الركراكي: أنا من اخترت السكتيوي للإشراف على المنتخب الأولمبي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
زنقة 20 ا أنس أكتاو
أوضح الناخب الوطني وليد الركراكي سبب حضوره المكثف خلال مشاركة المنتخب المغربي الأولمبي في أولمبياد “باريس 2024″، والاتهامات التي وجهت إليه بالتدخل في عمل المدرب طارق السكتيوي.
وخلال ندوة صحفية عقدها اليوم الخميس، أشار الركراكي إلى الجدل الذي أثير حول وجوده المستمر في تدريبات ومباريات الفريق الأولمبي.
وقال: “بعد مونديال 2022، اجتمعت مع الإدارة الوطنية التقنية والرئيس فوزي لقجع، وتم تكليفي بمسؤولية الإشراف على المنتخب المغربي تحت 23 سنة. الهدف كان واضحاً: الفوز بكأس أفريقيا (تحت 23 سنة) التي أقيمت في المغرب، والتأهل للأولمبياد وتحقيق ميدالية”.
وأضاف الركراكي: “نظرًا لهذه المسؤولية، كان من الطبيعي أن أكون منخرطاً بشكل كامل في هذه المهمة. في مارس 2023، كان هناك حوالي 7 لاعبين أولمبيين ضمن المنتخب الأول، وفي يونيو 2023، تجنبنا استدعاء اللاعبين الأولمبيين للمنتخب الأول حتى يتمكنوا من التحضير لكأس أفريقيا تحت إشراف المدرب عصام الشرعي. لم يكن هناك أي اعتراض عندما كنت متواجداً خلال كأس أفريقيا في بلادنا، ولكن فجأة وبعد مرور سنة، بدأت التساؤلات”.
وتابع الركراكي قائلاً: “عندما تم تكليفي باختيار مدرب المنتخب الأولمبي للأولمبياد، اخترت طارق السكتيوي، وأتحمل كامل المسؤولية عن هذا الاختيار. ومع ذلك، عندما خسرنا مباراة في الأولمبياد، ألقى البعض اللوم على تدخل مدرب المنتخب الأول. لقد عملنا جميعاً لإقناع الأندية بالسماح للاعبيها بالمشاركة في الأولمبياد، وخلال فترة العطلة الصيفية، كنت أنا من يتفاوض مع أندية مثل موناكو وريال بيتيس. صحيح أنني لم أتمكن من إقناع بعض الأندية، لكن النتيجة النهائية هي التي تهم: فزنا بكأس أفريقيا وحققنا ميدالية أولمبية”.
وختم الركراكي حديثه بالقول: “سواء أُعجِب البعض بطريقة عملنا أم لا، فإنني أتفهم الأمر. أهنئ طارق السكتيوي على العمل الرائع الذي قام به، فالنتيجة النهائية هي التي تتحدث”.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
هل يعتبر العرب من مصير زيلينسكي؟ واشنطن.. الحليف المتقلب
يمانيون../
لم تكن أوكرانيا سوى أحدث ضحية لنهج الولايات المتحدة في استغلال حلفائها لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، قبل أن تتنصل منهم وتلقي بهم إلى مصير مجهول. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تبنى سياسة التصعيد ضد روسيا وفق التوجيهات الغربية، وجد نفسه في موقف مهين داخل البيت الأبيض، عندما واجه نقدًا لاذعًا من الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، واتهامه بتوريط واشنطن في حرب لا شأن لها بها. المفارقة أن الرجل لم يكن سوى منفذٍ للأوامر الغربية، لكنه عندما أصبح عبئًا، تخلى عنه داعموه كما فعلوا مع غيره من قبل.
ما حدث لأوكرانيا ليس استثناءً، بل هو نموذج متكرر في السياسة الأمريكية، حيث تسعى واشنطن لاستخدام الدول الحليفة كأدوات في حروبها الجيوسياسية، قبل أن تتخلى عنها بمجرد انتفاء الحاجة إليها. لم يكن زيلينسكي الأول، ولن يكون الأخير.
في أفغانستان، كانت الولايات المتحدة الداعم الأول للمجاهدين في الثمانينيات، حيث سلّحتهم وأمدتهم بالمال والسلاح لقتال الاتحاد السوفيتي. لكن بمجرد انتهاء الحرب الباردة، تحولت هذه الفصائل إلى أعداء، وشنت واشنطن حربًا مدمرة ضدهم انتهت بانسحابها المهين من كابل عام 2021، تاركة الحكومة الأفغانية التي دعمتها لسنوات تواجه مصيرها وحدها.
وفي العراق، دفعت واشنطن صدام حسين إلى الدخول في حرب استنزاف ضد إيران استمرت لثماني سنوات، دعمت فيها الولايات المتحدة والعواصم الغربية بغداد عسكريًا وسياسيًا. لكن بعد انتهاء الحرب، تغيرت الحسابات، ووقع العراق في الفخ الأمريكي بعد غزوه للكويت عام 1990، حيث انقلبت عليه واشنطن وفرضت عليه حصارًا اقتصاديًا قاسيًا، ثم احتلته عام 2003، وأسقطت نظامه بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهي الذريعة التي ثبت زيفها لاحقًا.
أما المملكة العربية السعودية، فقد كانت أبرز مثال على هذا النمط من التلاعب الأمريكي. فمنذ شنها العدوان على اليمن عام 2015، تلقت الرياض دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا غير مسبوق من واشنطن، وشجعتها الإدارة الأمريكية على مواصلة الحرب تحت ذريعة مواجهة النفوذ الإيراني. لكن مع طول أمد الصراع، بدأت الانتقادات الأمريكية تتزايد، وبدأت الضغوط على السعودية لوقف الحرب، بل إن واشنطن نفسها أوقفت صفقات تسليح كانت تقدمها للرياض، وكأنها لم تكن شريكًا في الحرب منذ البداية.
ولا يختلف الحال كثيرًا مع نظام الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الذي كان الحليف الأبرز لواشنطن في المنطقة طوال ثلاثة عقود. لكن عندما اندلعت ثورة 25 يناير 2011، رفعت عنه الولايات المتحدة الغطاء السياسي، وتركته يسقط في غضون أيام، رغم أنه كان ينفذ السياسة الأمريكية بحذافيرها لعقود.
اليوم، يجد زيلينسكي نفسه في مواجهة المصير ذاته، بعدما بات يُنظر إليه كعبء على الغرب، تمامًا كما حدث لحلفاء أمريكا السابقين. وما جرى له ليس مجرد حادثة فردية، بل هو نمط متكرر في السياسة الأمريكية تجاه حلفائها، حيث تستخدمهم كأدوات مؤقتة، ثم تتخلى عنهم فور انتهاء دورهم.
ختامًا، يجب أن نتساءل: هل سيتعلم العرب من تجارب الآخرين، مثل زيلينسكي، أم سيستمرون في الانجرار وراء سياسات قد تؤدي إلى توريطهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ إن الدول التي تراهن على الدعم الأمريكي يجب أن تدرك أن هذا الدعم مشروط بالمصلحة الأمريكية فقط، وأن من يعتمد على واشنطن في تحقيق أمنه أو استقراره قد يجد نفسه في لحظة ما وحيدًا في مواجهة العواقب تمامًا كما حدث مع أوكرانيا، والعراق، وأفغانستان، والسعودية، ومصر، وغيرها من الدول التي استخدمتها أمريكا لتحقيق أهدافها، ثم تخلت عنها عندما انتهت صلاحيتها.
السياسية || محمد الجوهري