لعنة المغرب تطارد الجزائر وممثلها لدى الأمم المتحدة يسقط في مصيدة التناقض!
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالإله بوسحابة
مرة أخرى، سقط "عمار بن جامع"، ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، في مصيدة "التناقض"، بعد أن طالب بمحاسبة "الجهات التي تسببت في قصف أكثر من 20 مدنيًا ماليًا"، مشيرًا إلى أن من "ضغطوا على الزر لإطلاق هذا الهجوم لا يخضعون للمساءلة أمام أي طرف".
جاء ذلك خلال جلسة نقاش عقدت أول أمس الاثنين بمقر الأمم المتحدة، بمناسبة الذكرى الـ75 لاعتماد اتفاقية جنيف، حيث طالب ممثل الجزائر بضرورة "وقف انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستعين بها بعض الدول"، قبل أن يحذر من "عدم مساءلة تلك الأطراف بشأن انتهاكاتها وما تتسبب فيه من تهديدات وأخطار على المنطقة".
تصريحات "بن جامع" جرت عليه انتقادات واسعة من قبل نشطاء عرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفوه بـ"المنافق" الذي ينهج سياسة الكيل بمكيالين، في إشارة واضحة إلى تورط كابرانات بلاده في تجنيد وتوظيف ميليشيات البوليساريو الانفصالية من أجل زعزعة أمن واستقرار المغرب انطلاقًا من ولاية "تندوف" الجزائرية، معقل هذه الجبهة الإرهابية.
في ذات السياق، استغرب النشطاء ازدواجية مواقف الجزائر وخطاباتها التي تفتقد تمامًا للمصداقية، فهي تارة تدعم انفصال البوليساريو عن المغرب بكل السبل المشروعة وغير المشروعة بحجة تقرير المصير، وفي نفس الوقت، ترفض تقرير مصير سكان منطقة القبائل، وترهب وتعتقل وتنكل بكل من يدعو أو يروج لهذه الأطروحة.
واليوم، ممثل الجزائر، "بلا حشمة بلا حيا"، يحاول إقناع العالم بأن الشعب المالي يتعرض للقتل والتنكيل، بل ويقدم له دروسًا في الأخلاق والإنسانية، حيث قال في هذا الصدد: "نحن ملزمون بالخوض في نقاش بشأن المخاطر الجديدة التي تهدد دولنا، ولا أذكر المخاطر التكنولوجية فحسب، وإنما الجيوش الخاصة التي تستعين بها بعض الدول".
وتحدث ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة عن رغبة مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة في الاهتداء إلى صيغ للرد على أفعال هذه الأطراف غير الحكومية (الجيوش الخاصة)، وكذلك العقوبات التي ستفرض عليها جراء ما تقترفه بحق القانون الإنساني الدولي.
يشار إلى أن الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي قد أعلن الأحد الماضي مقتل 21 مدنيًا، بينهم 11 طفلًا ومسير صيدلية، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك على خلفية غارات نفذتها طائرات "درون" تابعة للجيش المالي ومجموعة "فاغنر" الروسية على الحدود مع الجزائر.
ومن جانبه، أعلن الجيش المالي، أول أمس الاثنين، مقتل حوالي 20 مسلحًا، وتدمير مركبة محملة بمواد حربية، وذلك خلال سلسلة ضربات نفذها الأحد في منطقة تينزواتين.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الأمم المتحدة ممثل الجزائر
إقرأ أيضاً:
الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر
يسود قلق في الأوساط الحقوقية بشأن مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي أوقفته السلطات الجزائرية في 16 نوفمبر 2024، في مطار الجزائر العاصمة فور وصوله من فرنسا.
صحيفة « لوموند » الفرنسية، أفادت بأن صنصال 75 عاما، أدلى بتصريحات لمجلة « فرونتيير » اليمينية، اعتبر فيها أن الاستعمار الفرنسي انتزع أراضي مغربية لصالح الجزائر. وتُعد هذه التصريحات « حساسة » بالنسبة للنظام الجزائري المعادي للمغرب.
وأعربت دار النشر الفرنسية « غاليمار » عن قلقها العميق إزاء اعتقال صنصال، ودعت إلى الإفراج الفوري عنه. كما أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قلقه البالغ بشأن اختفاء الكاتب، مشيرًا إلى أن « أجهزة الدولة مستنفرة لكشف ملابسات وضعه ».
وكتبت دار النشر في بيان « تُعرب دار غاليمار (…) عن قلقها العميق بعد اعتقال أجهزة الأمن الجزائرية الكاتب وتدعو إلى الإفراج عنه فورا ». وذكرت وسائل إعلام عدة، من بينها مجلة « ماريان » الفرنسية، أن الكاتب البالغ 75 عاما والمعروف بمواقفه المنددة بالتشدد الديني والاستبداد، أوقف السبت 16 / 11 / 2024 في مطار الجزائر العاصمة آتيا من فرنسا.
وكانت دار النشر « غاليمار » مُنعت من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب خلال الشهر الجاري نونبر 2024.
كما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن « توقيف صنصال في مطار الجزائر » العاصمة، دون ذكر معلومات رسمية أخرى عن مصيره في ظل توتر العلاقات بين باريس والجزائر.
وأعرب عدد من القادة السياسيين الفرنسيين عن قلقهم، أبرزهم رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب الذي اعتبر أن الكاتب « يجسد » بشكل خاص « الدعوة إلى العقل والحرية والإنسانية ضد الرقابة والفساد والإسلاموية ».
من جانبه، وصف الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا اعتقال صنصال بأنه « مزعج »، مؤكدًا أن « المثقف مكانه حول طاولة مستديرة، في جلسة لمناقشة الأفكار، وليس في السجن ».
وندد الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود باعتقال مواطنه صنصال.
وردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أمس الجمعة بانتقاد فرنسا لدفاعها عن « مُنكِر يشكك في وجود الجزائر واستقلالها وتاريخها وسيادتها وحدودها »، واصفة الكاتب بأنه « دمية التيار التحريفي المعادي للجزائر ».
تجدر الإشارة إلى أن بوعلام صنصال يُعتبر من الأسماء البارزة في الأدب المعاصر الناطق بالفرنسية، ويُعرف بكتاباته الملتزمة من أجل الديمقراطية، وبأسلوبه اللاذع في بعض الأحيان.