آخر تحديث: 10 غشت 2023 - 12:33 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أبرز قرار الممثل التركي الشهير، تولغاهان سايشمان، الانتقال للعيش في ألبانيا؛ تحسبا لحدوث زلزال مدمر في إسطنبول، القلق الذي بدأ يلف تركيا بشأن الزلزال المحتمل، والذي تتوالى تحذيرات علماء جيولوجيا وزلازل بشأنه.وانتقل سايشمان إلى ألبانيا التي هي مسقط رأس زوجته، ألمادا أبازي، والاستقرار فيها، لكنه لم يتخلَ عن منزله في إسطنبول، وفق صحيفة “الزمان” التركية الإثنين.

والثلاثاء، نقلت الصحيفة ذاتها عن عمدة بلدية باغجيلار في إسطنبول، عبد الله أوزديمير، أن 180 ألف مبنى عرضة للخطر في البلدة؛ ما يمثل 70% من عدد وحداتها البالغ 250 ألفا تم بناؤها قبل عام 1999 وغير مطبق عليها شروط مقاومة الزلازل.ويطرح محلل سياسي تركي في تعليقه لموقع “سكاي نيوز عربية” أسئلة حول مدى جاهزية الحكومة للتصدي لهذا الزلزال، خاصة وأن إسطنبول مسؤولة عن 35 في المئة من الناتج الإجمالي. في الأيام الماضية، جدد عالم الجيولوجيا التركي ناجي غورور، حديثه عن اقتراب زلزال مدمر يضرب إسطنبول، قائلا: “في الدراسات التي أجريت، ورد أن احتمال حدوثه في غضون 30 عامًا من عام 1999 هو 62 في المائة، بدءًا من زلزال 1999″؛ ما يعني أنه متوقع خلال السنوات السبع القادمة.وأضاف غورو، في تصريحات صحفية، أن احتمال حدوث الزلزال يتزايد مع الوقت؛ لأن الضغط يتزايد على الفرع الشمالي من صدع شمال الأناضول، وتحدث زيادة في الضغط تقابل حركة قدرها 2.5 سم.ويتفق معه أستاذ علم الزلازل هالوك إيدوغان، الذي قال إن العلماء يتوقعون حدوث زلزال قوي تفوق قوته 7 درجات في إسطنبول ومنطقة بحر مرمرة، وستشعر كل تركيا بعواقبه الاقتصادية.وأضاف إيدوغان: “وفقا للتوقعات، إذا عاد النشاط للصدع في بحر مرمرة، فسيحدث زلزال قوي يبلغ احتمال حدوثه بحلول عام 2030 حوالي 50 في المئة”. المحلل السياسي المقيم في إسطنبول، هشام غوناي، يلفت إلى أن “هناك تحضيرات جارية لمواجهة هذه الكارثة”.لكنه يتساءل: “هل هي كفيلة بتجنب أضرار الزلزال؟ خاصة أن إسطنبول مدينة كبيرة يقطنها أكثر من 20 مليون شخص، إضافة إلى أن المباني القديمة نسبتها عالية جدا، والأعمال التي يجب أن تقوم بها الحكومة مع الجهات البلدية كبيرة، واتخاذ التدابير لن تكون عملا سهلا”.ويورد إجابات بقوله: “هناك تخوفات كبيرة لدى المتخصصين والأكاديميين من أن تفشل الإجراءات التي يتم اتخاذها في مواجهة قوة الزلزال المحتملة”.من جانبها، تبعث الحكومة برسائل طمأنة للسكان؛ ومنها:دعا وزير البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ، محمد أوزهاسيكي، الراغبين في إعادة بناء منازلهم إلى الاستفادة من القروض الحكومية، قائلا إنه سيتم بناء منازل آمنة، يمكنها مقاومة زلزال بقوة 8-9 ريختر. ستبدأ الحكومة بناء 350 ألف وحدة سكنية مضادة للكوارث الطبيعية بما في ذلك الزلازل، وتلقت بالفعل نحو ألفي طلب من أصحاب العقارات في إسطنبول لترميم بيوتهم بدعمٍ حكومي.ستبني السلطات الوحدات السكنية المضادة للزلازل في أماكن سيتمّ اختيارها بعناية؛ كي تكون بعيدة عن مركز الزلزال.من المرجّح أن تباشر الحكومة ببناء الوحدات السكنية في غضون عامين.ستقدم على الفور مبالغ مالية بين 10 و25 آلاف دولارٍ لأصحاب العقارات التي قد تتضرر نتيجة الزلزال المتوقّع.وبحسب تقرير لبلدية إسطنبول، يوجد في المدينة مليون و46 ألف مبنى و4.5 مليون شقة، كل منها يضم 3.3 شخصا في المتوسط.ومع وقوع زلزال بقوة 7.5 درجة أو أكثر، سيُصاب 13 ألفا و492 مبنى بأضرار جسيمة، و39 ألفا و325 مبنى بأضرار شديدة، و136 ألفا و746 مبنى بأضرار متوسطة، و300 ألف و369 مبنى بأضرار طفيفة.وما تزال تركيا تعاني من تداعيات الزلزال الذي ضربها هي وسوريا في 6 فبراير 2023، وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وتسبب بأضرار لعشرات الآلاف من المباني.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی إسطنبول

إقرأ أيضاً:

تركيا والموعد الموسمي مع الزلازل

قبل سنتين حضرت حفل إطلاق كتاب فريد من نوعه باللغة الإنجليزية في إسطنبول، وعنوان الكتاب "معمار سنان: أعظم معماري عثماني". ما لفت نظري خلال الحفل هو رصد عبقرية المهندس المعماري العثماني الشهير سنان في تشييد مبان مقاومة للزلازل. فلمعظم دول العالم نصيبها من خيرات الطبيعة ومزايا الجغرافيا، وبين هذا وذاك ضريبة لا بد أن تدفعها تتمثل في الوجه الآخر لجمال الجغرافيا وهي الكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل وبراكين. من هذه الدول تركيا التي تعد الزلازل فيها حديث الشارع شبه اليومي على مدار قرون، وكان آخرها زلزال إسطنبول وتوابعه الذي ضرب المدينة التركية الشهيرة قبل أيام من دون خسائر في الأرواح.

وسؤال الزلزال في إسطنبول ليس سؤالا في الجيولوجيا فقط، بل هو سؤال في السياسة والاقتصاد والتنمية والمعمار، بل يتجاوز ذلك إلى التاريخ والحضارة. فمن يتابع الأخبار التركية خلال العامين الماضين وخاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في عام 2023، يدرك أن الأمة التركية حكومة وشعبا مستنفرة للإجابة على سؤال واحد هو كيف سنتصرف مع الزلزال القادم؟ سؤال الزلزال في إسطنبول ليس سؤالا في الجيولوجيا فقط، بل هو سؤال في السياسة والاقتصاد والتنمية والمعمار، بل يتجاوز ذلك إلى التاريخ والحضارةومتى يكون؟ وهنا تأتي الإجابات من كل حدب وصوب؛ من الدولة والحكومة حول مشروع تأهيل المباني لتكون مقاومة للزلزال، ومن الإدارات المحلية وحتى من الأفراد والهيئات. فأعرف بعض المكاتب التركية التي نقلت أعمالها من أحياء إلى أحياء أخرى خلال تلك الفترة، بحثا عن مبنى لديه اشتراطات فنية تقاوم الزلازل.

حديث الزلزال هو حديث متكرر على ألسنة المشايخ والدعاة في تركيا؛ زاويتهم في الحديث هي دينية وروحية، يحذرون الناس من المعاصي وأن الزلازل هي آية من آيات الله في نهاية الأمر ولا راد لقضائه، وأن الموت حق وقد يأتي عن طريق زلزال أو غير زلزال.. المهم في الأمر أن الزلزال جزء هام من خطاب الوعظ والدعوة في مساجد تركيا.

وهناك كثير من غير الأتراك مطالبين بالتعامل مع هذا الأمر في مواقف شتى منها على سبيل المثال أثناء إيجار الشقق والبيوت السكنية، إذ تشترط السلطات التركية استصدار تأمين ضد الزلازل والكوارث الطبيعية.

والسؤال الأبرز الذي قد يتبادر للسائح أو الزائر لتركيا هو إن كانت البلاد معرضة للزلازل بهذا الشكل، كيف صمدت كل هذه المساجد والقصور والمباني التاريخية التي تعج بها البلاد؟ وهناك اسم بارز يحمل في طياته الإجابة وهو المعماري العثماني الأشهر سنان، قد تبدو أخبار الزلازل أمرا مرعبا ومخيفا إذا نظرنا إليها من زاوية الكوارث الإنسانية، لكن إذا نظرنا إليها ليس فقط من زاوية العلم والهندسة، ولكن من زاوية التراث والتاريخ، قد تبدو مشكلة قابلة للحللقد استطاع هذا الرجل تشييد أبنية عاشت أكثر من خمسة قرون تقاوم الزلازل وتبقى على حالها من دون أضرار تذكر.

في كتاب "معمار سنان: أعظم معماري عثماني"، حاول المؤلف أن يجيب على هذا السؤال. والطريف أن المؤلف هو تلميذ لا يتجاوز عمره إحدى عشرة سنة، واسمه حسين البنا بريطاني، من أصول بنغالية، أقنع والده بتأليف كتاب عن المهندس المعماري الشهير سنان. ولقصة إقناع والده تفاصيل مثيرة تبدأ من زيارات هذا الطفل للمباني التي شيدها المعماري سنان أثناء إقامته مع أسرته في إسطنبول، ثم كتابته مسودة للكتاب جمع فيها معلومات مهمة وعرضها على أكاديميين متخصصين أُعجبوا بها وشجعوه على المضي قدما في الكتابة. وقد خرج الكتاب للنور بتقديم من عدد من هؤلاء الأكاديميين (سايمون ألفورد رئيس، المعهد الملكي للعمارة في بريطانيا، والبروفيسور صبحي ساتشي، أستاذ العمارة بجامعة السلطان محمد الفاتح التركية).

قد تبدو أخبار الزلازل أمرا مرعبا ومخيفا إذا نظرنا إليها من زاوية الكوارث الإنسانية، لكن إذا نظرنا إليها ليس فقط من زاوية العلم والهندسة، ولكن من زاوية التراث والتاريخ، قد تبدو مشكلة قابلة للحل.. ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.

x.com/HanyBeshr

مقالات مشابهة

  • زلزال يضرب سواحل نيوزيلندا
  • زلزال قوي يضرب نيوزيلندا
  • خبير تركي: لا زلزال قادم نحو إسطنبول… والخطر في مكان آخر
  • زلزال جديد يضرب سيلفري في إسطنبول
  • حادثة غريبة وقعت قبل زلزال إسطنبول
  • زلزال شديد بقوة 5 درجات يضرب ولاية ألاسكا الأمريكية
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا دون تسجيل أضرار
  • خبير زلازل ياباني يحذر سكان 7 أحياء في إسطنبول
  • إسطنبول تهتز مجددًا بعد 4 أيام من الزلزال
  • تركيا والموعد الموسمي مع الزلازل