنها شكوى تلقاها من زوج "جرار"، السيد "غسان جرار"، حول ظروف احتجازها التعسفي وعزلها الانفرادي غير الإنساني في أحد السجون الإسرائيلية المخصصة للمعتقلات الجنائيات.

وأوضح "جرار" في الشكوى التي قدمها لطاقم الأورومتوسطي أن إدارة السجون الإسرائيلية تواصل منذ 17 يومًا عزل زوجته في زنزانة انفرادية في عزل سجن "نفي تيرتسيا" في ظروف قاسية.

 وأشار إلى أن الناشطة الحقوقية المعتقلة إداريًّا منذ أكثر من ثمانية أشهر نقلت للعزل دون أي مبرر، حيث لم يكن هناك أي سبب لنقلها من السجن الذي كانت تحتجز به، ولم تخبرها السلطات الإسرائيلية عند نقلها إلى الجهة التي ستنقل إليها، وتبين لها أنها نقلت إلى العزل الانفرادي في سجن "نفي تيرتسيا" المخصص للنساء الجنائيات.

وبيّن أن زوجته محتجزة في زنزانة مساحتها 2.5*1.5 مترًا، وضمن هذه المساحة الضيقة يوجد المصطبة الإسمنتية التي تنام عليها، ومرحاض مكشوف دون أي ساتر، فيما قطعت سلطات السجون الإسرائيلية الماء عن المرحاض، في الوقت الذي تؤخر فيه وصول الطعام إليها، رغم حاجتها لتناوله في أوقات منتظمة، كونها تتناولوقاتتأ خمسة أصناف من الأدوية متعلقة بالضغط والسكر والكوليسترول.

وأكد أن المشكلة الأبرز التي تواجهها زوجته هي نقص الأوكسجين الفعلي في الزنزانة، وعدم السماح بإخراجها إلى الساحة "الفورة"، وقطع الماء عن المرحاض، والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، والتأخير المتعمد للطعام، مشددًا على أن هذه "ظروف قتل وليس عزل."

وتساءل "جرار": "هل يريدون قتل خالدة بهذه الطريقة؟ عندما تحتاج لشيء طارئ لا أحد يستجيب، وتمر أربع ساعات دون الاستجابة لندائها رغم وضعها الصحي الحساس."

ونقل "جرار" عن زوجته قولها لمحاميتها في وصف ما تعيشه ما يلي:

"أنا أموت يوميًا، فالزنزانة هي أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء، فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، الذي تم إغلاقه لاحقًا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى (بالأشناف) في باب الزنزانة تم إغلاقها، وهناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة".

وتضيف: "ما زاد من مأساوية عزلي، درجات الحرارة المرتفعة، فأنا باختصار موجودة داخل فرن على أعلى درجة، لا أستطيع النوم بسبب الحرارة العالية، ولم يكتفوا بعزلي في هذه الظروف، فقد تعمدوا قطع الماء في الزنزانة، وحتى عندما أطلب تعبئة (قنينة) الماء لأشرب، يحضروها بعد 4 ساعات على الأقل، وبالنسبة للخروج إلى ساحة السّجن (الفورة) تم السماح لي مرة واحدة بعد مرور ثمانية أيام على عزلي، كما يتعمدوا تأخير وجبة الطعام الرديئة لساعات".

واعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي خالدة جرار 26 ديسمبر/كانون أول 2023، من منزلها في رام الله وسط الضفة الغربية، وحُولت إلى الاعتقال الإداري. وطوال المدة الماضية كانت محتجزة في سجن "الدامون" إلى جانب الأسيرات، دون توجيه أي تهمة لها أو محاكمة، إلى أن نُقلت إلى العزل الانفرادي مؤخرًا.

يذكر أن "جرار" معتقلة سابقة تعرضت للاعتقال نحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية ونائب سابق في المجلس التشريعي الفلسطيني.

ويعاني أكثر من تسعة آلاف معتقل فلسطيني من اعتقالات تعسفية وظروف اعتقال قاسية وإجراءات حاطة بالكرامة وتعذيب وحشي وإجراءات عقابية وانتقامية، بما فيها التجويع والعزل الانفرادي، زادت حدتها بشكل خطير بالتزامن مع جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين قتلوا داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية منذ عام 1967 بلغ نحو 255 فلسطينيًا، بالإضافة إلى عشرات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة ممن قتلوا منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، وما تزال هويات الغالبية العظمى منهم وأعدادهم الفعلية مجهولة حتى اليوم.

وأكد الأورومتوسطي أن الاعتقال الإداري هو أحد الأدوات الرئيسة التي تستخدمها إسرائيل لتعزيز نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) ضد الفلسطينيين وإخضاعهم وتدميرهم وتدمير أسرهم ومجتمعاتهم، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في حرية التعبير والتجمع، والحق في عدم الخضوع للاعتقال التعسفي، والحق في المحاكمة العادلة، والحق في عدم الخضوع للتعذيب، أو للمعاملة أو للعقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

وشدد الأورومتوسطي على أن الإيذاء المتعمد والتسبب بمعاناة نفسية شديدة ناتجة عن العزل الانفرادي المتواصل يُعتبر شكلًا من أشكال التعذيب الذي يحظره القانون الدولي بشكل مطلق، ويشكل انتهاكًا لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا)، التي تحظر العزل الانفرادي إلى أجل غير مسمى أو العزل الانفرادي المطوّل لمدة تزيد على خمسة عشر يومًا متتالية، وتعتبره ضربًا من ضروب التعذيب وسوء المعاملة.

وحمل المرصد الأورومتوسطي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة "خالدة جرار"، ويطالب بإنهاء عزلها الانفرادي والافراج الفوري عنها. ويدعو المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والتدخل بشكل فوري وحاسم لإلزام إسرائيل بالتوقف فورًا عن استخدام الاعتقالات التعسفية، بما في ذلك الإدارية، ضد الفلسطينيين كخطوة أولى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) ضد الفلسطينيين وضمان التحقيق الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وضمان مساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الفلسطينية سجن الاحتلال احتلال فلسطين سجن برلمانية مخاوف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی السجون الإسرائیلیة العزل الانفرادی ضد الفلسطینیین خالدة جرار بما فی

إقرأ أيضاً:

استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال للمواطنين بغزة

استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مفترق جحجوح في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.

رئيس وزراء فلسطين يؤكد ضرورة التنسيق لضمان توزيع المساعدات بصورة عادلة في غزة

 

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن طائرات الاحتلال قصفت أيضًا أرض البراوي قرب شارع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وألقت مسيرة إسرائيلية "كواد كابتر" قنابل على مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

 

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر 2023 إلى نحو 45,338 شهداء، و107,764 مصابًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.

استشهاد فلسطينية مسنة وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي في غزة

استشهدت فلسطينية وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح بينهم طفل في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى في حي الدرج بمدينة غزة اليوم"الثلاثاء".

 

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا"،أن طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي قصفت تجمعا لمواطنين في حارة الحمام بمخيم طولكرم مما أدى إلى استشهاد مواطنة مسنة وإصابة 3 آخرين بجروح، بينهم طفل (10 سنوات) ونقلوا إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت لتلقي العلاج.

 

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهرأكتوبر 2023 إلى نحو 45,338 شهيدا، و107,764 مصابا،أغلبيتهم من النساء والأطفال،وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.

وفي سياق آخر اقتحم مستوطنون، اليوم "الثلاثاء" المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأفادت محافظة القدس، بأن 240 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة،ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية،في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة.

سقوط 8 شهداء وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال دير البلح

استشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مركبة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ومنزلا شرق مدينة غزة.


وبحسب" وكالة الأنباء الفلسطينية" وفا"، فإن طائرات الاحتلال قصفت مركبة عند مصنع العودة على شارع صلاح الدين في مدينة دير البلح، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين.

وأفادت، باستشهاد أربعة مواطنين، بينهم سيدتان وطفل، وإصابة آخرين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة صيام في محيط "حمام السمرا" شرق مدينة غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,317 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,713 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • WSJ: هذه هي التحديات التي تواجه حكام سوريا الجدد
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على شمال غزة
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال للمواطنين بغزة
  • بادى يستمع لتنوير حول التحديات التي تواجه مسيرة الإستقرار بالمنطقة الغربية
  • من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين
  • أسماء نحو 200 من معتقلي غزة في السجون الإسرائيلية
  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
  • وزير الإسكان يلتقى مجموعة من المطورين العقاريين لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع العقاري وبحث فرص التعاون المشترك
  • رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي
  • الحرية المصري: حديث الرئيس بأكاديمية الشرطة اتسم بالمكاشفة بشأن التحديات التي تواجه الوطن