الاقتصاد نيوز - متابعة

انتقلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة إلى مرحلة توسع جديدة، خاصة في محافظات الشمال، في أوسع اقتحامات بالضفة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

ومع مشاركة آلاف الجنود الذين استدعتهم إسرائيل، ثمة مخاوف من توسع نطاق الحرب في غزة إلى الضفة الغربية، فقد استجابت بورصة تل أبيب للتوترات وتراجع مؤشرها للأسهم القيادية TASE35 من قمته التاريخية.

ووصل مؤشر TASE35 إلى قمته التاريخية الإثنين عند 2108 نقاط، بعد كلمة أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله بأن رد الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر "قد تم"، وإنه سيقيم الأضرار الإسرائيلية المسجلة.

لكن المؤشر سرعان ما تراجع مع بدء عملية عسكرية هي الأوسع منذ 22 عاما، على محافظات شمال الضفة الغربية، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وفجر الأربعاء، أعلنت هيئة البث العبرية (رسمية) إطلاق الجيش الإسرائيلي "عملية واسعة النطاق" شمال الضفة الغربية، أسفرت حتى صباح الخميس عن مقتل 12 فلسطينيا وإصابة أكثر من 20.

وبسبب العملية الإسرائيلية، قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، زيارته إلى السعودية لمتابعة التطورات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

الاقتصاد متراجع

وبينما كانت وزارة المالية الإسرائيلية تتوقع تراجع العجز في الميزانية اعتبارا من سبتمبر/أيلول المقبل جاءت العملية، ليقول محللون في بورصة تل أبيب إن امتداد الصراع إلى الضفة سيؤخر خطط خفض عجز الميزانية.

وبلغ عجز الميزانية في الشهور الاثني عشر المنتهية في يوليو/تموز الماضي 8.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما يعادل 42 مليار دولار أمريكي.

وتتوقع وزارة المالية أن لا يتجاوز العجز 6.6 بالمئة "بعد أن نشهد تراجعا في العجز خلال شهور الفترة من سبتمبر - ديسمبر/كانون أول المقبل"، وفق الوزارة الإسرائيلية.

وعشية العملية العسكرية في الضفة الغربية، قالت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، إن صراعاً عسكرياً شاملاً بين إسرائيل و"حزب الله" أو إيران قد يؤدي إلى "عواقب ائتمانية" على مصدري الدَين الإسرائيليين.

وذكرت "موديز" في بيان: "نواصل افتراض أن التوتر المستمر لن يتصاعد إلى صراع عسكري شامل بين الجانبين أو يتسع ليشمل إيران، مما سيحد من التأثير السلبي الائتماني الفوري على المنطقة".

وفي فبراير/شباط الماضي خفضت "موديز" التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى A2 مع نظرة مستقبلية سلبية، مشيرة إلى المخاطر السياسية والمالية الملموسة التي تواجه إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة.

وخفضت وكالة "ستاندرد اند بورز" تصنيف إسرائيل الائتماني في أبريل/نيسان الماضي، وتبعتها وكالة "فيتش" بقرار مماثل في أغسطس/آب الجاري.

الأضرار عادت مجدداً

وحتى قبل انطلاق العملية العسكرية غير محدودة المدة، تلقى الاقتصاد الإسرائيلي بيانات سلبية تمثلت بارتفاع التضخم إلى 3.2 بالمئة على أساس سنوي في يوليو/تموز الماضي، من 2.9 بالمئة في يونيو/حزيران السابق له.

عودة ارتفاع التضخم التي تترافق مع استمرار أزمة البحر الأحمر، دفعت "بنك إسرائيل" (المركزي) إلى قرار فاجأ الأسواق في 28 أغسطس الجاري.

فقد أبقى "بنك إسرائيل" على أسعار الفائدة دون تغيير، الأربعاء، في وقت بدأت مؤشرات أسعار المستهلك تظهر ارتفاعا في الأسواق المحلية أعلى من الهدف المحدد.

وقال البنك: "في الأشهر الأخيرة، ازدادت حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتداعياته الاقتصادية.. وتنعكس هذه، إلى جانب حالة عدم اليقين المالي، في فروق العائد المرتفعة بين سندات الحكومة الإسرائيلية والسندات الأمريكية".

وأضاف: "كان التضخم في اتجاه تصاعدي في الأشهر الأخيرة وهو أعلى قليلاً من الحد الأعلى للنطاق المستهدف".

وكانت الأسواق تتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، استباقا لخفض محتمل لأسعار الفائدة على الدولار من جانب الفيدرالي الأمريكي بتاريخ 18 سبتمبر المقبل.

كذلك، ومن شأن استمرار توسع العملية العسكرية في مدن أخرى بالضفة الغربية، أن تعرقل دخول العمالة الفلسطينية إلى إسرائيل، والتي استأنفت جزئياً توافدها للسوق الإسرائيلية.

ولأن معظم العمالة الفلسطينية في إسرائيل تنشط في قطاع البناء، فإن سوق الإسكان إلى جانب السياحة يعتبران من أكثر القطاعات المتضررة منذ اندلاع الحرب على غزة.

ففي سوق الإسكان، تستمر أسعار المساكن وحجم الرهن العقاري الجديد في الارتفاع، وما تزال القيود المفروضة على النشاط في صناعة البناء في ضوء الحرب، كبيرة، ويتعافى نشاط صناعة البناء ببطء، وفق "بنك إسرائيل".

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حربا على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يرسل تعزيزات لطولكرم وجنين ويواصل التهجير بالضفة

أرسلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس تعزيزات إضافية إلى طولكرم وجنين، وواصلت تهجير السكان من مخيمات شمالي الضفة الغربية.

فقد قالت اللجنة الإعلامية بطولكرم -في بيان- إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات كبيرة من الآليات والجرافات إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.

وأضافت اللجنة أن القوات المتوغلة أجبرت سكان حارتي الحدايدة والربايعة بمخيم طولكرم على النزوح بعد طرد الاحتلال لهم من منازلهم.

كما انتشرت وحدات الجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم تزامنا مع استمرار نزوح سكان عدد من الأحياء بعد طردهم قسرا من منازلهم.

وشهد المخيم في الآونة الأخيرة موجة نزوح في الأحياء الواقعة على أطراف المخيم في وقت أجبرت فيه قوات الاحتلال سكان عدد من المنازل على إخلاء منازلهم وأمهلتهم مدة قصيرة للمغادرة.

ويأتي هذا التطور في اليوم الـ60 من الهجوم الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيّميها، وسط تصعيد عسكري متواصل وعمليات تهجير قسري للسكان.

وفي شمالي الضفة أيضا، قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات إضافية لقواته في جنين عبر حاجز الجلمة.

ويأتي إرسال التعزيزات في اليوم الـ66 من الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها.

وأسفر الهجوم عن عشرات الشهداء وتهجير معظم سكان المخيم، فضلا عن تدمير البنية التحتية فيه.

مشهد يومي..

مئات الفلسطينيين يتناولون الإفطار على حاجز بيت فوريك شرق نابلس؛ بسبب تأخرهم عن منازلهم جرّاء إغلاق الاحتلال للحاجز وإعاقة التنقل في الضفة الغربية pic.twitter.com/YkrK6xsCSu

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 27, 2025

إعلان اقتحامات واعتداءات

في غضون ذلك، قالت مصادر للجزيرة إن مواجهات اندلعت مساء الخميس خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيت فوريك شرق نابلس.

وفي منطقة نابلس أيضا، هاجم مستوطنون منشأة زراعية في محيط بلدة بيتا، بينما تحدثت مصادر إسرائيلية عن تضرر حافلة مستوطنين إثر رشقها بالحجارة قرب مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي الفلسطينيين.

ووقعت مواجهات أخرى بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية بير الباشا جنوب جنين، وفقا لمصادر فلسطينية.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى أخرى شمالي الضفة بينها بلدتا قبلان جنوب نابلس وعزون شرق قلقيلية.

وفي جنوبي الضفة، داهمت قوات إسرائيلية منزلا في قرية دير سامت غرب مدينة دورا جنوب غرب الخليل.

وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال أغلق الشارع الرئيسي الرابط بين بلدتي بيت عوا ودير سامت في الخليل.

وفي منطقة الخليل أيضا، قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين هاجموا وضربوا رعاة أغنام فلسطينيين وحاولوا سرقة مواشٍ في مسافر يطا.

وبالتزامن اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حزما بالقدس المحتلة وأقامت حاجز تفتيش وسط البلدة.

وعقب عملية طوفان الأقصى، كثفت إسرائيل اعتداءتها في الضفة الغربية مما أأسفر عن استشهاد نحو 940 فلسطينيا وإصابة 7 آلاف واعتقال 15 ألفا، وتهجير أكثر من 40 ألفا، وفق معطيات فلسطينية رسمية

مستوطنة كيدار في الضفة الغربية المحتلة (رويترز) وقف المستوطنات

من جهة أخرى، طالبت المفوضية الأوروبية الخميس إسرائيل بالتوقف عن إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وأضافت المفوضية -في بيان- أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية تسببت في دمار ونزوح كما أنها تقوض حل الدولتين.

والأحد الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن المجلس الوزاري ​​الإسرائيلي المصغر صدّق في جلسته على مقترحه بفصل 13 مستوطنة في الضفة الغربية، تمهيدا للاعتراف باستقلالها.

إعلان

ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

مقالات مشابهة

  • باحث: هذه الفترة هي الفترة الذهبية لإسرائيل لتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية
  • الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية
  • انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.. تدمير 600 منزل بمخيم جنين بالضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها بالضفة الغربية
  • الاحتلال يرسل تعزيزات لطولكرم وجنين ويواصل التهجير بالضفة
  • رتيبة النتشة: التصعيد بالضفة يهدف لتوسيع الاستيطان وإضعاف السلطة الفلسطينية
  • عمليات الهدم بالضفة خلال رمضان هي الأعلى منذ سنوات
  • المفوضية الأوروبية: عمليات إسرائيل بالضفة الغربية تسببت في الدمار والنزوح
  • نتنياهو يدعو لمشاورات لبحث توسيع العملية العسكرية في غزة
  • إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تقتحم عددًا من البلدات في نابلس بالضفة الغربية