بوابة الوفد:
2025-03-11@10:37:11 GMT

تعلم كيف تكون يقظًا ولا تؤجل عمل اليوم للغد

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

قال الدكتور علي جُمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أنه في كثيرٍ من الأحيان الإنسان يُؤَجِّلُ عمل اليوم إلى الغد، ويأمل في فُسْحَةٍ من الوقت، وينتظر أن يتفرَّغ من الحياة الدنيا ومن مشاغلها ومن مصائبها ومن كَوَادِرِها، ومما يُعَطِّل الإنسان في حياته.
 

علي جمعة يوضح دستور الإيمان وحكمة الابتلاءات عبادة عظيمة يغفل عنها الكثير من الناس.

. يكشفها علي جمعة


وأكد جُمعة عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك أن هذا التأجيل من الْحُمْق وليس من الحِكمة في شيء، الحكمة: «بادروا بالأعمال سبعًا»، في الحديث أمرنا أن نبادر بالأعمال، أن نفعل ما أقامنا الله فيه الآن، فنحن الآن وعندنا خمس دقائق فلنسبِّح، أو فلنقرأ جزءًا من القرآن ولو صفحة، أو فلنصلي ركعتين، أو فلنتدبر ولنتأمل آية من كتاب الله، أو نقوم فنتوضأ، نفعل أي شيء من الخيرات؛ لأن الخير لا ينتظر، ولأن الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك. ومنسوب إلى الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال: صاحبتُ الصوفية فاستفدت منهم أن الوقت هو كالسيف إذا لم تقطعه قطعك.

 

وتابع جُمعة، أنه يجب مراعاة الأوقات والمبادرة بالأعمال الصالحات، يقول ربنا سبحانه وتعالى : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} ويقول تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ} فالفَرَارُ إلى الله والإسراع إلى العمل الصالح هو شيء من الحكمة ، ولذلك فإن التأجيل والتأخير حتى يَفرغ الإنسان أو حتى يتهيأ الإنسان من الحمق، ويجد الإنسان نفسه أنه قد مضى الوقت ولم يفعل شيئًا، وقد ذهب الشباب وأنه لم يفعل شيئًا، ...وهكذا ، فهذا أمر خطير جدًا ؛ لأن اليوم الذي يمضي لا يعود مرة أخرى.

 

وأضاف جُمعة أنه مراعاة الأوقات والقيام بواجب الوقت من الحكمة: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} وفي الحديث النبوي: « لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ يَأْتِي عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا يُنَادَى فِيهِ يَا ابْنَ آدَمَ : أَنَا خَلْقٌ جَدِيدٌ وَأَنَا فِيمَا تَعْمَلُ عَلَيْكَ غَدًا شَهِيدٌ ؛فَاعْمَلْ فِيَّ خَيْرًا أَشْهَدْ لَكَ بِهِ غَدًا ،فَإِنِّي لَوْ مَضَيْتُ لَمْ تَرَنِي أَبَدًا »، فاليوم الذي يمضي لا يعود، ولذلك يسميه المَنَاطِقَة عَرَض غير قار، يعني غير مستقر، يعني ليس الزمان كالمكان، المكان ثابت، نذهب إليه فنجده، نذهب إليه غدًا فنجده أيضًا،الزمن ليس ثابتًا، الزمن كأنه حبل يمر علينا، فكلما مضى لا نستطيع أن نُرجع أمس في غدنا أبدًا.

واختتم جُمعة أن الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب –رضى الله تعالى عنه- كان يُحاسب نفسه على مستوى الأنفاس، فكان ينظر إلى نفسه ويتذكر ربه ويراقب أعماله وسلوكه على مستوى النَّفَس، فيقول: «ما خرج نفس مني وعندي أمل أن يعود، وما دخل نفس وعندي أمل أن يخرج»، يعني كأنه يترقَّب النهاية ويترقب الموت ويترقب سكوت النَّفَس، وهي مرحلة عالية جدًّا أن يراقب الإنسان نفسه على هذا الحال، ولذلك كان متيقِّظًا، وهذه يسميها أهل الله (اليقظة)، يعرف حقيقة نفسه، ويعرف حقيقة زمنه، ويعرف حقيقة الكون، ويعرف طلب الله سبحانه وتعالى منه، ويعرف العمل الصالح، ولأنه يعرف كل هذه الحقائق فتراه يفعل كل خير {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ج معة علي ج معة عمل اليوم إلى الغد الوقت التأجيل الأوقات

إقرأ أيضاً:

سمعُك في رمضان

مما راق لي..
سمعك في رمضان
إن ما يتسرب لعقل الإنسان من خلال ما يسمعه يكون له انطباع على الروح والعقل والفؤاد، فإذا سمع الإنسان طيباً. وصل الطيب إلى عقله ونفسه وروحه وفؤاده، وإذا استمع إلى الخبيث، تسرب الخبيث إلى فؤاده وروحه، وترسب في عقله ونفسه.
فعندما تصوم الأذن عن سماع الحرام، فإنها تصون القلب ليقوم بشعيرة الصيام على أتم حال. وصون السمع عما يُغضب الله حينئذ من واجبات الصيام. لأن السمع إذا كان مسؤولاً طوال العام كما في قوله. سبحانه: “إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا” فإن مسؤولية الإنسان عنه في رمضان أكبر.
وقد جعل الله حفظ السمع من أخص صفات المؤمنين، ففي الصفات العشر التي وُصف بها المؤمنون في سورة “المؤمنون”. يأتي الإعراض عن اللغو في المرتبة الثانية مباشرة بعد الخشوع في الصلاة. حيث قال الله: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ.. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ.. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ”. فسماع الشر يضيع رصيد القلب من سماع الخير، ويشوش على النفس قيم الحق. قال تعالى مزكياً فعل من طهروا. أسماعهم: “وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ”
وكما تتضاعف في رمضان مسؤولية الأذن في عدم سماع الباطل فإنها تعظم في سماع الحق، فالصلوات الجهرية. وصلاة القيام الجماعية، تقوم على حسن الاستماع لما يُتلى، وكذلك حلقات الذكر ومجالس العلم. تقتضي يقظة السامع وحسن إنصاته، حتى سماع القرآن عبادة عظيمة. تنزل القرآن بالأمر بها والثناء على أهلها، فقال سبحانه: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”
اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا، وقواتنا أبدا ما أحييتنا..

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • دعاء اليوم العاشر من رمضان.. اغتنم الوقت وردده عند أذان المغرب
  • سمعُك في رمضان
  • ماذا يفعل النصر في إياب ثمن نهائي «أبطال آسيا»؟
  • البعض يُفسد على نفسه الشهر الفضيل باللهو ومتابعة المواد التلفزيونية الهابطة
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد 1446هـ
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • الجوزاء: خذ نفسا عميقا.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 9 مارس 2025
  • شواطىء.. الأنثروبولوجيا.. الإنسـان والعــالم (1)
  • حزب الله يبرئ نفسه من تدهور أوضاع سوريا
  • الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة