التعليم ثم التعليم ثم التعليم
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
إذا أردت أن تهدم أمة فعليك بالقضاء على التعليم حتى يسود الجهل، لأن بلدا بلا تعليم هو بلد بلا مستقبل.
في السنوات الماضية كان من يلجأ للتعليم الخاص هو الطالب الضعيف، والآن اختلت الموازين، وأصبح التعليم الخاص هو المميز لمن إستطاع إليه سبيلا، وسلعة وبيزنس، وحتى الجامعات الحكومية أصبحت بمصروفات تتعدي الآلاف.
لقد كان العلم ومازال الخامة الأساسية في تقدم الدول ورقيها، وكل من اتخذ درب الجهل وابتعد عن العلم كان مآله الهاوية، والتعليم هو العملية التي يقدَّم فيها العلم، فإذا كانت عملية التعليم متطورة ومتقدمة كان وصول العلم إلى الأذهان أقرب وأكمل والعكس صحيح تماماً، وفي ديننا الإسلامي نرى إجلالاً كبيراً للعلم والعلماء، فأول كلمة نزلت من القرآن الكريم كانت "إقرأ"، كما أن التاريخ الفرعوني مليئ بأدلة على الإهتمام بالعلوم والهندسة والطب والفن بكافة أنواعه، لكن كل شئ تغير وأصبح العلم مقتصراً على فئة معينة ونتيجة لكثير من الظروف لم يَعُد الاهتمام بالعلم كما كان سابقاً، فقد طغت المادة عليه وأصبح الناس يتوجهون لطلب المال بدلاً من العلم، وكثيرة هي الظروف التي أدت لذلك، منها ما هو سياسي أو إقتصادي أو اجتماعي .
و للأسف مناهجنا الدراسية لا تتسم بالواقعية، فهي لا تعطي إلاّ القليل من العلم البسيط الذي انتهى أمره منذ عدة قرون، ولا أعني عدم تدريسها وتدريس مبادئها، ولكن أعني عدم الاكتفاء بمعلومات قليلة لا تمت بالواقع بصِلة، بل يجب تدريس هذه المبادئ بالإضافة لتدريس ما له صلة بالواقع أيضاً، فيصبح الكم المعرفي لدى الطالب أكثر وأنضج.
إن المدرسة لا تمت للجامعة بأي صلة، ولا يوجد أي ارتباط بينهما، فمن أراد دخول كلية الطب مثلاً فهو سيدخل هذا التخصص دون أن يعلم عنه شيئاً، فالمدرسة لا تنمي طموح الطالب ولا توجهه للتخصص الذي يخدم مصلحته، لذلك يدخل الطالب إلى عالم الجامعة وكأنه عالم موحش غير مفهوم، وحتى الطالب لا يعرف لماذا دخل هذا التخصص أصلاً ؟!
لقد أصبحت مؤسساتنا التعليمية مؤسسات تجارية هدفها الربح والكسب المالي، ولم يعد يهمها أي مخرجات للتعليم، وما يثبت ذلك هو قبول الطلبة في النظام الموازي والدولي بنسبة كبيرة جداً، وقبول طلبة نظام التنافس بنسبة قليلة جدا، كما تتعرض كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية لاختلاسات كبيرة جدا،ً فيصبح الحل الأوحد لسد العجز وملء الخزينة هو جيب الطالب، فتبدأ أسعار الساعات بالارتفاع، وترتفع نسبة الطلبة المقبولين على أساس النظام الموازي والدولي.
أصبح المال عصب الحياة، فالإنسان الذي يملك المال يملك السلطة والجاه، ويستطيع تحقيق كل ما يرغب، ومع أن هذا المفهوم خاطئ، إلا أنه مُطبق وقائم في مجتمعاتنا، لذلك فأصحاب الطبقات الغنية هم الأقدر على طلب العلم بأموالهم على عكس الطبقات الكادحة، وبذلك تُهَدم المقولة التي تقول بأن التعليم للجميع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعليم القران الكريم أسعار الساعات
إقرأ أيضاً:
مصدر حشدوي:لن يحل الحشد ولا دمج بعض الفصائل بعد موقف خامئني والسوداني الرافض لذلك
آخر تحديث: 18 يناير 2025 - 11:56 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد مصدر حشدوي مسؤول، السبت، أنه لا وجود لأي خطط أو توجهات لحل فصائل المقاومة في البلاد، مشدداً على أن هذه الفصائل تمثل إرادة الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال والتدخلات الخارجية.وقال المصدر ، إن “المقاومة العراقية الحشدوية تشكلت للدفاع عن مشروع الإمام خميني وتحرير القدس وهي قرين للحرس الثوري، وقدمت أنهاراً من الدماء في سبيل حماية مشروع المقاومة الإسلامية .وأضاف أن “الضغوط الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، مستمرة منذ سنوات لحل الفصائل، لكنها لم ولن تحقق شيئاً”، مشيراً إلى أن “الفصائل ليست جيشاً نظامياً ولا تمتلك معسكرات أو قواعد كبيرة، بل هي قوة شعبية شيعية مؤمنة بعقيدة الإمام خامئني في جوهرها”.وأوضح المصدر أن “من يظن أن المقاومة ستُحل في ظل وجود الاحتلال واهم”، في إشارة إلى القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدتي عين الأسد والحرير”، مشدداً على أن “وجود المقاومة يُعدّ قوة للعراق وإيران، وأشار إلى أن “الحديث عن حل الفصائل الذي يصدر عن بعض القوى السياسية لا يعكس الواقع، بل هو بعيد كل البعد عن الحقيقة، لأن الفصائل تمثل إرادة الإطار في مواجهة محاولات استنزاف خيرات العراق”.وختم المصدر قائلاً إن “المقاومة العراقية تُدار من قبل قيادة جهادية على راسها هادي العامري وخوانه في الحشد، وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، يوم الخميس (16 كانون الثاني 2025)، أن الحكومة تسعى لإقناع الفصائل المسلحة العراقية بإلقاء السلاح.