قيود التصدير الصينية تهز سوق أشباه الموصلات العالمي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
تشهد سلاسل التوريد العالمية مخاوف متزايدة نتيجة القيود الصينية المفروضة على تصدير مواد حيوية لصناعة أشباه الموصلات، ما يهدد إنتاج الرقائق المتقدمة والأجهزة البصرية العسكرية في الغرب.
وأصدرت الصين قيودا على تصدير الغيرمانيوم والغاليوم، وهما من المواد الأساسية التي تُستخدم في التطبيقات المتعلقة بأشباه الموصلات والمعدات العسكرية والاتصالات، مما أدى إلى تضاعف أسعار هذه المعادن في أوروبا خلال العام الماضي.
ووفقا لتقرير نشرته فايننشال تايمز، فقد أقدمت الصين على هذه الخطوة كجزء من إستراتيجية لحماية "أمنها القومي ومصالحها"، ردا على القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على مبيعات الرقائق المتقدمة ومعدات تصنيع الرقائق.
سيطرة صينية على السوقوتُبرز القيود المفروضة الهيمنة الكبيرة التي تمتلكها الصين على سوق هذه الموارد الحيوية، حيث تنتج الصين -وفقا للصحيفة- حوالي 98% من إمدادات الجاليوم العالمية و60% من الجيرمانيوم، ما يجعل العديد من الدول الغربية تعتمد بشكل كبير على هذه المواد من الصين.
وقال أحد العاملين في صناعة أشباه الموصلات للصحيفة "الوضع مع الصين حرج للغاية، نحن نعتمد عليهم بشكل كبير".
فيما أكد محللون مختصون في القطاع أن هذه القيود تُظهر استعداد حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ لاستهداف المصالح الاقتصادية الغربية كرد على الضغوط المفروضة على الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة.
ومنذ تنفيذ القيود، انخفضت صادرات الغاليوم من الصين بحوالي النصف، حسب فايننشال تايمز، ما أثار مخاوف من نقص في الإمدادات.
وبحسب تصريحات جان جيس، مدير معادن ثانوية في شركة "ترايديوم" ومقرها فرانكفورت، فإن الكميات التي تم الحصول عليها من خلال برنامج الترخيص الجديد للصادرات في الصين هي "جزء صغير مما كنا نشتريه في السابق".
وقال متحدث آخر باسم إحدى الشركات المتأثرة "إذا استمرت الصين في تقليص صادرات الغاليوم كما فعلت في النصف الأول من العام، فسيتم استهلاك احتياطياتنا وسنواجه نقصا في الإمدادات".
تعقيد الأسواق وارتفاع الأسعاروتسببت هذه القيود -وفقا للصحيفة- في زيادة التعقيد بالأسواق العالمية التي تعاني بالفعل من صعوبة في التنقل، وقفزت أسعار الغيرمانيوم بنسبة 52% منذ بداية يونيو/حزيران الماضي، لتصل إلى 2280 دولارا للكيلوغرام في الصين.
وأشار تيرينس بيل، مدير شركة "إستراتيجيك ميتال إنفستمنتس" ومقرها فانكوفر، إلى أن "الصينيين لم يعودوا يعرضون الغيرمانيوم للبيع في الخارج".
دوافع إستراتيجية للصينويرى المراقبون أن هذه القيود هي جزء من إستراتيجية الصين لتأمين إمداداتها الخاصة من المواد المستخدمة في تقنيات الطاقة النظيفة التي تقع في قلب إستراتيجية التحديث الصناعي للبلاد.
ويؤكد كوراي كومبس، المدير المساعد في "تريفيوم الصين"، لفايننشال تايمز، أن الصين تستخدم هذه القيود لدعم جهودها في اللحاق بالولايات المتحدة وقادة آخرين في تكنولوجيا أشباه الموصلات.
وفي ظل الظروف الراهنة، واستمرار العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين، لا يبدو أن هناك دافعا كبيرا للصين لتخفيف القيود على هذه الصادرات في المستقبل القريب، حسبما أفاد المتحدث باسم إحدى الشركات المتأثرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أشباه الموصلات هذه القیود
إقرأ أيضاً:
لجنة الإنقاذ الدولية لـ«الاتحاد»: القيود الإسرائيلية تعرقل الإمدادات الحيوية إلى غزة
عبدالله أبوضيف (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةقالت مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، زوي دانيلز، إن اللجنة تواجه تحديات كبيرة في توفير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، في ظل نقص الوقود الذي يؤثر بشكل كبير على المستشفيات والاتصالات والخدمات الأساسية.
وكشفت دانيلز، في تصريح لـ«الاتحاد»، عن وجود قيود إسرائيلية على الإمدادات الحيوية، مثل مواد الإيواء والإمدادات الطبية، رغم الالتزام بإدخال 50 شاحنة وقود يومياً، إلا أن هذا العدد غير كافٍ لتلبية احتياجات القطاع، كما تفرض قيوداً على دخول الأموال مما يعوق دفع الرواتب وتمويل الخدمات الأساسية.
وأوضحت أن البنية التحتية في القطاع تضررت بشكل كبير، ما جعل تقديم المساعدات أكثر صعوبة مع عودة الفلسطينيين النازحين إلى المناطق الشمالية، وأصبح من الضروري تخفيف القيود على مواد الإيواء بشكل عاجل، وأن الأولوية هي توفير المساعدات المنقذة للحياة، مثل علاج حالات سوء التغذية، وتوفير الملابس الشتوية والمعدات الطبية.
وأضافت دانيلز أن «لجنة الإنقاذ الدولية تعمل على ضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر تضرراً من خلال فرق متخصصة في مجالات المياه والصحة والتغذية وحماية الأطفال، وتعاون وثيق مع المنظمات المحلية في مختلف أنحاء غزة، وهناك خطة لتوسيع العمل في مناطق، مثل خان يونس وجباليا وبيت لاهيا، من خلال فرق صحية متنقلة».