مصطفى حمدي لـ الفجر الفني: درست فترة الأربعينات من أجل " عمر أفندي" ولا أضع نفسي في قالب معين ككاتب (حوار)
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
فترة الأربعينات ثرية جدًا وبها تنوع ثقافي.
أغنية لولاش لحسام حسني كانت من أختيار المخرج عبد الرحمن أبو غزالة
ترشيحات الممثلين حق أصيل للمؤلف درست فترة الأربعينات مدة طويلة
لا أحب وضع نفسي في قالب معين
تصدر مسلسل "عمر أفندي" محركات البحث منذ عرض أولى حلقاته وأصبح حديث السوشيال ميديا وأشاد عدد كبير من الجمهور بإخراجه وفكرته والسيناريو والأسكريبت به.
لذلك حوار الفجر الفني المؤلف والسيناريست مصطفى حمدي ليكشف عن سبب اختيار فترة الأربيعينات لسرد الأحداث وتفاصيل العمل
وإليكم نص الحوار:
فترة الأربيعينات فترة ثرية جدًا، بها تنوع ثقافي وتنوع في تركيبة المجتمع وكان هناك المصريين المنقسمين مابين بشوات وأفندية وكان هناك الأجانب خصوصًا الأيطاليين والأنجليز واليهود فكانت فترة ثرية ثقافيًا وسياسيًا لكني لم اتعرض للتنوع السياسي في هذه الفترة.
فكرة لعبة واتساب في الأربيعينات واللزمات ومشهد غناء لولاش..كانت من البداية في السيناريو أم اجتهاد ممثلين؟
لعبة واتساب واللزمات والأغنية كلها تم كتابتها في السيناريو، لكن الأغنية كانت من اختيار المخرج عبد الرحمن أبو غزالة تحديدًا أغنية حسام حسني فكان له رؤية معينة وكان حابب هذه الأغنية في زمن الأربيعينات بالرغم من أنني كنت أفضل تقديم أغنية جديدة.
هل تدخلت في ترشيح الممثلين للأدوار ؟
أرى أن ترشيحات الممثلين حق أصيل للمؤلف، وهذا الموضوع يتم في الأول اختيار النجم ما بين المخرج ومابين المنتج وبعد هذا ينضم ألينا النجم أيضًا في حوار الترشيحات وكلًا يدلو بدلوه، والحمد لله اننا قدرنا نكون فريق عمل كويس جدًا كلهم أعتقد كانوا يعني قد المسؤلية وقدموا أدوراهم بشكل جيد.
كل التحديات كانت بالزمن القديم وخصوصًا تفاصيل الملابس وطريقة الكلام واللغة والحوار القديم لأن كانت الثقافة تختلف عن الوقت الحالي، وهو ما جعلني أدرس فترة الأربيعينات مدة طويلة والحمد لله ربنا وفقني بشكل كبير جدًا.
المسلسل كان يحمل اسم السرداب في البداية وتم تغيره لـ عمر أفندي..فما سبب ذلك ؟
اسم السرداب كان اسم مؤقت حتى نتمكن من دخول ورق المسلسل الرقابة ونأخذ التصاريح اللازمة لبدء التصوير، إلى أن يتم الاستقرار على الاسم النهائي، وكان هناك عدة اقتراحات للمسلسل لكن في النهاية كان "عمر أفندي " هو الأقرب والذي اتفق عليه الجميع.
أغلب أعمالك ذات طابع كوميدي لو بتفكر تقدم لون جديد هيكون إيه؟
ليست فكرة تقديم لون كوميدي أو لون جديد، لأنني أكتب الذي أحبه، فإذا أحببت الفكرة أقوم بكتابتها، وبالفعل بيتعرض عليا أعمال لم أحبها أو أشعر بأنني لم استطيع تقديمها بشكل كويس فبعتذر عنها، سواء كان الموضوع كوميدي أو تراجيدي، فلا أضع نفسي في قالب معين، ولا أرفض فكرة وجود لون جديد.
بما إنك شاركت في تأليف السيت كوم كافيه تشينو..هل تفكر في تكرار هذه التجربة ؟
تقديم السيت كوم كافية تشينو كنت اخطو خطواتي الأولى، وكان ورشة وقمت بكتابة حلقتين به، واستفدت من الناس الأكبر خبرة مني كلهم أستاذة كبار وتعلمت منهم، وفكرة السيت كوم دلوقتي لم تلقى جماهيرية كبيرة، والفترة التي تم تقديم بها كافيه تشينو كانت منتشر بها فكرة السيت كوم لكن حاليًا ليس لها جماهيرية، اتمنى أن يعود موضوع السيت كوم مرة أخرى لأنه لون حلو، ولكن المنصات والقنوات هى من تتحكم في هذا الموضوع فهى صاحبة القرار في رفض وقبول الفكرة.
هل يوجد أعمال جديدة الفترة المقبلة ؟
يوجد عدة أعمال لكنني لم استقر على عمل معين حتى الآن.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصطفى حمدي أبطال مسلسل عمر أفندي أحداث مسلسل عمر أفندي عمر أفندی کانت من
إقرأ أيضاً:
حوار جاد لتغيير آمن بديلا للقلق في مصر
ليس خافيا ما يعيشه أنصار السيسي وحتى بعض القوى المعارضة من حالة ترقب وقلق بعد عديد التطورات في المنطقة وأهمها طوفان الأقصى وتداعياته، وانتصار الثورة السورية وتداعياتها أيضا، حتى أن السيسي نفسه حاول لمرات عديدة التدخل بنفسه لتبديد أو تخفيف هذا القلق ببعض كلمات جوفاء دون جدوى.
وعلى رأي المثل "أراد أن يكحلها فأعماها"، فإن السيسي حرص أكثر من مرة على إطلاق رسائل الطمأنة للقلقين خلال زياراته ولقاءاته المتكررة والمتزايدة للأكاديمية العسكرية وغيرها من الكليات العسكرية بمناسبة وغير مناسبة، فتترس السيسي بالمؤسسة العسكرية وليس بالشعب هو عين القلق الذي يحاول تبديده لدى أنصاره. فالحاكم المطمئن غير القلق يتحرك بشكل طبيعي بين الناس، ويكون عنوان إقامته معروفا وليس مجهولا رغم مرور 12 عاما على انقلابه.
وحين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدري، فأنصار النظام في مصر الذين حرضوا على الانقلاب، ثم على قتل المعارضين لهذا الانقلاب في مجازر لن تمحى من الذاكرة الوطنية، يشعرون أنهم سيكونون هدفا لردود فعل غير منضبطة حال حدوث تغيير، ولذا فإن الرسالة المبطنة لهم هي التمسك بهذا النظام والعض عليه بالنواجذ حتى يتجنبوا ذلك المصير، لكن ذلك لا يبدد القلق لديهم بل يزيده.
حين يوجه نظام السيسي إعلامه ولجانه لتشويه الثورة السورية، والتركيز على صور القتل والسحل التي جرت مؤخرا خلال محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم هناك، في محاولة لتذكير المصريين بفضله عليهم إذ جنبهم هذا المصير، فإنه في الحقيقة يزيد الخوف والقلق لديهم من حيث يدري أو لا يدريقوى سياسية مدنية لا تخفي قلقها أيضا من احتمالات تغيير يمكن أن يفتح الباب لتصفية حسابات، وإسالة دماء، وهي أيضا مذعورة مما حدث في سوريا، خاصة أن بعضها كانت داعمة لنظام بشار الأسد، أو أنها في خصومة أيديولوجية مع التيار الإسلامي عموما في المنطقة، وساهمت هذه القوى في نشر الذعر مما حدث في سوريا في معركة الساحل الأخيرة ضد فلول نظام الأسد، وإن وجب التنويه هنا لرفضي واستنكاري التام لجرائم القتل على الهوية التي تمت للعلويين، فانتماء الأسد أو معظم أركان حكمه لهذه الطائفة لا يبرر قتل المدنيين الأبرياء منها، وحسنا فعلت السلطة السورية بفتح تحقيقات لمحاسبة الجناة.
لا يمكن لعاقل تجاهل هذه المخاوف وهذا القلق، وبعضه مشروع، خصوصا لدى بعض الأقليات الدينية أو الثقافية، ولكن الاحتماء بحكم عسكري يستغل هذا الخوف لتعزيز قبضته لن يمحو هذه المخاوف وهذا القلق، لأنه يتغذى بالأساس عليه، كما أن احتماء النظام بقواه العسكرية والأمنية، وبنائه الأسوار حول عاصمته الإدارية أو قصور حكمه لحمايته، أو بناء المزيد من السجون لاعتقال معارضيه؛ ليس كافيا لتحقيق الأمن والاستقرار، أو الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية. وهنا نستحضر ما كتبه أحد الولاة إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يطلب منه مالا كثيرا ليبني سورا حول عاصمة الولاية، فقال عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل ونقِّ طرقها من الظلم.
بدلا من تغذية المخاوف والقلق تعالوا بنا إلى حوار مجتمعي حقيقي، يطرح فيه كل طرف مخاوفه وهمومه، فليس صحيحا أن أطرافا بعينها فقط لديها مخاوف، بل إن كل الأطراف المنشغلة بالشأن العام لديها مخاوف من بعضها، إذن لنكن صرحاء ومباشرين في الحوار حول هذه المخاوف، ليس لمجرد الفضفضة أو البحث عن خلاص وأمان شخصي أو طائفي،كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية ولكن بحثا عن أمان للشعب كله، وللوطن كله، بحثا عن صيغة مقبولة للعيش المشترك، بحثا عن عقد اجتماعي جديد يحدد الحقوق والواجبات، والتحديات المشتركة، وسبل التنافس الشريف سياسيا واقتصاديا وثقافيا لصالح الوطن والمواطن.
كنت ولا زلت من دعاة الحوار الجاد المنتج، وليس حوار اللقطة والشكليات وتسديد الخانات، كنت ولا زلت مع حوار شامل لا يستثني أحدا وليس مع حوار مغلق على تيار أو مجموعات تشاركت في حدث واحد مثل 30 يونيو، كنت ولا زلت مع حوار تقوده أطراف موثوقة من الجميع، وليس مع حوار إذعان وتوجيهات عُلوية، ولذا فقد دعوت أكثر من مرة -وها أنا أكرر الدعوة- لحوار تقوده جهة موثوقة مثل الأزهر الشريف، أو بيت العائلة، أو لجنة مشتركة من النقابات المهنية، أو لجنة من شخصيات وطنية تحظى بقبول عام، وتقوم هذه الجهة الداعية للحوار بوضع أجندته، وتحديد مساراته، وتحدد توقيتاته، وتحدد قوائم المستهدفين بالحوار من كل التيارات، والفئات، من المصريين المقيمين داخل الوطن أو خارجه، لتكون النتيجة وثيقة تأسيسية جديدة، تضع الحلول والتوجهات العامة لإنقاذ الوطن، واستعادة اللحمة الوطنية، وتضع تقييما أمينا لما جرى خلال السنوات الماضية وكيف يمكن تجنبه مستقبلا، وترسم الحدود الدقيقة بين ما هو مدني وما هو عسكري، وما هو ديني وما هو دنيوي، وعلاقة هذا بذاك، كما تحدد الثوابت الوطنية التي يلتزم بها الجميع، ويمكن أن تكون الخطوة العملية العاجلة هي الإفراج عن السجناء السياسيين، والدعوة لانتخابات جديدة رئاسية وبرلمانية وفق ضمانات نزاهة كافية، وتنافسية حرة لا تستبعد أحدا.
إن حوارا وطنيا مجتمعيا حقيقيا هو الكفيل فعلا بطي صفحة العشرية السوداء، بكل مآسيها، والانتقال بمصر إلى الحكم المدني الرشيد، واستعادة مكانتها اللائقة في إقليمها وفي العالم، وبدخولها مرحلة جديدة من التنمية والحرية والاستقرار والرخاء.
x.com/kotbelaraby