برنامج الأغذية العالمي يعلق أنشطته بغزة بعد استهداف إسرائيلي
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق حركة موظفيه في قطاع غزة حتى إشعار آخر؛ بعد استهداف قافلة تابعة له برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقترابها من نقطة تفتيش عسكرية في القطاع.
وذكر البرنامج -في بيان أمس الأربعاء- أن القافلة التي كانت تضم مركبتين مدرعتين يظهر عليها شعاره بوضوح أصيبت بـ10 رصاصات على الأقل رغم حصولها على العديد من التراخيص من السلطات الإسرائيلية للاقتراب من نقطة التفتيش عند جسر وادي غزة مساء الثلاثاء.
وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي استهدف إحدى السيارتين، لكن أحدا من ركابها لم يصب بأذى جراء الاستهداف.
وقال البرنامج الأممي "مع أن ما حدث لم يكن الواقعة الأمنية الأولى خلال الحرب، فإنها المرة الأولى التي تتعرض فيها مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لإطلاق النار بشكل مباشر بالقرب من نقطة تفتيش رغم الحصول على الموافقات اللازمة".
وأوضح أن المركبة كانت على بعد أمتار قليلة من نقطة التفتيش الإسرائيلية عندما تعرضت لإطلاق النار.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن فريقه كان عائدًا من مهمة إلى معبر كرم أبو سالم بعد مرافقة قافلة شحنات إنسانية متجهة إلى المنطقة الوسطى في غزة.
ووصفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين هذا الحادث بأنه غير مقبول، وقالت إنه الأحدث في سلسلة حوادث أمنية غير ضرورية عرّضت حياة فريق برنامج الأغذية العالمي في غزة للخطر.
ودعت ماكين السلطات الإسرائيلية وجميع أطراف الصراع إلى التحرك فورًا لضمان سلامة وأمن جميع العاملين في مجال الإغاثة في غزة.
"حادث قيد المراجعة"بدوره، وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان أمس الأربعاء- استهداف قافلة المنظمة الأممية "بالحادث"، وقال إنه قيد المراجعة.
ويُعدّ استهداف القافلة الإغاثية أحدث حلقة في سلسلة من الاستهدافات الإسرائيلية لوكالات الإغاثة والمنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهرا.
ففي أبريل/نيسان من العام الجاري، استهدف الاحتلال الإسرائيلي قافلة إغاثة في القطاع بـ3 غارات جوية أسفرت عن مقتل 7 عمال في "ورلد سنترال كيتشن".
من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية -أمس الأربعاء- إن عمليات الإغاثة في غزة "مقيدة إلى حد كبير بسبب الأعمال القتالية، وانعدام الأمن، وأوامر الإخلاء الجماعي التي تؤثر على مسارات ومرافق نقل المساعدات".
اجتماع لمجلس الأمن
يأتي ذلك بينما سيعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اجتماعا اليوم الخميس، بطلب من بريطانيا وسويسرا، بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقالت البعثة البريطانية بالأمم المتحدة -في منشور على منصة إكس- إن "الأمم المتحدة تحذر من أن عمليات الإغاثة وموظفيها داخل غزة في خطر، وذلك في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حملة تطعيم لوقف تفشي شلل الأطفال".
وتستعد الأمم المتحدة لتطعيم نحو 640 ألف طفل في غزة، وذلك بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية إصابة رضيع عمره 10 أشهر بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات برنامج الأغذیة العالمی من نقطة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكاديمي إسرائيلي يستبعد جدوى الحل العسكري بغزة.. الفلسطينيون لا يرون بديلا لوطنهم
استبعد المحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، دوتان هاليفي، جدوى الحل العسكري في قطاع غزة، معتمدا في رأيه على دروس ستة عقود من المواجهة مع الفلسطينيين.
وقال هاليفي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه "منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، قتل أكثر من 50 ألف شخص، ومع ذلك، لا يزال الحل العسكري بعيد المنال، ومن خطط الجنرالات إلى إنشاء المجمعات الإنسانية، ومن العمليات في فيلادلفيا إلى جباليا، ومن رفح إلى نتساريم، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق انتصار حاسم، والرهائن في الأنفاق سيموتون ولن يتم العثور عليهم، ومع ذلك، نواصل تكرار أخطاء الماضي".
وأضاف أنه "في العام 1970 حاول الجيش الإسرائيلي التعامل مع نشطاء منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في غزة. قبل أشهر من ذلك، تخلت إسرائيل عن فكرة إخلاء القطاع من سكانه، الذين كانوا يبلغون حينها 400 ألف نسمة، بعدما فشلت في دفعهم للهجرة الطوعية. لقد خرج فقط 30 ألف شخص، بينما تحول الباقون إلى مقاومين".
وأوضح أنه "في عام 1971، دخل أريك شارون، قائد المنطقة الجنوبية آنذاك، مخيمات اللاجئين بالجرافات، دمر أجزاءً كبيرة منها، وقتل المئات، وأبعد عشرات الآلاف إلى جنوب القطاع وسيناء. آنذاك، ظن البعض أن النصر تحقق، لكن بعد 16 عامًا، اندلعت الانتفاضة الأولى من جباليا، وأعادت التذكير بحقيقة أن القمع العسكري لا يؤدي إلى استقرار دائم".
وذكر أنه "منذ اتفاقيات أوسلو، تصاعدت السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، من فرض حصار اقتصادي إلى تشديد القيود الأمنية. كل جولة تصعيد عسكري كانت تعيد القطاع إلى العصر الحجري، لكن حماس خرجت منها أكثر قوة. من قذائف الهاون البدائية إلى صواريخ بعيدة المدى، ومن عمليات صغيرة إلى ضربات واسعة النطاق، باتت غزة قادرة على تهديد مدن إسرائيلية كبرى".
وبيّن أن "نتنياهو، الذي دعم حماس ماليًا كجزء من استراتيجية إدارة الصراع، وجد نفسه أمام كارثة السابع من أكتوبر. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تدور في ذات الدائرة المفرغة: مزيد من القتل، دون تحقيق نتائج سياسية أو استراتيجية".
وقال "اليوم، تطرح مجددًا فكرة إدارة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وكأننا عدنا إلى عام 1967. تتجاهل هذه السياسة أن نقل السكان بالقوة يُعد جريمة دولية، كما تتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين في غزة لا يرون بديلاً لوطنهم، حتى في ظل الفقر والدمار".
وأضاف أن "إسرائيل نفسها، التي فرضت القيود على تحركات سكان غزة، تعرف أنها لا تستطيع السماح لهم بالخروج الجماعي دون أن تواجه تداعيات أمنية وسياسية خطيرة. إن قمع الفلسطينيين كان دائما وسيلة للسيطرة عليهم، ولا شيء سمح بذلك أكثر من سجنهم داخل غزة".
وأكد أن "الحقيقة البسيطة التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها هي أن الحل لا يكمن في القوة العسكرية، بل في تسوية عادلة تقوم على المساواة الكاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ما لم يحدث ذلك، سنظل نعيش في دائرة من الخوف والصراع المستمر".
واعتبر أنه "إذا كانت إسرائيل تريد حقا إنهاء هذا الصراع، فعليها أن تسعى إلى سلام يمنح الفلسطينيين السيادة والأمن وحرية الحركة، بدلا من تكرار السياسات الفاشلة التي لم تحقق شيئا سوى المزيد من العنف والدمار".