الأعزاء في مايو كلينك: تتناول إحدى أفراد أسرتي دواءً لإنقاص الوزن يُصرف بوصفة طبية. وقد نجحتْ في تحقيق هذا الهدف إلى الآن، وأدرك أنه يُحسّن من صحتها. إلا إنها اعترفت لاحقًا أنها في كثير من الأحيان تتناول أقل من 1,000 سعرة حرارية يوميًا. كيف يمكنني تشجيعها على استكمال رحلة إنقاص الوزن مع ضمان حصولها على التغذية الكافية؟

تقدم تارا شمت، اختصاصية النُّظم الغذائية المسجَّلة في مايو كلينك في مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا، معلومات قيمة حول سبب أهمية الحديث عن التغذية في سياق أدوية إنقاص الوزن.

 

الإجابة: في حين أن أدوية إنقاص الوزن لديها تأثير إيجابي بالفعل على صحة العديد من الأشخاص، إلا أنه من المهم أيضًا تناول موضوع التغذية. والأمر ليس مقتصرًا على سردية “فضلًا تناول طعامًا صحيًا ومارس الرياضة” (على الرغم من صحتها)، ولكن أيضًا ضمان أن المرضى الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن قادرين على إدارة الآثار الجانبية، والحفاظ على رطوبة الجسم بشرب الماء واستهلاك العناصر المغذية الكافية.

غالبًا ما تعمل أدوية السُمنة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع.

حيث تبطئ أدوية الببتيد الشبيه بالجلوكاجون 1 المعروفة عملية إفراغ المعدة، أو معدل خروج الطعام من المعدة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث أعراض جانبية شائعة مثل الغثيان والإمساك والقيء. وتكون هذه الآثار الجانبية بسيطة ومؤقتة لمعظم الأشخاص. وغالبًا ما تكون أكثر إزعاجًا في بداية تناول الدواء أو مع زيادة الجرعات، وقد تتحسّن أو تنتهي خلال بضعة أيام أو أسابيع. أبقِ طبيبك على علم بالآثار الجانبية الشديدة وتواصل معه إذا كانت تعيق تناولك الطعام والشراب.

بالنسبة للكثيرين، تصبح الآثار الجانبية قابلة للإدارة بمرور الوقت وبالإرادة. يجب على المتناولين لهذه الأدوية تناول الطعام ببطء، وتجنب الوجبات الكبيرة، وشرب الكثير من السوائل، والحفاظ على مَدخول البروتين. وإذا أصبحت السعرات الحرارية مدعاة للقلق (أقل من 1,200 سعرة حرارية في اليوم)، فاعمل على زيادة كثافة السعرات الحرارية والعناصر المغذية بالوجبات والمشروبات والأطعمة الخفيفة بين الوجبات. غالبًا ما تكون عناصر مثل اللبن اليوناني والسموذي ومخفوق البروتين والحساء من الأطعمة الكثيفة غذائيًا وسهلة الهضم. كما أن الأطعمة الطرية، أو المخفوقة، أو السائلة يمكن تحملها بشكل أفضل. تذكر أن ترطيب الجسم أمر بالغ الأهمية لأن نقصه قد يسبب الآثار الجانبية أو تفاقمها، ومنها الغثيان، والإمساك، والصداع والإرهاق. احرص على أن يكون في متناول يدك ماء أو أي مشروب صحي آخر واشرب منه طوال اليوم.

إن اكتساب العديد من العادات أمر ضروري على المدى الطويل. ففي حين أن المزيد من الخيارات الدوائية ستكون متاحة في السنوات القادمة، إلا أنه من المهم الأخذ في الاعتبار مجموعة مهارات في حال احتاج شخص أو اختار التوقف عن تناول أدوية إنقاص الوزن. يمكن أن تكون استعادة الوزن مخيفة وأمرًا قابلاً للتحقق تمامًا. فمثلما هو الحال مع الشخص الذي يعتمد على دواء للحفاظ على مستوى ضغط دمه في النطاق الصحي، فمن المحتمل أن يؤدي التوقف عن الدواء إلى ارتفاع ضغط الدم مرة أخرى. ولهذا السبب نستخدم كلمة “أداة” للإشارة إلى الأدوية، والإجراءات الطبية، وجراحات إنقاص الوزن. فهي رغم كونها ميزة إضافية، لكن هذه الأداة وحدها لا تقوم بكل العمل. ومن خلال التركيز على الوجبات المغذية ووضع روتين للتمارين الرياضية على الفور، يُوضع حجر الأساس للنجاح على المدى الطويل، بغض النظر عما إذا كانت الأداة ستُستخدم لاحقًا في المستقبل.

أما الفقدان السريع للوزن، سواء من خلال تغييرات نمط الحياة أو الأدوية أو الإجراءات الطبية، سيؤدي إلى فقدان بعض من كتلة العضلات. ركّز على مصادر البروتين في الأطعمة والمشروبات وتقسيمها على مدار اليوم. ولتجنب إضافة كميات كبيرة إلى الوجبات، فكر في طرق لإضافة البروتين دون إضافة كميات كبيرة من الطعام، مثل إضافة مسحوق البروتين أو اللبن اليوناني إلى سموذي الصباح، أو غمس الخضار في الجبن القريش، أو إضافة البقوليات إلى حساءك المفضل. كما يعد تناول البروتين كأول عنصر في الوجبة أيضًا استراتيجية مفيدة للتأكد من عدم تركه في الطبق دون تناوله.

الانخراط في تمارين القوة له نفس القدر من الأهمية. ابدأ بتمارين وزن الجسم إذا لزم الأمر وزد الوزن أو الصعوبة بمرور الوقت. هل ما زلت لا تستطيع إتقان تمرين الضغط؟ لا بأس بذلك! تمرن في البداية باستخدام الحائط، ثم حاول باستخدام ذراع الأريكة، ثم انتقل إلى الركبتين، ولا تشعر بالسوء إذا لم تستطع بعد استخدام أصابع قدميك في أداء تمرين الضغط. فالهدف هنا هو الحفاظ على كل المجموعات العضلية، أو بنائها، أو كليهما، بغض النظر عما إذا كان تمرين الضغط هذه سيساعدك على اجتياز المعسكر التدريبي أم لا. تشمل تمارين وزن الجسم الأخرى تمارين القرفصاء، وتمارين الاندفاع، والتمارين اللوحية (بلانك)، و تمارين انخفاضات العضلة الثلاثية، والجلوس الحائطي.

وأخيرًا، اطلب المساعدة. يعد الفريق متعدد التخصصات مصدرًا ممتازًا لتلبية احتياجاتك واهتماماتك. فبالإضافة إلى الطبيب الذي يصف الدواء، قد يستفيد المرضى من البرامج المصممة خصيصًا لمستخدمي أدوية إنقاص الوزن. تفضل بزيارة موقعي Mayo Clinic Diet Rx Companion وMayo Clinic Rx Medical Weight Loss لمعرفة المزيد.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: أدوية إنقاص الوزن

إقرأ أيضاً:

تناول الطعام أمام الشاشات.. كيف يؤثر تشتت الانتباه على صحتنا؟

في عالمنا الصاخب اليوم، أصبح تناول الطعام أثناء القيام بأنشطة أخرى، مثل العمل أو التفاعل مع الهواتف الذكية، أمرًا شائعًا لكن هل تعلم أن هذه العادة قد تؤثر بشكل كبير على صحتنا؟

وأشار الباحثون إلى أن "تناول الطعام أثناء تشتيت الانتباه" أصبح أمرًا شائعًا بسبب توافر العديد من عوامل التشتيت، مثل الأجهزة المحمولة أو مشاهدة التلفاز. 

وصرحت لوتي فان ديلين، أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة لايدن، إنه في وقتنا الحالي أصبح بإمكاننا تناول الطعام في أي مكان وفي أي وقت، مما يخلق مزيجًا غير صحي من الأنشطة المزدحمة التي قد تؤثر سلبًا على جودة طعامنا.

عواقب صحية لتناول الطعام أثناء التشتت

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تشير الدراسات إلى أن تشتيت الانتباه أثناء الأكل يؤدي عادة إلى تناول كميات أكبر من الطعام، دون إدراك كافٍ لعلامات الشبع التي يرسلها الجسم، ويمكن لهذا السلوك أن يسهم في زيادة الوزن على المدى الطويل. 

كما تبين في دراسة أجرتها فان ديلين وزملاؤها على عينة كبيرة من الأشخاص في هولندا، أن حوالي 70-75% من الوقت، يتناول الناس الطعام أثناء تأدية أنشطة أخرى.

ولاتتوقف النتائج عند زيادة كمية الطعام فقط، بل تشير إلى أن تناول الطعام أثناء التشتيت يقلل من قدرتنا على التذوق الكامل للطعام. تقول فان ديلين: "على الرغم من أننا نأكل أكثر، إلا أننا لا نستمتع بما نأكله بنفس القدر."

تشتيت الانتباه يؤثر على حواسنا

وعندما نأكل، يقوم الجسم بإرسال إشارات عبر الهرمونات مثل اللبتين والغريلين لتنبيه الدماغ إلى أننا قد شبعنا لكن عندما نكون مشغولين أو مشتتين، تضعف هذه الإشارات، مما يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام.

وأظهرت دراسات سابقة أن من ينشغل بمهمة معرفية صعبة، مثل حفظ أرقام معقدة، فإنهم يضيفون كميات إضافية من السكر إلى مشروباتهم دون أن يشعروا بمذاقها كما ينبغي.

العوامل التي تؤثر على حاسة التذوق

 

وتؤثر عوامل التشتيت ليس فقط على الكمية التي نتناولها، بل أيضًا على كيفية تجربة الطعام، إذ أظهرت دراسة أجرتها فان ديلين في عام 2023 باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي، أن الأشخاص الذين كانوا مشغولين بمهمة معرفية معقدة صنفوا المحلول السكري على أنه أقل حلاوة مما كان عليه في الواقع. هذا يشير إلى أن دماغنا لا يعالج المذاق بشكل كامل عندما يكون مشغولًا.

كيف يمكننا تحسين تجربة الطعام؟

 

أوصى الباحثون باتباع بعض الاستراتيجيات لتحسين تجربة تناول الطعام. أولاً، يُنصح بتقليل عوامل التشتيت قدر الإمكان. يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع الهواتف بعيدًا أو إيقاف تشغيل التلفاز أثناء تناول الطعام. إضافة إلى ذلك، تبين أن تناول الطعام ببطء والمضغ الجيد يمكن أن يساعد على تقليل كمية الطعام المستهلكة ويزيد من شعور الشبع.

الاستمتاع بالطعام كمفتاح للصحة

بينما قد يكون من الصعب التخلص تمامًا من جميع عوامل التشتيت، يشير الخبراء إلى أن تقليلها يمكن أن يحسن من قدرتنا على تذوق الطعام والاستمتاع به. كما أن تناول الطعام في بيئة هادئة أو مع الآخرين يمكن أن يساعد على تناول الطعام بشكل أبطأ، مما يسمح بإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ في الوقت المناسب.

إذا كنت ترغب في تحسين علاقتك بالطعام وزيادة الوعي بتناوله، حاول تطبيق بعض من هذه النصائح لتقليل التشتيت والتركيز على الطعام، مما سيعود بالفائدة على صحتك العامة.

مقالات مشابهة

  • هيئة الدواء تقدم نصائح مهمة قبل تناول أدوية الحموضة.. وتحذير للحوامل
  • تأثير الإفراط في تناول الطعام على صحة الكبد: المنتجات الأكثر ضرراً
  • انتبه .. أضرار تناول الطعام في السيارة
  • هذا ما يحدث للجسم عند نسيان جرعة من أوزمبيك
  • تناول الطعام أمام الشاشات.. كيف يؤثر تشتت الانتباه على صحتنا؟
  • هل تناول الحلبة يؤثر على فقدان الوزن؟.. اعرف الكمية المسموحة
  • إتيكيت تناول الطعام على عربات الفول في الشارع.. نصائح قبل الفطار مع الأصدقاء
  • فوائد شرب الخل قبل تناول الطعام
  • بدون أدوية.. روشتة علاج الحموضة في المنزل
  • لهذا السبب يشرب اليابانيون الخل قبل الوجبات