هل تحول قبول الطلبة في جامعات مصر إلى تجارة تستقطب أصحاب الأموال؟
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
القاهرة- داخل القاعة الدراسية نفسها في مصر يجلس طالبان، كلاهما يؤدي اختبارات الثانوية العامة، أحدهما قلق والآخر مطمئن، والفارق بينهما ليس مستوى التحصيل العلمي، بل قدرة أسرتيهما المالية.
ومع ظهور نتائج الامتحانات، يُدرَك مآل القلق والاطمئنان، فـ4 درجات فقط حالت بين الطالب عمار ورغبته في الالتحاق بإحدى كليات القطاع الطبي الحكومية، بينما زميله الذي تحصل على مجموع أقل منه بـ20 درجة سيصبح طبيبًا بعدما ضمن مقعدا بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات غير الحكومية.
وبنظرة شاملة على نظام التعليم العالي في مصر، فالدرجات الأربع التي أخفق عمار في الحصول عليها ضمن مجموعه الكلي ليست هي الحائل أمام حلمه، بل تكمن المشكلة في كونه غير قادر ماليًا على دفع رسوم الالتحاق بالجامعات الخاصة والأهلية.
تنسيق متباينوانتهت الأحد الماضي الفترة المسموح بها لطلاب الثانوية العامة للتسجيل بالمرحلة الثانية لتنسيق القبول في الجامعات، بينما ظهرت الأسبوع الماضي نتائج القبول بالمرحلة الأولى.
وبدا التباين جليًا بين درجات القبول للمرحلة الأولى بالكليات الحكومية ونظيرتها الخاصة والأهلية، فبينما يقبل الطب الحكومي من نسبة لا تقل عن 93.17%، يتيح تنسيق الخاص والأهلي فرصة للطالب الحاصل على مجموع 74%.
ويحدث التباين نفسه مع تنسيق مختلف الكليات، فعلى سبيل المثال، تقبل كليات الهندسة الحكومية من نسبة 88.65%، بينما الخاصة والأهلية تنخفض إلى 65%، والصيدلة الحكومية من 91.7% مقابل 71% بالجامعات غير الحكومية، والتي ينخفض بها تنسيق كليات الإعلام إلى 53%، في حين لا يقل التنسيق الحكومي عن 83%.
ورغم الإعلان الرسمي عن تنسيق القبول بالجامعات الأهلية والخاصة، فإن ثمة تنسيقا داخليا لكل جامعة، وعادة ما ترتفع نسب التنسيق الخاصة بكل واحدة بالتناسب مع الإقبال الطلابي للالتحاق بها.
وعلى المسار نفسه، تختلف المصروفات الدراسية بين الجامعات الحكومية وغير الحكومية، فلا تزيد رسوم الكليات الحكومية للسنة الدراسية عن مئات الجنيهات بينما تتجاوز مصروفات الخاصة والأهلية حاجز 100 ألف جنيه (2053 دولارا).
وأعلنت عدة جامعات خاصة رسوم الالتحاق بكلية الطب البشري، فحددت جامعة "6 أكتوبر" مصروفات العام الدراسي الجديد بنحو 140 ألف جنيه (2874 دولارا)، وارتفعت التكلفة في الجامعة الحديثة للعلوم والتكنولوجيا إلى 160 ألف جنيه (3285 دولارا)، في حين وصلت مصروفات جامعة حورس إلى 230 ألف جنيه (4722 دولارا).
في المقابل، طرحت الجامعات الأهلية أسعارا تنافسية لدراسة الطب مقارنة بنظيرتها الخاصة، ففي جامعة المنصورة بلغت المصروفات 130 ألف جينه (2669 دولارا)، بينما ينخفض المبلغ بجامعة بني سويف إلى 110 آلاف جنيه (2258 دولارا).
وتتفاوت الرسوم الدراسية بشكل كبير بين الجامعات الأهلية فيما بينها، فقد أعلنت جامعة النيل الأهلية تكلفة الالتحاق بكلية الهندسة حيث تصل إلى 145 ألف جنيه (2977 دولارا)، بينما تنخفض التكلفة إلى أقل من النصف في جامعة الزقازيق، فلا تزيد على 60 ألف جنيه (1232 دولارا).
سوق كبيرووفق التصريحات الرسمية، ارتفع عدد الجامعات المصرية خلال العشر سنوات الماضية بنسبة زادت على 120%.
وبلغ عدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية 108 جامعات حتى يوليو/تموز الماضي، بينما لم يتجاوز العدد 49 جامعة عام 2014.
ويتوزع هذا العدد بين 27 جامعة حكومية و32 جامعة خاصة و20 جامعة أهلية و10 جامعات تكنولوجية و9 أفرع لجامعات أجنبية و6 جامعات باتفاقيات دولية وجامعتين باتفاقيات إطارية وجامعة بقوانين خاصة تُشرف عليها وزارة التعليم العالي.
ويمكن ملاحظة الاهتمام الحكومي بالتوسع في إنشاء الجامعات الأهلية على حساب الحكومية، فخلال 10 سنوات تم إنشاء 4 جامعات حكومية فقط، بينما تم تأسيس 16 جامعة أهلية.
ودافع المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي عن التوجه نحو التعليم غير المجاني، معتبرا الجامعات الأهلية الجديدة رافدًا مهمًا من روافد التعليم العالي في البلاد.
وقال -في بيان رسمي- إن هذا النوع من الجامعات ساهم في تخفيف الضغط المتزايد على الجامعات الحكومية، واستيعاب الزيادة على طلب الالتحاق بالتعليم الجامعي، مضيفا أنها جامعات لا تهدف لتحقيق الربح.
ووفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد طلاب التعليم العالي المقيدين بالعام الدراسي الماضي في مصر نحو 3.7 ملايين طالب بنسبة نمو بلغت 5.7% عن العام الذي يسبقه.
وارتفع عدد الطلاب المقيدين بالجامعات الخاصة والأهلية لنحو 297 ألف طالب يمثلون 8% من إجمالي طلاب التعليم العالي العام الدراسية الماضي مقابل 229 ألف طالب في العام الدراسي (2021-2022) بنسبة زيادة 29.7%، فضلا عن 697.7 ألف طالب مقيدين بالمعاهد العليا والأكاديميات الخاصة، يمثلون 17.9% من إجمالي طلاب التعليم العالي.
كليات القطاع الطبي طموح الأسر المصرية (الجزيرة) من المجاني إلى المدفوع لم يكن التعليم مجانيًا قبل عام 1950 حتى تولى الدكتور طه حسين منصب وزير المعارف، وكان شرطه لتولي المنصب إقرار مجانية التعليم الأساسي حتى المرحلة الثانوية. بعد سنوات قليلة، أصدر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر قرارًا بأن يكون التعليم الجامعي مثل الأساسي مجانيًا مع توسع في إنشاء الجامعات الحكومية. ظلت جميع الجامعات المصرية تحت الإشراف والإدارة والتمويل الحكومي حتى عام 1992، وقت صدر قانون لإنشاء الجامعات الخاصة. في عام 2009، صدر قانون تنظيم إنشاء الجامعات الخاصة والأهلية، الذي عرّف الجامعة الأهلية على أنها مؤسسة لا تهدف للربح وأموالها أموال عامة. عدّل البرلمان المصري عام 2019 القانون بحيث صار للشخصيات الاعتبارية العامة أحقية إنشاء الجامعات الأهلية، وبناء عليه أصبحت للحكومة أحقية في إنشاء هذا النوع من الجامعات. وبعد 3 أعوام فقط، أعلنت الحكومة بدء الدراسة في 12 جامعة أهلية جديدة دفعة واحدة في 12 محافظة بتكلفة بلغت 39 مليار جنيه (801 مليون دولار).وحسب التصريحات الرسمية، تبلغ ميزانية وزارة التعليم العالي للعام المالي الجديد 117 مليار جنيه (2.4 مليار دولار).
طبقية تعليميةتطمح الأسر المصرية إلى التحاق أبنائها بكليات القطاع الطبي والهندسي، التي تُعرف مجتمعيا بكليات "القمة"، إذ يضمن خريجوها الوظائف والاحترام المجتمعي، ذلك ما يفسر به الخبير التعليمي محمد فتح الله زخم الإقبال على كليات القطاع الطبي والهندسي بالجامعات الخاصة والأهلية رغم ارتفاع أسعارها.
وأشار، في حديثه للجزيرة نت، إلى توجه الحكومة السنوات الأخيرة لمنافسة الجامعات الخاصة عبر تأسيس الجامعات الأهلية، موضحا انتهاج الإستراتيجية نفسها حيال التعليم ما قبل الجامعي، إذ أنشأت مدارس خاصة تحت إشراف إدارة المشروعات بوزارة التربية والتعليم.
وشكك الخبير -الذي يعمل بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي- في جودة التعليم غير الحكومي، مستدلا بالتصنيفات الدولية، إذ يتراجع ترتيب الجامعات الخاصة والأهلية مقابل تقدم الجامعات الحكومية.
وأدرج تصنيف شنغهاي الدولي، الشهر الجاري، 8 جامعات حكومية مصرية ضمن أفضل ألف جامعة في العالم لعام 2024، ولم تدخل أي جامعة خاصة أو أهلية ضمن التصنيف.
وتضمن تصنيف "كيو إس" 15 جامعة مصرية، من بينهم 5 جامعات خاصة وأفرع لجامعات دولية، ضمن أفضل 1400 جامعة لعام 2024.
وحذر فتح الله من تنامي أمراض مجتمعية بسبب ما سماها "الطبقية التعليمية"، مثل الحقد الطبقي وفقدان الهوية، إلا أنه رأى فائدة لهذا النوع من التعليم إذ يستوعب أعدادًا كبيرة من الطلاب في ظل عجز الحكومة عن إنشاء جامعات مجانية تسع كل خريجي الثانوية العامة.
الأفضلية للوافدولا يقتصر انخفاض درجات القبول بالكليات على الجامعات الأهلية والخاصة، بل تدخل في مضمار المنافسة الكليات الحكومية، ولكن تلك المرة لجذب الطلاب غير المصريين.
وتتيح الجامعات المصرية الحكومية للطلاب الأجانب فرص الالتحاق بها بتنسيق منخفض جدًا مقارنة بنظيره المحدد لأبناء الوطن نظير مبالغ مالية تتراوح بين 2500 و6 آلاف دولار.
وقبل 5 أعوام، أعلنت وزارة التعليم العالي التوجه نحو استقبال مزيد من الطلاب الأجانب بالجامعات المصرية في إطار مباردة "ادرس في مصر" ورفعت نسبة الوافدين من 5% من إجمالي عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات لتصبح 25%.
على إثر ذلك، تضم قاعات الدراسة بكليات الطب الحكومية طلابا مصريين حاصلين على مجموع لا يقل عن 93% بالثانوية العامة وطلابا وافدين حاصلين على مجموع لا يزيد على 75%.
أعداد الجامعات بمصر نمت بنسبة 122% (الجزيرة)ويبدو التناقض واضحًا في الأرقام المعلنة حول أعداد الطلاب الوافدين بمصر، فبينما أعلن وزير التعليم العالي السابق خالد عبد الغفار، قبل عامين، عن 100 ألف طالب بالجامعات المصرية يدفعون رسوما مقدرة بـ480 مليون دولار، قال وزير التعليم الحالي أيمن عاشور إن عدد الطلاب الوافدين لا يتجاوز 26 ألف طالب خلال العالم الدراسي الماضي.
انعدام تكافؤ الفرصواعتبر الخبير بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية كمال مغيث منح الطالب الأجنبي الأفضلية للالتحاق بالجامعات الحكومية على حساب الطالب المصري انتهاكًا لمبدأ تكافؤ الفرص الذي من المفترض أن يبنى عليه أي مشروع تعليمي وطني.
وبيّن للجزيرة نت أن الحكومة وجدت في الطلاب الأجانب حلا لمواجهة الصعوبات المالية التي تعاني منها الجامعات الحكومية، إذ يدفعون مبالغ مالية كبيرة بالعملة الصعبة نظير الخدمة التعليمية من "دون مراعاة كون الوافد يحتل المقعد التعليمي الخاص بالمصري"، حسب قوله.
والمنطق الربحي في التعامل مع الطلاب الأجانب بالجامعات الحكومية تُدار به الجامعات الخاصة، حسب رؤية مغيث، مشيرا إلى أن الجامعات غير الحكومية أخلّت بمبادئ المواطنة وتكافؤ الفرص والعدالة التربوية.
ورفض أستاذ أصول التربية إطلاق اسم "الجامعات الأهلية" على الكيانات التعليمية التي تم تأسيسها مؤخرا، قائلًا إن "أول جامعة مصرية أنشئت عام 1908 كانت جامعة أهلية وتبرع لتشييدها رموز بالحركة الوطنية ووجهاء وأمراء، أما ما تم تأسيسه مؤخرا، فعبارة عن كيانات هادفة للربح فقط وليست أهلية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الخاصة والأهلیة کلیات القطاع الطبی الجامعات الحکومیة الجامعات الأهلیة الجامعات المصریة الثانویة العامة التعلیم العالی إنشاء الجامعات العام الدراسی غیر الحکومیة جامعة أهلیة غیر الحکومی على مجموع ألف طالب ألف جنیه فی مصر
إقرأ أيضاً:
افتتاح الدورة الرياضية الخليجيـة لمؤسســــات التعليم العالي بجامعة السلطان قابوس
رعى صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، بالمركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس، مساء اليوم حفل افتتاح الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تنظمها جامعة السلطان قابوس حتى 24 من يناير الجاري، حيث تضمن حفل الافتتاح كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تلاها كلمة الجامعة، إلى جانب فقرة الفنون الشعبية، وميدلي موسيقي خليجي، بالإضافة إلى استعراض دخول الفرق المشاركة، وعرض فيلم قصير بعنوان «خليجنا عزوتنا»، ثم إعلان انطلاق الدورة رسميًا، حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمدعوين ورؤساء الوفود ممثلي الجامعات المشاركة في الدورة.
وتشارك في هذه النسخة من البطولة 17 جامعة، هي: جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة جازان، والجامعة السعودية الإلكترونية، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وجامعة القصيم، وجامعة الكويت، وجامعة المجمعة، وجامعة قطر، وجامعة الملك خالد، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وجامعة الملك عبدالعزيز، بالإضافة إلى جامعة السلطان قابوس مستضيف البطولة.
ويتنافس الطلبة المشاركون في 7 ألعاب رياضية، تشمل ألعاب القوى والسباحة وكرة القدم وكرة السلة الثلاثية والكرة الطائرة والريشة الطائرة وكرة الطاولة، وتُقام المنافسات في ملاعب رياضية مختلفة، مثل مجمع السلطان قابوس الرياضي واستاد السيب الرياضي والكلية العسكرية التقنية، وتمثل الدورة فرصة حقيقية لتطوير المواهب الرياضية وتعزيز التعاون الأكاديمي والرياضي بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون. وكشفت منافسات اليوم الأول من الدورة عن مواهب مجيدة قدمها الطلبة المشاركون في مسابقتي كرة القدم والطائرة، كما حفل اليوم الأول بإثارة كبيرة على المستوى الفني والمهاري، ومن المتوقع أن تقدم الفرق عروضا قوية خلال أيام الدورة.
وتمثّل الدورة فرصة حقيقية لتطوير المواهب الرياضية وتعزيز التعاون الأكاديمي والرياضي بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون. وتهدف جامعة السلطان قابوس من تنظيم الدورة الرياضية الخليجية العاشرة إلى استمرار سلسلة الدورات الرياضية التي تنظمها جامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت مظلة الأمانة العامة للمجلس، وكذلك الخروج من الإطار الأكاديمي وتعزيز اللحمة الخليجية بين الطلاب، وتأكيد روح الانتماء الوطني وتعميق الشعور بالوحدة بين أبناء دول مجلس التعاون، كما تسعى هذه الدورات إلى إذكاء روح المنافسة والعطاء وتبادل الخبرات بينهم، وتعزيز دور الجامعة الرائد في التأكيد على روح المنافسة والعطاء وتعميق الشعور بذلك بين أبناء دول مجلس التعاون، وتمكين طلبة الجامعات والمؤسسات وإعدادهم رياضيًا لتمثيل مؤسساتهم بما ينسجم ورسالتها الأكاديمية، وتعميق دورهم في رفع اسم مؤسساتهم في المحافل الرياضية، وإتاحة الفرصة لموظفي الجامعات من مدربين وفنيين وإداريين، وقيادات لاكتساب الخبرات وإبراز الجهود التي يقومون بها إعدادًا وتنظيمًا وإشرافًا وتقييمًا للأحداث الرياضية على المستوى الخليجي، وتعميق الصلات والروابط الأخوية بين طلاب الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون، وتبادل الخبرات بين أبناء دول المجلس بما يخدم أهدافها التطويرية والنهوض بالرياضة الجامعية لدول مجلس التعاون.
خالد السنيدي: الدورة محطة رياضية بارزة في مسيرتنا الخليجية المشتركة -
في بداية الحفل ألقى خالد بن علي السنيدي، الأمين المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمة الامانة العامة: «في البداية، أرفع إلى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أسمى آيات الشكر وعظيم الامتنان لما تحظى به مسيرة العمل الخليجي المشترك من دعم ورعاية كريمة للارتقاء بهذه المسيرة المباركة في كافة المجالات والميادين، بما فيها مجالات التعليم والأنشطة الرياضية والشبابية، سائلًا المولى عز وجل أن ينعم على دولنا وشعوبنا بالأمن والسلام والازدهار».
وأضاف: «كما نشكر صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، على رعايته الكريمة لحفل افتتاح الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يعكس مدى حرص سموه على دعم المبدعين في مجال التعليم بمجتمعاتنا، والشكر موصول لصاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، على استضافة الجامعة لهذه الدورة الرياضية».
وتابع السنيدي: «إن هذه الدورة تعد محطة رياضية بارزة في مسيرتنا الخليجية المشتركة، تحمل رسالة سامية تتجاوز التنافس الرياضي إلى تعزيز روح الأخوة، والعمل المشترك بين أبناء شعوبنا الخليجية، بما يعكس القيم والمبادئ التي يقوم عليها مجلس التعاون». واسترسل الأمين المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حديثه بالقول: «يولي قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية اهتمامًا كبيرًا بدعم الأنشطة الرياضية والشبابية، إدراكًا منهم للدور المحوري الذي تلعبه الرياضة في تعزيز التفاهم والتقارب بين أبناء دول المجلس، ومن هذا المنطلق تسعى الأمانة العامة إلى دعم وتنظيم الفعاليات الرياضية الخليجية التي تسهم في ترسيخ الهوية المشتركة، وتعزيز قيم التنافس، والتعاون المستدام، كما أن هذه الدورة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والرياضية، وهو ما يتجلى في استضافة جامعة السلطان قابوس لهذه الفعالية، حيث يجتمع العلم مع الرياضة في تكامل يثري شبابنا، ويهيئهم ليكونوا قادة للمستقبل، قادرين على مواصلة بناء مجتمعاتنا الخليجية».
ريا المنذرية: تعزيز روح الانتماء وتعميق الشعور الوطني بين أبناء دول المجلس -
تلا ذلك كلمة الجامعة ألقتها الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية، عميدة شؤون الطلبة ورئيسة اللجنة الرئيسية للدورة، قالت فيها: «تستضيف جامعة السلطان قابوس حدثًا رياضيًا مهمًا متمثلًا في الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تركز رسالتها على تعزيز روح الانتماء وتعميق الشعور الوطني بين أبناء دول المجلس، وتوثيق الصلات والروابط الأخوية فيما بينهم، ونرحب بالإخوة الأشقاء في أرض عمان، القلب النابض بالسلام، والأريج الذي يتضوع فيه عبق الوئام، وأيقونة من أيقونات الأصالة والعراقة الممتدة عبر جذور الأزمان».
وأضافت: «إن الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لا تنحصر أهدافها في دائرة الرياضة فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى آفاق أكثر اتساعًا، حيث تشمل تعزيز دور الجامعات الرائد في التأكيد على روح الانتماء الإسلامي وتعميق الشعور بذلك بين أبناء دول مجلس التعاون، وتمكين طلبتها وإعدادهم رياضيًا لتمثيل أوطانهم بما ينسجم ورسالتها الأكاديمية، وتعميق دورهم في رفع اسم جامعاتهم في المحافل الرياضية، بالإضافة إلى تعميق الصلات والروابط الأخوية بين طلبة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون، وتبادل الخبرات بين أبناء دول المجلس بما يخدم أهدافها التطويرية والنهوض بالرياضة الجامعية».
وتابعت المنذرية: «تشارك في هذه الدورة 17 جامعة من مختلف دول مجلس التعاون، يتنافس طلبتها في سبع ألعاب، هي: كرة القدم، والكرة الطائرة، وكرة السلة، وألعاب القوى، والسباحة، وكرة الطاولة، والريشة الطائرة، وقبل ذلك، يوقدون من مشاعل عزائمهم وروح التحدي لديهم ما يضيء دروب مستقبلهم المهاري ليخدموا أوطانهم بما يجعلها تفخر بهم». وأكدت أن جامعة السلطان قابوس تتشرف بانطلاق الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حفل يشهد صورة بهية من صور الاستثمار في طلبة جامعة السلطان قابوس، حيث تم إعداد برنامج الحفل بجميع فقراته اعتمادًا على طاقاتهم الفذة ومواهبهم العالية، وهو تطبيق واضح لمفهوم التعليم المرتبط ببناء الطالب الإنسان، فوافر الشكر والتقدير لكل طالب أسهم في هذا الحفل بإبداعاته، وقدم نفسه ترجمة عملية صادقة لاستثمار الجامعة وهذا الوطن الحبيب فيه.
وختمت الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية، عميدة شؤون الطلبة ورئيسة اللجنة الرئيسية للدورة، كلمة الجامعة بالقول: «أتقدم لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، بعظيم الشكر والامتنان والتقدير والعرفان على رعايته الكريمة لافتتاح هذا الحدث الرياضي الجامعي المهم، كما أشكر إدارة جامعة السلطان قابوس على دعمها اللامحدود لكل ما من شأنه الارتقاء بالطلبة الأعزاء، والشكر موصول للجهات والمؤسسات الراعية، ولأعضاء اللجان المنظمة لهذه الدورة على جهودهم المخلصة طوال الأشهر الماضية استعدادًا لفعالياتها، ومختلف وحدات الجامعة والمؤسسات الشريكة على تعاونها في تذليل التحديات لتسهيل مهام اللجان المنظمة؛ كي ترى هذه الدورة النور، كما أشكر الجامعات المشاركة التي لم تتوانَ في تلبية دعوة الإخاء لنجتمع جميعنا في مسقط العامرة، وأن نشهد تنافسًا رياضيًا إيجابيًا يعكس الروح الأخوية الصادقة بين دول المجلس».
الحدث يعكس مكانة جامعة السلطان قابوس ودورها في دعم الأنشطة الرياضية -
أكدت الدكتورة أنفال بنت ناصر الوهيبية، مساعدة عميدة شؤون الطلبة، رئيسة اللجنة المنظمة للدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن جامعة السلطان قابوس، متمثلة في عمادة شؤون الطلبة، تشعر بالفخر والاعتزاز لتنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يعكس مكانة الجامعة ودورها الرائد في دعم الأنشطة الرياضية وتهيئة بيئة مناسبة تمكّن طلبة الخليج من إبراز مهاراتهم الرياضية، وحرصنا خلال الفترة الماضية على تجهيز كافة المنشآت الرياضية التي ستستضيف المنافسات، مثل: مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ونادي السيب، وملعب شؤون البلاط السلطاني، بما يتناسب مع أعلى المعايير الدولية لضمان توفير بيئة رياضية متميزة لجميع المشاركين، كما أننا عملنا بتعاون وثيق مع الجهات المختصة لضمان توفر جميع وسائل الدعم اللوجستي والفني لضمان سير الدورة بشكل سلس وآمن.
وحول أهمية مثل هذه الدورات الرياضية للطلبة، قالت الوهيبية: «تُعد الدورات الرياضية فرصة ذهبية للطلبة وذلك لتطوير مهاراتهم الرياضية، وصقل مواهبهم في مختلف الألعاب، ولكن الأهم من ذلك أنها تتيح لهم التفاعل مع أقرانهم من باقي دول الخليج، مما يعزز من التواصل وتبادل الخبرات والارتقاء بالروح الرياضية، وهذا النوع من الفعاليات يسهم في تعزيز الانتماء المشترك بين شباب الخليج، ويعزز مفهوم التعاون والتلاحم بين المجتمعات الجامعية في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن مثل هذه الفعاليات الرياضية تسهم في تنمية شخصيات الطلبة من خلال تعزيز الثقة بالنفس والانضباط والعمل الجماعي، وهي قيم أساسية في الحياة الأكاديمية والمهنية، ومن خلال هذه الدورة، نأمل أن نتمكن من تمكين الطلبة من التأثير بشكل إيجابي في مجتمعاتهم الرياضية والمجتمعات الأكاديمية على حد سواء».
وأضافت: «تسعى جامعة السلطان قابوس من خلال استضافة هذه الدورة إلى تعزيز الانتماء بين طلبة دول مجلس التعاون، ورفع اسم الجامعة في المحافل الرياضية الخليجية والدولية، وبلا شك، أن هذه الدورة هي بمثابة فرصة للتأكيد على أهمية الرياضة الجامعية في تقوية الروابط الأخوية بين الطلبة، والتفاعل بشكل إيجابي بين الجامعات الخليجية، ونأمل أن يكون هذا الحدث نقطة انطلاق نحو تعزيز التعاون الرياضي بين جامعات دول المجلس وتعميق العلاقات بين أبنائها على جميع الأصعدة، ونقدم الشكر لجميع من أسهم في الإعداد لهذا العرس الرياضي الكبير، وأدعو جميع المشاركين إلى اغتنام هذه الفرصة لإظهار أفضل ما لديهم من مهارات رياضية وبذل أقصى جهد لتحقيق النجاح، ونحن على يقين أن هذه الدورة ستكون علامة فارقة في تاريخ الرياضة الجامعية الخليجية».
ماجد البوصافي: الدورة منصة متكاملة للتقارب الشبابي والتنافس الرياضي -
أوضح الدكتور ماجد بن سعيد البوصافي، مدير مركز البحوث الإنسانية بجامعة السلطان قابوس، رئيس اللجنة الفنية للدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي لدول الخليج العربية، أن اللجنة الفنية تضطلع بمجموعة شاملة من المهام التنظيمية والإشرافية للدورة الرياضية، حيث تتولى وضع الشروط الفنية واللوائح المنظمة لكل مسابقة وفقًا للنظام الأساسي، كما تقوم بإعداد المادة الخاصة بالنظام الأساسي للدورة العاشرة بالتنسيق مع لجنة التسويق والإعلام، وتمتد مسؤولياتها لتشمل تحديد نظام المسابقات وإجراء القرعة، وفرز المؤسسات المشاركة وإعداد جداول المباريات، فضلًا عن التنسيق مع الاتحادات لترشيح الحكام وتوزيعهم على المباريات، كما تتولى اللجنة وضع نظام اختيار وتسجيل اللاعبين المجيدين للجوائز الفردية، والبت في الاحتجاجات والاستفسارات الفنية، وتعيين مراقبي المباريات، والتنسيق مع لجنة الملاعب والدعم اللوجستي لتوفير كافة المتطلبات والتجهيزات اللازمة لإنجاح المسابقات.
وأضاف: تشارك في الدورة 17 جامعة من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، ويصل إجمالي عدد المشاركين إلى 555 مشاركًا، منهم 416 طالبًا و139 من الإداريين والمدربين، وتشمل المنافسات سبع رياضات رئيسة هي: كرة القدم، والكرة الطائرة، وكرة السلة الثلاثية، وكرة الطاولة، وألعاب القوى، والسباحة، والريشة الطائرة، وفي منافسات ألعاب القوى، تتنوع المسابقات لتشمل سباقات الجري لمسافات مختلفة (100 متر، 200 متر، 400 متر، 800 متر، 1500 متر)، وسباق التتابع 4*100 متر، والوثب الطويل، ودفع الجلة، أما في السباحة، فتتضمن المنافسات سباقات 50 مترًا في مختلف الأساليب (حرة، وظهرا، وصدرا، وفراشة)، إضافة إلى سباق 100 متر حرة وتتابع 4*50 مترًا متنوعًا.
وحول أهمية إقامة هذه الدورة، قال البوصافي: الدورة الرياضية لطلبة مؤسسات وجامعات دول الخليج العربي تمثل منصة متكاملة للتقارب الشبابي والتنافس الرياضي على المستوى الخليجي، وتكتسب هذه الدورة أهمية استراتيجية في تعزيز الوحدة الخليجية، حيث توفر فضاءً مشتركًا للتواصل المباشر بين شباب دول مجلس التعاون، مما يسهم في ترسيخ الهوية الخليجية المشتركة من خلال التنافس الرياضي الشريف، كما أن هذه الدورة تحمل أبعادًا متعددةً تتجاوز الجانب الرياضي، فعلى الصعيد الصحي، تشجع الدورة على تبني نمط حياة صحي بين الطلبة، كما تتيح فرصة ثمينة لاكتشاف المواهب الرياضية الشابة ودعمها، وفي السياق الأكاديمي، تسعى الدورة إلى تحقيق التوازن المنشود بين التحصيل العلمي والنشاط البدني، مما يعزز مفهوم التعليم الشامل الذي يجمع بين التطور العقلي والجسدي، كما تسهم في تطوير المهارات القيادية والاجتماعية للطلبة من خلال العمل الجماعي والمنافسة الإيجابية، وعلى صعيد العلاقات المؤسسية، تفتح الدورة آفاقًا جديدةً للتعاون بين الجامعات الخليجية، مما يعزز تبادل الخبرات في مجالي الرياضة والتعليم، ويقوي أواصر التعاون بين المؤسسات التعليمية في دول المجلس، وتطمح اللجنة المنظمة للدورة إلى ترسيخ ثقافة الرياضية المستدامة في المجتمع الطلابي الخليجي، وتسهم في بناء جيل واعٍ يجمع بين التميز الأكاديمي والتفوق الرياضي.
من جانب آخر، عقد مساء أمس الاجتماع الفني للدورة بحضور رؤساء الوفود وممثلي الجامعات والمدربين، حيث اطلع الحضور على كافة تفاصيل الدورة وشروطها ونظامها وجدول منافسات الفرق المشاركة، كما تمت مناقشة الأمور الفنية الخاصة بالدورة واعتماد أسماء اللاعبين لكل فريق، واعتماد كشوفات لاعبي الجامعات المشاركة والاتفاق على القوانين التي ستطبق في الدورة، وكذلك اعتماد الحكام الذين سيشرفون على منافسات الدورة في كل لعبة، ويتوقع المراقبون أن يكون مستوى الدورة مرتفعًا من حيث التنافس بين اللاعبين لتحقيق نتائج متقدمة، خاصة أن معظم الجامعات أعدت لاعبيها في معسكرات تدريبية من أجل تحقيق نتائج متميزة.
وكانت جامعة السلطان قابوس قد بدأت الاستعداد مبكرًا لهذه الدورة من خلال تشكيل عدد من اللجان العاملة بهدف ظهور الدورة بالمستوى الذي يناسبها من حيث التنظيم الإداري والمستوى الفني ونجاحها والإسهام في إيجاد أفضل الأجواء التنافسية للمشاركين، مما يساعدهم في الحصول على أفضل النتائج الإيجابية وارتفاع المستوى الفني لديهم، خاصة بعد السمعة الطيبة التي نالتها جامعة السلطان قابوس في التنظيم الإداري والفني خلال السنوات الماضية، وتحرص جامعة السلطان قابوس على توفير أفضل الإمكانيات في مختلف الجوانب وتأمين التسهيلات اللوجستية من أجل ضمان نجاح الدورة، وتعطيها المؤشر الإيجابي للاستمرارية لسنوات أخرى قادمة، وتمتلك سلطنة عمان الملاعب المهيأة لتنظيم الدورات والبطولات الخليجية والآسيوية والعالمية.
إثارة كبيرة في انطلاق منافسات كرة القدم -
شهدت منافسات كرة القدم مع انطلاقها اليوم الأحد إثارة كبيرة في اللقاءات الأربعة، حيث استطاع فريق جامعة السلطان قابوس الفوز على جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بنتيجة 3 / صفر، كما تغلب فريق جامعة التقنية والعلوم التطبيقية على نظيره جامعة الكويت 6 / 1، وفاز فريق جامعة المجمعة على جامعة أم القرى 1 / صفر، أما فريق جامعة جازان فتغلب على جامعة حمدان بن خليفة بنتيجة 7 / صفر.
وأشار الدكتور أمين محمود جعفر، عضو اللجنة الفنية لكرة القدم، وعضو لجنة أهلية اللاعبين بالدورة الرياضية، إلى أن فريق جامعة السلطان قابوس لكرة القدم استعد جيدًا لهذه الدورة من خلال المباريات التجريبية التي أُجريت قبل انطلاق المنافسات، وأضاف: «تم رفع مستوى اللياقة البدنية والأداء الذهني والنفسي للطلبة المشاركين في منافسات كرة القدم، وبلا شك أن الهدف الأساسي من هذه الدورة هو إشراك جميع الطلبة في المباريات، وفريق جامعة السلطان قابوس يسعى للوصول إلى المراحل المتقدمة في منافسات كرة القدم بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الحبسي».
وأضاف: «من ضمن الأهداف الأساسية لهذه الدورة هو إيجاد بيئة تنافسية بين الطلبة، وتحفيز الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تعمل على تعزيز الصحة النفسية والجسدية»، وحول أهمية هذه الدورات والبطولات قال: «مثل هذه الدورات تقوم على تعزيز الثقافة ونشر الوعي الرياضي بين الطلبة، كما أنها تشجع على ممارسة الرياضة كأسلوب حياة بالنسبة للطالب الجامعي، ومن خلالها نستطيع تنمية الروح الرياضية والقيم الأخلاقية والانضباط بين الطلبة في الملعب، وأيضًا الاحترام داخل الملعب بين الخصوم مما يؤدي إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الطلبة المشاركين وتحقيق عملية التنمية الرياضية على المستويين المحلي والخليجي».
وتابع أمين جعفر حديثه بالقول: «تتيح هذه الدورات اكتشاف المواهب الرياضية الجديدة، كون أن الجامعات غنية بالمواهب غير المكتشفة التي تحتاج إلى اكتشاف وتطوير مستوى أدائها؛ لكي تصبح من الرياضيين البارزين في سلطنة عمان»، وفي مسابقة كرة القدم، تشارك 8 جامعات تم تقسيمها إلى مجموعتين، حيث تضم المجموعة الأولى جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة الكويت، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، بينما تضم المجموعة الثانية جامعة المجمعة، وجامعة أم القرى، وجامعة حمدان بن خليفة، وجامعة جازان، وتقام منافسات كرة القدم على 4 ملاعب هي مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وملعب نادي السيب، وملعب شؤون البلاط السلطاني، وملعب جامعة السلطان قابوس.
تدريبات مكثفة تصقل فريقي الريشة الطائرة وكرة الطاولة -
أوضح أحمد بن حماد المفرجي مدرب فريقي كرة الطاولة والريشة الطائرة، أن الفريقين في جاهزية تامة لخوض غمار منافسات الدورة الرياضية العاشرة لطلبة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تنظمها جامعة السلطان قابوس حتى 24 من يناير الجاري، وأضاف: تم اختيار لاعبي الفريقين من البطولات السابقة سواء التي أقيمت داخل جامعة السلطان قابوس أو على مستوى مؤسسات التعليم العالي، ومنذ شهر أبريل 2024 قمنا بعمل خطة متكاملة بهدف صقل اللاعبين الذين تم اختيارهم وقمنا بتكثيف التدريبات بطرق عملية وحديثة وبخطط واستراتيجية واضحة المعالم بغية الوصول بهم إلى الجاهزية الكاملة قبل انطلاق منافسات الدورة، كما أنخرط اللاعبون في عدة معسكرات خلال الفترة الماضية بهدف تجويد التدريبات والتركيز على الجوانب الفنية والمهارية ورفع اللياقة البدنية وكذلك لعب عدة مباريات ودية مع فرق قوية أكسبت اللاعبين الخبرة المناسبة وزيادة احتكاك اللاعبين مع فرق قوية من أجل الوقوف على مستوى كل لاعب، وقبل انطلاق المنافسات بأيام بسيطة خضع اللاعبون لمعسكر مغلق وزيادة الحصص التدريبية وكذلك لعب مباريات ودية.
وقال المفرجي: بلا شك أن إقامة مثل هذه البطولات تسهم في تعزيز روح الانتماء الوطني، وتمكين الطلبة رياضيًا لرفع اسم مؤسساتهم التعليمية، بالإضافة إلى توثيق الصلات الأخوية بين الطلبة وتبادل الخبرات بينهم، كما يأتي تنظيم هذه الدورة وألعابها في إطار تمكين طلاب الجامعات وإعدادهم رياضيًا لتمثيل مؤسساتهم في المحافل الرياضية، مما يسهم في تطوير مواهبهم وقدراتهم الرياضية لتكون الجامعات ومؤسسات التعليم العالي الرافد الأساسي للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب الرياضية، وتتلخص رؤية الدورة في أن تصبح إحدى أهم الأحداث الرياضية في منطقة الخليج العربية، وأن تسهم بشكل فاعل في بناء وصقل المواهب الرياضية، أما رسالة الدورة فتؤكد روح الانتماء، وتعميق الشعور الوطني بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، وتوثيق الصلات والروابط الأخوية فيما بينهم.
ويتولى الإشراف على الدورة فريق مكون من عدة جامعات، حيث تتكون اللجنة الإشرافية للدورة من جامعة السلطان قابوس وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة أم القرى، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وجامعة الملك فيصل، والأمانة العامة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بينما تتكون اللجنة الفنية للدورة من جامعة السلطان قابوس، وجامعة حمد بن خليفة، وجامعة أم القرى، وجامعة الكويت، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الخليج العربي، والأمانة العامة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أما لجنة أهلية اللاعبين فتتكون من الأمانة العامة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية.