لا يزال التوتر قائمًا ويخيم على المنطقة الواقعة بين الصين وتايوان، في الوقت الذي تعتبر فيه الصين أن جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي تعد جزءًا أصيلًا من أراضيها، وتلجأ بكين من وقت لآخر لسياسة استعراض القوة في ظل دعم عسكري كبير تحصل عليه تايوان من الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة تمدد النفوذ الصيني هناك.

وكانت تايوان قد أعلنت عن تسلمها عدد كبير من الذخائر وأجهزة الرادار والدفاعات الأرضية ضمن صفقة أسلحة أبرمتها تاييه مع واشنطن في وقت سابق بقيمة 345 مليون دولار، شملت أجهزة دفاع جوي متنقل ومحمولة، فضلًا عن أجهزة متطورة لتعزيز المنظومة الاستخباراتية لتايوان، وأجهزة مراقبة وأسلحة وصواريخ، لمواجهة العمليات العسكرية الصينية قرب تايوان.

 وردًا على تلك الصفقة قالت وزارة الدفاع التايوانية: إن الصين لجأت إلى سياسة التصعيد في المنطقة من خلال إرسالها سفنًا حربية وطائرات مقاتلة باتجاه الجزيرة، كنوع من الضغط العسكري الذي تمارسه الصين ضد تايوان، مؤكدة على أن تايوان ستستخدم كل قدراتها العسكرية لمواجهة أي أنشطة عسكرية صينية تستهدف تايوان.

ولم تكن تلك التحركات الصينية هي الأولى من نوعها، إذ سبقها نشاط عسكري ملحوظ من خلال إرسال رحلات جوية واخترقت الصين الأجواء التايوانية، فضلًا عن إرسال السفن الحربية الصينية لتبحر في المياة الإقليمية التايوانية، علاوة على إطلاق الطائرات المسيرة "الدروان" المتخصصة في مجال الاستطلاع لتحوم بالقرب من الجزيرة.

وكشفت وزارة دفاع تايوان إن الصين أرسلت ما يقرب من 33 طائرة حربية و6 سفن باتجاه تايوان، ردًا على صفقة الأسلحة التي تسلمتها تايوان من الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن الصين تعمدت إرسال المقاتلات الصينية من طراز جيه -10 وجيه -16 بالقرب من وس وجنوب تايوان.

جدير بالذكر أن تلك العمليات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان لم تكن هي الأولى من نوعها إذ سبقتها مناورات عسكرية صينية شملت محاكاة لاختراق الجزيرة، عقب زيارة رئيس البرلمان الأمريكي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان في وقت سابق، وهو ما أثار أزمة سياسية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: استعراض القوة الدفاع التايوانية السفن الحربية العمليات العسكرية الصين تايوان جزيرة تايوان

إقرأ أيضاً:

تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟

يمانيون../
في تصعيد نوعي يعكس تغير معادلات القوة في البحر الأحمر، اعترفت البحرية الأمريكية بسقوط مقاتلة من طراز “إف-18” من على متن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان”، أثناء تواجدها في مياه البحر الأحمر، في وقت أكدت فيه القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية عسكرية واسعة أجبرت الحاملة على التراجع.

إسقاط طائرة أمريكية.. بداية التحول
رغم أن الرواية الرسمية الأمريكية حاولت تبرير سقوط المقاتلة على أنه حادث عرضي أثناء المناورات، إلا أن مصادر أمريكية وتصريحات متلاحقة، بينها مسؤول تحدث لقناة الجزيرة، أكدت أن الطائرة سقطت خلال محاولتها تفادي نيران قوات صنعاء.

هذا الحدث جاء تتويجاً لفترة من العمليات اليمنية المكثفة التي استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” بشكل شبه يومي، وأجبرتها على اتخاذ تدابير دفاعية صارمة والتراجع نحو أقصى شمال البحر الأحمر، بحسب تقارير أمريكية وصفت الوضع بأنه “لا يمكن تصوره”.

العملية العسكرية الواسعة.. ضربة مركزة لقلب القوة الأمريكية
وفي إطار الرد المشروع على العدوان الأمريكي ومجازره بحق الشعب اليمني، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عبر بيان رسمي، عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة ومشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.

وأوضح البيان أن العملية تمت بمشاركة فاعلة من القوات البحرية وسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية اليمنية، التي اشتبكت مع الحاملة والقطع المرافقة لها عبر إطلاق عدد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة، في هجمات منسقة استمرت لعدة ساعات.

وأكدت القوات المسلحة اليمنية أن هذه العملية النوعية أدت إلى إجبار حاملة الطائرات “ترومان” على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق، باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، حيث تحاول تقليل تعرضها للضربات اليمنية الدقيقة.

وشددت على أن العمليات العسكرية البحرية والجوية مستمرة، وأنه لن يكون هناك أي توقف عن استهداف حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتوقف العدوان الأمريكي على اليمن بشكل كامل.

قراءة استراتيجية: المعركة تنتقل إلى البحر
إن تمكن قوات صنعاء من استهداف أكبر حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، بل وإجبارها على الانسحاب من مواقع تمركزها، يمثل نقلة نوعية في طبيعة المواجهة العسكرية. فواشنطن لطالما اعتبرت حاملاتها البحرية رمزاً لهيبتها العسكرية وهيمنتها العالمية، غير أن مشهد فرار “ترومان” يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من توازن الردع في البحر الأحمر.

لم يعد البحر الأحمر “بحيرة أمريكية” كما كانت توصف من قبل؛ فبفضل القدرات المتطورة للقوة الصاروخية اليمنية والطيران المسيّر، تغيرت قواعد الاشتباك، وباتت الحاملات الأمريكية أهدافًا حقيقية في مرمى النيران اليمنية.

تصدع الهيبة العسكرية الأمريكية
الجدير بالذكر أن حادثة سقوط طائرة “إف-18” الأخيرة ليست الأولى، إذ سبق أن أعلنت البحرية الأمريكية قبل أربعة أشهر عن فقدان طائرة مماثلة فوق مياه البحر الأحمر، دون أن تقدم آنذاك رواية مقنعة لأسباب سقوطها.

اليوم، ومع تكرار الحوادث، يظهر أن القوات الأمريكية باتت تعاني من حالة من الإرباك والضعف غير المسبوق، وهو ما تؤكده شهادات مصادر عسكرية أمريكية تحدثت عن أجواء من القلق والانهيار النفسي وسط طواقم حاملات الطائرات، بفعل ضربات صنعاء المركزة والمستمرة.

خلاصة المشهد
ما جرى في البحر الأحمر لا يمكن اختزاله بحادثة سقوط طائرة واحدة، بل يمثل جزءًا من معركة استراتيجية أكبر، تخوضها صنعاء بثبات وعزيمة، لإعادة رسم خريطة النفوذ العسكري في المنطقة.

إن إسقاط مقاتلة حديثة، وإجبار حاملة طائرات على الفرار، يؤكد أن معادلة الردع قد انقلبت، وأن زمن العربدة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر يقترب من نهايته أمام إرادة الشعوب الحرة وإبداع قدراتها المقاومة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي يوضح خسائر الحملة العسكرية ضد "أنصار الله"
  • البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة من على متن حاملة الطائرات “ترومان” في البحر الأحمر
  • تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟
  • البحرية الأمريكية: سقوط مقاتلة حربية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر
  • البحرية الأمريكية تعلن سقوط مقاتلة من طراز إف 18 من على متن حاملة الطائرات "ترومان" وإصابة بحارة
  • الذهب: يتراجع في ظل التوترات الأمريكية الصينية
  • المعدن الأصفر يتراجع مع انحسار التوترات الأمريكية الصينية
  • الذهب يتراجع مع انحسار التوترات الأمريكية الصينية وارتفاع الدولار
  • الصين تتهم واشنطن بدعم استقلال تايوان
  • الصين تتهم أمريكا بتكثيف دعمها لطموحات تايوان الانفصالية