إخفاق مشروع الرصيف العائم في غزة.. تكاليف باهظة ونتائج محدودة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
منذ إطلاق عملية الرصيف العائم كجزء من جهود الولايات المتحدة لدعم اهالى قطاع غزة في ظل الصراع بين قوات الاحتلال الاسرائيلى وحماس، فإن هذه المبادرة التي كان يُفترض أنها تخفف من معاناة سكان القطاع لم تحقق الأهداف المرجوة، بل أضافت تعقيدات جديدة ، بدلاً من توفير الإمدادات الإنسانية بالكمية والنطاق المطلوبين، واجه الرصيف تحديات أمنية وجوية حدّت من فعاليته، مما أسهم في تفاقم الوضع الإنساني بدلاً من تحسينه.
كشف تقرير صادر عن هيئة رقابية حكومية حديثًا عن إخفاق مشروع الرصيف العائم في غزة، والذي تمت الموافقة عليه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن ، حيث كان المشروع، الذي كان يهدف إلى تحسين جهود المساعدات الإنسانية، واجه مخاطر امنية ناجمة عن منطقة الحرب النشطة ، وقد أثار هذا المشروع جدلاً واسعًا بسبب تكلفته الباهظة ونتائجه المحدودة.
تركيز على الرصيف العائم وإهمال الحلول الأخرى..
أعرب مسؤولون من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) عن مخاوفهم من أن التركيز على الرصيف العائم قد أدى إلى تهميش الجهود الأكثر فاعلية لإعادة فتح المعابر البرية إلى غزة، التي تعتبر الوسيلة التقليدية والأكثر استدامة لنقل الإمدادات الإنسانية. ومع أن الرصيف العائم كان جزءًا من استراتيجية أوسع لإيصال المساعدات، إلا أن الأزمات الجوية والمشاكل الأمنية المتكررة جعلت تشغيله غير مستدام.
نتائج محدودة رغم التكلفة العالية..
أشار تقرير المفتش العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى أن الرصيف العائم، الذي بلغت تكلفته 230 مليون دولار، عمل لمدة 20 يومًا فقط على مدى شهرين، ولم يتمكن من تقديم سوى جزء صغير من المساعدات المطلوبة ، بدلاً من تقديم إمدادات غذائية تكفي لـ500 ألف فلسطيني لمدة ثلاثة أشهر، تمكن الرصيف من تلبية احتياجات 450 ألف شخص لمدة شهر واحد فقط كما جاء فى التقرير ، وأكد نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، نائب الأدميرال براد كوبر، أن الرصيف قدّم 19.4 مليون رطل من المساعدات خلال فترة تشغيله على حد قوله.
انتقادات لبايدن وتحديات لوجستية..
اعترف الرئيس بايدن بخيبة أمله إزاء نتائج المشروع، مشيرًا إلى أنه كان يأمل في نجاح أكبر ومع ذلك، فإن الظروف الجوية القاسية كانت من بين العوامل الرئيسية التي قللت من فعالية المشروع، حيث أن الأمواج العاتية والرياح الشديدة أجبرت الرصيف على التوقف عن العمل عدة مرات.
مشكلات في توزيع المساعدات واستمرار المخاطر الأمنية..
لم تقتصر التحديات على الظروف الجوية فقط، بل إن توزيع المساعدات داخل غزة واجه مشكلات كبيرة، بما في ذلك نهب القوافل والهجمات على مستودعات برنامج الأغذية العالمي واحتجاز السائقين ، كما أدت العمليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية إلى تغيير مسارات توزيع المساعدات بشكل متكرر، مما زاد من صعوبة تنفيذ المشروع.
انتقادات داخلية وحوادث بين أفراد الجيش الأمريكي..
فيما أصبحت قضية الرصيف العائم محورًا للانتقادات السياسية، تعرض المشروع أيضًا لانتقادات شديدة من قبل أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين وصفوه بأنه "إهدار فادح لأموال دافعي الضرائب". كما شهدت عملية تشغيل الرصيف إصابات بين أفراد الجيش الأمريكي، مما زاد من تعقيد المشروع وأثار المزيد من التساؤلات حول جدواه.
فشل مشروع الرصيف العائم في غزة في تحقيق الأهداف المرجوة منه، رغم التكلفة الكبيرة والتحديات اللوجستية التي رافقته. ومع استمرار الجدل حول جدواه، يبدو أن الحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيات المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاعات أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرصيف العائم جهود الولايات المتحدة أهالي قطاع غزة الإسرائيلي وحماس معاناة سكان القطاع الإمدادات الإنسانية تحديات أمنية تفاقم الوضع الإنساني الرئيس الأمريكى جو بايدن الرصیف العائم
إقرأ أيضاً:
تجمع القبائل والعشائر بالقطاع يؤكد رفضه المطلق لمحاولات تهجير الغزيين: 144شهيدًا وجريحًا في مجازر جديدة للاحتلال بغزة ودعوات للسماح بمرور المساعدات الإنسانية
الثورة / غزة / وكالات
واصلت قوات العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 37 على التوالي، منذ خرق اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة يوم 18 مارس 2025م؛ مخلفة العشرات من الشهداء والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، على مرأى ومسمع وصمت مخز من العالم والمجتمع الدولي، وبدعم كبير ومفضوح من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس، وصول 39 شهيداً و 105 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ولازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 51,305 شهداء و 117,096 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
كما ارتفعت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025م إلى (1,928 شهيداً، 5,055 إصابة)
واستشهد تسعة فلسطينيين وأصيب عدد من المواطنين ظهر أمس الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش العدو الصهيوني، بقصف منزلٍ في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفجر أمس، استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف مروع للعدو الإسرائيلي استهدف خيام النازحين داخل مدرسة يافا في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني انتشال جثامين الشهداء ونقل المصابين من موقع القصف، مؤكدًا أن المدرسة كانت تؤوي نازحين فرّوا من مناطق الحرب.
فيما أفادت مصادر صحفية فلسطينية، باستشهاد وإصابة عدد من المواطنين في غارة “إسرائيلية” استهدفت مدينة دير البلح وسط القطاع.
وبحسب المصادر، فإن طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة من المواطنين في شارع السلام بمدينة دير البلح، ونقلت على إثره طواقم الإسعاف جثمان شهيد و4 إصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط المدينة، جراح بعضهم وصفت بالخطيرة.
إلى ذلك كشف مدير مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا، أن أطفال قطاع غزة في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة مُتابعتهم طبيا بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال.
وشدد على أن قطاع غزة يمر في المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية.
ولفت الفرا، إلى أن انعدام التغذية المناسبة والأدوية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد خاصة الأطفال الخدج.
وأفاد بأن استمرار منع الإمدادات الغذائية والدوائية، يشير إلى أن أطفال قطاع غزة أمام مشهد خطير وكارثي.
سياسيًا، أكد تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في قطاع غزة رفضه لكل محاولات ومقترحات تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم، مثمنًا مواقف الدول الرافضة لهذه المخططات.
واعتبر التجمع في بيان، أمس الأربعاء، أي مشاركة فيها أو موافقة عليها، جريمة وخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، مضيفا “أرض غزة جزء أصيل من أرض فلسطين التاريخية، وهي أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عنها أو التهاون في حماية أهلها”.
وحذر التجمع، من المحاولات المشبوهة والمخططات الخبيثة التي ينفذها بعض المارقين والمأجورين، لزعزعة الأمن الداخلي وتهديد السلم الأهلي.
ودعا وزارة الداخلية لتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية الجبهة الداخلية، مطالبًا بالضرب بيدٍ من حديد على كل من يسعى إلى إشاعة الفوضى أو إعادة حالة الفلتان الأمني.
وأعلن التجمع وقوفه التام مع الوزارة في أي إجراءات قانونية وتنفيذية، تضمن استقرار الأمن في قطاع غزة، موجهًا نداءً تاريخيًا عاجلاً إلى القبائل العربية والعشائر الأصيلة في الوطن العربي والإسلامي، لنصرة غزة وأهلها.
وفي برلين، دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، في بيان مشترك، كيان الاحتلال إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق التزاما بالقانون الدولي.
وقال الوزراء “يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية مطلقا كأداة سياسية، ويجب ألا تقلَص مساحة الأراضي الفلسطينية أو يتم إخضاعها لأي تغيير ديموغرافي”.
ودعا الوزراء أيضا جميع الأطراف إلى العودة إلى وقف إطلاق النار، ودعوا “حماس” للإفراج الفوري عن الأسرى المتبقين لديها.